لاعبون معاقون تألقوا وبرزوا!

حجم الخط
0

عفا الله جميع القراء من أي أمراض او اعاقات، لكن الواقع ان فقدان جزء أو أكثر من أعضاء الجسم لم يقف عائقاً عند نجوم كثيرين في العالم على مدى عقود طويلة، ليس فقط في ممارسة رياضتهم المحببة، بل في التألق والابداع فيها أيضاً، ومن الجميل معرفة من هم هؤلاء النجوم، وكيف تغلبوا على اعاقاتهم.
هناك بعض النجوم الذين رغم عدم تمتعهم بكامل جسمهم الطبيعي وبنقص في بعض الاجزاء، الا انهم برزوا وتألقوا في ممارسة كرة القدم، وابرزهم كان لاعب كيلمارنوك الاسكتلندي دين تشايلز الذي لعب قبل 5 مواسم نهائي كأس المحترفين الاسكتلندي بعين واحدة فقط، لكن الابرز كان لاعب لوكسمبورغي يدعى يونس هاوتشاريغي الذي لعب في مباراة ضد تشلسي ضمن مسابقة كأس أبطال الكؤوس الاوروبية في عام 1971 بذراع مبتورة.
لكن أبرز المعاقين من نجوم اللعبة، كان المهاجم الاوروغواني هيكتور كاسترو الذي فقد الجزء السفلي من ذراعه اليسرى في حادثة نجارة وهو في الثالثة عشرة من العمر، الا انه كان صاحب هدف الفوز لمنتخب بلاده في المباراة النهائية لكأس العالم في العام 1930 امام الارجنتين، فضلاً على انه فاز بميداليتين ذهبيتين في دورتي ألعاب اولمبية، بالاضافة الى ثلاث بطولات دوري في الأوروغواي مع فريقه ناسيونال، كما خاض تجربة تدريبية ناجحة مع فريقه ومنتخب بلاده. لكن هناك من كانت حالته أقسى من حالة كاسترو لكن خاض مسيرة كروية ناجحة، والابرز كان الالماني روبرت شلاينز، الذي عاد من جبهة القتال خلال الحرب العالمية الثانية بعدما أصيب بطلقة في فكه، ليبدأ مسيرة رائعة كمهاجم هداف مع شتوتغارت في الدوري الألماني. وفي 13 أغسطس 1948 توفيت والدته، لكنه أصر على اللعب في اليوم التالي ضد كيكرز اوفنباخ، وفي طريقه الى الملعب انقلبت سيارته وسحقت ذراعه، وكان وقتها في الرابعة والعشرين من العمر. وبترت ذراع شلاينز لكنه لم ييأس، وجاء مدربه جورج فورتزر بفكرة ابعاده عن مشاحنات واحتكاكات مركز قلب الهجوم، ووجد له مركزاً على الجناح… وبالفعل بعد خمسة أسابيع على بتر ذراعه عاد شلاينز الى التدريب وشارك في مباراة ضد بايرن ميونيخ، ليساهم بعدها في أنجح حقبة في تاريخ شتوتغارت، محققاً معه بطولتي الدوري عامي 1950 و1952 وكأس المانيا عامي 1954 و1958، كما مثل منتخب المانيا الغربية في ثلاث مباريات.
قصة نجاح أخرى كانت لحقان سودرستيرنا الذي ولد من دون الجزء الأسفل من ذراعه الايمن، لكنه تألق في الدوري السويدي مع لاندسكرونا حتى أصبح معبود جماهير النادي التي ألفت له أغنية خاصة تكريماً لما قدمه للفريق. كما فقد الباراغواني خوليو غونزاليز ذراعه الايمن كاملاً في حادث سيارة في عام 2006 لكنه عاد للمشاركة مع فريقه تاكواري في العام التالي، وأمثلة كثيرة عن لاعبين بذراع واحد نجحوا في مسيرتهم الكروية، بينهم الارجنتيني فيكتور كاسا الذي فقد ذراعه في 1965 وظل يلعب حتى العام 1971. في حين سجل الايرلندي جيمي هاستي 109 أهداف في 169 مباراة مع دندولك الايرلندي أيضاً بذراع واحدة. ونجح النيجيري اوغبونايا اوكيميري في احراز دوري أبطال افريقيا مرتين (2003 و2004) وثلاث بطولات دوري في تيجيريا (2002 و2003 و2004) والكأس السوبر الافريقي (2003 و2004) مع انيمبا النيجيري وهو بعين واحدة بعدما فقد الاخرى في حادثة أليمة. ولهذا عندما نرى رغبة لاعبي تشابيكوينسي الناجين من حادث الطائرة الأليم، في عودتهم الى المباريات رغم اعاقاتهم، فندرك ما تعنيه الرياضة لهم، وهو بحد ذاته انتصار لا يفوقه أي انتصار آخر.
twitter: @khaldounElcheik

لاعبون معاقون تألقوا وبرزوا!

خلدون الشيخ

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية