سوريون موالون للأسد لجأوا إلى أوروبا

حجم الخط
0

نور عويتي : أوروبا، المكان الذي وجد فيه السوريون أملاً جديداً لاستكمال حياتهم والبدء من جديد في ظل الحرية والأمان، وبحثاً عن ذلك الحلم، نشهد يومياً رحلات الموت البحرية، التي تنقل السوريين للوصول إلى شواطئ أوروبا.
قد يكون الطموح لحياة أفضل، هو الشيء الوحيد الذي يجمع السوريين في القارة العجوز، بعد أن فرقت الثورة السورية بين المؤيدين والمعارضين للنظام. سكان البلد الواحد في أوروبا، منهم من هرب خوفاً من الموت بقصف طيران الأسد أو في معتقلاته.
ومنهم من سافر لمجرد البحث عن مكان أفضل، ولاستغلال الظرف والفرصة الممكنة للحصول على جنسية تتيح له عيشا كريما. وبعض المسافرين هم من موالي النظام السوري، ولم يتخلوا عن الدفاع عنه حتى بعد لجوئهم إلى البلاد الغربية. لفهم أسباب لجوء هؤلاء بشكل أدق، لا بد من الاستماع لهم.
سوزان، التي تبلغ من العمر 32 سنة، والتي لجأت إلى ألمانيا منذ ما يقارب ثلاث سنوات، قالت: «في بداية عام 2014، قررت أن أخوض مغامرة السفر إلى أوروبا، بعد أن أصبح الوضع في دمشق لا يحتمل، ففي كل يوم هناك، كان عدد القذائف يزيد، فشعرت بالخوف بأن يصل الإسلاميون إلى بيتي الموجود في منطقة العباسيين، وذلك ما كان قريباً من التحقق عدة مرات في السنين الماضية، ولذلك قررت السفر».
وتضيف: «نعم أنا مع الأسد، فأنا لا أريد أن يتولى الحكم إسلاميون كما حدث في مصر وتونس، ولا أريد أن أصبح مجبرة في بلدي على وضع الحجاب والاحتشام كما هو الحل في السعودية».
وأما أحمد، 27عاماً، والذي كان طالباً في كلية الهندسة الإلكترونية، والذي لجأ إلى السويد قبل 4 أعوام، يقول: «قررت السفر إلى أوروبا في صيف 2013، بسبب خوفي من سوقي إلى الخدمة العسكرية الإلزامية، كما حدث مع أحد من زملائي في الجامعة، ومهما استطعت أن أؤجل التحاقي إلى صفوف الجيش، فإن الأمر مفروغ منه في النهاية، ولابد لي أن أخدم العلم أو أسافر، فذلك كان الحل الوحيد».
وتابع «رغبتي بتحييد نفسي عن الخدمة العسكرية والدخول في قلب المعركة، لا يعني بأنني أعارض النظام، فأنا أؤمن بأن بشار الأسد هو الرئيس الأفضل، كما أنه بات من البديهي إدراك المخططات الصهيونية، التي استخدمت المنابر العربية منذ اللحظة الأولى في محاولة لحشد إرهابيي العالم في مكان واحد والقضاء عليهم معاً»،
ويجزم بالتأكيد: «لو لم تكن الخدمة إجبارية في سوريا لما كنت خرجت منها أبداً».
من جهته، قرر أسعد، 36عاما كان يعمل في مختبر طبي ولجأ إلى السويد قبل أربعة أعوام، أن يسافر إلى السويد سنة 2013، بعد أن تم الاشتباك بين المعارضة وجيش النظام في منطقة مخيم اليرموك.
ويوضح: «خسرت مختبري الطبي هناك، فسافرت إلى أوروبا، ومن ثم قمت بلم شمل أسرتي، ونحن نعيش في السويد منذ ذلك الوقت، بعد أن أمضيت عاماً في لبنان كان صعباً بكل المقاييس، فأوروبا شكلت فرصة جيدة لنا بعد خسارتنا الفادحة في دمشق، وفرصة لتعليم أبنائي وحصولهم على الجنسية».
ويزيد: «نعم أنا مع الأسد، على الرغم أنني أعلم بأن للجيش السوري بعض التجاوزات والأخطاء، ولكن لولا دخول المعارضة إلى مخيم اليرموك لما كان المخيم قصف، هم احتموا بالمدنيين واستخدمونا كدروع بشرية، ومن الطبيعي أن يقوم الجيش بمهاجمة الإرهاب أينما وجد، فلكل فعل ردة فعل»
ويتابع: «حتى لو اتفقنا على وجود أخطاء كبيرة ارتكبها النظام، ولكن بقاء البلد تحت حكم الأسد هو أفضل الحلول الممكنة، وإذا سقط النظام فإن سوريا ستصبح كالعراق».
نبيل سنة بدوره، كان طالب تجارة واقتصاد ولجأ إلى فرنسا سنة 2013، قرر أهله تسفيره إلى أوروبا عام 2013، بعد أن قضى تفجير إرهابي على عمه وابنه في مسجد «الإيمان» في حي المزرعة.
يقول: «الخوف دفع أهلي إلى تسفيري أنا وأخي إلى أوروبا. ووجدنا في ذلك فرصة لاستكمال تعليمنا في جامعات أفضل، وأيضاً الحصول على جواز سفر يخولني السفر إلى أي مكان دون التعقيدات والرفض التي يناله جواز السفر السوري». ويؤكد نبيل: «أنا مع الأسد، وقمت أنا وأخي بانتخابه سنة 2014».
أسباب الموالين للجوء إلى أوروبا، لا تختلف كثيراً عن الأسباب التي دفعت المعارضين إلى اللجوء إليها، فالخلاف بينهم هو الرأي السياسي والتحليل لما حصل في سوريا، ولكن رغبتهم بالخروج من قوقعة الحرب التي أبرمها النظام على شعبه والمعارضة، دفعتهم لركوب البحر سوية والاتجاه إلى مكان جديد مشترك.

سوريون موالون للأسد لجأوا إلى أوروبا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية