رام الله – «القدس العربي»: التزم الفلسطينيون في جمعة الغضب التي أعلنتها اللجنة الوطنية لمتابعة إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ووقعت مواجهات عقب المسيرات الجماهيرية في كل من محيط سجن عوفر من جهتي رام الله والقدس وحاجز قلنديا شمال القدس وبيتا جنوب نابلس وعلى المدخل الشمالي لبيت لحم وفي الناقورة شمال نابلس وبيت امر في الخليل وعلى المدخل الغربي لبلدة سلواد شرق رام الله.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن العشرات أصيبوا بحالات اختناق في مختلف مدن الضفة الغربية بسبب الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الاحتلال، فيما أعلن عن إصابة حرجة في الرأس بالرصاص الحي في قرية النبي صالح القريبة من مدينة رام الله.
وأكدت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة أن 1200 أسير في سجن عوفر القريب من رام الله أدوا صلاة الجمعة باللباس البني الموحد المعروف باسم «الشاباص وهو اللبس الخاص بالأسرى وأعادوا وجبات الطعام إسناداً ودعماً للأسرى المضربين في بقية السجون الإسرائيلية.
قوات القمع تعتدي
على المضربين في عسقلان
من جهته نقل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة عن الأسيرين المضربين عن الطعام في سجن عسقلان نصر أبو حميد المحكوم بالمؤبد، والأسير المريض سعيد مسلم إن وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال، أقدمت على اقتحام غرف الأسرى المضربين واعتدت عليهم لرفضهم الوقوف للتفتيش وإثر ذلك أُصيب خمسة أسرى برضوض في الوجه والرأس وتم نقلهم إلى عيادة السجن.
وأوضحت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة، المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن محامي الهيئة نقل شهادة للأسير نصر أبو حميد إثر زيارة أجراها له وفيها قال «إن أوضاع المضربين صعبة للغاية، نتيجة لاستمرار إدارة السجون بالاقتحامات والتفتيشات المكثفة بشكل يومي بهدف إرهاقهم وإنهاكهم وإذلالهم». وأشار إلى أن إدارة السجن أجرت محاكمات داخلية للأسرى المضربين وفرضت عليهم عقوبات وغرامات مالية بقيمة 500 شيقل على كل أسير وعزل في الزنازين لمدة عشرة أيام، وتم سحب الملح من المضربين كوسيلة ضغط عليهم لكسر الإضراب.
وأضاف الأسير أبو حميد «أن الأسرى المضربين يقاطعون الفحوصات الطبية وهناك مخاوف وقلق على حياة المرضى منهم، خاصة الأسير نزيه عثمان المصاب بمرض القلب وإبراهيم أبو مصطفى المصاب بأمراض الكلى والكبد، اللذين نُقلا أكثر من مرة عنوة إلى المستشفيات وعيادة السجن.»
وذكر المحامي عجوة أن الأسير المريض سعيد مسلم الذي يعاني من أمراض القلب نُقل إلى مستشفى برزلاي مرات عدة بسبب التعب الشديد، وضيق التنفس الذي طرأ عليه، وقد مكث في المستشفى ستة أيام.»
من جهة ثانية ناشد أسرى فتح في سجن النقب الصحرواي وجميع الأسرى الذين يخوضون الإضراب عن الطعام جميع أبناء الشعب الفلسطيني للقيام بمزيد من الحراك والتضامن معهم. وقال الأسير المحرر مجدي الصوص (34 عاما) من مخيم جنين بعد الإفراج عنه لانتهاء محكوميته التي استمرت 14 عاما في سجون الاحتلال إن الأسرى بحاجة لحراك دائم لنصرتهم.
وشدد على أن الأسرى يؤكدون استمرارهم في الإضراب لتحقيق مطالبهم العادلة، حتى ولو وصل الأمر إلى الامتناع عن شرب الماء، وإن الأسرى موحدون ومستمرون في الإضراب، وهم قرروا الانتفاض على الظلم الممارس بحقهم وخاضوا الإضراب لنيل حقوقهم المشروعة دينيا ووطنيا وإنسانيا. وأوضح أن الإضراب جاء رفضا لسياسة سياسة العزل والحرمان للمعتقلين في السجن وفرض الغرامات المالية الباهظة عليهم، وانتهاج سياسة الاقتحامات والتفتيش للأقسام وحرمانهم من الحقوق الإنسانية.
الرئيس عباس التقى
مع عائلات الشهداء والأسرى
واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، وفداً من عائلات الشهداء والأسرى المضربين عن الطعام من مختلف محافظات الوطن. وأكد أن القيادة الفلسطينية تجري اتصالات مع مختلف الأطراف الدولية للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل الاستجابة لمطالب الأسرى الإنسانية والعادلة.
وأشار إلى أن قضية الأسرى تحتل الأولوية في اهتمامات القيادة، داعيا الجميع إلى الوقوف إلى جانب الأسرى وقضيتهم العادلة، والتخفيف من معاناتهم ومعاناة أهاليهم. وناشد الوفد الرئيس عباس لبذل أكبر جهد ممكن من أجل إنقاذ حياة أبنائهم الأسرى، وخاصة أن إضرابهم دخل يومه الثالث عشر، مؤكدين أن الرئيس يقف دوما إلى جانبهم، ويخفف من معاناتهم. وقدم مدير عام مركز أبو جهاد للحركة الأسيرة فهد أبو الحاج الجزء الثاني من موسوعة «تجارب الأسرى الفلسطينيين والعرب، والأسيرات داخل السجون الإسرائيلية». كما قدم التقرير السنوي للمركز الذي يحتوي على 120 الف وثيقة، ومتحف للحركة الأسيرة الفلسطينية.
وحضر اللقاء أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات ونائب رئيس حركة فتح محمود العالول، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.
الأمن الفلسطيني يعتدي
على الأسير المحررعدنان
ورغم محنة الأسرى في سجون الاحتلال إلا أن الاعتداءات على الأسير الفلسطيني المحرر الشيخ خضر عدنان استمرت، وهذه المرة كانت على أيدي أجهزة الأمن الفلسطينية. وقال القيادي في حركة حماس ووزير الأسرى السابق في الضفة الغربية وصفي قبها إن ما أقدمت عليه الأجهزة الأمنية الفلسطينية في مدينة نابلس من اعتداء على الشيخ خضر عدنان والأستاذ محمد علان خلال مشاركتهما في فعالية إضراب الحرية والكرامة نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، يعتبر تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، وهو بمثابة الاعتداء على الشعب الفلسطيني ومسيرته النضالية، فضلا عن كونه اعتداءً على كرامة الأسرى عموما.
وأوضح قبها في تصريح صحافي أن هذا الاعتداء هو استهداف للمقاومة والحركة الوطنية، وأن الأصل تكريم من لهم دور بالتصدي للاعتقال الإداري ومن هو عنوان للوحدة والمقاومة. واستنكر الحملة الظالمة واللاأخلاقية التي يتعرض لها الشيخ خضر، معتبراً أن هناك مخططا وأجندات جاهزة لكيل الافتراءات والاتهامات لتشويه الشيخ وصورته النضالية، وأن كل ما يجري بحق الشيخ خضر يصب في مصلحة الاحتلال.
ودعا قبها إلى محاسبة ومعاقبة كل من اعتدى على الشيخ خضر، كما تمنى الشفاء لماهر الأخرس الذي يرقد الآن في أحد مستشفيات نابلس نتيجة ما تعرض له من اعتداءات وحشية ولا إنسانية من قبل الأمن في نابلس.
فادي أبو سعدى