الربيع العربي لم يطل العيد بعد

حجم الخط
1

متى العيد؟ غداً أو بعد غد أم اليوم الذي يليه؟ سؤالٌ حير جموع الناس مع تمام اليوم الثامن والعشرين من رمضان، في مشهدٍ يتجدد لحيرة الناس بين عالمي العلوم والهموم.
حيرة عاصرت حياتنا بقناعة واضحة لازمت عمرنا بأن العيد وصيام رمضان خضعا لا محالة وذات يوم لنزوات بعض الحكام والزعماء العرب، الذين أرادوا التعبير عن احتجاجهم ومواقفهم بصيام قبل يوم أو بعد يوم من اليوم المقر شرعاً.
الغريب أننا استسلمنا ذات يوم إلى التسيس الذي شاب هذه الظاهرة فقعدنا وصغنا النكات والأحاديث وحتى الأمنيات بأن تتوحد أمتنا العربية في تواريخها الدينية قبل أن تتوحد جغرافياً وفعلياً.
الأغرب اليوم وفي قمة الذروة التكنولوجية التي نعيش وغزو الفضاء وسطوة الأقمار الاصطناعية ومركبات الفضاء والهواتف الذكية وعالم الإنترنت ‘المنفجر’ الانتشار، ما زلنا ننتظر الرصد الآدمي للهلالين هلال رمضان وهلال العيد، من دون الأخذ بحقيقة أن تطور التكنولوجيا اليوم يستطيع أن يحدد موقع وإحداثيات الأقمار التابعة لكوكب بلوتو الذي ألغيت مشاركته في عالم الكواكب مؤخراً وهي الأبعد عن كوكبنا.
التكنولوجيا اليوم فاقت ما عاش في أحلامنا ذات يوم، وهي توفر تفصيلاً كاملاً لمواقع الكواكب والنجوم والشهب والنيازك، الأمر الذي مكّن البشرية من رصد الظواهر المرتبطة بالنشاط الفلكي داخل مجموعتنا الشمسية وغيرها من الكواكب والمجرات.
لكن البعض منّا ما زال يعيش في الماضي ويأبى التسليم بما توفره التقانة من أجوبة دقيقة وحلول متميزة، بل ما زال يرجع الأمر لعالم التقليد والإلحاح على إثبات الأمر باستخدام الإفادة والدليل الآدميين.
إذاً العيد لم يطله الربيع بعد ولم يفتح الآفاق والعقول إسلامياً إلى القناعة الكاملة والثقة بأن التكنولوجيا توفر الحل والتغيير المطلوب والانتهاء من تسيس رمضان والعيد في عالمنا الإسلامي. العالم الذي وجب أن يقتنع بأن البشرية قد قاربت على تسيير رحلات إلى القمر والكواكب الأخرى، بينما ما زلنا نعيش في عالم التقليد.
أقول هذا الكلام من دون الانتقاص من احترام أحد أو فضل علماء الدين والأئمة، بل أقوله أملاً في المساعدة بتولّد القناعة بأننا نستطيع التغيير ونستطيع أن نكون أكثر نجاعة في الإجماع على قضية ما، ولا بأس أن يكون العيد احد تجلياتها.
من الواضح أن البعض بدأ بالحراك بهذا الاتجاه، لكن آمل أن تسارع الخطى قبل أن نستمر في ما هو أشبه بالمتاهة.. عيدكم ميمون!

‘ كاتب فلسطيني

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول هدهد الدريقات:

    أمة في أسوأ الحالات التي مرت بها عبر التاريخ …أتيت ياعيد بأية حالة أتيت …

إشترك في قائمتنا البريدية