ترامب يرى كل مسلم إرهابياً… والبيت الأبيض يتغذى على الإسلاموفوبيا… ولا إفطار للمسلمين هذا العام… واليمين المتطرف يحتفي بالعمل «البطولي» و«الحرب» الإنتقامية

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: سلّط هجوم مسجد «فينسبري بارك» الأنظار على مشكلة كراهية الإسلام التي يعاني منها المسلمون البريطانيون منذ سنين.
وأجبرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي جعلت من قتال التطرف هماً شاغلاً لها في اثناء الحملة الإنتخابية وما بعدها على إعادة تعديل موقفها حيث أكدت «كما قلت قبل اسبوعين، منذ سنوات عدة وهناك تسامح كثير مع التطرف في بلدنا. وهذا يعني التطرف بكل أنواعه بما فيها الإسلاموفوبيا».
وسيكون التطرف موضوعا في خطاب الملكة اليزابيث الذي ستلقيه اليوم الأربعاء أمام البرلمان «لمواجهة مخاطر التطرف خاصة التطرف الإسلامي».
وشددت ماي على أهمية مراجعة استراتيجية التطرف وحرمان المتطرفين من «الأماكن الآمنة» على الإنترنت وفي الواقع الحقيقي.
واقترحت رئيسة الوزراء مجدداً إنشاء مفوضية لمواجهة التطرف على غرار لجنة المساواة العرقية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي: «لأن هذا التطرف هو خبيث ومدمر في كل جزء من أجزائه لقيمنا وطريقة حياتنا ولن نوفر أي شيء من أجل هزيمته».
وكما يقول كريس ألين من جامعة بيرمنغهام فالإسلاموفوبيا هو أقرب للعنصرية أو معاداة المثليين التي تنتشر بين الناس العاديين وليست أمراً خاصاً بأيديولوجية الإرهابيين.
وبعد عام على مقتل النائبة العمالية جو كوكس على يد رجل وصف بأنه «أبيض عدواني ومن دعاة التفوق العنصري والقومية الإقتصارية» فإن اليمين المتطرف عبر عن أجندة واضحة في معاداته للمسلمين وشعبوية الطابع.
وفي تصريحات لألين فقد أصبح اليمين المتطرف عدوانيا في مهاجمة المؤسسات وبناء المساجد الجديدة وتنظيم احتجاجات عنيفة ضدها.
ومن هنا بدا خطاب وزراء الحكومة يركز على مواجهة الراديكالية الإسلامية المتطرفة على حساب ما يقوم به اليمين المتطرف.
وبدا موقف هذا واضحا في رده على الهجوم الذي قام به دارين أوزبورن على مصلين في مسجد فينسبري بارك شمال لندن حيث دهس بشاحنته عدداً من الأشخاص الذين خرجوا للتو من صلاة التراويح وخلف شخصاً ميتاً وعشرة جرحى.

تمجيد الإرهاب

وكشف تقرير لصحيفة «إندبندنت» عن الطريقة التي تعامل فيها اليمين مع الهجوم حيث نقلت عن إمرأة قولها إن المواد المنشورة على صفحة «فيسبوك» لجماعة «بريطانيا أولا» تحتفي بالقاتل.
واعتبر المشاركون الذين نشروا تعليقاتهم أن الهجوم على المسجد هو «رد سريع» على هجمات لندن الشهر الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم نقل المعلومات التحريضية التي وضعت على وسائل التواصل الإجتماعي ومجدت الهجوم إلى وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية.
وقالت المرأة إنها اكتشفت كماً من التعليقات الشريرة على موقع الجماعة التي يتزعمها بول غولدينغ وركزت على ما قاله المهاجم إنه يريد «قتل المسلمين».
وتضيف الصحيفة أن التعليقات انهالت على موقع الجماعة التي تقوم بمهاجمة المساجد ومحلات بيع الحلال.
وكتب أحدهم «حان الوقت، وفي الحقيقة تأخر الوقت للرد السريع». وأضاف: «المسلمون هم الذين حرضوا على هذا وستحصلون على ما تريدون وأكبر».
وفي معظم التعليقات أكد المشاركون «هذه حرب». وعلق آخر على فعلة دارين بأنه «بطل ونأمل أن يبدأ موجة انتقام ضد الشر الذي قتل الكثير في بلدنا». ووصف المنفذ في تعليقات أخرى بانه «بطل حقيقي» و»وطني» و»رجل قام بعمل جيد».
وتساءل آخر: «لماذا لم يستخدم شاحنة كبيرة». وتقول الصحيفة إن التعليقات يمكن أن تكون جريمة بناء على قانون الإرهاب عام 2006 والذي ينص على تجريم من يشجع الإرهاب وتصل العقوبة إلى سبعة أعوام أو غرامة لنشره مواد «تمجد الإرهاب» أو تحتوي على تحريض مباشر أو غير مباشر.
وحسب السلطات القانونية فقد شهدت الأعوام الماضية زيادة في المواد التي ينشرها اليمين المتطرف وتدعو للكراهية والعنصرية.
وذكر اسم جماعة العمل الوطني أو «ناشيونال آكت» والتي تنشر رسائل معادية للمسلمين. وكشفت الصحيفة أن عدد المتطرفين الذين ينتمون لليمين ممن أحيلوا إلى سلطات مكافحة الإرهاب زادت في الفترة الأخيرة بنسبة 30%.

موقف متقدم

وعلقت صحيفة «الغارديان» في افتتاحيتها أن هجوم المسجد هو تذكير بالأسلاموفوبيا التي يعاني منها المسلمون.
وقالت إن مجتمع لندن المتنوع مع الشرطة والساسة بمن فيهم جيرمي كوربن، نائب المنطقة الذي تم إخباره عن الهجوم بعد وقوعه مباشرة ردوا برسالة عاطفية وسخية على رسالة الإنقسام التي كان المهاجم يريد تحقيقها.
وقالت إن تيريزا ماي فعلت الصحيح عندما ردت بطريقة معقولة ومنطقية، مع أن هذا ليس كافياً لإنقاذها بعد ردها غير المنسق على كارثة حريق غرينفل تاور الأسبوع الماضي. ولاحظت الصحيفة أن ردود الفعل التي بدأت تتدفق منذ الصباح على الهجوم قارنت بين الطريقة التي تصرفت فيها الخدمات الأمنية عندما ردت على هجوم لندن بريدج والهجوم على المسجد.
فقد كان الرد الرسمي على هذا الأخير بطيئا، مع أن مفوضة لندن كريسدا ديك قالت إن أول مجموعة وصلت للمشهد في غضون دقائق تبع ذلك تعزيزات.
وهو ما يجعل من التهمة الأخرى لا قيمة لها والتي زعمت أن توصيف الهجوم بالإرهابي كان متردداً.
وتحدثت عن الشائعات التي أشارت لوجود مشاركين اثنين في الهجوم وكل هذا نابع من غياب ثقة المسلمين بقوى الأمن حتى في منطقة يقول كوربن إن العلاقات مع الشرطة المحلية جيدة.
وتقول إن السبب نابع من المعاناة اليومية التي يعانيها المسلمون جراء الإسلاموفوبيا وهي واضحة في الحرمان من الوظائف والسكن والمسؤولة عن الإرتفاع الحاد في جرائم الكراهية.
وبالنسبة للألوف فهي تجربة من الصعب قياسها من خلال العدوانية السلبية عبر الإنترنت والخطاب السياسي عن «التطرف الإسلامي».
واعترفت ماي وإن بشكل متأخر أن الإسلاموفوبيا هي شكل من أشكال التطرف الواجب محاربتها.
وتعلق الصحيفة أن اعتراف ماي بالعدوانية التي تواجه المسلمين تعتبر أمراً متقدماً. إلا أن المفوضية التي تنوي الحكومة إنشاءها لمواجهة التطرف تعبر عن صراع الحكومة المتشابك مع ما تطلق عليها أيديولوجيات التطرف.
وهي مثيرة للتشوش، فالأفعال يجب تصنيفها إرهابية ومعاقبة الجناة ومنع وقوعها. أما الأفكار فلا، حتى لو تم استخدامها لتبرير العنف. ويجب الكشف عنها ومناقشتها والسخرية منها.
وتعلق الصحيفة أن تعريف ماي للتطرف أحيانا ما يشمل على تصرفات بغيضة وأحيانا غير قانونية مثل الختان الفرعوني او اضطهاد المرأة الذي يحدث في المجتمعات المنغلقة ولكن هذه لا تعتبر جزءاً من الأسباب الدافعة للقيام بعمليات إرهابية. ويجب عدم اعتبارها كجزء من مكافحة الإرهاب.
ولاحظت الصحيفة أن الهجوم على مسجد فينسبري بارك جاء بعد اسبوع من سلسلة مناسبات نظمت في ذكرى مقتل النائبة العمالية جو كوكس على يد المتطرف توماس ماير. فالإرهاب أيا كان دينيا أم سياسيا يهدف للتقسيم والرد عليه يكون بالتضامن.

دروس

وتعلق صحيفة «إندبندنت» أن هناك العديد من الدروس الواجب تعلمها وكان على السلطات أن تعرفها من قبل.
وأشارت إلى موقف إمام دار الرعاية الإسلامية، محمد محمود الذي قام بالسيطرة على الغاضبين وقدم الحماية لمرتكب الجريمة لحين وصول الشرطة مقدماً مثالاً عن حرمة الحياة وحكم القانون.
وبالنسبة لأي شخص يميل لوضع كل الأئمة في سلة واحدة مع تنظيم الدولة فإن ما فعله الإمام يؤكد على ما يقف من أجله ويدافع عن الإسلام.
وكان جوابا على الإمام الذي مضى، أبو حمزة الذي دعا للكراهية في مسجد فينسبري بارك. فقد تم إخراج روح أبو حمزة الخبيثة منه.
وتؤكد الصحيفة على أهمية توفير الحماية لأماكن العبادة لأنها الهدف الواضح لأصحاب الأجندات المنحرفة وانتهاكات ذات مستوى متدن من الإنتهاكات مثل كتابة الشعارات الجدرانية التي تسب الدين ووضع رؤوس الخنازير أمام أبوابها.
وعليه فالكاميرات ونشر رجال الشرطة حول المساجد والمعابد الكنس والكنائس والمقابر. وسيكون الإستثمار بالحمايات مفيداً مع أنه لن يمنع محاولات قتل أخرى.
وتقول إن زيادة مستوى التهديد الأمني والطلب من الناس أن يكونوا حذرين وتمرير قوانين ضد التطرف لن تكون كافية في حد ذاتها لمنع هجمات تعتمد على أسلوب بدائية.
كما أن زيادة الرقابة ليست كافية خاصة عندما يتم توجيه العنف ضد مجتمع بعينه «ولا نريد أن نعيش في دولة بوليسية وحتى لو عشنا فسنكتشف أنها ليس الدفاع الوحيد ضد البريرية».
وتقول إن المجتمع قد يتعود على هذه الهجمات كما حصل مع حملات الجيش الأيرلندي الحر سابقا. لكن يجب العمل على كل المستويات من أجل منع زيادة الهجمات الإنتقامية ـ وهو مصطلح خطير لأننا لسنا في حرب بين طرفين.
وتدعو الصحيفة الدولة إلى منح الشرطة وبرامج مكافحة التطرف المصادر اللازمة لوقف العمليات، فالإرهابي يلعب الحظ معه مرة واحدة حتي يتسبب بالفوضى.
ورغم المظاهر المشجعة التي برزت من خلال الهجمات الأخيرة، من ناحية تضامن الناس معاً وتوحدهم أمام الخطر الذي يستهدف الجميع إلا ان الجدل حول طبيعة هجوم الإثنين وإن كان إرهابيا أم لا أثار سؤالا حول طريقة تعامل السلطات والإعلام مع الضحايا غير المسلمين والإرهاب الذي يمارسه اليمين المتطرف.

إرهاب أم كراهية؟

ويرى ماكس فيشر في «نيويورك تايمز» أن الجدل يدور منذ عام 2015 بعد زيادة الهجمات التي قام بها تنظيم «الدولة» وأدت إلى ارتفاع العنف ضد المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا. ويقول إن السؤال حول التعامل مع شكلي العنف يتداخل مع قضايا حساسة مرتبطة باندماج المسلمين في المجتمعات الغربية.
فمع زيادة الهجمات ضد المسلمين لم يتم توصيف أي منها بالإرهابية. وبالنسبة للضحايا المسلمين فهذا تأكيد لرؤية المجتمع لهم باعتبارهم تهديدا وليس مواطنين يجب حمايتهم. وتقول جماعات الحريات المدنية أن التردد بتسمية العنف ضد المسلمين بالإرهاب مرتبط في جزء منه بالتحيز ضدهم الواضح في طريقة توفير الحماية الأمنية لهم والتمييز ضدهم في مجال العمل.
ويقول فيشر إن هناك عاملاً آخر يقف وراء مظاهر التحيز ضد المسلمين وتنبع مثلا من تعريف الإرهاب نفسه.
فحسب القانون البريطاني فإن أي هجوم يسعى إلى التأثير على الحكومة البريطانية أو استفزاز الرأي العام «بهدف تحقيق أهداف سياسية، دينية، عرقية أو أيديولوجية» يعتبر إرهابياً.
وحسب الباحثة الأيرلندية في العلوم السياسية، لويز ريتشاردسون فتعريف الإرهاب «يعني ببساطة استهداف المدنيين بشكل مقصود وعنيف لتحقيق أغراض سياسية».
وتبدو أعمال الجماعات المتطرفة مثل «القاعدة» وتنظيم «الدولة» تناسب هذا التعريف. وتظل هذه الجماعات منظمة ولديها آلة إعلامية تعلن من خلاله مسؤوليتها عن الهجمات الإرهابية في أماكن بعيدة مقارنة مع جماعات اليمين المتطرف الأقل تنظيماً والمتشرذمة. ومن هنا فعندما لا يعلن تنظيم من التنظيمات مسؤوليته عن الهجوم تقوم الشرطة بتنصيف الهجوم كجريمة كراهية.
وفي بعض الأحيان يحمل الهجوم طابع الكراهية والأيديولوجية، كما في هجوم عمر متين على ناد للمثليين في أورلاندو، فهو كان مندفعا لكراهيته لهم وبتعاليم تنظيم «الدولة» في الوقت نفسه.
وعندما يشعر المسلمون أنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية يصبح موضوع تصنيف العمل بالإرهابي مشحونا بالعواطف.
فتسمية الهجوم بهذه الطريقة هو نوع من التأكيد أن مجتمعات المسلمين تواجه حملات إرهابية وعلى المجتمع أن يتعامل معها بنفس الطريقة التي يتعامل فيها مع الأشكال الأخرى من الإرهاب.
وأصبح النقاش متركزاً على التعريف القانوني لا فحص أي مجموعة يرغب المجتمع بحمايتها وأي نوع من العنف يتسامح معه.
ويشير فيشر إلى مرحلة ما بعد 9/11 حيث تعامل صنّاع السياسة مع الإرهاب من خلال مصطلحات الحرب.
فقد وصف الرئيس جورج دبليو بوش القاعدة بأنها تحاول «تدمير طريقة حياتنا». ورغم محاولة بوش التفريق بين أفعال القاعدة والإسلام الحقيقي إلا أن جماعات الحريات المدنية أشارت إلى أن المناخ السياسي أسهم في زيادة المشاعر المعادية للمسلمين.
والمشكلة هي في المسارعة بوصم العمل الذي تنفذه جماعات إسلامية بالإرهابي وعدم فعل نفس الأمر مع هجمات اليمين المتطرف، بشكل يدعو للحديث عن إزدواجية المعايير.
فعندما يتم توصيف عمل عنف يرتكبه اليمين المتطرف بجريمة الكراهية أو من عمل مختل عقليا تشعر المجتمعات المستهدفة أنها ليست مهمة.
ولكن ماذا سيكون الحال عندما تعبر المؤسسة عن مشاعر واضحة العداء للإسلام والمسلمين؟

صمت في واشنطن

يرى إيشان ثارور في صحيفة «واشنطن بوست» أن ردود الفعل التضامنية في لندن بعد الهجوم تتناقض مع الصمت من البيت الأبيض، فقد مرت 24 ساعة على الهجوم من دون أن يصدر رد فعل من ترامب هو المسارع دائما في الرد على هجمات تنظيم «الدولة» في أوروبا. وربما لأن الضحايا هم غير مسلمين. أما هجوم مسجد فينسبري بارك، فالضحايا هم مسلمون.
فبعد هجوم لندن بريدج لجأ إلى «تويتر» وأكد ان هذه العملية تؤكد صحة خطته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
ولكن الرئيس لم ينشر تغريدة يحذر فيها من قدوم رجال بيض ساخطين إلى الولايات المتحدة ويستأجرون شاحنات.
وحسب فيليب بام «لم يذكر ترامب الهجمات على المسلمين في لندن، أليس هذا غريبا. وانتظر يومين حتى يثني على رجلين طعنا وهما في بورتلاند، أوريغان يدافعان عن إمراتين مسلمتين في القطار».
و»مضى أسبوع كي يتحدث عن إطلاق النار على هنديين في كنساس اعتقد القاتل أنهما مسلمان».
وذهب بام بعيداً عندما قال إن ترامب لا يتعاطف كثيراً مع الضحايا المسلمين «فأن تنظر إلى الهجمات التي يقوم بها مسلمون أنها جزء من كونك مسلماً لأنهم من نفس الدين. ولكن النظر للهجمات على المسلمين وأنها مختلفة عن الفاعلين تعني النظر إلى الطرفين بأنهما جماعتين مختلفتين. ولدى ترامب افتراض أن كل المسلمين هم مذنبون وهذا الإفتراض لا ينطبق على البيض الذين ارتكبوا جرائم في بورتلاند وكنساس ومسجد لندن».
ومن هنا فصمت ترامب بدا مثيراً للشك مقارنة مع مسارعة قادة عالميين بمن فيهم جاستين ترودو، رئيس الوزراء الكندي للتعبير عن تعاطفهم مع الضحايا.
وكان ترامب قد صمت عندما قام متطرف أبيض بالهجوم على مسجد في كيوبيك بكندا. ويعتقد ثارور أن المسألة لا تتعلق بالتغريدات على التويتر ولكن من طريقة عمل البيت الأبيض الذي يغذي ويتغذي بالأسلاموفوبيا.
فقد تميزت حملة ترامب الإنتخابية بمعاداة الإسلام. ويقوم من خلال فريق من مساعديه لا يرون الإسلام دينا حقيقيا بتطبيق سياسات معادية للمسلمين.
ولأول مرة منذ عام 1996 لم ينظم البيت الأبيض حفلة إفطار للقادة المسلمين.
وكتبت أمي وانغ «لا يوجد ما يشير إلى أن البيت الأبيض سينظم حفلة من هذا النوع هذا العام».
وقال ريكس تيلرسون إن وزارته لن تفعل ما تقوم به من عقدين وهو تقليد إفطار رمضان. ويقول ثارور إن غياب المناسبة يعبر بوضوح عن الواقع وأكثر من محاولة ترامب التقارب مع المسلمين في الرياض. وفي خطابه تجاهل ملايين المسلمين الذين يعيشون في بلاده ولم يذكر إنجازات الحضارة الإسلامية عندما تحدث عن عظمة الشرق الأوسـط.
وما يمكن استنتاجه هو أن الرئيس لا يهتم بمنجزات المسلمين بقدر ما يهمه أخطاؤهم. وموقف كهذا لن يزيد سوى عملية الإستقطاب ويغذي دعاية تنظيم الدولة التي تعمل على فكرة المظلومية التي يتعرض لها المسلمون في العالم.

ترامب يرى كل مسلم إرهابياً… والبيت الأبيض يتغذى على الإسلاموفوبيا… ولا إفطار للمسلمين هذا العام… واليمين المتطرف يحتفي بالعمل «البطولي» و«الحرب» الإنتقامية

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية