السعودية ودول عربية تقطع علاقاتها مع قطر والدوحة ترفض «الوصاية» وتقول: الهدف سيادتنا واستقلال قرارنا

حجم الخط
3

عواصم ـ «القدس العربي» ـ من إسماعيل طلاي وإسماعيل جمال وحسن سلمان: في تصعيد هو الأخطر منذ سنوات أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، إضافة إلى مصر واليمن وحكومة شرق ليبيا.
وحسب بيانات رسمية فإن قطع هذه الدول لعلاقاتها بالدوحة كان بسبب مزاعم «التدخل في الشؤون الداخلية»، ومزاعم أخرى تتحدث عن دعم الإرهاب.
وأثارت الخطوة ردود أفعال عربية ودولية متسارعة، تراوحت بين الدعوات إلى الحوار في حل الأزمات، والتأكيد على حساسية الأوضاع في المنطقة فيما رحبت إسرائيل بالقرار.
وردت الدوحة أمس بقوة بأنها تعرضت لحملة إعلامية ظالمة قبل هذه الخطوة، وأن الهدف هو الضغط على قطر للنيل من سيادتها وقرارها الوطني وسياستها القائمة على العمل لتحقيق مصالح شعبها.
وأعربت وزارة الخارجية في دولة قطر، في بيان لها، أمس الإثنين، عن بالغ أسفها واستغرابها الشديد من قرار كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بإغلاق حدودها ومجالها الجوي، وقطع علاقاتها الدبلوماسية، علما أن هذه الإجراءات غير مبررة، وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وجاء في بيان للخارجية القطرية، بثته وكالة الأنباء القطرية «تعرضت دولة قطر إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة، ما يدل على نوايا مبيّتة للإضرار بالدولة، علما بأن دولة قطر عضو فاعل في مجلس التعاون الخليجي وملتزمة بميثاقه، وتحترم سيادة الدول الأخرى ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، كما تقوم بواجباتها في محاربة الإرهاب والتطرف».
وعبر مجلس الوزراء القطري «عن استغرابه لهذا القرار غير المبرر والمستند على مزاعم وادعاءات وافتراءات وأكاذيب».
وتابع قائلاً: «لقد كان واضحا منذ البداية أن الهدف من وراء الحملة الإعلامية وقرار قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية وإغلاق الحدود، هو ممارسة الضغوط على دولة قطر لتتنازل عن قرارها الوطني وسيادتها وسياستها المرتكزة أساسا على حماية مصالح شعبها».
وتوقفت حركة الطيران والملاحة البحرية، أمس، بين قطر وعدد من الدول التي أعلنت قطع العلاقات. وألقت الأزمة بظلالها على التعاملات المالية والتجارية في المنطقة أمس.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس الإثنين، إن قرار عدد من الدول العربية قطع علاقاتها مع قطر بعد اتهامها بدعم التطرف، يمكن أن يفتح الباب أمام تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب تشارك فيه إسرائيل.
ولم تفلح جهود إسرائيل حتى الآن في تحسين علاقاتها مع الدول العربية بسبب احتلالها للأراضي الفلسطينية منذ 50 عام، إلا أنها شهدت مؤخرا زيادة في التعاون مع الدول العربية خلف الكواليس، خاصة في معارضة إيران وفي القتال ضد الجهاديين في المنطقة.
وصرح ليبرمان أمام البرلمان الإسرائيلي في جلسة أسئلة وأجوبة «لا شك في أن هذا يفتح الكثير جدا من فرص التعاون في القتال ضد الإرهاب».
وأضاف «لقد شاهدنا رئيس الولايات المتحدة يزور السعودية ويتحدث بشكل خاص عن تشكيل تحالف ضد الإرهاب»، في إشارة إلى زيارة دونالد ترامب للرياض الشهر الماضي.
وقال إن «دولة إسرائيل منفتحة على التعاون. والكرة الآن في ملعب الطرف الآخر».
وتابع: «من الواضح للجميع أن ما حدث صباح اليوم هو دليل آخر على أنه حتى الدول العربية تفهم أن الخطر الحقيقي على المنطقة بأكملها ليس إسرائيل ولا اليهود ولا الصهيونية بل الإرهاب».
وذكرت الرياض أن قرار قطع العلاقات مع قطر يهدف إلى «حماية أمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف».
واتهم مصدر سعودي مسؤول قطر بـ»احتضان جماعات إرهابية وطائفية متعددة تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة منها جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة»، وبدعم «نشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران» في السعودية والبحرين، حسب وكالة الأنباء السعودية.
ودعت تركيا، أمس الإثنين، إلى إجراء حوار لحل الخلاف بين قطر والدول العربية التي قطعت علاقاتها. وقال المتحدث باسم الحكومة نعمان قرتولوش إن الرئيس رجب طيب إردوغان يعمل للتوصل لحل دبلوماسي للأزمة. وأضاف للصحافيين بعد اجتماع لمجلس الوزراء «رئيسنا يجري جهودا دبلوماسية عبر الهاتف ونأمل في حل دبلوماسي من خلال الحوار».
وبحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التطورات الأخيرة على صعيد العلاقات بين قطر والدول العربية، داعيا لتسوية كافة الخلافات عبر الحوار.
ودعت إيران، الإثنين، قطر ودول الخليج المجاورة إلى استئناف الحوار لتسوية الخلافات بينها، بعدما قامت دول خليجية ومصر بقطع علاقاتها مع الدوحة لاتهامها بدعم «الإرهاب».
من جانبه دعا الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي حكومة بلاده إلى الاحتجاج على هذا القرار، والضغط لإلغائه، مؤكداً أن قطر تعاقب لموقفها الداعم للربيع العربي.
ونفت قطر التي دأبت منذ مدة طويلة على اتباع سياسة خارجية مستقلة، الشهر الماضي، تصريحات نسبت إلى الامير تميم بن حمد آل ثاني، وظهرت على وكالة الأنباء الرسمية.
وقالت إن موقع الوكالة تعرض للقرصنة، نافية التصريحات المثيرة للجدل التي نسبت إلى أميرها بعد زيارة ترامب إلى السعودية.
لكن وسائل الإعلام في السعودية ودولة الإمارات تجاهلت النفي وواصلت حملة عنيفة على قطر.
ويرى مراقبون أن الإقدام على خطوة كهذه ليس لأن قطر أقدمت على عمل جديد، ولكن لكون زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض شجعت كلا من السعودية والإمارات على اقتناص الفرصة لعزل قطر، والضغط عليها في ملفات تتعلق بموقف الدوحة من النظام المصري، واحتضانها لقيادات من المقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى عدم الرضا عن تغطيات قناة «الجزيرة» الإخبارية.

السعودية ودول عربية تقطع علاقاتها مع قطر والدوحة ترفض «الوصاية» وتقول: الهدف سيادتنا واستقلال قرارنا
إسرائيل ترحب: القرار يفتح باب التعاون «في مكافحة الإرهاب» وإردوغان يجري اتصالات لـ«حل دبلوماسي»

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فريد:

    كيف اتفقو على قطر في حين يقولو
    ايران رأس الافعى والارهاب
    ومازال علاقاتهم الدبلوماسية قائمة
    واجوائهم مفتوحة لايران
    وموانئهم مشرعة لايران لتهريب الاسلحة الى اليمن
    والشركات المتحايلة على عقوبات ايران مقارها في الامارات
    “اللي ما بقدر على الحمار يتشاطر على البردعة”

  2. يقول Passer-by:

    أضف إلى ذلك يا أخ فريد أن طيران شركة العال الإسرائيلية تعبر يومياً أجواء السعودية والإمارات في طريقها إلى أسيا وأجواء مصر إلى أفريقيا بكل أريحية. يذكرنا هذا الحصار بحصار العراق إلى أن تم غزوه ورميه لقمة سائغة لإيران والآن نفس السيناريو يتم اتباعه مع قطر وبالنهاية ليس لقطر منفذ إلا إلى إيران أي يتم الآن تقديم دولة عربية أخرى لقمة سائغة لإيران. ماذا لو فتحت قطر قاعدة للحرس الثوري الإيراني على أراضيها نكاية بالسعودية هذا سوف يجعل من الحرس الثوري الإيراني على بعد ساعتين من حقول البترول العظمى للسعودية وكذلك من التجمعات الشيعية السعودية الكبرى. ما أقدمت عليه السعودية حماقة ما بعدها حماقة لا أدري هل هو نتيجة خرف القيادة الهرمة أم هو خرق القيادة الشابة أم كليهما؟ مجلس التعاون الخليجي ينتحر في رمضان فما هو رأي “علماء” الدين السعودي هل يجرؤ أحد على أن يسدي نصيحة لقيادتهم بالتعقل أليس فيهم رجل رشيد؟!

  3. يقول mohammad:

    الغريب في الامر هو أن كل الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر هي اشباه دول مثل اليمن و ليبيا و مصر و هذا باعتراف زعماء هذه الدول.
    اعتقد ان القضيه واضحه للجميع و اذا سألت الشعب العربي عن موقفه فهو مع قطر التي دعمت الحراك الشعبي ضد دكتاتوريات المنطقه لذلك قطر اليوم تعاقب من قبل هذه الدكتاتوريات . السعوديه و الامارات تعاقب زعيم دولة شاب و هو امير قطر من لتطويعه و حشره في حظيرة او بيت الطاعة الخليجي التي تحوي اغلب زعماء الدول العربيه الحاليين. يا عيب على النخوه العربيه و بالاحرى البدويه
    بنرقص مع الاميركان و نطعن باخواننا و جيراننا و ابناء ديننا في شهر رمضان ومن بلاد الحرمين. ما عاد في رجال .

إشترك في قائمتنا البريدية