أبناء الهزيمة
يا استاذ الياس نحن أبناء الهزيمة أكثر الأبناء تجرعا للألم، وتحفزا للتغيير الذي لا بد منه لننهض من كبوتنا، الهزيمة تغلغلت في نسيج خلايانا لأن زعماءنا الأشاوس غذوها باستبدادهم وخياناتهم وتناحرهم وارتهانهم للغرب وللشرق بدل ان يتحدوا مع شعوبهم واليوم في هذه الذكرى الأليمة وفي اليوم نفسه نشهد تشرذما آخر في مجلس تعاون الخليج.
وفي اليوم نفسه يقصف بشار غوطة دمشق التي كانت غناء، والروس يقصفون المدن الثائرة بخيانة من رئيس يدعو الروس وميليشيات شذاذ الآفاق لقتل شعبه ووأد الثرة السورية المجيدة، وفي اليوم نفسه يتبجح الإيرانيون بأنهم وصلوا إلى شاطئ بيروت على يد أولاد بيروت، وسيطروا على بغداد المنصور على أيدي ابناء المنصور.
أحمد – سوريا
التحكم من بعد
ما يسمى بـ «الاستقلال» الذي خُيِّل للشعوب العربية أن نالته إبان الجلاء وبعيد الحرب العالمية الثانية لم يكن سوى مسرحية مفبركة تمّ إخراجها في الخفاء من أجل استمرار الاستعمار الغربي في بلادنا المنكوبة، ولكن بطريقة الـ «ريموت كونتـرول» أو «التحـكم من بُعد.»
وما الطفيليات الاستبدادية المخابراتية التي ذكرها الكاتب، من السادات إلى القذافي والنميري ومن صدام حسين (بمن فيهم ناصر نفسه) سوى أدوات أو دُمى تمَّ استخدامها وتسخيرها، أولاً، لتحقيق هذا الهدف بالذات، أي هدف استمرار الاستعمار الغربي من خلال استمرار قمع الشعوب وكبتها واضطهادها وكم أفواهها في بلادنا المنكوبة..
آصال أبسال
كارثة حضارية
أكثر ما يسرني في هذا المقال هو الخاتمة التي لا شك في أنها البريق الذي أضاء الطريق الصحيح رغم أنه طويل وصعب للتخلص من كارثتنا الحضارية. سأحاول كتابة بعض السطور التي تعبر عن أحاسيس أكثر منها تحليلاً علمياً أولاً لكوني لست صحافياً ولا كاتباً أو مفكراً أو سياسياً وثانياً لأني أيضاً مثل الجميع حيث نعيش الكوارث دون أن نكون قادرين على التأثير على دفة القيادة لكن بتبادلنا لأفكارنا نأمل أن نستطيع معاً إعادة ترتيب طريق الإبحار بعيداَ عن العواصف.
كنت طفلاً عندما التحقنا كأطفال خلف جنازة الزعيم، والمشهد كان عرساً وجنازة ولم نكن ندري ماذا يحصل سوى أننا نشعر ما يشعر به الناس حولنا. لكن يبدو أن العرس كان يعني أنه لا مكان للموت وأن الموت الرمزي ليس إلا خارج وعينا. وهكذا بقيت الأيام تدور دون أن يتغير حولنا أو بالأحرى أن نتغير ويصبح وعينا الجمعي (وليس بعضاً من النخبة التي لم تستطع قلب الكفة لصالحها ولأسباب ربما مازالت تحتاج إلى فهمها) قادراُ على إدراك معنى الهزيمة. لقد أدركنا (الأبناء والأحفاد) مع الزمن هذا الحمل الثقيل الذي وضعه الآباء والأمهات عل كاهل الأبناء بعد النكبة لعدم قدرتنا على اكتشاف الحاضر.
وكان الماضي يسيطر على عقولنا حتى فقدت إحساسها بالزمن فكانت الكارثة المفاجأة الأولى ومن ثم الموت لأن البطل لا يسقط ولأن الأبناء يجب أن يكونوا صورة طبق الأصل عن الآباء وليس للزمن معنى سوى أنه يجري خارج عقولنا على جدار الحائط.
وهكذا أصبح السادات وصدام والقذافي والنميري …. ومن الزائد أن نذكر من تبقى، امتداداَ لشخصية البطل الذي لا يموت إلا شكلاً. وهكذا تحولت الكارثة إلى مستنقع وأصبحت عالمنا الذي يرسم طريق الكوارث الذي يلتف حولنا كالأخطبوط.
يبدو أن عبد الناصر كان واحداً منا يرانا ويحس بنا لكن لم يكن قادرا على تجاوز ذاته التي أنتجتها هذه الروح الجمعية التي تسيطر علينا بكافة التيارات السياسية والاجتماعية التي ننتمي إليها. فلا الذي حمد الله على الكارثة عمل أو دعا الله من أجل تجاوزها ولا حتى معظم رجال الدين أنفسهم استوعبوا درس الماضي وانخرطوا دفاعا عن صوت المظلومين في الساحات والمعتصمات بحثاً عن طريق جديد. ولا الربيع العربي أفرز قيادة قادرة على طي صفحة الماضي والعمل من أجل الحاضر والمستقبل.
أسامة كليَّة- سوريا/ألمانيا
هدم الأصنام
كنت مولعا بانتقاد جمال عبد الناصر، وبانتقاد البورجوازية الصغيرة والكبيرة، وكأنه كان لهذه البرجوازيات وجود، أما عن كتابات الياس مرقص وياسين الحافظ، فكنا ننظر اليها على انها تتواطأ مع نظام البورجوازيات الصغيرة، ضد الأحزاب الثورية، المتسلحة بالنظريات العلمية العالمية، والتي كان يقودها جورج حبش وحواتمة ومحسن ابراهيم، كثيرون منا يشعرون بتفاهتهم، وتفاهة تلك القيادات الثورية، التي لم تستطع بلورة مفهوم الوطن والمواطنة، ولم تتجرأ على انتقاد او محاكاة التاريخ العربي الاسلامي، مقدمة المقدمات لأي خطوة نحو التقدم، إنما هربت لماركس وتروتسكي وماو ( مع جليل الاحترام والتقدير للمذكورين)، عدا عن تحالفاتها مع الأنظمة الاقلوية الطائفية التي كان همها محاربة النظام الوطني في مصر.
كنّا نود تجاوز جمال عبد الناصر، وإذا بنا نعيش مع البخاري وابن تيميه والخميني وحس نصر الله والزرقاوي وأبو بكر البغدادي، لقد كان استشهاد عبد المنعم رياض على الخط الاول للجبهة اول صفعه لتفاهة افكاري وقلة ثقافتي حينها.
نعم وألف نعم لنقد جمال عبد الناصر ونظامه الذي لم يدم أكثر من خمسة عشر عاما، أول مصري يحكم مصر من آلاف السنين وهو في الثلاثينيات، وقد تكون من أخطائه الكبرى أنه لم يهدم الأصنام، كل الأصنام الاجتماعية والثقافية والدينية.
فوزي رياض الشاذلي – سوريا
لا حياة لمن تنادي
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي.
ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رماد.
سيدي الفاضل، انت من القلة الواعية في هذا الزمن الرديء!
خالد يحيى
تعديل تعقيبي على مقال إلياس خوري، ذلك…
التعقيب المعدَّل
ما يسمى بـ”الاستقلال” الذي خُيِّل إلى الشعوب العربية أن نالته إبان “الجلاء” وبعيد الحرب العالمية الثانية لم يكن سوى مسرحية مفبركة تمّ إخراجها في الخفاء من أجل استمرار الاستعمار الغربي في بلادنا المنكوبة، ولكن بطريقة الـ”ريموت كونترول” أو “التحكم من بُعد”.
وما الطفيليات الاستبدادية المخابراتية التي ذكرها الكاتب، من السادات إلى القذافي والنميري ومن صدام حسين إلى حافظ وبشار الأسد (بمن فيهم ناصر نفسه)، سوى أدوات أو دُمى تمَّ استخدامها وتسخيرها، أولاً وآخراً، لتحقيق هذا الهدف بالذات، أي هدف استمرار الاستعمار الغربي من خلال استمرار قمع الشعوب العربية وكبتها واضطهادها وكم أفواهها إن حاولت أن ترتم ببنت شفة إزاء هذه الحقيقة المريرة..