لندن ـ ‘القدس العربي’ تظهر التفجيرات التي اجتاحت العراق في فترة عيد الفطر، وسيطرة مقاتلين اسلاميين على مناطق في اللاذقية ومطار ‘منغ’ في حلب شمال سورية حالة من النشاط التي اعترت تنظيم القاعدة الذي اعاد تشكيل نفسه سورية من خلال ما صار يعرف بالدولة الاسلامية في العراق والشام. وجاءت الجائزة التي رصدتها الحكومة الامريكية على رأس ابو بكر البغدادي زعيم هذه الدولة والذي يعتقد الخبراء انه يقيم في سورية تعبيرا عن هذا التطور. وتعتبر الجائزة التي رصدتها امريكا على رأس البغدادي الذي يعرف ايضا بابو دعاء (10 ملايين) هي الثانية من ناحية المبلغ بعد الـ 25 مليونا التي رصدت ولكنه لم يقتل او يدل بمعلومات عن زعيم التنظيم ايمن الظواهري الذي يعتقد انه يتحرك في مناطق القبائل الباكستانية. وكان تنظيم القاعدة قد اعلن مسؤوليته عن هجمات السبت التي راح ضحيتها اكثر من 74 شخصا وعشرات الجرحى. كما اعلنت القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم على سجنين عراقيين اديا لهروب اكثر من 500 من معتقلي القاعدة الذين يعتقد انهم عادوا لقواعدهم في العراق وسورية.
حراك جديد
وتعكس عودة القاعدة في اسمها الجديد حراكا داخل التنظيم نفسه، حيث ينظر الى رسائل الظواهري لناصر الوحيشي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية على انه محاولة لتأكيد سلطته بعد خروج تنظيم العراق عن طاعته على ما يعتقد الكثير من المراقبين، واللافت في النظر ان القاعدة التي غيرت اسمها لتعكس وحدة التنظيمين الشامي والعراقي اكدت نفسها وحضورها في عدد من البلدات والقرى التي سيطرت عليها بعد اخراج قوات الحكومة منها. ومما عزز قوتها ايضا تدفق الالاف المقاتلين من الدول العربية ومناطق اخرى في العالم الاسلامي. وفي ضوء الهجمات في العراق التي تذكر بسنوات ما قبل الانسحاب الامريكي حيث قتل في الشهر الماضي اكثر من الف عراقي وهو عدد كبير بكل المقاييس فان توسع عمليات القاعدة لتشمل ساحة جديدة وهي سورية يعكس تحول التنظيم هذا الى قوة اقليمية ايا كان موقف اللاعبين المحليين في داخل البلد هذا اي سورية. فمع ان الدولة الاسلامية تظل تنظيما من ضمن التنظيمات العديدة التي نشأت في ظل الانتفاضة السورية والتي تلتقي احيانا تحت راية واحدة، الجيش السوري الحر او تغير ولاءاتها حسب المزاج العام، الا ان ما يميز القاعدة والتنظيمات الاسلامية الاخرى المقاتلة هي الايديولوجيا والتنظيم والانضباط وقدرتها على التمويل وتلقيها الدعم من الخارج. كما وحمل التنظيم العراقي معه لسورية الاساليب التي استخدمت في الحرب ضد الامريكيين والحكومة العراقية الحالية من عمليات انتحارية وقنابل مصنعة محلية، وممارسات قاسية مع الاعداء من الاختطاف والقتل بطريقة بشعة.
ويشار الى ان المقاتلين السوريين الذين يحاولون دخول القاعدة الجوية في ‘منغ’ منذ اكثر من عام لم ينجحوا للدخول اليها الا بعد سلسلة من العمليات الانتحارية التي اضعفت دفاعاتها. وفي المناطق التي اقامت الدولة حضورا لها، في شمال سورية تعرض عدد من الناشطين المدنيين وعمال الاغاثة والصحافيون الاجانب اما للاغتيال او الاختطاف. ولم يعلن عن هذه العمليات خشية ان تتأثر حياة المختطفين وفرص اطلاق سراحهم.
بين النصرة والدولة الاسلامية
وتقول صحيفة ‘واشنطن بوست’ ان زيادة وتيرة اعمال العنف حولت هذه المناطق الواقعة تحت سيطرة القاعدة الى مناطق لا يمكن لاحد الذهاب اليها لخطورتها، بشكل لم يعد ممكنا نقل المواد الاغاثية اليها او تغطية الاحداث الجارية فيها، اضافة الى تعقيد جهود تسليح الجماعات ‘المعتدلة’ التي تريد الدول الغربية تزويدها بالسلاح لحرف ميزان الحرب لصالحها. ويرتبط حضور الدولة الاسلامية في سورية وجهودها لابراز نفسها برفض تنظيم جبهة النصرة الذي اعلن ولاءه لتنظيم القاعدة وزعيمها الظواهري الاندماج مع دولة البغدادي، وتعتبر النصرة من اشد واقوى التنظيمات المسلحة في الشمال. وفي غياب النظام والقانون في عدد من المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام فقد استفادت العديد من الجماعات الاجرامية والعصابات واكدت نفسها وتقوم بعمليات الخطف والقتل وابتزاز السكان. ويعتقد باحثون في شأن القاعدة ان بناء التنظيم قواعد له في سورية له محدداته ودلالاته الاقليمية، حيث يرون ان سورية تظل مهمة للقاعدة اكثر من العراق، فسورية لها حدود مع تركيا ولبنان والاردن واسرائيل مما يجعلها استراتيجيا اهم من العراق. ويرى بروس هوفمان، مدير الدراسات الامنية في جامعة جورج تاون من ان هناك امكانية لتحول سورية الى افغانستان جديدة، حيث تحول هذا البلد الى منطقة جذب للمقاتلين الاسلاميين في ثمانينات القرن الماضي وبعد احتلال السوفييت له. وعلى الرغم من هذا فالدولة الاسلامية هذه واساليبها جعلتها على تناقض مع الجماعات المقاتلة والمعتدلة في السياق السوري مما يدعو للتساؤل حول ديمومة الدولة او الظاهرة، ففي الرقة التي تعتبر معقل الدولة الاسلامية نشبت مناوشات قتل فيها 13 مقاتلا وعدد من المدنيين.
وتشهد المدينة مظاهرات يومية تطالب باطلاق سراح المخطوفين الذي من بينهم الراهب الايطالي بولو دالوجليو الذي اختفى الشهر الماضي عندما وصل وحاول فتح حوار مع قادة الدولة الاسلامية. وتضم قائمة الذين اختفوا مسؤول مجلس المحافظة ومسؤولا كبيرا في المعارضة وبحسب ناشط فقادة الدولة الاسلامية يعتقلون اي شخص يعارض وجهة نظرهم. وتشير الصحيفة الى ان جبهة النصرة التي رفض زعيمها ابو محمد الجولاني، وهو محارب سابق في العراق الاندماج مع البغدادي، تدير مناطقها بعيدا عن تأثير الدولة الاسلامية لكنها في بعض المناطق مثل الرقة مجبرة على التعاون، اما في حماة فقد اعتقل زعيم النصرة الذي تحدث ضد التطرف وظل في المعتقل حتى سحب انتقاداته، وفي بلدة الدنا القريبة من الحدود مع تركيا اكد مقاتلو الدولة سلطتهم من خلال اطلاق النار على المتظاهرين ضدهم، وقاموا بمصادرة اسلحة فرع محلي للجيش الحر وقتل قائده.
المقاتلون الاجانب
ومما يعزز قوة الدولة الاسلامية هو استمرار تدفق المقاتلين الاجانب الذين عادة ما ينزعون نحو العنف ويرفضون التنازل او الحوار، ويقدر مسؤول امني لبناني عدد المقاتلين الاجانب الذين دخلوا سورية منذ الانتفاضة عام 2011 بحوالي 17 الفا معظهم جاء من السعودية وتونس والعراق. ويشير الى ان الدولة الاسلامية قدمت رؤية انها قادرة على تحقيق انجازات حيث صعدت من هجماتها في الاسابيع الستة الاخيرة. وفي سياق اخر شنت الدولة حملة من اجل كسب العقول والقلوب، ففي شريط عرض على ‘يوتيوب’ اظهر افرادها في احتفالات عيد الفطر وهم يوزعون اللعب على الاطفال في حلب. وهم في هذا يقلدون ما قامت به جبهة النصرة الذين اكد افرادها في اكثر من مرة انهم تعلموا من العراق ان لا يستعدوا المجتمعات التي يعملون فيها، وعلى خلاف العراق تبدو قوات الجماعات الجهادية ومنها مقاتلو الدولة الاسلامية منظمة ومنضبطة وقادرة على السيطرة على البلدات. وكان اللواء سليم ادريس، رئيس هيئة اركان الجيش الحر قد زار مواقع المقاتلين في اللاذقية حيث ظهر في شريط فيديو اكد فيه انه زار مناطق اللاذقية من اجل التأكيد على تنسيق الجهود بين القيادة العامة وقيادة الساحل.
اسلحة سودانية
ويشكو المقاتلون من قلة الذخيرة حيث نقلت مصادر عن بعضهم قولهم ان عملية الساحل تحتاج الى اسلحة ومساعدات عسكرية حتى تحقق هدفها. وفي الوقت الذي تفكر فيه الدول الغربية وتقلب رأيها حول كيفية تسليح الجيش الحر او القوى المعتدلة فيه بدون ان تذهب الاسلحة الى الجماعات الجهادية، كشفت صحيفة ‘نيويورك تايمز’ عن حصول الجيش الحر على اسلحة من السودان.
وقالت الصحيفة ان المقاتلين السوريين الذين يشعرون بحالة من الاحباط من الغرب وجدوا مزودا للسلاح في مكان غير متوقع، اي السودان الذي يعاني من حظر دولي لتصدير السلاح له ويقيم علاقات قوية من الحليف القوي لنظام بشار الاسد في دمشق، ايران. وبحسب مسؤولين غربيين وقادة في المعارضة المسلحة فقد باعت الحكومة السودانية اسلحة صينية الصنع لقطر والتي قامت بترتيب ايصالها للمقاتلين عبر تركيا. وتضم الشحنة صواريخ مضادة للطائرات ومخازن الذخيرة والتي استخدمت في ساحات المعارك والتي ساعدت المقاتلين على مواجهة الجيش السوري المسلح بعتاد احسن. وتقول الصحيفة ان الادلة على قيام السودان بالتعاون سرا مع خطوط الامداد السرية التي يحصل من خلالها المقاتلون على اسلحة تقدم صورة عن الطريق يحصل فيها المقاتلون على اسلحة والتي عادة ما تشترى باموال تدفعها قطر، الامارات، الاردن او السعودية او متبرعون متعاطفون مع الثورة السورية. وفي الوقت الذي لا يمكن فيه معرفة اثر هذه الاسلحة على الوضع القتالي وقدرتها على مواجهة جيش مسلح باسلحة روسية، ويتلقى دعما من ايران وحزب الله، الا ان الدور السوداني يضيف تعقيدا جديدا للحرب الاهلية التي استعصت على الحل السياسي، خاصة ان الحل الحرب نفسها تحولت الى حرب بالوكالة بين الدول العظمى والاقليمية. وفي الحالة السودانية فان ما يدفع الحكومة الى الانخراط في الحرب الاهلية هو التعاطف السني مع السوريين وفرصة تحقيق ارباح مالية من تجارة السلاح المربحة. وفي الوقت نفسه فان قرار الحكومة السودانية مساعدة المقاتلين يضعها امام خيارات صعبة خاصة انها تقيم علاقات قوية مع كل من ايران والصين اللتين تساعدان تقنيا صناعة السودان للسلاح وقد تنظران الى الخطوة السودانية على انها نتيجة غير متوقعة لهذا الدعم بل وخيانة.
نفي سوداني
ونفى المسؤولون نفيا قاطعا تزويد المقاتلين بالسلاح وذلك حسب عماد سيد احمد المستشار الاعلامي للرئيس عمر حسن البشير. ورأى المتحدث باسم القوات السودانية المسلحة في الاتهامات محاولة للتشويه واللاعقلانية حيث اكد ان السودان ليس مهتما بدعم جماعات في سورية، خاصة ان نتيجة الحرب غير معروفة، واكد ان الاتهامات يقصد منها الاضرار بمصالح السودان وعلاقاتها مع الدول التي تقيم مصالح مشتركة معها. وبنفس السياق نفى مسؤول قطري اي علم بقيام بلاده بشراء اسلحة من السودان لصالح المعارضة السورية. وتنقل الصحيفة عن محلل الشؤون السودانية في ‘سمول ارمز سيرفي’ قوله ان السودان لديه تاريخ في دعم دول والنفي حيث اكتشفت الاسلحة في الصومال، وجنوب السودان وساحل العاج وغينيا ومالي ويوغندا. وتنقل عن مسؤول امريكي مطلع على الشحنة للمعارضة السورية قوله ان السودان موضع نفسه كمزود دولي للسلاح حيث وصلت اسلحته الى عدد من مناطق الحرب بمن فيها سورية. ومع ان محللين غربيين يرون في مساعدة المقاتلين السوريين تعبيرا عن تناقض مزمن في السياسة الخارجية في ظل حكم البشير الا ان اخرين يرون ان الدافع الحقيقي هو المال حيث يعاني السودان من ازمة اقتصادية خطيرة. ويشك بعض المحللين في ان السودان قام ببيع انواع اخرى من الاسلحة الصينية الصنع من مثل بنادق قناصة، وصواريخ مضادة للدبابات.
طائرات شحن كرواتية
وعن طريقة نقل الاسلحة يقول مسؤولان امريكيان انه تم نقلها عبرشركتي نقل جوية كرواتية اللتين نقلتا شحنتين من الخرطوم بداية هذا العام مع ان مسؤولي الشركتين نفيا نقل اسلحة حسب الصحيفة. ويقدم السكرتير الصحافي للرئيس السوداني تفسيرا من ان الاسلحة السودانية التي شوهدت في سورية ربما جاءت من ليبيا حيث اعترف الرئيس البشير بدعم الثوار هناك اثناء الثورة على معمر القذافي عام 2011. لكن الصحيفة تقول ان بعض الاسلحة المصنوعة في السودان والتي شوهدت في ادلب العام الماضي، صنعت بعد ثورة ليبيا، ويرى المتحدث باسم القوات السودانية ان الصور يمكن تزييفها بسهولة وان الصور ليست دليلا. كما ان وجود صاروخ اف ان -6 المضاد للدبابات في سورية لم يتم تفسيره لانه لا ثوار ليبيا ولا المقاتلون السوريون كان بحوزتهم هذا السلاح في عام 2011.
سلامي على البشيردولتنا منصورة
17 الفا معظهم جاء من السعودية وتونس والعراق كيف دخلوا لسورية؟هل تسللوا بتسهيل من نظام البعث ،حتى يرفع شعار فخار بيكسر بعضه،حتى يتقاتلوا مع قوات الجيش الحر.هل تغاضى عنهم؟.لا بد من تسليح الجيش الحر وتحرير سورية من قوات بشار.
السودان يصنع اسلحة ويصدرها ايضا.. هذا كلاما عجبا
اعتقد ان هذا کذبا وافتراء علی السودان لیس معقولا ان السودان تقف مع اصدقاء
اسرائیل و امریکا .
دويلات اسلامية بمباركة امريكية يا للعجب في زمن العجائب
لو كان الهدف المال فقط لسمح السودان بمرور بترول الجنوب بدون ضجة إعلامية . هذا إفتراء وتلفيق وآضح ودعاية أمريكية و سرائيلية الم تقل إسرائيل من قبل بأنها دمرت مصنعا إيرانيا للأسلحة بالسودان وايدتها أمريكا في ذلك. كيف يستقيم عقلا أن يكون المصنع إيرانيا ويرسل أسلحة للمعارضة السورية؟
هذا افتراء واضح وبين ولايستقيم منطقيا اذ ان المورد الوحيد للسلاح السوداني هو ايران الحليف الازلي للنظام السوري ومن وراءها الحليف الاخر الصين..اذن كيف يفكر السودان بتزويد جماعات تقاتل حليف حلفائه الوحيدون ف العالم؟؟ ومتى اصبح السودان مكتفيا زاتيا حتى صار بمقدوره تصدير السلاح مع العلم ان ثلثي حدوده هي جبهات قتال مفتوحة..
هو تشويه لصورة السودان ومحاولة من الغرب لاحكام الحصار المضروب على تصدير السلاح اليه بجعل الخصومة بينه واخر مصادر التكنولوجيا العسكرية التي يعتمد عليها