بيروت ـ «القدس العربي»: الأجواء المكهربة في لبنان من عدم التوافق على قانون انتخاب إزدادت تكهرباً نتيجة رفض نتائج فض العروض حول إستئجار بواخر لإنتاج الكهرباء في الصيف حيث علت الأصوات على خطة وزير الطاقة المحسوب على التيار الوطني الحر سيزار أبي خليل والتي تتضمن الاستعانة ببواخر بدل إنشاء معامل انتاج.
وطرح الكثير من الوزراء والسياسيين أسئلة حول كلفة استئجار البواخر بمليار و800 مليون دولار على مدى سنوات، مستغربين كيف لا يتم بناء معامل أو حتى شراء هذه البواخر.
وفيما يؤيد رئيس الحكومة سعد الحريري زيادة التغذية الكهربائية مهما كلّف الامر ولو بإستئجار البواخر لوحظ أن رئيس مجلس النواب نبيه بري المختلف مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر على قانون الانتخاب دخل على الخط مشككاً «بصفقة البواخر المعوّمة للجيوب»، على حد تعبيره، وقال: «هذه الصفقة ليست تفصيلاً وكل صفقة لا تمر بدائرة المناقصات مشبوهة حتماً. ومن وضع نفسه موضع التهم فلا تلومنّ من «أحسن» الظن به سيما هذه المرة».
ولم يكن وزراء القوات اللبنانية الحلفاء مع التيار الوطني الحر بعيدين عن موقف الرئيس بري حيث عقدوا مؤتمراً صحافياً مشتركاً أعلن خلاله نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني «اننا سنتخذ الخطوات اللازمة في مجلس الوزراء وخارجه لوضع الأمور على مسارها في ملف الكهرباء وحفاظاً على المال العام». وأكد « ان التباين الكهربائي لا يفسد في الود قضية لأن ملاحظاتنا تصب في مصلحة نجاح العهد والحكومة «، مشدداً على « التمسك بضرورة احترام قرارات مجلس الوزراء والعودة إليه في ملف خطة الكهرباء وخصوصاً دفتر الشروط ونتمسك بتوسعة الخيارات في دفتر الشروط».
ولفت إلى «ان عملية استدراج العروض في ملف الكهرباء أطلقت خلافاً لقرار مجلس الوزراء اذ لم يعرض على الحكومة أي دفتر للشروط».
وميّز وزير الإعلام ملحم الرياشي بين رأي القوات بملف الكهرباء والتحالف مع التيار فأوضح «اننا نحن شركاء في هذا العهد وحلفاء مع التيار الوطني الحر وموضوع الكهرباء رأي تقني بحت».
تزامناً، وعشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم زار رئيس الحكومة سعد الحريري قصر بعبدا والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون وأعلن بعد اللقاء أنه «قد تكون هناك أجواء سلبية في البلد ولكن هذه الاجواء لا تبني قانون الانتخاب، الاجواء الإيجابية هي التي تبني القانون».
وأشار إلى «أننا نعرف اننا واصلون في مكان ما إلى أمور قريبة من بعضها ولا أحد يريد الفراغ لا رئيس الجمهورية ميشال عون ولا رئيس مجلس النواب نبيه بري ولا أنا شخصياً ومن لا يريد الفراغ عليه ان يبني على الإيجابيات للوصول إلى القانون الجديد»، مؤكداً «أننا لم نصل إلى طريق مسدود والسلبيات لا تفيد أحداً والمواطن اللبناني يريد قانون انتخاب ويريد كهرباء وماء وطرقات ومستشفيات ويريد من السياسي ان يفعل لا أن يقول، والمواطن يريد لقمة عيش كريمة والشباب يريد الاستقرار في هذا البلد». وأوضح « أن الطرح الوحيد الذي لدي هو ان هناك امكانية بالوصول إلى حل وسأعتبر حكومتي فشلت إذا لم نستطع الوصول لقانون جديد للانتخاب».
وأضاف الحريري: «تعرفون رأيي بالنسبية والمختلط، وإذا عدتم لأيام رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري عندما كان هناك قانون الستين قال ضعوا القانون الذي تريدون وأنا أمشي به، وأنا أقول اليوم ضعوا القانون الذي تريدونه وأنا أمشي به»، مشيراً إلى أن «مبدأ التصويت في مجلس الوزراء معروف وهذا أمر يجب أن يحصل لكن بموضوع كهذا نحن نعمل حتى آخر دقيقة كي نصل إلى توافق ما حول القانون».
وعلمت «القدس العربي» أن الحريري لم يعد متحمساً كثيراً لمبدأ التصويت على قانون الانتخاب في مجلس الوزراء في حال عدم التوافق خصوصاً مع تسريب معلومات عن أن سيناريو استقالة الوزراء الشيعة من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة قد يتكرّر في حكومته، وقد يتضامن معهم وزراء الحزب التقدمي الاشتراكي ووزراء 8 آذار.
وفي ما يعكس امتعاض النائب وليد جنبلاط من الرئيس عون والرئيس الحريري إعتبر الزعيم الدرزي «أن العهد الجديد أدخل نفسه في دوامة قانون الانتخاب، وكان مستعجلاً لإنجاز القانون التأهيلي الذي أدخلنا في نفق مظلم، فلنخرج منه»، كما «أدخل نفسه في سلسلة مشاريع، وتحديداً مشاريع الكهرباء، وهي كارثة مالية ونقدية إذا ما اعتمدت، لأننا تعهدنا إنفاق ملياري دولار على استئجار سفينتين من تركيا ومن الشركة نفسها التي أتت بالسفن الأخرى، في حين أننا قادرون على بناء مصنع أينما كان، ولا أناقش في مكانه، بمبلغ مليار وخمسمئة مليون دولار الذي يوازي عجز الكهرباء سنوياً، وينتج طاقة قدرها ألفي ميغاوات». وأضاف: «هذه الأرقام حصلت عليها من متعهد كبير في شركة لبنانية كبيرة في السعودية، وهو قال لي إنه سلّم مصنعاً بهذه المواصفات وبهذه الكلفة. أما نحن فنستأجر بضاعة لا نملكها ولن نملكها، فقط لأن من خلفها أموراً مشبوهة كالسفن السابقة، إضافة إلى أنها تنتج تلـويثاً كبيـراً».
كما لفت جنبلاط إلى أن الحريري «اختار طريقاً معيناً إذا صح التعبير، لم نعتده، فآثرت الانكفاء والاتصال بين حين وآخر عند الضرورة. لكن الطريق الذي اختاره في السياسة والتعاطي ليس الطريق المعهود»، مشدداً على أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو حليفه، مضيفاً «كلفتني الكلمة عنه الكثير، وسأجدد هذه الكلمة وإن كره الكارهون. هو لا يزال حليفي، وحليفي الوحيد. لا أحد يريد أن يعترف بالآخر، ولا أن يتنازل، فيما نحن نريد الخروج من هذا المأزق».
حزب الله يفرض عن جديد إرادته بقانون الانتخاب يعد أن نجح في فرض ارادته على الانتخابات الرئاسية