خرج يوم السبت الماضي 1600 أسير فلسطيني منتصرين على الجلاد الإسرائيلي والسجان العبري الظالم، باتفاق ينهي إضرابهم عن الطعام والشراب، البالغ عددهم 6500 أسير، بينهم 57 إمرأة و300 طفل موزعين على 24 معتقلاً إسرائيليا.
بعد 960 ساعة جوعٌ وواحد وأربعين يوماً بأمعاء خاوية، عافت عن الأكل أو مضغه، في سبيل الكرامة والدفاع عن الأمة العربية المسلمة بأسرها، وتحقيق 80 في المئة من مطالبهم المشروعة كأسرى في المعتقلات والسجون الإسرائيلية، البعيدة كلياً عن أدنى حقوق الإنسان المتعارف عليها دولياً.
هكذا هي فلسطين دائماً تعلمنا الشموخ والإباء وعزة النفس، والعيش بكرامة او الموت في سبيل ذلك، وعدم التفريط في الثوابت الوطنية العربية، حفاظاً على الارض والعرض.
الاتفاق ذاته وحسب رئيس هيئة شؤون الاسرى الفلسطينيين عيسى قراقع وقدورة فارس رئيس نادي الأسير الفلسطيني، أدى إلى تعليق الأسرى إضرابهم بعد التوصل لتفاهم وتوقيع اتفاق بين مصلحة السجون الإسرائيلية ولجنة الإضراب، بقيادة الأسير مروان البرغوثي عضو مركزية فتح، المعتقل منذ العام 2002، حول مطالبهم الإنسانية.. يعد هزيمة لإسرائيل، بكل المقاييس كدولة مارقة لا تحترم حقوق الإنسان وقوانينه الدولية، ومصلحة سجونها التي توغل في تعذيب الإنسان والأسير الفلسطيني، وتستمر في اعتقاله دون محاكمات عادله له، وأوضاع أعتقال في سجون انفرادية وجماعية، تفتقر لأبسط حقوق الإنسان، ناهيك عند عدم السماح لاهالي وذوي الأسرى الفلسطينيين بزيارتهم الا مرات قليلة في العام الواحد. لكن هذا الاتفاق الذي تم في سجن عسقلان بحضور القائد مروان البرغوثي، قد وضع حداً لكل تلك الظروف والممارسات اللاإنسانية في السجون الإسرائيلية.
نعم هذا الاتفاق يعد انتصارا فلسطينيا للأسرى وهزيمة كبرى للدولة العبرية، التي أثبتت للعالم بأسره أنها بلا إنسانية، وأنها ضعيفة جدا أمام أمعاءٍ خاوية لهؤلاء الأسرى الفلسطينيين الشجعان، الذين يستحقون جائزة نوبل في الاقدام والشجاعة وحب الوطن والدفاع عن كرامة الأمة.
في ختام مقالنا هذا لا بد أن نذكر كصحافيين عرب بأهم القضايا علئ سبيل المثال لا الحصر التي تم التوصل إليها مع السجان الإسرائيلي خلال فك الإضراب في النقاط التالية:
1 – توسيع أرضية ومعايير الاتصال الهاتـفي بين الأسـير وأهـله.
2- الاتفاق على مجموعة من القضايا التي تتعلق بزيارة الأهل عبر عدة مداخل، أولها رفع الحظر الأمني، ورفع الحظر عن 140 طفلا فلسطينيا لم تسمح لهم مصلـحة سـجون إسـرائيل بـزيارة آبـائهم.
3- إعطاء موافقة رسمية حول موضوع إعادة الزيارة الثانية شهريا حسب المتفق عليها بين السلطة الفلسطينية والصليب الأحمر الدولي.
4- إضافة سيارة إسعاف لإسعاف المعتقلين عند اللزوم تكون مجهزة للعناية المشددة.
5- نقل المعتقلين لسجون قريبة من أماكن سكن عائلاتهم.
6- إدخال تعديل على نظام الكنتينا(متجر) يتعلق بنوعية الأشياء المتوفرة والاسعار وإدخال الخضار مثل الملوخية والبهارات بشتى أنواعها.
7- تحسين ظروف اعتقال الأشبال القاصرين وتنقلاتهم.
8- إدخال أجهزة رياضية في ساحات الفسحة.
9- حل مشكلة الاكتظاظ في أقسام المعتقل ومشكلة ارتفاع درجة الحرارة عبر وضع آلية للتكييف والتبريد متفق بشأنها.. الخ من القضايا الـ 19 التي تم إنهاء الإضراب بتوقيت الجانبين الفلسطيني ممـثلا بالأسـرى الفلسطـينيين، ومصـلحة السـجون الإسرائـيلية.
شهركم مبارك وكل عام وانتم بألف خير والحريّة لجميع المعتقلين الفلسطينيين.
صحافي يمني يقيم في نيويورك
محمد رشاد عبيد
هؤلاء الابطال مناضلون حقيقيون والنضال ضد الدولة المارقة العنصرية لن ينتهي حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة
*بارك الله في أسرانا الأبطال
فك الله أسرهم ونصرهم
على الصهاينة المجرمين.
سلام