بيروت ـ «القدس العربي»: بعد إحباط مخطط إرهابي لاستهداف مطار بيروت من قبل 4 يمنيين قبل ايام، بادر وزير الاشغال والنقل اللبناني يوسف فنيانوس إلى طمأنة اللبنانيين والقادمين إلى مطار الرئيس رفيق الحريري أن لا خوف على أمن مطار بيروت وأنه غير مكشوف أمنياً، معلناً عن تجهيزات ستستقدمها الحكومة اللبنانية.
وكان الأمن العام وقوى الأمن الداخلي تمكنوا من كشف شبكة إرهابية تنتمي لتنظيم «الدولة» تضم يمنيين وسوريين وفلسطينيين وكانت تخطط لاستهداف مطار بيروت في سيناريو شبيه بالعمل الإرهابي الذي استهدف مطار بروكسل في آذار/مارس 2016 حيث كان من المقرر أن يدخل 4 يمنيين إلى المطار ويبدأوا بإلقاء قنابل يدوية ويتبعها اطلاق نار وتفجير أحزمة ناسفة لحصد أكبر عدد من الضحايا.
إلا أن العملية التي انكشفت قبل استهداف إفطار في أحد مطاعم الضاحية وأسفرت عن توقيف أحد اليمنيين الذي دخل إلى لبنان فضحت مخطط استهداف المطار قبل دخول اليمنيين الثلاثة الآخرين.
وعلى الرغم من التقارير التي تتحدث عن صعوبة التسلل إلى المطار لتنفيذ أي مخطط إرهابي، إلا أن «القدس العربي» لاحظت بعد جولة في محيط المطار أن الوصول إلى بوابات الوصول أو المغادرة ليس بالامر الصعب وأن الإجراءات الأمنية ليس كافية لمنع الخروقات وكذلك الالات الالكترونية لكشف المواد المتفجرة التي يجب أن تكون على مسافة عشرات الامتار قبل الوصول إلى المطار وبالتحديد على حاجز الجيش اللبـناني.
ولو كانت هذه التجهيزات كافية لما أعلن وزير الاشغال أمس عن «تركيب أنواع جديدة منها الكاميرات والحاويات التي تستوعب العبوات المتفجرة في حال وجودها حتى لا نعرّض حياة الناس للخطر»، وقال «هناك مستوعبات أخرى للحقائب اليدوية، وكل هذه الآلات سيتم وضعها على جرار الحقائب والسكانر الموجود يدل على ما اذا كان هناك شيء مشبوه لا يسمح دخوله».
وأكد فنيانوس أنه «ستكون هناك آلات تحمل باليد وسيارات تجول داخل المطار وبداخلها تجهيزات تؤشر ما اذا كانت هناك مواد متفجرة أو ملتهبة في أي حقيبة كانت داخل المطار»، وقال «تقدم لهذه المناقصة حتى تاريخ اليوم 27 شركة منهم 18 شركة من خارج الأراضي اللبنانية، وهذه هي المرة الأولى التي يتقدم بها هذا العدد الكبير لتلك المناقصة، وتاريخ المناقصات حُدّد وأعطينا مهلة اضافية للجميع حتى تكون شورط التنافس متوافرة لتقديم أفضل التجهيزات الأمنية الموجودة لمطار بيروت».
واعتبر ان «مطار رفيق الحريري الدولي غير مكشوف أمنياً وأصبح هناك وعي عند اللبنانيين بعد المصائب التي جاءت من النيران المشتعلة والمحيطة بنا»، مشيراً إلى ان «هذا الوعي تمت معالجته على عدة مستويات من خلال القيادة الحكيمة للـجيش اللبناني بكيفية تطبيق الأمن الاستباقي مع جهاز الأمـن العام وقوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات وأمن الدولة لكشـف كل المؤامرات التي تحاك، هذه هي المرحلة الأولى من الأمن وهي تحمي البلد كما ان الأمن الاستباقي الذي سـاهمت به المـقاومة ساهم بشكل أساسي بأن كـل هذا التنسـيق يـؤدي إلى هذه الدرجة من الأمن وهذا لا يمنـع ان يحصل بعض الخروقات الأمنية فهذا يحصل في انكلترا والدول الأوروبية واليوم سمعنا خبراً عن أمريكا حيث الإرهاب يتنقل من بلد إلى آخـر».
واضاف وزير الاشغال «ان الإجراءات التي تتخذها وزارة الأشغال تنفيذاً لقرارات مجلس الوزراء تصب في اطار حماية المطار، والمطار لديه سور مجهز بكاميرات هائلة، اضافة إلى الإجراءات الأخرى بوابات للسيارات. اما داخل المطار فهناك سكانر الحقائب وغيره.
والآن أقر مجلس الوزراء والمجلس الأعلى للدفاع تكليف وزارتي الأشغال العامة والنقل والداخلية والمديرية العامة للأمن العام بوضع بوابات E-gate المتطورة جداً التي تكشف بصمة العين للتعرف على الأشخاص وتحديد هويتهم، كل هذه الإجراءات هي لحماية المطار»، قائلاً «حتى الآن المطار لم يتعرض لأي انتكاسة وأتبنى كلام كل من المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والمدير العام لقوى الأمن الداخلي والأمنيين ان لا خوف على المطار»، مشيراً إلى ان «المطار بحاجة إلى تعزيز القوى الأمنية الموجـودة في المطـار ووضـعنا مـمتاز». وكان مصدر أمني ذكر امس أن مديرية المخابرات أوقفت خليتين تابعتين لتنظيم «الدولة» وعن احالة افرادها إلى التحقيق.