أمراض الربيع مشكلة تؤرق الأسر العربية مع تقلبات المناخ

حجم الخط
0

تونس ـ «القدس العربي»: يحل فصل الربيع بحلته الخضراء وألوانه البهيجة وأحلامه التي تسافر عبرها الأنفس بعيدا، لكن خلف هذه المشاهد هناك وجه آخر لهذا الفصل، فهناك أيضا الرياح المتغيرة مع تبدل الطقس بشكل شبه يومي وما يحمله الهواء من فيروسات تدخل الأجساد دون استئذان خاصة أجساد الأطفال من ذوي البنية الضعيفة. ويصبح هذا الفصل من أكثر الأوقات العصيبة التي تواجهها الأم مع تزايد مخاوفها على صحة عائلتها وأسرتها وأبنائها.
ومن أكثر الأمراض المرتبطة بهذا الفصل هي الحساسية الموسمية وهي تصيب الإنسان نتيجة التعرض للهواء المحمل بالأتربة ولقاح الأزهار وتستهدف خاصة أعضاء من الجسم كالأنف والعينين والبلعوم والأذن والرئتين، ما يؤدي إلى ضعف الجسم ازاء تزايد هذه الأعراض.

فيروسات تصيب الأمعاء

وتشير د. هاجر وسلاتي صقر الاخصائية في الطب العام وطب الشيخوخة في حديثها لـ «القدس العربي» إلى ان الحساسية من الأمراض التي تكثر في فصل الربيع مع تفتح الأزهار والبراعم، وما تنقله الرياح من رحيق الأزهار الذي يسبب الحساسية. وقالت ان هناك أنواعا للحساسية. فهناك حساسية الأنف والحنجرة وكذلك العينين. وفيما يتعلق بالأطفال وكيفية حمايتهم قالت ان الحساسية ليست فيروس لكن من المهم الابتعاد عن العنصر المسبب مثل الغبار، والأزهــار من ناحــية ومن ناحية ثانية يجب اللجوء إلى التلقيح سواء بالنسبة للأطفال أو الكهول.
وقالت ان هناك أمراضا أخرى متعلقة بفصل الربيع مثل امراض الأمعاء. فمع تكاثر بعض الغلال مثل المشمش والفراولة يمكن ان يسبب أكلها بعض الفيروسات التي تصيب الامعاء التي تسبب التقيؤ.

طرق الوقاية

يشار إلى ان هناك درجات للحساسية وهي مرتبطة بطبيعة الأشخاص فهناك التي تبدأ بالطفح الجلدي وتنتهي بالاحمرار بالإضافة إلى الشعور بالحكة. وتؤدي الإصابة بالحساسية الموسمية إلى تبدل في المزاج واضطرابات في النوم والقلق. كما ان تشخيص الحساسية الموسمية عادة ما يخضع لفحص للتأكد من ان الشخص يعاني من الحساسية وليس من التهابات فيروسية.
وركزت الاخصائية في الطب العام على ضرورة الوقاية من الأعراض التي تسبب الحساسية والابتعاد عنها خاصة في الدول الخليجية حيث ان الحرارة ترتفع خلال هذا الفصل. وشددت على ان الوقاية ترتكز في الأساس على وضع الأقنعة الواقية من أشعة الشمس خاصة بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة مساء، واستعمال النظارات الشمسية.
بين الحساسية الموسمية والرشح

وقال الدكتور محمد البرهومي لـ «القدس العربي» ان مسببات الحساسية في الدرجة الأولى تأتي من الرياح المحملة بالأتربة. وقال ان تنشق هذه الأتربة يؤدي إلى انسداد الأنف، ولفت النظر إلى أهمية التمييز بين الحساسية الموسمية وبين أعراض الرشح لأنها متشابهة. فالحساسية غالبا ما تؤدي إلى إصابة الشخص بالرشح والتهاب في الحلق وتتصاعد خطورتها في حالة الامتداد إلى الصدر ما قد يسبب تهيج الحساسية الصدرية أو الربو.
وقال ان نزلات البرد والرشح تنتقل عن طريق عدوى تتم من خلال الرذاذ أو العطاس تسبب ارتفاعا في الحرارة وآلاما في الجسم وهذه الأعراض قد تستمر من 7 -10 أيام وتسبقها فترة العدوى وهي 1 -4 أيام، وهناك أنواع أخرى من التهاب الأنف تتشابه مع حساسية الأنف ونزلات البرد وأعراضها عطس ورشح وارتفاع في الحرارة.
وقال ان هناك فرقا بين حساسية الربيع في البلدان ذات المناخ المعتدل والدول الخليجية حيث يتميز فصل الربيع في الدول الخليجية بحدوث اضطرابات مناخية مفاجئة وتقلبات على مدار أيام الربيع مع زيادة في الضباب والأتربة والرطوبة وهي تزيد من الحساسية لدى الأشخاص. وأوضح ان الحساسية تصيب جميع الأعمار إلا انها تكثر لدى الأطفال تحت سن الخمس سنوات.

رعاية خاصة للأطفال

وقال د برهومي المختص في امراض الأذن والأنف والحنجرة ان إصابة الأطفال بالحساسية تستوجب رعاية خاصة بسبب ضعف أجسادهم. وهنا يشدد على أهمية ابعاد الأطفال عن العناصر المسببة والمهيجة للحساسية مثل الغبار والحيوانات الأليفة، مؤكدا على ان الوقاية أفضل من العلاج. وذكر ان هناك تطعيما يحدث في شهر اذار/مارس من كل عام لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية والربو قد يساعد المرضى. وأكد ان العامل الوراثي يلعب دورا هاما في حدوث الحساسية. وأوضح ان مؤشرات الإصابة بالحساسية تختلف عن الانفلونزا. فأعراض الرشح العادي عادة ما تختفي بعد عشرة إلى 15 يوما في حين ان أعراض الحساسية تستمر على طول الشتاء بشكل متقطع. وقال ان الأطفال عرضة لحدوث الحساسية ويمكن ان تحصل لديهم في شكل جلدية أو متعلقة بالأنف أو الصدر، وقال ان اكتشاف المرض من البداية يؤدي إلى نجاعة العلاج أكثر.
ما هي الطريقة الأفضل للتعامل مع التحسس الربيعي يجيب برهومي بالقول: «أفضل طريقة هي الوقاية لكن هناك طرق علاج عدة منها علاج المسبب أو علاج الأعراض كقطرة الأنف وبخاخات الرئة. وفيما يتعلق بالأطفال أكد ان البحوث لعلاج الحساسية وصلت إلى مرحلة متقدمة خاصة في العالم المتقدم لكن في العالم الثالث لم نصل بعد إلى هذه العلاجات».

أمراض الربيع مشكلة تؤرق الأسر العربية مع تقلبات المناخ

روعة قاسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية