من أين يأتي السيسي بشبابه؟

حجم الخط
3

القاهرة – أحمد رمضان: «شباب مصر هم أمل مصر، بحماسهم الوطني وكفاءتهم العلمية نبني مصر المستقبل، وبإخلاصهم ستحيا مصر».. جزء من كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في إحدى مؤتمراته التي تطلق عليها الرئاسة اسم «المؤتمر الوطني للشباب».
3 دورات لهذا الشباب عقدوا حتى الآن، الأولى في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي في مدينة شريم الشيخ، والثاني استضافته محافظة أسوان في كانون الثاني/يناير 2017، أما الثالث فكان من نصيب محافظة الإسماعيلية.
لا يتوقف أبدا السيسي عن الحديث عن الشباب ودورهم في صناعة المستقبل وضرورة الاستعانة بهم في المناصب القيادية والحيوية في الدولة. يطلق الدعوة تلو الأخرى ويلتقط الصور التذكارية وسط الشباب، ويشيد بدورهم وحيويتهم التي بالفعل لم تختبر حتى الآن.
لكن مؤتمر الشباب الأخير شهد تحولا في تعامل رأس النظام مع الشباب الذي يشيد بهم دائما. فمن الإشادة والتأكيد على دورهم، إلى دمجهم بشكل مباشر في العمل التنفيذي والحكومي، بشكل مفاجئ وغير معلن قبلها.
في ختام فعاليات المؤتمر الثالث للشباب في الإسماعيلية، إبريل/ نيسان 2017، طالب السيسي من الشباب نموذج المحاكاة «لتشكيل مجموعة تحفيز ومتابعة العمل مع الحكومة»، معتبرا أن عملهم التنفيذي «يعد بمثابة جسر بين الفكرة والتنفيذ»، مؤكداً أن الدولة «تؤهل الشباب للعمل مع الحكومة والمحافظين».
دعوة السيسي جاءت على هامش مشاركته في جلسة محاكاة للحكومة وطرح للأفكار.
في 19 أيلول/سبتمبر 2015، أطلق الرئيس ما أسماه «البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة»، في كلمته خلال «أسبوع الشباب بالجامعات»، مشيرا إلى أن الهدف من البرنامج «تخريج قيادات شابة قادرة على الإدارة وتولى المسؤولية والمناصب القيادية وفقا لأساليب الإدارة الحديثة، وتكون مؤهلة للعمل السياسي والإداري والمجتمعي».
بدأ العمل بالبرنامج بعد أيام قليلة من إطلاقه، ووضعت معايير واضحة لاختيار الشباب الذين سيتم ضمهم إليه، وتوزيعهم الداخلي على اللجان المختلفة، وأيضا المدة اللازمة لتخرج الشباب.
مصدر من القائمين على البرنامج كشف لـ «القدس العربي» تفاصيل الطريقة التي تمت خلال العامين الماضيين لاختيار شباب البرنامج، والتي تشبه في شكلها الطريقة التي كان يمارس بها الحزب الوطني المنحل نشاطاته الشبابية في مصر.
ويقول المصدر: «فكرة البرنامج قائمة في الأساس لاختيار شباب من مختلف الخلفيات الدراسية لتطوير أدائهم وضمهم للجهاز الإداري للدولة فيما بعد، وبيبن أن الفكرة «جاءت بعد اقتراح من أحد مستشاري السيسي، بأن يكون البرنامج جسر تواصل بين الشباب والرئاسة».
ويضيف: «الموضوع ليس سرا، والاستعانة بشباب انتمائهم الأول لمصر وللسلطة الحالية أمر متعارف عليه في كل الدنيا، وفكرة دمج الشباب في المصالح الحكومية والعملية معروفو ومعلنة عنها».
وحسب المصدر، فإن «البرنامج يوفر فرص عمل في مؤسسات الدولة للشباب الخريجين منه، بعد تقسيمهم لعدة مستويات، حيث في المجمل يتم إلحاق الخريجين بوظائف قيادية مع كبار المسؤولين التنفيذيين والحكوميين في مصر، فضلاً عن توفير فرص عمل تنفيذية أخرى في قطاعات الوزارات والمحافظات».
تكشف منى أحمد، اسم مستعار، عن أن بعض اجتماعات ولقاءات الشباب أعضاء البرنامج الرئاسي للتأهيل، تتم في فندق الماسة، التابع للقوات المسحلة المصرية، موضحة أن «لقاءات دورية تتم مع وزراء ومسؤولين كان آخرهم محافظ البنك المركزي المصري لمناقشات بعض الأمور الاقتصادية».
تنفي أحمد، حدوث أي إقصاء على حسب الانتماء السياسي، قائلة إن «بعض الشباب الموجودين في الدورة الحالية معارضين لبعض سياسات النظام الحالي، ويتم الاستماع لكل آراءهم ومعرفة مواقفهم ودمجهم في المناقشات الحيوية الخاصة بفعاليات المؤتمر».
وتشرح مراحل الانضمام للبرنامج بالقول : «يتم التسجيل أولا على الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج بعد الاطلاع على كل التفاصيل الخاصة به، ثم يتم فلترة المتقدمين إلكترونيا والتواصل مع من وقع الاختيار عليهم، ثم تتم المرحلة الثانية من الإلتحاق، والتي تكون عبارة عن اختبارات للغة العربية والإنكليزية، وأخيرا لقاء شخصي مع كل مرشح، يجريه أكاديميون متخصصون»
الدورة الأخيرة من البرنامج تقدم إليها18 ألف شاب من مختلف محافظات الجمهورية، لذا كان هناك تحد كبير لاختيار500 منهم فقط، لم يسألنا أحد عن موقفنا السياسي، تقدمنا بالأوراق المطلوبة فقط وانتظرنا النتائج»، وفق أحمد.
وعن إجراء أي فحص أمني للمتقدمين، تقول : «من الحتمي إجراء فحص لمعرفة المتقدمين، أنت تؤهل شباب للدخول في الرئاسة والمؤسسات الحيوية وقلب الدولة المصرية، يجب أن يعرف القائمون على البرنامج أن الشباب المتقدم لا يشكل أي خطورة على الأمن القومي المصري أو ما شابه ذلك».
يضم الفريق الإداري للبرنامج الوطني للتأهيل، 4 شخصيات بارزة، أولها الدكتور طارق شوقي، الذي كان يشغل منصب مستشار الرئيس لشئون التعليم وأصبح حاليا وزيرا للتربية والتعليم، بالإضافة إلى «ممثلة للشباب» تدعى سارة البطوطي والتي يعرفها البرنامج بأنها «عضو المجلس التخصصي للتنمية المجتمعية التابع لرئاسة الجمهورية».
كما يضم الفريق الإداري أيضا، الدكتورة دينا برعي، مستشارة التقييم داخل البرنامج، وأيضا عميدة كلية التعليم المستمر في الجامعة الأمريكية في القاهرة، وأيضا الدكتور خالد حبيب مستشار التطوير المؤسسي والتنمية البشرية للمشروع، وأيضا أستاذ الدراسات العليا في الجامعة الفرنسية.
رفض علي صلاح ، اسم مستعار، اعتبار البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب إعادة إنتاج لمشروع جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي كان بعنوان «جمعية جيل المستقبل» التي كانت تعمل على جمع قواعد الحزب الوطني المنحل ومنحهم دورات تدريبية وتأهيلهم سياسيا.
يقول: «بعض الشباب المشاركين في البرنامج بالفعل ممن ينتمون للحزب الوطني، ولكن الانتماء لحزب الرئيس المخلوع حسني مبارك في حد ذاتها ليست سبة، بالعكس، لا يوجد أي حكم بمنع أعضاء وكوادر وقيادات الحزب من العمل السياسي، ولا يجب أن ننسى أن الحزب الوطني كان يضم كوادر شبابية واعدة ومختلفة عن القيادات».
ويضيف «اجتماعاتنا دائما تأتي للنقاش حول مستقبل مصر ودورها وكيفية إعادتها إلى الطريق الصحيح، الكل يحب البلد ولا يوجد ما يمنع أي شخص من التعبير عن حبه لها بطريقته الخاصة، لابد أن نفرق بين دور الشباب والخصومة السياسية».
زرع هؤلاء الشباب ودمجهم في المؤسسات الحكومية الرسمية والحاقهم بسوق العمل الحكومي، مهم وصحي جدا، وفق صلاح، الذي يعتبر أن ذلك «يضمن للنظام أن يكون الشباب الذي يعبر عنه والقريب من سياساته موجودين، الموضوع مناسب تماما للنهـوض مصـر وجـعلها على الطـريق الصـحيح».
أما أحمد فوزي، عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي المعارض، أوضح أن تجربة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب «محكوم عليها بالفشل بسبب غياب كيان سياسي يحتوي هؤلاء الشباب».
ويبين في تصريحات خاصة، أن «النظام الحالي والرئيس السيسي لديه خيار اقتصادي وسياسي واجماعي، واضح أنه معادي للديمقراطية في مصر، هؤلاء الشباب – أعضاء البرنامج الرئاسي للتأهيل – تبذل معهم الأجهزة الأمنية مجهودا منذ فترة طويلة حتى يكونوا موجودين بشكل أو أخر».
وتابع «السيسي لديه قاعدة اجتماعية موجودة، تضم شباب وكبارا في السن وآخرين في منتصف العمر، هناك بالفعل من يجد في خطاب السيسي ما يعبر عنه ويمثله، مثلما نجد شبابا يجدون في خطاب المعارضة ما يمثلهم ويعبر عنهم، هذا دائما يحدث».
«التجربة لن تنجح، طالما لا يوجد حزب سياسي أو مجموعة عمل سياسية ستظل التجربة ناقصة، مثلما حدث في الفترات السابقة التي خلت من كيان سياسي يجـمع الـشباب من كـل الأعمار المخـتلفة»، طبقاً لفـوزي.

من أين يأتي السيسي بشبابه؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أحمد - مصر:

    طيب .. ومادام النظام منفتح إلى الشباب من جميع الأطياف إلى هذه الدرجة ، ياترى :
    لماذا يضيق صدره لمجرد التظاهر ضده ، ويودع الآلاف من خيرة الشباب فى المعتقلات والسجون
    وإصدار أحكام عليهم تصل إلى الإعدام !؟

  2. يقول سحسين المانيا:

    سؤال للمعلق من مصر : الشباب ءاللى واقفين حواليه مش مصريين ولا ءانت رأيك ءايه ؟ ؟؟؟؟
    الديمقراطية : لا تعنى الفوضى والتهريج وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وكمان القتل زى ما بيحصل ولا ءانت رأيك ءايه؟؟؟
    فى بلاد الكفرة ءاللى ءاحنا عشنا وعايشين فيها ،فيها مظاهرات لكن باءذن موافق عليه وفى مكان وطرق محدده وحراسه
    من البوليس طول الطريق وءاللى أمه داعيه عليه يخرج عن القاعدة لاءنه جيشوف ويتعلم أصول الديقراطية فى بلد ديموقراطى!!!
    لكن قول لى مين ءاتحكم عليه بالاءعدام لاءنه طلع فى مظاهر ة وقال الكلام ءاللى مزعله من غير ما يخرب ويقتل ولا هو رص كلام
    على الفاضى ءاتقوا الله فى وطنكم بدل ما تلاقوا انفسكم بلا وطن ولا ارض زى كتير حواليكم

  3. يقول طه مصطفى - النمسا:

    انت تعيش في ألمانيا وتتمتع بالديمقراطية وحقوق الانسان وحقك بالعمل والسكن وكرامتك مصونة
    اما مواطنيك في مصر لا يعرفون اي شئ عنها وتستكثر ان يحصلوا عليها
    الاطفال اللذين يسجنوا والشباب المثقف المتعلم المعتقلون لا يعنون لكم شيئا
    الامن اللذي يقتل لاهون سبب لا يهمك ايضا لانك تعيش بأمان في اروبا
    إذا كنت تهيم حبا في السيسي وترى انه سينهض بمصر فارجع اليها وشارك في نهضتها !

إشترك في قائمتنا البريدية