النرجيلة تغزو إسطنبول… الأتراك توسعوا في استخدامها تأثراً باللاجئين والسياح العرب

حجم الخط
0

إسطنبول – «القدس العربي»: مقاه محدودة ومتباعدة هي التي كانت تقدم النرجيلة في مدينة اسطنبول التركية، كما هو الحال في باقي المدن والمحافظات الأخرى، لكن ومع وصول عدد اللاجئين والمقيمين العرب في البلاد إلى أكثر من 5 ملايين باتت «النرجيلة» تغزو معظم المقاهي، وأصبح الأتراك يميلون إلى استخدامها بشكل أوسع من السابق بكثير.
ومع مرور قرابة 5 سنوات على تزايد التواجد العربي في تركيا والذي برز مع وصول ملايين اللاجئين من سوريا والعراق، تبدو «النرجيلة» أبرز المظاهر الاجتماعية، التي نقلها العرب إلى الشعب التركي ومثالاً للتأثير الثقافي الذي أحدثه وصول ملايين العرب إلى الأراضي التركية.
وعلى الرغم من أنها كانت موجودة منذ قرون في تركيا وكانت سمة عند عدد من السلاطين العثمانيين، كما يدعي مؤرخون أن أصل «النرجيلة» تركي، إلا أن استخدامها ظل محدوداً بشكل كبير في العقود الأخيرة على حساب تدخين السجائر المنتشر بشكل واسع جداً بين جميع طبقات وأعمار الشعب التركي من الجنسين. ومع تزايد التواجد العربي لا سيما السوري في تركيا، فتحت عدد من المقاهي العربية لتلبية احتياجات العرب من «النرجيلة» وتدريجياً توسعت هذه المقاهي، وانتشرت بشكل واسع وسريع، في المقابل اضطر أصحاب المقاهي التركية إلى إدخال النرجيلة إلى قامة خدماتهم وفتحت أيضاً أعداد كبيرة من المقاهي التركية التي تقدمها في محاولة لعدم خسارة الزبائن العرب، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة استخدامها من قبل المواطنين الأتراك الذين لم يعهدوا رؤيتها بهذا الشكل والانتشار من قبل.
وفي المناطق التي يعيش فيها اللاجئون العرب ويرتادها السياح تنتشر أعداد كبيرة من المقاهي التي تقدم النرجيلة بأشكال وطرق مختلفة، وبأسعار مختلفة تبدأ في المناطق الشعبية من (15 ليرة تركية) أي ما يقارب الـ4 دولار، إلى ما يقارب الـ(300 ليرة) 85 دولار، في المناطق السياحية والفارهة حيث تقدم بأشكال عصرية وأخرى مكونة من الفواكه الطبيعية وبطريقة عرض جذابة.
وفي منطقة «شيرين أفلار» الشعبية في إسطنبول ينتشر قرابة الـ30 مقهى بشكل متجاور جميعها تقدم النرجيلة إلى روادها الذين كانوا في البداية شريحة من العرب وأصبح الآن غالبيتهم من الأتراك من جميع الأعمار والجنسين وخاصة طلاب الجامعات في تلك المنطقة.
يقول صاحب أحد هذه المقاهي: «لم نكن نقدم النرجيلة، كان المقهى هان يخدم طلاب الجامعات بالدرجة الأولى، كانوا يشربون الشاي والسجائر، لكن منذ سنوات اضطررنا لإدخال النرجيلة لمجاراة السوق وتلبية احتياجات آلاف السوريين والعراقيين الذين يعيشون هنا، وكما ترى بات المكان يقدم النرجيلة بالدرجة الأولى»، مضيفاً: «هذا الجيل من الأتراك تعلم النرجيلة من العرب لم يكونوا يستخدمونها بالسابق».
ويقول أحد الشبان العرب: «وصلت قبل 6 سنوات لدراسة الدكتوراه في أنقرة، وقتها بحثت في جميع أرجاء العاصمة وبصعوبة وجدت أحد الأماكن الذي يقدم النرجيلة وكانت غريبة ولا يجيدون صناعتها، لكن الآن الأمر مختلف تماماً النرجيلة موجودة في كل الأماكن وبجميع الأشكال».
من جهته، يقول صاحب أحد المقاهي الكبيرة في منطقة هالكالي الراقية على أطراف إسطنبول: «افتتحنا هذا المقهى قبل أقل من عام وأضفنا النرجيلة لتلبية احتياجات شريحة من العرب الذي يسكنون في المجمعات السكنية القريبة، ولكن كما ترى وجدنا أن زبائنا من الأتراك أكثر من العرب.. الشباب الأتراك باتوا يعشقون النرجيلة وهذا لم يكن في السابق».
وإلى جانب المقاهي، تنتشر أيضاً عشرات المتاجر والمحلات التي تبيع «النراجيل» وجميع مستلزماتها من التبغ والفحم وغيرها.
ورغم هذا الانتشار، ما زال الأتراك يعتمدون على أنواع التبغ العربية وباتوا يحفظون أسمائها كما هي باللغة العربية «الفاخر» و»البحريني»، حيث يعتبر التبغ التركي أقل جودة من نظيره العربي.

النرجيلة تغزو إسطنبول… الأتراك توسعوا في استخدامها تأثراً باللاجئين والسياح العرب

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية