الإعلام المحايد وفق المفهوم الأمريكي
الإعلام المحايد وفق المفهوم الأمريكيهل يجب علي المرء أن ينحاز إلي قوي الشر إذا أراد الحفاظ علي قدرته علي استنشاق الهواء؟لقد تمكنت عصابة ما سمي بالصقور.. والتي استطاعت تطويع البنتاغون إضافة إلي البيت الأبيض لصالح أجندتها التي لم تعد خافية علي أحد.. أقول تمكنت هذه المجموعة الشاذة من إحكام قبضتها حتي علي وسائل الإعلام.. فالخطير هنا أنها فرضت أجندتها الإعلامية علي معظم وكالات الإعلام المرئي وغير المرئي بغية إحكام قبضتها (بالمطلق) علي أذهــــان وعقول وألـــسنة البشر في شتي بقاع العالم.. فانبرت وبحدة غير معهودة.. تفرض مفهوم (الحياد الإعلامي) وكذلك الالتزام المطلق بالمعايير المهنية الأمريكية وراحت توصف للعالم أجمع ماهية وطبيعة (المعايير المهنية الجديدة) من خلال هذا التسويق الرخيص لفكرة فرز العالم كله إلي جبهتين إحداهما مع الأجندة الأمريكية قلبا وقالبا والأخري المناهضة لهذه الأجندة.. وذلك وفق مبدأ (من ليس معنا فهو ضدنا)..فمن خلال نظرتها الخاصة لمصطلح الإرهاب (غير الواضحة المعالم أمريكيا حتي اليوم) فرضت علي جميع أبواقها وببغاواتها المنفلشة في الكثير من أنظمة الحكم في العالم وخصوصا في عالمنا العربي والإسلامي (وأقولها بكل أسف).. أن لا تكتفي بالترداد فحسب.. وإنما عليها أن تتبني مرغمة المفهوم الأمريكي للإرهاب (غير المفهوم بالطبع).. ليريح الصقور أنفسهم من عناء متابعة أي من وسائل الإعلام التي تأبي الانحياز إلي هذا المفهوم الأمريكي الصهيوني الهلامي.. وترفض (مهنيا علي الأقل) أن تتبناه. لم العجب إذن!.. إذا كان العالم كله قد سكت علي تلك العبارة المهزلة والتي يحاول الأمريكيون ومن ورائهم الصهاينة.. أن يجعلوا منها دستورا إعلاميا يتوجب علي كل المعنيين بالإعلام في جميع أنحاء العالم التقيد به.. وإلا فكيف نفسر صمت العالم المريع علي جرائمهم المنتشرة بكل وقاحة وانعدام ضمير في أرجاء المعمورة. هذا إن تجاوزنا (مهنيا!) الاغتيال اليومي للشعب الفلسطيني والمجازر الوحشية (الممنهجة) اليومية أيضا.. والتي ملأت فناءات الدور العراقية بقبور ضحايا (الديمقراطية الخليعة)..هل نتناول إرهابهم للحقيقة بسجن الصحافيين (مثل سامي الحاج وتيسير علوني) وملاحقة المنابر الشريفة والشخصيات النزيهة التي جندت ضميرها للدفاع عن الإنسان بعموم معناه (كالسيد جورج غالاوي)؟.. أم نستشهد بالفضيحة الجديدة التي تستهدف قصف قناة الجزيرة؟!!.. أو بالحملة الإعلامية الرخيصة التي شنوها علي سورية لإرغامها وإخضاعها (بإلباسها جريمة مقتل الحريري). كأنهم ينادون بصهينة الإعلام، وكأنه لا يحق للمرء أن يتبني قضيته التي يؤمن بها! وخاصة الإعلاميين وإلا فبم نفسر تجريم الحقيقة واغتيالها حين تتمثل في خبر أو تقرير صحافي؟.. بم نفسر مثل تلك الوقاحات غير المسبوقة؟! هل نعجب منهم أم من هذا العالم الذي بات يري الحقائق بعـــــين منكسرة ونفـــس منهــزمة وعجز طفولي؟حلب ـ أحمد خالد شويحنة [email protected]