تعقيبا على مقال منصف الوهايبي: في حاجتنا إلى الغاز المضحك
مهنة الضحك
مقال جميل كالعادة… وقد ذكّرني غاز الضحك لقلب مزاج الناس بكتاب أرض النفاق ليوسف السباعيّ…الذي يعرض فيه أنواعًا من المقالب من خلال وضع المسحوق السحريّ لقلب الحال والمآل إلى الأضداد ؛ لمعرفة خفايا النفس (بالمقلوب).
وهنا أشير إلى أنّ أحد معارفي ومنذ مدّة ليست قصيرة مشغول بتأليف كتاب جديد عنوانه (تاريخ الضحك). وسألني من أين أبدأ ؛ وماهي أول ضحكة أطلقها آدم أو أطلقتها حواء؟ فاجأني ذلك السؤل ؟ فكان جوابي له : أرى أنّ أول ضحكة كانت من قبل إبليس ثمّ انتقلت بالعدوى إلى آدم وحواء بالجناس. أي تماثل الألفاظ واختلاف المعنى…عليه الضحك مكتسب كالكسب…بدليل أنّ هناك الكثير من الناس لا يضحكون ولو سمعوا (أقوى نكتة أو مقلب) لأنهم لم يتعلّموا فنّ الضحك أصلًا إلا قليلًا ؛ فيما هناك منهم المتبسّم الضاحك من دون أيّة نكتة.
والكثير من الضحك يخفي تحته حزنًا لا يشفى. إذن : هو سبحانه الذي أضحك وأبكى. بمعنى أنّ توزيع الضحك ؛ كتوزيع الرزق الكريم ؛ كلّ واحد له حصة بقدر معلوم.
فهذا سعيد ضاحك وهذا شقي القوائم والسنابك ؛ وثالث بين بين مختلط المزاج ؛ كريش الدجاجة والديك.
فهل أصبح الضحك اليوم مجرد مهنة ؟
الدكتورجمال البدري