أنصار النظام ينتقلون لخندق المعارضة والمصريون يبحثون عن الحرية والخبز بشق الأنفس

حجم الخط
2

القاهرة ـ «القدس العربي» : لأنه نظام يتمتع بقدر كبير من الغرور يؤهله للرحيل المبكر، مهما قويت قبضته الأمنية، تحت وطأة السخط الشعبي الآخذ في الانتشار في ربوع المدن والقرى، اختار ليلة عيده 30 يونيو/حزيران التي أخرج حبكتها الدرامية عبر مخرج يهوى أفلام العنف والإغراء، كي يصدر قرارات الخميس الأسود، التي شملت رفع أسعار مواد الطاقة، ما خلف لعنات انهالت على الحكومة وفتح أبواب الجحيم، أمام نظام كان شعاره «أنتم نور عنينا».
ما زالت الجماهير المكتوية بنار الغلاء تتذكر الكلمات الرقيقة من الرئيس قبل أن يتولى سدة الحكم «الشعب لم يجد من يحنو عليه»، وصدقت الجماهير أن للبلاد نظاماً أرحم على الفقراء من زعمائهم السابقين، فإذا بالأيام تكشف عن واقع أشد مأساوية من زمن الديكتاتور المخلوع مبارك، الذي بات يحظى هذه الأيام بكثير من الترحم من قبل بعض من ثاروا عليه، بعد أن اكتشفوا أن الثورة التي صنعوها لم تسفر سوى عن تردي أوضاعهم لمستوى غير مسبوق.
أمس الجمعة 30 يونيو كانت مصر كلها غاضبة، أنصار السيسي قبل خصومه كان لا يقلون ضيقاً عن أنصار الإخوان، والسبب يعود لارتفاع أسعار الوقود بشكل غير مسبوق، وقد شهدت معظم المحافظات، أمس حالة من الاستنفار الأمني خشية خروج المواطنين في هبات منددين بالحياة التي باتت لا تطاق، والفقر الذي أصبح يتسلل لمضاجع الأغلبية الفقيرة. وقد اهتمت الصحف المصرية الصادرة أمس الجمعة، بإلقاء الضوء على التنديد الواسع بتلك القرارات الاقتصادية، وسعت الصحف الحكومية لتبرير تلك الخطة التي شملت رفع أسعار المحروقات، وشددت على أنه لم يكن هناك بديل آخر أمام الحكومة. واهتمت كذلك بالإجراءات المشددة لمنع تسريب نتيجة امتحانات المرحلة الثانوية، كما ألقت الضوء على دليل إرشادي للراغبين في السفر للعمل في الخارج، وكشفت عن تعديلات قانون المزايدات والمناقصات أمام البرلمان خلال أيام، ومن تقارير أمس: 30٪ متوسط الزيادة المرتقبة في أسعار الكهرباء، «لجنة محلب» تدرس تقسيط مستحقات تقنين الأراضي، مصدر في المالية: زيادة سعر علبة السجائر 5 جنيهات بحد أقصى.

اين ذهبت المساعدات ياريس؟

الهجوم على الرئيس بلغ مداه أمس الجمعة، ومن بين المنددين جمال سلطان رئيس تحرير «المصريون»: «يكاد يذهب بي الظن أن من يصدر مثل تلك القرارات الاقتصادية هو شخص أو جهة تضمر شرا بالسيسي، أو تريد توريطه، لأنه لا يتصور أن يكون سوء التقدير وضحالة الوعي السياسي قد وصلت بالقيادة إلى هذا المستوى، أن تقرر معاقبة الشعب وزيادة الضغط المعيشي الرهيب عليه في ذكرى ما يعتبرها الثورة التي أتت به، ووثق الشعب به فيها، فكأنه يعاقب الناس على أن وثقوا به أو وضعوا فيه آمالهم، ويقسو عليهم كل تلك القسوة، ولا يتصور أن تكون تلك القرارات في نهاية الفترة الزمنية التي طالب الناس فيها بالصبر عليه ستة أشهر فقط، وسترون الأمور بعدها كيف أصبحت أفضل، فإذا بالأمور بعدها تكون أسوأ وأضل سبيلا، ويزيد صراخ الناس من الألم. تلقى نظام 3 يوليو/تموز حزمة من المساعدات المالية العربية والأجنبية ضخمة للغاية، وتتراوح التقديرات فيها بين ثلاثين وأربعين مليار دولار، حتى اليوم لا يستطيع مسؤول رسمي أن يخرج على الناس لكي «يفند» تلك الأموال الطائلة، ويوضح للناس كيف وأين ذهبت خلال أربع سنوات فقط، وتقدر بحسابات البنوك الرسمية اليوم بما يقرب من ثمانمئة مليار جنيه مصري، كانت كافية لتغيير وجه الحياة في مصر، ومع ذلك زادت أمور الناس سوءا في الدخل والقدرة على الإنفاق، وأسعار السلع، وفي الخدمات والمواصلات، وفي الصحة والتعليم والبنية الأساسية، باستثناء بعض الطرق التي تم تجديدها أو توسعتها، وهي مشروعات لا تستهلك خمسة في المائة من هذه المبالغ الطائلة، فأين ذهبت الأموال، وهل كانت مصر في حاجة إلى الاستعراض، بإنشاء تفريعة لقناة السويس لا تحتاجها ولا يحتاجها العالم، ونهدر فيها مليارات الدولارات، لزوم الوجاهة وتسويق السلطة نفسها عند الشعب المغيب».

يا بخت الإخوان

عماد الدين حسين رئيس تحرير «الشروق» كان من بين الغاضبين: «لن أتطرق إلى ما كتبه «الإخوان» وأنصارهم، فما حدث بالأمس بالنسبة لهم هدية من السماء، لكن سوف أتطرق فقط إلى ما كتبه المؤيدون والأنصار للحكومة والرئيس.. في المواصلات العامة كان ذلك متجسدا بصورة درامية، الركاب غاضبون لأن الأجرة زادت، والسائقون غاضبون لأنهم سيدخلون في معارك مستمرة مع الركاب حول حجم الزيادة، أحد كبار المؤيدين للحكومة والرئيس عبدالفتاح السيسي كتب على صفحته يقول: «هو أنا حافضل أدافع عنكم إزاي إذا ماكنتوش بتفهموني أي حاجة؟.. جزر ورجعناها.. بنزين وغليناه.. طبقة متوسطة ودمرناها.. وعود بقالها 3 سنين وصدقناها.. قناديل بحر واستحملناها.. قناة السويس ووسعناها.. مؤتمر اقتصاد3 وهللنا له.. عاصمة إدارية وبلعناها.. وطرق وطرق وطرق وشيرناها. لكن لو الدولة حاتفضل تعاملنا كأطفال وبينسوا في خلال 48 ساعة.. أنا مش حاقدر أفضل صامد وبحاول ألاقي أعذار كل يومين.. ليه ماحدش بيفهمنا ليه، وعلشان إيه الأسعار حاترتفع نحو 35٪ كمان بعد الـ30٪ بتوع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.. فيه أي شعب في الدنيا يتحمل 65٪ زيادة أسعار في 6 شهور؟ يا ناس كلمونا وفهمونا.. وحتى لو مش فاهمين.. إحنا حناخدكم حسب نيتكم… إنتوا كده بتخسروا المؤيدين قبل المعارضين، لأننا تعبنا من تبربر حاجات إحنا نفسنا مش فاهمينها؟ الشعب ده مش محتاج حد يحنو عليه… الشعب ده محتاج حد يحترم عقله ويقدر مشاكله ويفهمه.. مش يصدر قرارات مصيرية وهو نايم في إجازته». انتهى كلام الرجل، وهناك بالطبع قلة قليلة تدرك أن هذه الإجراءات الصعبة جدا والمؤلمة لا مفر منها، بسبب تراكم المشكلة منذ يناير/كانون الثاني 1977، وهروب الحكومات المتتالية من علاج أصل المشكلة، والاستمرار في سياسة المسكنات وشراء ولاء الناس، بصورة أضرتهم في النهاية».

أغبياء ولكن

«من سوء التقدير اختيار العطلة لتنفيذ قرار زيادة أسعار الوقود، وهو أيضا كان أمرا متوقعا بنسبة 200٪ حسب فراج إسماعيل في «المصريون» رغم محاولات برلمانية لتأجيله، إنه جاء في مناسبة 30 يونيو/حزيران، التي جاءت معها بمصطلحات كثيرة، من أبرزها «الحنو على الشعب» الذي لم يجد من يحنو عليه في السابق، على حد قول الرئيس السيسي، رغم ما يبدو للحكومة أن الأمور مرت بهدوء في الشارع، الذي خلا أساسا من المارة وكثير من السيارات بسبب العطلة، فهذا ليس هو التقدير الأهم، أو الذي يجب أن تخطط له الدولة في كل قراراتها المستقبلية، سواء كان يوم عمل أو إجازة ستمر القرارات مهما كانت حدتها وتأثيرها على حياة الناس اليومية، لكن ستغيب الثقة في التصريحات ولن تغير البرامج الدعائية شيئا من الصورة السلبية. شريف إسماعيل رئيس الحكومة يقول إنه لا نية لرفع أسعار وسائل المواصلات، وهو تصريح سيتم قراءته بالشقلوب، ووزير التموين يقول إنه لا مساس بسعر الرغيف المدعم، ويمكنه أن يقول ما يشاء من «لا مساس.. لا مساس» فالكلام هو الوحيد الذي يباع ويشترى بالمجان، إلا إذا رفع عنه الدعم في نهاية المطاف».

الفقراء يدفعون الثمن

الهجوم على الحكومة يكاد لا يختفي من أي صحيفة بما فيها تلك التابعة للدولة، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، حيث بات محدودو الدخل هم الطرف المطلوب منه تحمل فاتورة تصحيح الأخطاء وهو ما يزعج محمود خليل في «الوطن»: «أغلب القرارات التي تتخذها الحكومة في إطار ما تسميه «إجراءات الإصلاح الاقتصادي» تصب عندهما. رياح إجراءات الإصلاح جرفت على مدار السنوات القليلة الماضية كثيرين من أبناء الطبقة الوسطى وهبطت بهم إلى أسفل. والمشكلة أن ضمور هذه الطبقة يتوازى معه في الأغلب حالة من الضمور الاقتصادي والركود في حالة البيع والشراء داخل الأسواق، وهو أمر له مردوده على مجمل الأوضاع الاقتصادية في البلاد. معنى ذلك أن الحكومة تعالج مشكلة بمشكلة قد تكون أكبر، وتتمسك بأساليبها القديمة نفسها في الإصلاح الورقي، وليس الإصلاح الاقتصادي الواقعي. ولو كانت تفعل لوجدنا لها اجتهاداً في حل مشكلتنا الاقتصادية في الاستثمار والسياحة والصناعة وخلافه، يتعادل مع اجتهادها في وضع الحمولة الزائدة كاملة فوق كاهل المواطن. الحكومة ترى أن الشعب أصبح جثة بلا حراك، فتقلبه ذات اليمين مرة وذات الشمال مرة، بعبارة أخرى المواطن أصبح كرة في قدم السلطة تطوحها كيفما يحلو لها».

أين أنت يا يناير؟

نتحول نحو أجواء الثورة ومحمد حماد في «البديل»: «على مدار السنوات الست السابقة لم نحرز تراكماً معرفياً يستوعب الخبرات التي تراكمت، ويستخلص الدروس المستفادة، وأولها وأهمها أن 25 يناير/كانون الثاني غير قابلة للتكرار بسيناريوهاتها السابقة نفسها. بيننا وبين يناير جديد الكثير من العمل الدؤوب والجهد المنظم وتعظيم قدراتنا على الانغماس في أوساط الناس. غضب المواطنين من السياسات القائمة لا يكفي وحده لإحداث ثورة جديدة، التغيير مطلب جماهيري حقيقي ومحق وواضح وضوح الشمس، ولكنها لا تزال تخشى من تغيير غير محسوب العواقب، وقد ذاقت الأمرين من التغيير الذي جرى أولاً في يناير وثانياً في يونيو/حزيران. ردود الأفعال الغاضبة أسهل ألف مرة من الأفعال الجادة الواعية المتفهمة للظروف العامة الموضوعية، والظرف الذاتي الخاص بالقوى الراغبة والساعية إلى التغيير المنشود،
لا التغيير ولا الثورات تقوم بأزرار، ما كنش حد غلب، وكنا خلصنا من زمان، الميادين موجودة ولن تبرح مكانها، ولكن وقت نزولها له حساباته، حتى لا يكون النزول قفزاً في الهواء، أو قفزاً إلى المجهول. نحن في حاجة ماسة إلى روحية ومنهجية ثورة يناير، لكي نستعيد وحدة القوى الساعية إلى التغيير، والخروج من مأزق التشرذم والانقسام والتشظي على خلافات سطحية لا تغني ولا تسمن من تغيير مطلوب، ونحن في حاجة إلى التوافق على جدول أعمال وطني عام جامع، يجمع بين أهداف يناير ويونيو، عيش، حرية، عدالة اجتماعية وكرامة إنسانية، ودولة مدنية دستورية، دولة لكل مواطنيها بدون تمييز، ثورية البعض قد تؤخر يوم الثورة بأكثر مما تؤخرها إصلاحية البعض الآخر، وكثير من الشباب الثوري أوصلتهم ثوريتهم تلك إلى اليأس، وآخرون قادتهم ثوريتهم إلى السخط على كل شيء بمن فيهم الشعب نفسه».

يونيو.. أيها الكئيب جداً

ومن يناير الذي تبحث عنه الأغلبية إلى: «يونيو الذي كان حلماً فهوى حيث يرصد بدوي البيومي في «البديل» أربعة أعوام مرت على ثورة 30 يونيو، التي أطلقت شارة البدء لحقبة من التجويع والقهر والظلم وبيع الأرض والعرض، حتى أصبحت لعنة تطارد من خطط أو شارك أو حتى دعمها بكلمة ثناء. خرجنا جميعا لإسقاط الفاشية الدينية، لنسلم البلد لفاشية عسكرية أقسمت على تركيع المصريين؛ لتجروئهم على الخروج على دولتهم في 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي ورثوها بعد حركة 23 يوليو/تموز 1952، وكأنهم السادة وغيرهم عبيد، يَحكُمون ولا يُحْكَمون، فعاثوا في الأرض بطشا وظلما وتفريطا. ظننا أننا أسقطنا النظام بسقوط رأسه بعد ثورة يناير، الظن نفسه تكرر بعد ثورة 30 يونيو، لكننا كنا واهمين؛ فالنظام الديكتاتوري القمعي ضارب ومتغلغل في جذور الوطن، يُجهز عليه، لا تقوى أي ثورة على استئصاله في أيام أو شهور، بل يحتاج إلى سنوات طوال من العمل الدؤوب على بتر الجذور العفنة، وتنقيتها على مهلٍ. منذ استعادت المؤسسة العسكرية دولتها بعد ثورة، كشفت الأحداث مؤخرا، أنها خُطط لها وأديرت من قبل أجهزة في الدولة، لم نذق طعما للفرحة؛ فتحولت البلاد إلى مأتم كبير، وحالة من الحداد لا تنتهي على ضحايا الوطن؛ سواء في عمليات إرهابية أو داخل السجون نتيجة التعذيب والقتل البطيء، أو حتى غرقا نتيجة محاولة هروب من وطن يغتال أبناءه، أو انتحارا بسبب غلاء المعيشة، أو قهرا بالتفريط في الأرض. أصبحت مصرنا حقا، شبه دولة، كما نطق السيسي، عندما صرنا تابعين نأتمر بأوامر عمم الخليج، الموجَهين بأيادٍ من واشنطن وتل أبيب، حتى فرطنا في أرضنا وعرضنا، عندما قاتل نظام العار لتسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ؛ لتقديمهما على طبق من ذهب للكيان الصهيوني».

ربما لولاه لحدث الأسوأ

ومن بين من دافعوا عن 30 يونيو/حزيران سامح شكري في «الأهرام»: «إن ثورة الثلاثين من يونيو دشّنت لما يمكن تسميته بمرحلة «الدبلوماسية الهادئة» في سياسة مصر الخارجية، التي تشير إلي اعتبارات المواءمة بين متطلبات الداخل من جانب، عبر استكمال الاستحقاقات الدستورية، وتثبيت الاصطفاف الوطني في مواجهة منعطف الفوضى، وعدم الاستقرار الذي خيّم على البلاد خلال الفترة السابقة، وبين الحفاظ علي مصالح مصر الخارجية التي تفرضها محددات جيواستراتيجية مستقرة منذ القدم، بمد جسور التعاون مع مختلف الشركاء الدوليين والإقليميين، وتجنب الدخول في صدامات من شأنها التأثير على وضعية مصر الإقليمية واستقرارها الداخلي. فقد قامت هذه المرحلة على مرتكزات أساسية، أولها: ضرورة الحفاظ على تماسك الدولة الوطنية، باعتبارها إطارا جامعا للمواطنين في المنطقة، ينضوي الجميع تحت لوائها، دون الانجرار إلى دعاوى الفتنة والتقسيم، على أساس خطوط التباين العرقي والديني والمذهبي. ولقد رأينا كيف انجرفت بعض الدول الشقيقة مع هذا التيار الخبيث، الذي هوى بها إلى دوامات العنف والعنف المضاد. ومازالت مصر تبذل جهودا مضنية لطي هذه الصفحة المظلمة في ليبيا وسوريا، وفق رؤية مدروسة ومنهج قويم لا يبتغي سوى إنقاذ الشعوب من مهالك الصراع الدموي، الذي لا يُبقي ولا يذر، وقد تأسس الموقف المصري تجاه هذه الأزمات على رفض كل ما من شأنه تفتيت المؤسسات الوطنية القائمة، عبر الدخول في عملية سياسية تعتمد الحوار سبيلا لتقريب وجهات النظر، وتوسيع مساحات التلاقي وتضييق هوة الخلاف بين مختلف الأطراف».

منافقون لا أكثر

ومن أشد أنواع الهجوم على كتاب السلطة ما جادت به قريحة عمار علي حسن في «المصري اليوم»: «آليت على نفسي ألا أريق مداد قلمي في معارك صغيرة ضد «خدم» السلطة، ما دمت قادرا على أن أشهره في وجه أسيادهم. وأكظم غيظي، وأمسك زمام أمري، بقدر ما وسعني، كلما حاول أي من كُتَّاب «العسس» والاسترزاق والنميمة والرذيلة أن يستدرجني إلى منزلق جانبي، فينال شرفا لا يستحقه، ويحظى بالتفات يجب ألا يذهب إليه، وهو من يسترخص قيمة «الكلمة» وقامتها، ويتاجر بالحروف والمعاني، ولا ينتمي إلى شيء سوى أنانيته المفرطة، ومصلحته العارضة، ويضع رأسه على الوسادة كل ليلة، وهو يعرف تماما أن ما يكتبه باطل، وما يقوله زور وبهتان، فإن نظر إلى المرآة بصق، ثم سقط على قفاه.
إن كل واحد من هؤلاء يرغي ويزبد، ويطلق الأكاذيب، ويرد على الصواب بالتدليس والنفاق، ويبحث عن توافه الأمور وصغائرها ليجرح اليقين، ويجهد نفسه في وضع غربال ممزق أو سروال مهترئ، ليحجب به شمس الحقيقة، التي تسطع في سطور قاطعة كالسيف الباتر، كاشفة كالنور الغامر، فتفضح العصبة المستهترة التي يخدمها هذا أو ذاك بقلم مرتعش، وعجز ظاهر عن صناعة جملة متماسكة، أو عبارة متناسقة، أو سطر ليس فيه عوار، فحتى الإفك له أصول لا يجيدها هؤلاء، وأريد أن أطمئن كلا من هؤلاء المساكين، الذين تاجروا بأقلامهم فسقطوا سقوطا مروعا، تاركين خلفهم وقائع مخزية يعرفها القاصي والداني، إنني لن أنجر إلى المستنقع الذي يجذبني إليه أي كاتب سلطة، يُملى عليه ما يكتبه، أو أدخل الجُبَّ المظلم الذي يريد أن يدخلني فيه، فأقع مثله في خطيئة الردح والقدح، التي يجيدها».

الله لن ينساهم

ونبقى مع «المصري اليوم» وهجوم على النظام يتولاه محمد نور فرحات: «قالها أبوبكر الصديق: إن رأيتموني على حقٍّ فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فقوموني. ورددها عمر بن الخطاب، فرد أعرابي «والله أقوّمك بسيفي» فقال عمر: الحمد لله أن وجد في أمتي من يقوّمني بسيفه. ونحن لا نملك سيوفا بل قلما يكتب ولسانا ينطق. ولا نخشى سيف المعز وذهبه. قضى المصريون عيدهم محزونين. وُعدوا يوما بمن يحنو عليهم، فإذا بهم يبحثون عن الحرية والخبز بشق الأنفس. أقسم حكامهم على الحفاظ على الدستور والقانون والوطن وسلامة أراضيه، فإذا بهم يفاجأون بالتنازل عن أرض يوقنون أنها جزء من وطنهم. لم ينجح أحد أن يقنعهم بأن الأرض ليست لهم، ولم تقدم الحكومة ورقة واحدة تدل على ذلك. البرلمان يوافق على المعاهدة دون حتى أن يقرأها، يرفض رئيسه أن يستمع للمعارضين ويوجه لهم الإهانات. فقهاء الحكام يقولون دائما ما يريد سادتهم سماعه. كان لرجال يوليو وللسادات ولمبارك فقهاؤهم . فقهاء عبدالناصر والسادات ومبارك كانوا أكثر حنكة وأقل جرأة على الحق. المقعد الوثير يعمي الأبصار والضمائر ولكن عذاب الشعب والتاريخ شديد. حكم مجلس الدولة عنوان الحقيقة شاء البعض أم أبى. الدولة ناورت كالحواة لفرض الأمر الواقع. (ما حدش يتكلم في الموضوع ده تاني). الشعوب لا تقاد بالأوامر كفصائل الجند. ولا تساس بتحريات كاذبة من الأمن، ولا بزوار الفجر ولا بتلفيق التهم. سيف العدل يحقق استقرار الحكم، أما سوط الجلاد فيهز ركائز العرش.
شباب المعارضة يساقون فجرا للسجون.. داهم الأمن منزله وهو يصلي فجر رمضان، واصطحبه إلى السجن ليختتم صلاته هناك. تهمته التحريض على التظاهر وهو نائم في منزله. وجهت له لاحقا تهمة الانضمام لجماعة إرهابية وهو قيادي في حزب مدني معارض للإخوان».

الفساد معركتنا المقدسة

«نحتاج إلى ثورة حقيقية لمواجهة الفساد واختيار قيادات مؤهلة من أصحاب الكفاءات وأهل الخبرة، نحتاج كما يطالب حجاج الحسيني في «الأهرام» إلى تقييم المحافظين والوزراء والمسؤولين جميع المسؤولين – بعيدا عن دائرة المجاملات، ليس مقبولا أن نختار محافظا أو وزيرا بسبب قرابته من مسؤول، بقاء المشبوهين المسنودين – في مواقعهم أشد أنواع الإرهاب، لأن الرصاصة تقتل أو تصيب عددا محدودا من الضحايا، لكن فساد المسؤول يدفع ملايين الناس إلى اليأس وفقدان الثقة والأمل في محاسبة أصحاب النفوذ والتغيير إلى الأفضل. نحتاج إلى من يزرع الأمل في كل مكان، وأن يحصل المواطن على حقه في حكم عادل سريع دون انتظار سنوات، للفصل في خصومته، وإلى شفافية في اختيار الوظائف «التي يبدو بعضها محجوزا» لأبناء الكبار،وتشريعات رادعة تلاحق كل من يسرق دعم الخبز ويبني أبراج «الموت» وكل فاسد في المحليات، وكل مسؤول يقهر الناس ولا يعمل على راحتهم وخدمتهم، ونحن نطوي العام الرابع على ثورة وملحمة 30 يونيو/حزيران، نحتاج إلى ثورة واسعة على الفساد».

هكذا كنا وهكذا أصبحنا

ومن بين من انتقدوا تردي الأوضاع رغم دعمه للسيسي من قبل، مجدي سرحان في «الوفد»: «معادلة بسيطة تلخص ما آل إليه الحال.. وتعبر عن واقع الأزمة الطاحنة التي يعيشها المصريون الآن.. بينما كان عليهم أن يخرجوا اليوم مبتهجين، محتفلين بذكرى لحظة عظيمة، اختاروا فيها أن يفرضوا إرادتهم.. ويحرروا وطنهم من بين براثن وأنياب وحش مفترس كان يقوده نحو الموت والخراب.. ذكرى ثورة شعبية.. نقية بيضاء.. نحتفل اليوم باكتمال العام الرابع من عمرها، بينما يجعله آخرون يوم حزن وألم ونكء للجراح التي صعب التئامها.. ومناسبة لتمرير قرارات المزيد من رفع الأسعار، بينما الناس نيام ومخدرون بتصريحات الأمس، التي وعدوا فيها بألا مزيدًا من الإجراءات القاسية الآن.. وكل ما كان يهمهم هو ألا يتزاحم الناس على محطات الوقود، بينما لم يراعوا في قرارهم هذا فرحة الناس بذكرى ذلك اليوم المشهود.. تلك المعادلة هي باختصار: أننا بدأنا عهد الثورة الميمون وسعر صرف عملتنا الوطنية يوازي 7.40 جنيه/ الدولار.. وسعر لتر البنزين 1.85 جنيه.. ووصل هذان السعران الآن إلى متوسط 18 جنيها للدولار و5 جنيهات للتر البنزين.. بنسب زيادة تتراوح بين 150 و270٪.. وقس على هذه النسب معدلات ارتفاع أسعار كل شيء.. الماء والغذاء والدواء والهواء.. بينما لم يزد متوسط دخل الشرائح العظمى من المجتمع إلا قروشًا أو جنيهات قليلة.. ولم يكن أحد هؤلاء يفقد الأمل والثقة في الوعود والعهود بأن يوم الفرحة والحصاد مقبل ولو بعد حين.. لكن طال انتظارهم.. ونفد صبرهم.. أمام كل دعوة ومهلة يتلقونها للتحمل والجلد.. ثم لا يجنون إلا مزيدًا من «قَطْع اللحم الحي» من أجسادهم».

من النار إلى الجحيم

نتوجه نحو الشأن الفلسطيني ومصطفى يوسف اللدوي في «الشعب»: «بدلاً من إسقاط التنسيق الأمني القاتل المخزي، القبيح البشع، المهين المذل، الذي أضر بالشعب الفلسطيني وأفسد حياته وأتلف نسيجه الاجتماعي، ومزق بنيانه وشتت صفوفه، وتسبب في مقتل واعتقال المئات من أبنائه، وشوه تاريخه وحرف نضاله، وألحق به معرةً يصعب مع الأيام شطبها، ولا يسهل التغاضي عنها، رغم رفض الشعب له واستنكاره الشديد الالتزام به، ومطالبته المستمرة للسلطة بالكف عنه والامتناع عن المواصلة فيه، إذ أنه مصلحة إسرائيلية صرفة، ومنفعة للعدو خالصة، يستفيد منه ويحصن نفسه ومستوطنيه به، ويستغله إلى أبعد مدى ممكن في حماية كيانه وتنسيق عمليات جيشه، وتسهيل أنشطة مخابراته وأجهزته. بدلاً من التخلص منه والبراءة من شروره وآثامه، وتحرير الشعب من قيوده وأغلاله، وتنزيهه من رجسه ونجسه، نشأ تنسيق جديدٌ لا يقل خطورةً عن التنسيق الأول، بل إنه أخطر من سابقه وأخبث منه، وأبلغ وجعاً وأشمل ضرراً، وأعم أذىً وأكثر إيلاماً، إذ أن الأول يمس فئةً من الشعب، ويتعامل مع فريقٍ من المواطنين، حيث يلاحق المقاومين والناشطين، والنواب والوزراء والسياسيين، ويستهدف حملة السلاح والمقاومين، وأصحاب الفكر والنظريات والإعلاميين، والناشطين ومن يسمونهم محرضين وفاعلين، وبمجموعهم لا يشكلون قطاعاً كبيراً من الشعب، ولا يمتد عقابهم ليطال غيرهم أو يعم ويشمل سواهم. أما الجديدُ فهو التنسيق الاقتصادي اللئيم، الذي يتم على أعلى المستويات السياسية والأمنية، ويستهدف كل قطاعات الحياة الاقتصادية اليومية، الزراعية والصناعية والطبية والدوائية، ومختلف الوظائف البيئية الحيوية، وما يتعلق بسوق الكهرباء والوقود ومشتقات النفط، ما يجعله يستهدف الشعب كله، ويضر بالمواطنين أجمعهم».

هل يصبحون أناساً طيبين؟

الكلام عن «داعش» والمتساءل كريم عبد السلام في «اليوم السابع»: «أصبح واضحا أن نهاية التنظيم الإرهابي الأكثر دموية مسألة وقت، وانتزاع الأحياء والمناطق السكنية التي يسيطر عليها يتم تدريجيا وبصورة منتظمة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة الآن، ماذا يحدث لمقاتلي التنظيم وقياداته التي لا تهلك في الحرب العنيفة في العراق وسوريا وليبيا؟ وماذا يحدث لفكرة التنظيم نفسها، خاصة بعدما فتح الخيال لدى عموم المتطرفين والمهووسين والمرضى في أركان العالم لينتسبوا للتنظيم ويبايعوه وينفذوا أفكاره بالقتل العشوائي، دون حاجة للانتقال من بلادهم. الحادث حتى الآن أن هناك مجموعات صغيرة من القادة والمقاتلين تنفصل عن «داعش» بعد كل هزيمة، ومع تخليه عن الأحياء التي يسيطرون عليها، وهؤلاء المقاتلون يحلقون لحاهم ويندسوا في صفوف الفارين من الحرب، وهم يتجهون إلى أوروبا أو إلى البلدان المجاورة أو المحافظات المجاورة لمناطق القتال، وهؤلاء الداعشيون الهاربون بمثابة الفيروس الكامن والقنابل الموقوتة، ينتظرون أن يجدوا الوسط الملائم لينشطوا من جديد في إحياء فكرة التنظيم أو القيام بعملية انتحارية كبيرة. هل القضاء على «داعش» في العراق وسوريا وليبيا وتجفيف جيوب الإرهابيين في شمال سيناء يعنى انتهاء ظاهرة المجموعات المتطرفة وجرائمها وتحديها للدول التقليدية؟ انهيار داعش في العراق وليبيا وسوريا، سيعمل بالتأكيد على إعادة الأغلبية الساحقة من المتعاونين مع التنظيم إلى المجتمعات العربية التي ينتمون إليها وسيسعون لأن يكونوا مواطنين صالحين مسالمين ملتزمين بالقانون».

السعودية وإسرائيل أكثر من أحباب

«حين يقول سياسي أوروبي بحجم ماسيمو داليما رئيس وزراء إيطاليا الأسبق، إن السعودية تتوق إلى ضرب إيران بقنبلة نووية، فإن الموقف في الخليج، وفي الشرق الأوسط عموما، يكون أخطر بكثير من أسوأ مخاوفنا، وفق رأي عبد العظيم حماد في «الشروق»: قال داليما ذلك في حديث نشر يوم 13 يناير/كانون الثاني من العام الماضي في صحيفة «كوريير دى لاسيرا»، وجاءت عبارته بالحرف الواحد كما يلي: «إنه يعلم أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية الراحل، كان مهتما بقصف إيران بقنبلة نووية»، ومع أنه لم يوضح من أين استقى معلوماته، فإن هذه العبارة جاءت مباشرة بعد قوله إنه كانت تربطه علاقة وطيدة بالأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية. لأكثر من ثلاثين عاما يعرف الجميع أن الملك سلمان، وولي عهده وابنه يظهران علنا درجة أعلى من التصميم على معاداة إيران، مما كان يبديه الملك السعودي الراحل عبدالله، ولكن الجميع يعرفون أيضا أن السعودية لا تملك سلاحا نوويا، كما نعلم أن الأسلحة النووية ليست للبيع، وإذا أخذنا الاهتمام السعودي بتوجيه ضربة نووية إلى إيران مأخذ الجد ــ طبقا لتأكيد السياسي الإيطالي الأوروبي الكبير ــ تصبح أقرب الاحتمالات هي الاعتماد على إسرائيل، لأن هذه الأخيرة هي وحدها التي لديها الدافع والعزيمة لمهاجمة إيران، من بين الدول النووية، وذلك للحيلولة دون تطوير سلاح نووي ايراني، وهذه سياسة إسرائيلية معلنة بالأقوال وبالأفعال في مفاعل أوزيراك العراقى، ومفاعل ديرالزور السوري. وفقا لهذا الاستنتاج تظهر للعين المجردة تفاصيل أوضح وأعمق لدوافع اللهفة السعودية على الانفتاح على إسرائيل، إلى حد التحالف العلني معها ضد إيران. ووفقا لما كتبه المعلق الإسرائيلي المطلع يوس ميليمان أخيرا في صحيفة «معاريف»، فإن هناك إنجازات تخلب الألباب في العلاقات الإسرائيلية السعودية، تختفى تحت قمة جبل الجليد الظاهرة للعيان، والمتمثلة في نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، بموافقة إسرائيلية، أو بالأحرى باقتراح إسرائيلي، مما تسرب أخيرا من تلك التفاصيل «الخلابة» المناورات البحرية المشتركة بين السعودية وإسرائيل في البحر الأحمر، والاتفاق على إقامة غرفة عمليات مشتركة بين السلاحين البحريين للبلدين في جزيرة تيران نفسها لتأمين خليج عدن، ومضيق باب المندب، والبحر الأحمر».

أنصار النظام ينتقلون لخندق المعارضة والمصريون يبحثون عن الحرية والخبز بشق الأنفس

حسام عبد البصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو حسام الجزائري:

    هناك قاعدة يتبعها السيسي وهي كلما ضغط على الشعب سواء برفع ألاسعار اوبقرارات مؤلمة كلما خضع الشعب

  2. يقول دكتـور أســامــة الشـرباصي بـواشـنطن:

    نقــــول مــن واشــنطن إن ظــاهــــرة إنتشــار قنـــاديـــل البحــــر عــلـى الشـــواطـىء المصـريــة قبــل أن تـكــون لعنـــة ربـانيـــة خــــوفــا مــن لســعتهــا لـلبشـــر!؟ فهــى نعمــــة ربـانيــــة إذا إنتبـــهــت إليهــا شـــركــات الأدويــــة فــى مصـــر!؟ فقـــــد صنعــت اليـــابــان مــن قنـــاديـــل البحـــــر عــــلاجـــا دائمـــا ورخيصــا لإلتهــــاب المفــــاصــل لـــدى الإنســـان نتيجـــــة التقـــــدم فــى العمــــر والــذى ليـــس لـــه عـــــلاج نهــــائــى حتــى الآن فقـــط يعــالـــج ببعـــض المســكنـات الـــدوائيــــة لـلألــــم مــع دهـــــن الجــــلــــد المصــاب ببعـــض كــريمــات عــــلاج الحـــروق !؟ فقـــد أخـــذ اليـــابــانيــــون قنـــديـــل البحــــر وقطعــــوا أرجــــلـــه البـــارزة الهـــلاميـــة التــى تــلســع البشـــر وتفــــرز مــــادة كــاويــة وحـــارقــــة تحـــت جــــلــــد الإنســـان وهــــو حــامـــض الـكبــريتـيــك المــركـــز إذا لامســت القنــاديــل جســم الإنســـان حيــث تفــــرزهـــا تحــت جـــلـــده ممـــا يســبــب لــه آلامــــا حـــارقـــة وتــــورم فــى مــوضــع الــلمـــس !؟ ووضــــع اليــابــانيـــــون بعـــد ذلــك رأس قنـــديــل البحـــــر الـــذى يحتـــوى عــلــى 95% مـــاء فــى مفــــرمـــة فيخــرج كالــلحمــــة المفــــرومـــة ثــم وضعـــــوهــــا فــى جهـــاز تجفيــف كجهـــاز تجفيـــف ألفــــواكــه كالتيــن والمشــمــش وغيــرهـــا إلـى درجــــة معينـــة حتــى يســتخــلصــــون مــن القنـــديـــل المــــادة الجيــلاتينيـــة المــركــزة ثــم يقــــومـــون بحقــــن هــــذة المــــادة الجيـــلاتينيـــة بيــن أى مفصــليــن مصــابيــن بإلتهــــاب المفـــاصـــل لتـــآكــل الطبقـــة الغضــروفيـــة بيــن المفـــاصــل !؟ فـــوجـــد اليـــابــانيـــون أنــه بعـــد ثــلاثــة شــهـور تنمــــو طبقـــة غضـــروفيـــة جــــديــدة بيــن المفــاصـــل وينتهــى تمــــامـــا آلام المفــاصــل لــدى الإنســـان !؟
    دكتــور أســامــة الشــربـاصي
    رئيــس منظمـــة الســـلام العــــالمــى فــى الـــولايـــات المتحـــــدة
    http://www.internationalpeaceusa.org

إشترك في قائمتنا البريدية