الناصرة – «القدس العربي»: يرى سفير الولايات المتحدة السابق في تل أبيب دان شابيرو أن تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد في السعودية، الذي يتوقع أن يبقى في الحكم لعقود لصغر سنه (31 عاما)، ولكبر سن والده (82 عاما)، بمثابة «حلم إسرائيلي يتحقق».
وفي مقال نشرته صحيفة «هآرتس» يعلل شابيرو ذلك بالقول أيضا إن تعيين سلمان ينطوي على ضمانات بالنسبة لإسرائيل والولايات المتحدة، رغم مخاطر معينة، داعيا الطرفين الى أن يبذلا جهودا دبلوماسية حكيمة، والإصرار على مصالحهما المهمة من أجل تحقيق أكبر فائدة ممكنة وتقليص المخاطر إلى الحد الأدنى. ويعتبر أن سلوك بن سلمان «المتهور» دفعه إلى القصف العشوائي في اليمن مما أوقع ضحايا من المدنيين، كما دفعه تهوره إلى شن معركة ضد قطر بهدف عزلها.وفي هذا السياق فإن الولايات المتحدة باتت تخشى أن يدفعها تهوره إلى خوض حرب مع إيران في توقيت لا تختاره.
يشار إلى أن شابيرو هو يهودي أمريكي شغل عضوية المجلس للأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط، وهو باحث مشارك في المعهد لدراسات الأمن القومي في تل أبيب علاوة على منصبه كسفير سابق. ويرى شابيرو من الناحية الإستراتيجية أن بن سلمان يميل إلى تحالفات مع «دول عربية سنية معتدلة» حيث أقام علاقات مع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، ويدعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ويقول إن ما يجمعهم هو النفور من إيران، والمحور الشيعي الراديكالي والحركات الإسلامية السنية بدءا من الإخوان المسلمين وانتهاء بالقاعدة وداعش. ويضيف أن صعود زعماء مسلمين أقوياء يرون في أعداء الولايات المتحدة وإسرائيل أعداء لهم، بإمكانه أن يدفع بعملية بلورة كتلة تتألف من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول عربية سنية لها مصلحة إستراتيجية مشتركة في الشرق الأوسط، وجاهزية لمواجهة «اللاعبين المتطرفين في المنطقة».
وبنظر شابيرو فإن بن سلمان بالنسبة لإسرائيل هو قائد سعودي دينامي يشاركها رؤيتها الإستراتيجية، ويعترف بأن ذلك يضعها في نفس المعسكر. ويتابع «بالنسبة لإسرائيل هذا حلم يتحقق». بالمقابل يعتقد أن ولي العهد قد أظهر ميلا للمواجهة، خلافا لسابقيه، وليس دائما بالتنسيق مع الولايات المتحدة. منبها من أن المعركة العسكرية للسعودية في اليمن، التي تهدف إلى هزيمة الحوثيين، قد تمت إدارتها بشكل سيئ، ويشير إلى أن القصف العشوائي أدى إلى إصابات واسعة في صفوف المدنيين، وتسبب بانتشار المجاعة والأوبئة. وبرأيه تجاهل بن سلمان لنصائح الولايات المتحدة بتحسين مستوى الدقة، وإطلاق النار على أهداف عسكرية، في حين أنه طلب دعما أمريكيا كاملا للسعودية.
وحسب شابيرو فإن المعركة الأخيرة التي شنتها السعودية من أجل عزل جارتها، قطر، هي نموذج للسلوك المتهور الذي ينطوي على أبعاد تضر بمصالح الولايات المتحدة.
ورغم التغريدات الأولية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد اضطرت واشنطن إلى محاولة التوسط في الخلاف الذي يصعب عليها إدارة نشاطها العسكري الجوي في المنطقة انطلاقا من قاعدتها في قطر. وضمن تحذيراته يرجح شابيرو، أنه إذا تبنى بن سلمان توجها مماثلا تجاه إيران، فمن الممكن أن يشعل مواجهة تتدهور بسرعة، وفي مثل هذه الظروف فسوف تستدعى الولايات المتحدة للتدخل، وربما تنجر إلى معركة عسكرية في توقيت لم تختره. وفي النتيجة فإن السعودية هي من يشعل المواجهة، في حين تتحمل الولايات المتحدة النتائج. ولذا يتابع توصيته «وبشكل مواز لدعمها للسعودية، يجب على الولايات المتحدة أن تكون صارمة مع ولي العهد، وأن توضح له أنها تتوقع ألا يقوم بخطوات يمكن أن تضر بمصالحها، دون إجراء مشاورات مسبقة». ويشير في هذا السياق إلى أنه حتى إسرائيل التي تأمل باندلاع المواجهة مع إيران بقيادة الولايات المتحدة أو ضرب منشآتها النووية، تدرك أن مثل هذا القرار يجب أن يصدر من واشنطن، وليس من الرياض. ويخلص شابيرو للتأكيد أن الولايات المتحدة وإسرائيل تأملان في أن يكون ولي العهد السعودي منفتحا على تحسين العلاقات مع إسرائيل، وحتى على عملية تطبيع معها. بيد أنه يشير إلى أن توجهه لن يكون بعيدا عن المبادرة العربية، التي تتضمن التطبيع الكامل مع إسرائيل، ولكن في إطار حل الدولتين الذي يضع حدا للصراع مع الفلسطينيين. ولذلك يرجح شابيرو أن بن سلمان لن يخوض مخاطرة سياسية، وبالتالي سيلجأ إلى « تدفئة العلاقات « بشكل علني مع إسرائيل فقط بعد تحقيق تقدم ملموس في القضية الفلسطينية.
كما يرى أنه يجب على جاريد كوشنر جيسون غرينبلات، اللذين يواصلان حملتهما الدبلوماسية في المنطقة، أن يقولا بوضوح للعرب إن الولايات المتحدة تشجع عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ولكن عليهما أن يقولا لإسرائيل أيضا ما هو المطلوب من أجل تحقيق ذلك. يشار الى أن عددا من المسؤولين والمراقبين في إسرائيل يتفقون مع رؤية شابيرو حول منافعها من تعيين بن سلمان، ومنهم محرر الشؤون العربية في صحيفة «هآرتس» الدكتور تسفي بارئيل.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ قد فاخرا عدة مرات بالشهر الأخير بزيارات لدول عربية ولقاءات سرية مع قادتها، وقبل يومين ألمح نتنياهو أنه قام بزيارة للرياض.
وديع عواودة
هنيئاً لإسرائيل تحقق هذا الحلم و هنيئاً لنا نحن العرب لأننا عرفنا أخيراً من يستل سكيناً و يريد أن يطعن إخوته في العروبة في الظهر!!!!!