الجنوب السوري «معلّق» بين «أستانة» وتمديد الهدنة ودمشق تنتظر من الأردن ضغوطاً على الفصائل المسلحة

حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي» : قالت مصادر سورية سياسية إن تحويل اتفاق مناطق تخفيف التصعيد في سوريا إلى واقع على الأرض يبدو أملاً صعب التحقيق وإن فرص تحقيق ذلك يكاد يتلاشى في ظل الخلافات الجوهرية بين الدول الضامنة والراعية لمحادثات أستانة. يأتي ذلك فيما أعلنت قيادة الجيش السوري في دمشق عن تمديد العمل بالهدنة التي كانت قد أعلنتها جنوب سوريا حتى نهاية يوم السبت 8 تموز/يوليو الجاري، فيما شككت المعارضة بمصداقية هذا التمديد واعتبرته إعلاناً غير قائم على الأرض. المصادر السياسية السورية التي تحدثت لـ  «القدس العربي» أشارت إلى ما سمتها بالصعوبات الكبيرة التي تعيق إحلال مناطق وقف التصعيد فعلياً على الأرض، وعللت ذلك بالدرجة الأولى بسبب خلافات عميقة بين الدول المؤثرة في المشهد السوري من جهة ونظراً لتعقيدات الوضع في الجزء الجنوبي من الجغرافيا السورية من جهة أخرى.
المصادر قالت إن أهداف كل من الأردن والولايات المتحدة في خطة إنشاء مناطق تخفيف الصراع وتطبيقها على الأرض في الجنوب السوري مغايرة تماماً لهدف كل من دمشق وموسكو وطهران هناك. وحسب وصف تلك المصادر فإن الأردن لم يُبدِ تعاوناً في هذا الشأن ولم يضغط على الفصائل المسلحة في الجنوب للمشاركة البناء في مفاوضات أستانة، وأن الأردن وفق قول المصادر لم يقدم ما يمكن أن يساهم في رسم خطوط وآليات تنفيذ مناطق تخفيف التصعيد.
وزادت المصادر بالقول: كان من الممكن للولايات المتحدة والأردن الدفع باتجاه التوصل إلى تسوية جيدة في مدينة درعا جنوباً، كانت هناك مفاوضات تجري في المدينة قبل انطلاق جولة أستانة الخامسة بين ممثلين عن الحكومة السورية وممثلين عن الفصائل المسلحة، كان بالإمكان التوصل لاتفاق تسوية لو أن دولاً كالأردن والولايات المتحدة لم يضغطا لإنهاء هذه المفاوضات وإفشالها.
وبخصوص شمل قرى ريف القنيطرة المحاذية للشريط الفاصل من الاحتلال الإسرائيلي ضمن خطة تخفيض التصعيد قالت المصادر السورية إن هذا الأمر لن توافق عليه دمشق كونه يمكن أن يتحول لحزام آمن للأراضي المحتلة، وأضافت المصادر بأن المعارك التي يخوضها الجيش السوري هناك تهدف لاستعادة السيطرة على القرى المحاذية للشريط الفاصل في ريف القنيطرة وأن شمل هذه القرى في خطة تخفيف الصراع سيثبت سيطرة الفصائل المسلحة على تلك القرى ومن الممكن لاحقاً أن تتحول تلك القرى إلى مناطق آمنة تسعى إسرائيل لإقامتها. وأردفت المصادر بالقول: لن نسمح لـ تل ابيب في تحقيق هذه الغاية، كل الغارات والاعتداءات التي قامت بها الطائرات الإسرائيلية على مواقع للجيش السوري في قرى ريف القنيطرة هدفها منع الجيش السوري من الوصول إلى الشريط الفاصل. وتابعت المصادر: ما لم تستطع تل أبيب تحقيقه بالحرب لن نقدمه لها بالسياسة. وحول ما إذا كانت موسكو تدعم دمشق في هذا التوجه أم أنها واقعة تحت ضغط من تل أبيب، قالت المصادر إن موسكو متوافقة مع دمشق إزاء هذا التفصيل الجوهري وهي لن تضغط على دمشق للقبول بالرغبات الإسرائيلية في جبهة ريف القنيطرة.

الجنوب السوري «معلّق» بين «أستانة» وتمديد الهدنة ودمشق تنتظر من الأردن ضغوطاً على الفصائل المسلحة

كامل صقر

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية