قراءات الربيع (1): لا للسخاء بلقب «شعراء»!

حجم الخط
21

يلفتني في الأعوام الأخيرة ان من شاءت/شاء يكتب أي هراء ويطلق على نفسه لقب شاعر وتتناقل الصحف ذلك اللقب كالشائعات وفي ذلك ظلم للشعر العربي الحقيقي بجذوره المتغلغلة في تربتنا الروحية.
بل ان بعضهن/بعضهم يتهجم على شعراء القرن الماضي من جيل الستينات والسبعينات وما بعد وكأن الشعر ولد معه ولكننا حين نقرأ له نقرأ أيضاً «الفاتحة» عن روح الشعر العربي!!
والفارق شاسع بين المتشاعرة والشاعرة والمتشاعر والشاعر!!

«خليفة» الأدب الليبي: التليسي

كأن ذلك المبدع الليبي خليفة التليسي حدس ما سيكون: إطلاق لقب «شاعر» على من هبّت ودبّ، ومن يحلو له يطلق ذلك على نفسه إذا لم يجد من يفعل ذلك عنه ليتملقه لدوافع لاأدبية.. ولذا ترك لنا كتاباً جميلاً يظل جديداً هو «مختارات خليفة محمد التليسي من روائع الشعر العربي» ـ الصادر 1997 ـ الدار العربية للكتاب ـ ليبيا. وفيه نطالع قصائد مختارة لبدر شاكر السياب ونازك الملائكة ونزار قباني ومحمود عبد الرحيم وإبراهيم طوقان والشابي وإيلي أبو ماضي وسواهم كثير.. واختارهم من المحدثين والقدماء ربما ليرسم الارتباط الجميل بين الإبداع العربي في زمن مضى وزمان آت.. وهي نظرة عميقة الغور لا يدهشنا ان يتبناها الراحل خليفة التليسي..

نزوة إلغاء ما سبق

ولأنني لا أحب إغداق لقب شاعرة / شاعر على أي هراء، ولا أحب أن يتبنى البعض مقولة «يجب أن اقتلك أيها الماضي لأحيا»، أو «يجب ان ألغيك لأكون» ولأنني أعتقد ان الأدب العربي نهر إبداع يصب فيه المبدعون كلهم، وليس سداً في وجه الآخر، اخترت ان أقدم اليوم شعراً (حقيقياً) من مختارات خليفة التليسي التي أحسن اختيارها كما أبدع أصحابها في نزفها من شرايين تسبح فيها حروف أبجديتنا العربية «أمنا الكبيرة» كما كان التليسي يدعو لغتنا العربية..
وأجمل ما في مختارات التليسي انه لا يتكئ على معايير طائفية أو سياسية بل على جودة الشعر المرشح للبقاء وتجاوز الأزمنة..

قبل انتقادهم، طالعوهم!

في كل جيل أدبي يأتي متشاعر يتهم من سبقه بفقر الدم الناري (العنفواني) الزخمي، ولكنني لا أتفق مع ذلك حين أطالع قصائد كهذه: يكتب بدر شارك السياب
أصيح بالخليج: يا خليج / يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى / فيرجع الصدى كأنه النشيج / أكاد أسمع العراق يزخر الرعود / ويخزن البروق في السهول والجبال/
أكاد أسمع النخيل يشرب المطر/ وأسمع القرى تئن، والمهاجرين يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع،
منشدين،
مطر.. مطر.. مطر..
وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع..»
بالله عليكم، أهذا شعر ينقصه الزخم والنبوءة وعنفوان القلب؟

الغضب على حالنا كعرب

بجنون، يصرخ نزار قباني:
كهوف الليل في باريس/ قد قتلت مروءاتك/
على أقدام مومسة هناك دفنت ثاراتك/
فبعت القدس… بعت رماد امواتك / كأن حراب إسرائيل لم تجهض شقيقاتك ولم تهدم منازلنا / ولم تحرق مصاحفنا…
ويصرخ أبو القاسم الشابي: إذا الشعب يوماً أراد الحياة / فلا بد أن يستجيب القدر.
وفي قصيدة أخرى نقرأ للشابي غاضباً:
أيها الشعب ليتني كنت حطاباً / فأهوي على الجذوع بفأسي / ليتني كنت كالسيول اذا سالت / تهد القبور رمساً برمسِ / ليتني كنت كالرياح، فاطوي / كل ما يخنق الزهور بنحسِ

هاجس الوطن.. والحب

نقرأ لإيليا أبو ماضي: وطن النجوم أنا هنا / حدق.. أتذكر من أنا / ألمحت في الماضي البعيد/ فتى غريراً أرعَنا / جذلان يمرح في حقولك / كالنسيم مدندنا / أنا في مياهك قطرة / فاضت جداول من سنى / أنا من ترابك ذرة / ماجت مواكب من منى..
الوطن العربي الجميل لبنان له نصيب من الشعر العربي المبدع.. يكتب خليل مطران عن قلعة بعلبك: خِربٌ صارت البرية فيها / فتنة السامعين والنظار/ معجزات من البناء كبارٌ/ ولأناس ملء الزمان كبار/ ألبستها الشموس تفويت دُرّ/ وعقيق على رداء نضار/
ويكتب «أمير الشعراء؟» أحمد شوقي: عن زحلة اللبنانية القريبة من بعلبك: ياجارة الوادي، طربت وعادني/ ما يشبه الأحلام من ذكراك / مثلتُ في الذكرى هواك وفي الكرى / والذكريات صدى السنين الحاكي / ولقد مررت على الرياض بربوة / غنّاء كنت حيالها ألقاك..

نعم للجيل الشاب شرط تواضع الكبار

«مختارات خليفة التليسي من روائع الشعر العربي» هي بحق كذلك وتقع في 550 صفحة ـ توزيع الدار العربية للكتاب ـ وتضم أيضاً قصائد تربط الماضي بالحاضر مذكرة أبناء المستقبل ان قطع الخيط مع التراث هو انقطاع لزخم الابداع عن عطائهم، ومن الشعراء القدامى الذين اختار لهم التليسي العديد من القصائد: المتنبي ـ الحمداني ـ ابن الرومي – البحتري ـ الحسين بن الضحكاك ـ أبو تمام ـ الخريمي ـ أبو العتاهية ـ العباس بن الحنف ـ أبو نواس ـ بشار بن برد ـ جرير ـ الفرزدق ـ وضاح اليمن ـ جميل بثينة ـ عمرو بن كلثوم ـ امرؤ القيس وسواهم كثير..
وسلام على روح خليفة التليسي الذي كان عاشقاً للغتنا العربية ووداعاً لعطاء كل من يتوهم ان الابداع هو قطع الصلة مع الماضي.. فالابداع طائر غريب، لا يحلق إلا إذا مشى فوق منجم عطاء الأجداد، والآباء.

قراءات الربيع (1): لا للسخاء بلقب «شعراء»!

غادة السمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    الشاعر الحق ليس شاعر النظم ولا فقط شاعر الخيال بل ذاك ولا ذاك الذي يملك قلما فصيحا ويخط الشعر بل الذي يملك قلبا ويخفق الاشعار !

  2. يقول Ahmad:

    جــادك الغيــث إِذا الغيـث همـى = يــا زمــان الــوصل بــالأَندلسِ
    لـــم يكــن وصْلُــك إِلاّ حُلُمًــا = فــي الكــرى أَو خُلسـة المخـتَلِسِ
    ….

    إذ يقــود الدّهــرُ أَشــتاتَ المُنـى
    ينقــلُ الخــطوَ عـلى مـا يرسـمُ
    زُمَـــرًا بيــن فُــرادى وثُنًــى
    مثــل مــا يدعـو الوفـودَ الموْسـمُ
    والحيــا قــد جـلَّل الـرّوض سـنا
    فثغـــور الزّهــرِ فيــه تبســمُ
    ….

