حلب ـ «القدس العربي» : قالت مصادر إعلامية عدة، إن حزب العمال الكردستاني «PKK» أرسل مقاتلاته في مدينة شنكال العراقية إلى جبهة الرقة في شمالي سوريا، من أجل المشاركة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، في قتال ضد تنظيم «الدولة» (داعش)، وذلك بهدف تحرير النساء الإيزيدات من قبضة التنظيم بحسب مصادر إعلامية.
وكانت القيادة العامة لـوحدات حماية المرأة «YJŞ»، قد أصدرت بياناً أعلنت فيه، مشاركة المقاتلات الإيزيديات في عمليات الرقة جنباً إلى جنب مع «وحدات حماية المرأة»، الجناح العسكري السوري لـ»حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» في المعركة الكبرى للسيطرة على الرقة.
وأضاف البيان، الذي نشر على الموقع الرسمي لـ» YJŞ»، أن جيش المرأة في ايزيديخان يقوم بتنظيم نفسه بهدف الانتقام للنساء الإيزيديات وتحرير المختطفات منهن، متعهداً متابعة النضال والحرب في كل مجال، لتحرير الإيزيديات المختطفات بعد مأساة عام 2014». ويقول الصحافي الكردي مصطفى عبدي: إن مشاركة المقاتلات الإيزيديات في حملة تحرير الرقة له دلالات مهمة، خاصة وإن وحدات حماية المرأة في شنكال هو اسم تنظيم عسكري يضم المقاتلات الإيزيديات، الذي تشكل عقب اجتياح تنظيم «الدولة» لمدينتهم واختطاف آلاف الإيزيديين وسبي النساء والتجارة بهم، كما قال. وأضاف في حديثه لـ»القدس العربي»، أن مشاركة هذه الوحدات في حملة الرقة يهدف إلى تحرير آلاف الإيزيديات اللاتي لازال تنظيم «داعش» يختطفهن، بالإضافة إلى إنه يأتي استكمالًا لخطة تضافر جهود كل القوات، التي تتحالف في سبيل القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، بحسب تعبيره. ويعتقد عبدي أن التصعيد التركي في شمالي وشرقي حلب واستهداف مواقع «قسد»، دفعا بجيش الثوار ولواء الشمال الديمقراطي إلى التراجع عن إرسال المزيد من التعزيزات إلى الرقة للمشاركة في معارك تحريرها كما كان مقرراً، مما أدى إلى طلب التعزيزات من وحدات حماية المرأة في شنكال.
وحسب عبدي فإن مشاركة الإيزيديات ستكون لها دلالات رمزية لما ارتكبه التنظيم بحق الآلاف من نسائهم وخططهم لإنقاذ أسراهم المدنيين من أطفال ونساء في ظل المزيد من التقدم الذي تحققه قوات سوريا الديمقراطية في مختلف جبهات الرقة، التي ضيقت الخناق على تنظيم الدولة في مركز المدينة.
بدوره، يرى عضو «شبكة الرقة بوست» مازن حسون، أن مشاركة المقاتلات الإيزيديات جاء لزيادة أعداد المشاركين في معركة الرقة، خاصة مع وصول أعداد القتلى لقوات «قسد» لنحو 74، وفق ما أعلنه التنظيم منذ بداية معارك السيطرة على المدينة.
وأضاف لـ»القدس العربي»، أن وجود هذه القوات لا يتعدى كونه دعاية إعلامية جديدة لـ»قسد» بمشاركة الإيزيديات اللواتي اضطهدن من قبل التنظيم فيما سبق، وذلك بالتزامن مع سعي الولايات المتحدة الأمريكية إلى حسم معركة الرقة بأسرع وقت ممكن.
يشار إلى أن مصادر إعلامية كردية تحدثت في يونيو/حزيران الماضي، عن إرسال حزب العمال الكردستاني «PKK» لمئات الشبان الإيزيديين من شنكال العراقية إلى جبهات القتال في ريف الرقة، بهدف المشاركة في حملة السيطرة على المدينة من تنظيم «الدولة».
عبد الرزاق النبهان