أحدثت الحرب الأهلية في سورية انقساما في الدولة، لأنه لا أحد من الطرفين يستطيع ان يهزم الآخر. ويتمتع الطرفان بمساعدات عسكرية سخية، من ايران وروسيا لنظام الاسد، ومن قطر والعربية السعودية وتركيا للمعارضة. السلاح اذا متوفر وأنهار الدم تؤجج الكراهية التي لن تخبو.
ومع عدم وجود حسم ستُقسم الارض، ورغم عدم وجود حدود جغرافية حادة فان التقسيم أخذ يتشكل أمام أعيننا. إن الساحل ومدن الساحل ومدينتي حمص والقصير وريفها الجنوبي حتى دمشق وما حولها هذه دولة العلويين التي يسيطر عليها نظام الاسد بفضل من طهران وموسكو. أما وادي الفرات الذي يشق سورية بصورة شبه منحرفة من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي من حدود تركيا الى حدود العراق، فهو دولة الاسلام التي تسيطر عليها منظمات توائم للقاعدة والاخوان المسلمين.
القاعدة يُؤيدها السعوديون والقطريون، أما الآخرون فتُؤيدهم تركيا. ولا توجد قوة خارجية مهمة تؤيد المعارضة العلمانية، ولهذا سيتغلب الاسلاميون، كما كانت الحال في مصر في المكان الذي ستكف فيه سيطرة الاسد.
تكسب ايران من الوضع الجديد فقد أنقذت حكم حليفها الاسد، وتستطيع ان تستمر في أن تنشئ على ساحل البحر المتوسط وشمال اسرائيل قاعدة صلبة مشحونة بالصواريخ والسلاح الكيميائي. أما الخسارة فانها تخسر الاتصال المكاني، الذي كان حتى ذلك الحين من طهران مرورا ببغداد الى دمشق.
ومقابل ذلك تكسب المعارضة ومؤيدوها الاقليميون من التقسيم الجديد لسورية، فالانجاز المجيد لسيادة اسلامية على جزء من مساحة سورية سينشأ فيه كما يبدو حكم الشريعة الاسلامية. وتكسب القلة الكردية في الشمال الشرقي للدولة هي ايضا من التقسيم، فهي تنشئ في ظل الحرب جيبا ثالثا، كرديا، سيتحدد مستقبله بين حكومة أربيل في شمال العراق وبين أنقرة. والى جانبهم يكسبون في روسيا ايضا لأنها تستمر في الابقاء على قاعدتها البحرية في البحر المتوسط.
إن تقسيم سورية لا يُحسن وضع اسرائيل الاستراتيجي، اذا استثنينا الانقطاع الجغرافي بين العراق ودمشق، الذي هو ايضا غير كامل. إن قوة سورية وحزب الله الصاروخية ما تزال على حالها وهي تهديد ثقيل لاسرائيل. وما زال لبنان الذي يسيطر عليه حزب الله سيطرة عملية، يُستخدم ارض استعباد متقدمة للعدوان على اسرائيل، وستظل الموانئ السورية تُستخدم مسار إمداد من ايران لسورية وحزب الله. والى ذلك ورغم سيطرة الاسد على منطقة دمشق فانه يبقى للمنظمات السلفية وصول مباشر الى جزء كبير من حدود هضبة الجولان. وهكذا لا يتلاشى خطر تسرب التأثير الاسلامي الى الاردن في الوضع الجديد، بل ربما يقوى.
ولهذا فان سورية المنقسمة تُعرض اسرائيل لتحدٍ مضاعف، وهو أن حكم الاسد أصبح أكثر تعلقا بايران، في وقت ما زالت فيه القوة الصاروخية المتنوعة تهدد الجبهة الاسرائيلية الداخلية. والى ذلك حصلت جهات القاعدة على وصول مباشر الى أهداف في اسرائيل، وفي ضوء ازدياد قوة المنظمة في العراق تحاذي اسرائيل الآن كيانا سنيا جديدا متطرفا جدا وذا قدرة عملياتية.
صحيح أن التهديد القديم للفرق المدرعة السورية في الجولان لم يعد قائما الآن، لكن الواقع الجديد لسورية المنقسمة بين ايران والقاعدة، ليس أكثر إراحة. فيجب على من يخطط لبناء القوة أو لتقليصها ان يكون متيقظا لهذا.
افرايم سنيه
يديعوت 21/8/2013
يعجبني في هؤلاء القوم حرصهم على مصالحهم دائماً و ليذهب العالم اجمع بعد ذلك إلى الجحيم ،،، يجب أن نتعلم منهم هذه الخصلة فليس عيبا أن نتعلم من اعداءنا ،،
الصهاينة قلقون جدا من استمرار وجود قوة حزب الله وهذا هو الهدف من تدمير سوريا….!!!!
بينما لايعير الصهاينة اية اهمية لوصول تنظيم القاعدة الى الجولان ولعلمهم المسبق ان لا يوجد اي هدف للقاعدة ضد اسرائيل وانما هدف القاعدة هو تمزيق الشعوب العربية والاسلامية وتدميرها بالذبح والحرق وخير دليل على كلامنا هو وجود القاعدة واخواتها منذ سنتين في سيناء يعني على مرمى حجر من فلسطين المحتلة ولكن القاعدة لاتعتدي على اوليائها الصهاينة ..!!!
ولكن هدف القاعدة هو ذبح الشعب المصري وتدمير الجيش المصري وهذا هو هدف صهيوني بامتياز…………؟؟؟