    وروى النُّعمــانُ عـن مـاءِ السّـما =كــيف يَــروي مـالِكٌ عـن أنَسِ?
    فكســاه الحُســن ثوبًــا معلمــا =يـــزدهي منـــه بــأبهى مَلبسِ
    ….

    فــي ليــالٍ كــتَمَتْ سـرَّ الهـوى
    بــالدُّجى لــولا شــموس الغُـرَر
    مــال نجــمُ الكـأس فيهـا وهـوى
    مســـتقيمَ السّــيرِ سَــعْدَ الأَثَــرِ
    وطَـرٌ مـا فيـه مـن عيـبٍ سـوى
    أَنّـــه مـــرّ كــلمْح البصَــرِ
    ….

    حــين لــذّ الأُنس شــيئًا أَو كمـا = هجــم الصّبــحُ هجــومَ الحـرَسِ
    غــارت الشــهْبُ بنــا أَو ربّمـا = أَثّــرت فينــا عيــون النرجــسِ
    ….

    أَيّ شــيءٍ لاِمْــرئٍ قــد خلُصـا
    فيكــون الــرّوضُ قـد مُكِّـن فيـهِ
    تنهــب الأَزهــار فيــه الفُرصـا
    أمِنَــت مــن مكــره مــا تتّقيـهِ
    فــإذا المــاء تنــاجى والحـصى
    وخـــلا كـــلّ خــليلٍ بأخيــه
    ….

    تبصــر الــوردَ غيــورًا بَرِمــا = يكتســي مــن غيظـه مـا يكتسـي
    وتَـــرى الآس لبيبًـــا فهِمـــا = يســرقُ الســمْع بــأذنيْ فــرَسِ
    ….

    يـا أُهيْـلَ الحـيّ مـن وادي الغضـا
    وبقلبـــي ســـكَنٌ أَنتـــم بــهِ
    ضـاق عـن وجـدِي بِكُم رحْبَ الفضا
    لا أبــالى شــرقَه مــن غربــهِ
    فــأعيدوا عَهْــدَ أنسٍ قــد مضـى
    تُعْتِقـــوا عــانيكمُ مــن كرْبــهِ
    ….

    واتّقــوا اللــه وأَحــيوا مغرمَــا = يتلاشــــى نَفَسًـــا فـــي نَفَسِ
    حـــبَس القلــب عليكــم كَرمــا = أفـــترضون عفـــاءَ الحــبَسِ?
    ….

    وبقلبــــي منكمـــو مقـــتربُ
    بأحــاديث المنــى وهــو بعيــد
    قمـــرٌ أَطلــع منــه المغــربُ
    شَــقْوة المُغــرَى بـه وهـو سـعيد
    قــد تســاوى محســنٌ أَو مـذنبُ
    فــي هــواه بيــن وعْـدٍ ووعيـد
    ….

    ســاحر المقلــة معســول اللّمـى = جــال فــي النّفس مجــالَ النّفَسِ
    ســدّدَ السّــهمَ وســمّى ورمــى = ففـــؤَادي نهبـــة المفـــترسِ .
    لسان الدين ابن الخطيب

  3. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    صباح الخير لك أختي غادة السمان وللجميع. أنت فعلاً مبدعة أختي غادة, أقرأ ذلك في كل كلمة تكتبها يداك. وكم هو جميل هذا التعبير عن الشعراء والمتشاعرة والمتشاعر وكم أخشى أن نقرأ قريباً عن المتكاتب والمتكاتبة من أمثالي!. أما الشعر والشعراء, لقد كان منذ أن كنت طالباً في المدرسة (المرحلة الثانوية) ومازال شاعري المفضل هو أبو العلاء المعري. أتمعن عادة ببعض أقواله أو أبياته الشعرية فيخطر لذهني أفكار عجيبة. مثلاً, رحم الله شاعرنا أبو العلاء لكن لعمري كلنا ضحايا وكلنا جناة!. أو أبياته الشعرية … “ألا بربكم قولوا هذا كلام خبئ معناه ليس لنا عقول” يا الله كم يملك من فكر نقدي فذ. ومن ثم “في اللاذقية ضجة بين أحمد والمسيح ألا ليت شعري ماهو الدين الصحيح”. وكأنه رحمه الله يعيش اليوم بننا في معرته النعمانية بذهنه المتوقد رغم أن رأس تمثالاَ له كان ثقيلاً على بعض قصيري النظر. وأخيراً قرأت كتاباً عنه منذ بعض الوقت وفيه يذكر الكاتب أن أحد الشيوخ الكبار في عصر أبو العلاء (للأسف نسيت الأسماء والكتاب ليس بحوزتي الآن) قال عنه لقد عمى الله على بصره وبصيرته!. لا أعرف ماهي البصيرة التي يقصدها شيخنا الكبير هذا.

