السعودية تسعى إلى إظهار “ريادتها الاقليمية” خلال زيارة ترامب

حجم الخط
0

الرياض- أ ف ب- تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز نفوذها الاقليمي على حساب إيران، خصمها اللدود في منطقة الشرق الأوسط، مع استضافتها قمة تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقادة ومسؤولين من العالم الاسلامي، بحسب محللين.

وفي أول زيارة خارجية له منذ تسلمه منصبه في كانون الثاني/ يناير، يلقي ترامب الاحد في ثاني أيام لقاءاته في السعودية خطابا أمام أكثر من 55 مسؤولا من دول عربية ومسلمة حول “ضرورة مواجهة الإيديولوجيات المتشددة” وتطلعاته “نحو رؤية سلمية للإسلام”.

ويتطلع قادة الدول العربية والمسلمة من جهتهم إلى إعادة إنعاش العلاقات مع الولايات المتحدة بعدما طغت عليها تبعات قرار ترامب المثير للجدل بمنع دخول رعايا دول مسلمة إلى بلده والاتهامات التي وجهت اليه على اثر هذا القرار بإذكاء الإسلاموفوبيا.

لكن هدف الرياض من الزيارة، بحسب المحللين، يتخطى ترميم العلاقة مع الحليف التاريخي، ليطال مسعى المملكة الى تأكيد ريادتها للعالم الاسلامي في ظل منافسة محتدمة مع ايران، الجارة الشيعية والقطب الآخر في المنطقة.

ويقول الباحث في معهد “المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية” آدم بارون لوكالة فرانس برس ان استضافة القمة العربية الاسلامية الأمريكية “مؤشر على الريادة الاقليمية للسعودية” والغرض منه اظهار مدى قدرة المملكة السنية على جمع قادة مسلمين تحت سقف واحد، مع ترامب.

ومن سلطنة بروناي في جنوب شرق آسيا، إلى النيجر في افريقيا، وصولا الى تركيا، دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قادة وممثلين عن 55 دولة عربية ومسلمة لحضور القمة مع الرئيس الامريكي.

وستكون القمة واحدة من ثلاثة اجتماعات رئيسية، إذ سيجتمع ترامب بقادة دول مجلس التعاون الخليجي الست، ويعقد لقاء ثنائيا مع الملك سلمان.

وفي مؤشر على الأهمية التي توليها المملكة السعودية لزيارة الرئيس الاميركي، أطلقت الرياض موقعا إلكترونيا خاصا بالزيارة التي وصفتها ب”الحدث التاريخي”. ويتصدر صفحة الموقع عد تنازلي باليوم والساعة والدقيقة والثانية لوصول ترامب الى المملكة، مرفقا بعبارة “القمة العربية الاسلامية الاميركية – قمة تاريخية لغد مشرق”.

– ضد إيران وضد التطرف

بعد سنوات من الفتور في ظل ادارة باراك اوباما على خلفية الاتفاق النووي مع طهران، وجدت دول الخليج في ترامب حليفا تعيد معه بناء العلاقة التاريخية مع واشنطن.

وتتهم السعودية جارتها ايران بالتدخل في شؤون دول المنطقة. وتجد الرياض في ادارة ترامب آذانا صاغية تتفاعل مع قلقها من “التدخلات الايرانية”، خصوصا مع تكثيف مسؤولي هذه الادارة اتهاماتهم لطهران بزعزعة استقرار المنطقة وتلويحهم باتخاذ اجراءات بحق الجمهورية الاسلامية.

لكن طهران تنفي الاتهامات السعودية لها، وتتهم في المقابل الرياض بدعم جماعات إسلامية متطرفة.

ويتوقع محللون ان تهيمن ايران التي تنظم الجمعة انتخابات رئاسية يتنافس فيها الرئيس المعتدل حسن روحاني مع رجل الدين المحافظ ابراهيم رئيسي، على لقاءات السبت بين ترامب والمسؤولين السعوديين، واجتماعات الاحد بين الرئيس الأمريكي وقادة دول الخليج والدول الاخرى.

وقال سلمان الانصاري، رئيس لجنة العلاقات العامة السعودية الأمريكية المعروفة باسم “سابراك”، ان القمة العربية الاسلامية الأمريكية “تحمل رسالة واضحة للنظام الإيراني المتشدد مفادها انه سيكون هناك تفاهم كامل واتفاق شامل بين الولايات المتحدة والعالمين العربي والاسلامي”.

ويرى اندرياس كريغ، الباحث في مجال الدفاع في كلية كينغز بلندن، ان الملك سلمان يسعى الى الاستعانة بالولايات المتحدة لتشكيل “تحالف إسلامي بقيادة سعودية ضد الفكر المتطرف، وضد ايران”.

والقمة جزء من استراتيجية أمريكية لدفع العالم الاسلامي إلى التحرك ضد المتطرفين السنة في تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”، وضد الجماعات المسلحة الشيعية المدعومة من إيران وعلى رأسها حزب الله في لبنان، بحسب ما يرى مصطفى العاني من مركز الخليج للابحاث.

ويوضح المحلل “انها استراتيجية مهمة لانها قد تترجم باجراءات على الارض وبمساهمات مالية ومشاركات عسكرية وتبادل للمعلومات الاستخباراتية”.

وأعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية أنّ طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قصفت الخميس قافلة يبدو انها كانت تنقل عناصر من الميليشيات الشيعية التي تقاتل الى جانب قوات النظام في سوريا، قرب الحدود الاردنية.

ويقول العاني إن إدارة ترامب تعي أن السعودية “قوة اقليمية كبرى” ومن الضرورة طلب مساعدتها في احتواء إيران ومحاربة “الارهاب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية