رام الله ـ ‘القدس العربي’خلصت مصادر بحثية اسرائيلية الى ان الجيش الاسرائيلي اعاد تنظيم أولوياته للعقد القادم على اساس تخفيف الاعتماد على سلاح المشاة لصالح التفوق في مجال الاستخبارات وانظمة الدفاع النشطة والحرب الالكترونية وانظمة حماية الحدود، الا ان تلك الاولويات قد تتغير اذا ما حدث احد السيناريوهات الموضوع على طاولة المستويين السياسي والامني الاسرائيلي والمتمثلة بامكانية انهيار النظام الملكي الهاشمي بالاردن، او إلغاء اتفاق السلام مع مصر او اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة.
وحسب بحث جديد صادر مؤخرا عن مركز بيغن ـ السادات للدراسات الإستراتيجية فإن خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة للسنوات المقبلة تدل على أن الجيش الإسرائيلي أعاد تنظيم أولوياته للعقد القادم، وتشمل الأولويات العسكرية في تحقيق التفوق في مجال الاستخبارات، وأنظمة الدفاع النشطة، والحرب الإلكترونية، وأنظمة حماية الحدود، في حين أن أهمية وأولوية القوات البرية انخفضت جدًا، بحسب البحث الذي أعده المتخصص في الشؤون الأمنية، عامير رببورت.
وقال أيضا لقد وضع الجيش الإسرائيلي عدة مبادئ للحرب في السنوات الأخيرة: المحافظة على قصر العملية العسكرية قدر الإمكان، تقليل الأضرار للجبهة الداخلية، وذلك من منطلق أن الجبهة الداخلية ستجد صعوبة في مواجهة هجوم صاروخي لفترات طويلة.
وأشار الباحث إلى أنه وفقًا لرئيس أركان الجيش الاسرائيلي، الجنرال بيني غانتس، فإن إسرائيل هي القوة العالمية في ثلاثة مجالات رئيسية هي: الطائرات بدون طيار، أطلاق النيران بدقة والتفوق في الاتصالات، وهي الأمور التي قرر غانتس تطويرها على حساب سلاح المشاة.
واشار البحث الى ان الضجة التي اثيرت حول تخفيض ميزانية الجيش هي مفتعلة كون التخفيض لم يمس قطاعات حيوية بالجيش مثل سلاح الغواصات والطيران، منوها الى ان بحلول نهاية العقد فإن الجيش الإسرائيلي سيكون لديه ست غواصات من طراز دولفين، مع تكلفة كل غواصة مليار دولار، كما أن الجيش سيتلقى سربين (24 طائرة) من طراز F-35 وهي الطائرة التي ستتسلمها إسرائيل فقط بعد الولايات المتحدة.
وأضاف الباحث بانه في العقد الماضي استثمرت إسرائيل في شراء الطائرات بدون طيار، وسوف يستمر هذا الاتجاه، في السنوات المقبلة، وسوف تكون الطائرات بدون طيار تكتيكية جديدة، وكذلك أكبر، على حد قوله، مشيرا الى انه بحلول عام 2025 ستكون الطائرات بدون طيار التي يملكها الجيش الاسرائيلي متطورة جدًا، بحيث ستكون قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية، وقادرة على الكشف عن أي حركة مشبوهة طفيفة على الأرض أو في البحر، مشيرا إلى أن الطائرات اليوم التي يستخدمها سلاح الجو تُغطي إيران بشكل كامل. كما لفت إلى أنه في العقود المقبلة، سيواصل الجيش الإسرائيلي الاستثمار في الأقمار الصناعية، حيث سيُوظفها كأداة رئيسية لجمع المعلومات الاستخبارية والاتصالات.
ونوه الباحث الى امكانية ان تكون الحرب في العقود القادمة حربا فضائية من خلال اعتراض الاقمار الاصطناعية، وبالتالي قرر الجيش الاسرائيلي توظيف الطائرات المقاتلة في زمن الحرب لإطلاق الأقمار الصناعية المصغرة بشكل فوري، بحيث لن يكون وقتا كافيا للعدو لدراسة مداراتها والتصدي لها. وأوضح الباحث أن الجيش الإسرائيلي كمنظمة عسكرية يُعتبر الأكثر تقدما في العالم في مجال الدقة في إطلاق النيران، وذلك بواسطة استخدامه لصواريخ تطلق من الجو والبر والبحر، والغواصات.
وأشار الباحث إلى أن الجيش الإسرائيلي قرر التنازل تدريجيًا عن القوات البرية، حيث تم خفض ميزانية القوات البرية بنسبة لا تقل عن 25 في المئة، ولكن هذا الوضع لن يستمر، ذلك أن النقاش الدائر حاليًا في قيادة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هو في ما يتعلق بالمناورات التي تجريها القوات البرية، والتي تُكلف الجيش ميزانيات طائلة، على حد قوله. مع ذلك قال إنه بسبب التطورات الجديدة فإن قيادة الجيش تعتقد بأن القوات البرية سيكون أكل الدهر عليها وشرب وبالتالي، فقد تقرر تخفيض مشاركتها في المعركة، وسيتم استبدال التشكيلات المدرعة من الجنود المسرحين بتشكيلات اقل تكلفة، على حد قوله.
وخلص الباحث إلى القول إن خطط الجيش الإسرائيلي تبدو ممتازة، والمشكلة الرئيسية هي أن بعض السيناريوهات الموضوعة أمام صناع القرار في تل أبيب من المستويين السياسي والعسكري مثل انهيار النظام الملكي الهاشمي في الأردن، وإلغاء اتفاق السلام مع مصر، واندلاع انتفاضة ثالثة، أو تهديد نووي من إيران، والذي لم يعد ضربًا من الخيال، ويمكن لهذه التطورات، أو تلك التي لا يمكن التنبؤ بها أنْ تجعل جميع الخطط التي وضعها الجيش الإسرائيلي للتطوير وتغيير بنية الجيش، غير ذي صلة، على حد تعبيره.