    1. يقول رياض- المانيا:

      اخ اسامة الرجاء الانتباه الشديد في النقل عن شعر ابي العلاء خاصة ان هناك الكثير من الشعر المنحول، وخاصة قصة شكوكه في الدين الاسلامي وما شابه ذلك بعد تعرفه على راهب!!! لقد رد على هذه الافتراءات العلامة محمود محمد شاكر في كتابه الرائع اباطيل واسمار. العنوان مأخوذ ايضا من ابيات للمعري يقول فيها:
      هَل صَحَّ قَولٌ مِنَ الحاكي فَنَقبَلَهُ
       أَم كُلُّ ذاكَ أَباطيلٌ وَأَسمارُ
      ****
      أَمّا العُقولُ فَآلَت أَنَّهُ كَذِبٌ
      وَالعَقلُ غَرسٌ لَهُ بِالصِدقِ أَثمارُ

      فبما انك مهتم بشيخ المعرة وان كنت لم تفعل الى الان، فعليك بقراءة هذا الكتاب القيم الرائع المتفرد.

    2. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

      صحيح أخي رياض, ومع أنه ليس عندي معرفة قوية بالأدب والشعر وغالب معرفتي هي من المدرسة أو بعض الكتيبات التي تناولتها من فترة لأخرى, لكن قصة الشيخ الكبير قرأتها بالفعل وفي كتاب مازال في مكتبتي في سوريا (التي لا استطع زيارتها للأسف) وهي قصة موثوقة والكاتب كان صريحا وواضحاً .

  4. يقول رؤوف بدران- فلسطين:

    صباحك … يا ابنة السمان صباح الاشراق..ومساؤك… يا ايقونتنا الادبية …والابدية.. مساء الانعتاق !!
    بدايةً نعاتبك.. ولكن لا نلومك !! نعاتبك لان عشمنا بكِ انك منصفة ! ولا نلومك لان سهواتك غير مقصودة وهفواتك من تبايُن النسيان…
    نقول هذا للتذكير بما اشار اليه الاستاذ الجليل غاندي حنا ناصر , ابن فلسطين الجريحة وتساؤله عن عدم ذِكر الشاعر محمود درويش ؟!!
    وانا بدوري اعاتب واقف مشدوهاً لعدم ادراج اسم الشاعر (شاعر المقاومة والعروبة) ابو وطن سميح القاسم ضمن هذه الاسماء التي ذكرها خليفة التليسي في رائعته , وغض الطرف من قبلك وتغاضيك عما حصل ؟! يا ايقونتنا الغالية!!
    ساسرد على مسامع القراء وعيونهم نبذة حدثت معي , الحادثة اني اردت يوماً ما ان اعايد الشاعر الكبير سميح القاسم في بيته في قرية الرامة الجليلية واثناء تسامرنا على كوب من المرامية سألته مازحاً من اشعر الشعراء ؟ فاجابني جاداً انه لولا وجود المتنبي لكنت انا اشعرهم هكذا اجاب القاسم , ليس من باب الغرور وانما من باب جدارته بالتصنيف ,
    عندما قرأت مقالتك اختنا الغاية قبل قراءة اي تعليق , اخبرني حدسي ان كثير من المعقبين سسيستعين بنماذج شعرية , وبما اني لا استطيع التغريد خارج السرب سانهج بالمثل :
    يقول سميح القاسم في قصيدة ” قطر الندى” من ديوان جهات الروح :
    وَحَنَّتْ
    وَغَنَّتْ
    يا خوفي عدوك
    بيدور عليك
    لاحطك بعيني يا عيني
    واتكحل عليك..
    *****
    وحَنَّتْ
    وَغَنَّتْ
    يا خوفي عدوك
    بيدوّر, عليك
    ولاحطك , بخصري
    يا روحي
    واتّزَنر عليك..!!

    ****
    وهذه مقتطفات من قصيدة المساء لايليا ابو ماضي

    السحبُ تركضُ في الفضاء الرّحب ركض الخائفين

    و الشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين

    و البحر ساج صامت فيه خشوع الزاهدين

    لكنّما عيناك باهتتان في الأفق البعيد

    سلمى … بماذا تفكّرين ؟

    سلمى … بماذا تحلمين ؟

    أرأيت أحلام الطفوله تختفي خلف التّخوم ؟

    أم أبصرت عيناك أشباح الكهوله في الغيوم ؟

    أم خفت أن يأتي الدّجى الجاني و لا تأتي النجوم ؟

    أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد إنّما

    أظلالها في ناظريك

    تنمّ ، يا سلمى ، عليك

    إنّي أراك كسائح في القفر ضلّ عن الطّريق
    يرجو صديقاً في الفـلاة ، وأين في القفر الصديق
    يهوى البروق وضوءها ، و يخاف تخدعه البروق
    بل أنت أعظم حيرة من فارس تحت القتام
    لا يستطيع الانتصار
    و لا يطيق الانكسار

    يتبع

  5. يقول رؤوف بدران- فلسطين:

    تكملة لقصيدة المساء

    بالأرض كيف هوت عروش النّور عن هضباتها ؟

    أم بالمروج الخضر ساد الصّمت في جنباتها ؟

    أم بالعصافير التي تعدو إلى و كناتها ؟

    أم بالمسا ؟ إنّ المسا يخفي المدائن كالقرى

    و الكوخ كالقصر المكين

    و الشّوك مثل الياسمين
    ***
    لتكن حياتك كلّها أملا جميلا طيّبا

    و لتملإ الأحلام نفسك في الكهولة و الصّبى

    مثل الكواكب في السماء و كالأزاهر في الرّبى

    ليكن بأمر الحبّ قلبك عالما في ذاته

    أزهاره لا تذبل

    و نجومه لا تأفل

    ***

    مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات

    إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة

    فدعي الكآبة و الأسى و استرجعي مرح الفتاة

    قد كان وجهك في الضّحى مثل الضّحى متهلّلا

    فيه البشاشة و البهاء

    ليكن كذلك في المساء
    **
    وهذه نماذج لجبران خليل جبران من قصيدته الوعظية المواكب
    والعدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
    بهِ ويستضحكُ الأموات لو نظروا ..
    ***
    والعدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
    بهِ ويستضحكُ الأموات لو نظروا ..
    ***
    الخير في الناس مصنوعٌ إذا جُبروا
    والشرُّ في الناس لا يفنى وإِن قبروا
    وأكثر الناس آلاتٌ تحركها
    أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ
    فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ
    ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ
    فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها
    صوت الرعاة ومن لم يمشِ يندثر
    ***
    و الدين في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ
    غيرُ الأولى لهمُ في زرعهِ وطرُ
    من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ
    و من جهول يخافُ النارَ تستعرُ
    فالقومُ لولا عقاب البعثِ ما عبدوا
    رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا
    كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهمْ
    إِن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
    ***
    و الدين في الناسِ حقلٌ ليس يزرعهُ
    غيرُ الأولى لهمُ في زرعهِ وطرُ
    من آملٍ بنعيمِ الخلدِ مبتشرٍ
    و من جهول يخافُ النارَ تستعرُ
    فالقومُ لولا عقاب البعثِ ما عبدوا
    رباًّ و لولا الثوابُ المرتجى كفروا
    كأنما الدينُ ضربٌ من متاجرهمْ
    إِن واظبوا ربحوا أو أهملوا خسروا
    ***
    و ما السعادة في الدنيا سوى شبحٍ
    يُرجى فإن صارَ جسماً ملهُ البشرُ
    كالنهر يركض نحو السهل مكتدحاً
    حتى إذا جاءَهُ يبطي و يعتكرُ
    لم يسعد الناسُ إلا في تشوُّقهمْ
    إلى المنيع فان صاروا بهِ فتروا
    فإن لقيتَ سعيداً و هو منصرفٌ
    عن المنيع فقل في خُلقهِ العبرُ
    *
    العيشُ في الغاب و الأيام لو نُظمت
    في قبضتي لغدت في الغاب تنتثر
    لكن هو الدهرُ في نفسي له أَربٌ
    فكلما رمتُ غاباً قامَ يعتذرُ
    مع شكري للجميع,

  6. يقول غاندي حنا ناصر - كوريا الجنوبيه - سول:

    الدكتور ياض واخي العزيز رؤوف بدرن والعزيز على قلبي نجم الدراجي والعزيز أسامه وكل الأعزاء المعلقين وابنه أمي الغاليه البعيده القريبه اشعر بك ياغاده اراك تتألمين هذه الأيام ونفسك مرهقه وفكرك نراه قريبآ وهو بيعيدآ مشتت بماذا تفكرين أيتها الدره أنت أقوى بأيمانك المطلق بأن يوم الفرج قريب لا محاله كوني انت ,فأنت الأقوى ذات الهمه والخلق لا تتوقعي أن كل شيء يأتي على طبق من ذهب ولا حتى من صفيح الحياه كأمنا الأرض وطبيعتها وتضاريسها المعقده والتي منها خلقنا وإليها نعود . فمن الشعرلحكمه وراحه للنفس وإذا اسئنا التعبير عن هوانا محبين ومحبوبين وعشاق ومعشوقين وثكالآ ومفجوعين نفقد عزيز على قلوبنا ونستقبل مولود جديد نخسر حاجه ونربح اخرى في المقابل ..فانا وانت والجميع يدرك ويعلم لا يوجد شيء اسمه مستحيل هناك إراده . أقوى من كل شيء هناك مشيئه الله والقدر الاتأمنين بذالك أيتها البؤه الجسور . الدكتور طه حسين , المعجزه هلين كيلر هما علمتات فارقتان في الحياه ومعجزتنا أدبيتان .. فإذا ما الموج حاسرني بعتوه, صنعت من الموج طوق نجاتي .
    فعالم الشعر عالم متقلب الأهواء له ألوان زاهية ومختلفة, ومواسم متعددة… قيل الشعر دمعة.. وحسرة .. وقيل شلال سائل يختلط بسواد الكحل ليرسم حزن أسطورة سوداء على وجه جميل… ويقولون الشعر نظرة وأمل في الحياة بسمة ملؤها التفاؤل بالغد … غايتها الخير والحب . ويقولون الشعر طيور نوارس تحلق في السماء.. تهاجر لتبحث عن سعادة هنا وهناك .. حروف أبجدية … كلمات ليست كالكلمات . فكل إنسان بداخله شعراً .. في فئة تعشق الشعر النبطي.. وفي أخرى تحب الفصيح… وفئة ثالث وهي الأكثر وجوداً تجمع بين الاثنين معا.. يقولون إن أحببت شعرت.. وان تألمت نثرت.. وان فرحت أبدعت.. معقول أن الإنسان يمر بكل هذا الشعور ومن خلال المسمى الشعري الذي يحتوي كل هذه العظمة والرأي .. دمتم بخير جميعآ على الحب والشعر نلتقي من جديد أترككم في أمان الله وحفظه

    ————-
    إبن النكبه العائد إلى يافا
    لاجىء فلسطيني

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية