لندن – «القدس العربي»: نشرت صحيفة «نيوزويك» الأمريكية، مقالاً كتبه المدير التنفيذي للهوية المؤسساتية في شبكة «الجزيرة» الفضائية، قال فيه إن تهديد «المستبدين العرب» للجزيرة يعد «اعتداء لا يطاق» على الصحافة الحرة، وإن «الجزيرة تعد مشروعاً ثورياً» انطلق منذ أكثر من عقدين من الزمان في العالم العربي.
وأوضح عبد الله النجار، في مقاله: أن «في هذا العالم العربي يتم تقليدياً إسكات الأصوات المعارضة، وكبح حرية التعبير، وذلك إما من خلال الرقابة أو التهديد بالسجن أو الموت. وأضاف: أن «الجزيرة شكلت عملاً ثورياً مستمراً منذ أكثر من عشرين عاماً».
واكد أن «مهمتنا في شبكة الجزيرة الفضائية إتاحة الفرصة للملايين من الناس ممن لا صوت لهم، أو من لا حيلة بيدهم للكشف والتعبير عن آرائهم وأحلامهم وتطلعاتهم، وذلك لتكون الجزيرة صوت من لا صوت له من ملايين المحبطين، أو من المعارضة في أكثر الأماكن قمعاً على وجه الأرض». وأضاف النجار أنه عندما انطلقت «الجزيرة» فإن وسائل الإعلام في العالم العربي كانت واقعة بشكل كامل تحت «هيمنة مستبدين عرب»، وأن دعاية «التزلف والتذلل والتملق» التي كانت سارية، أو «سياسة خنق حرية التعبير» التي كانت تمارسها هذه الأنظمة أدت إلى تعزيز وجود منظور أحادي الجانب يهدف إلى حماية سلطة هذه الأنظمة ذاتها، وأنه لم يُترك أي مجال لأصوات المعارضة أو المنشقين.
وأشار إلى أن السعي الدؤوب للشبكة هو «الوصول إلى الحقيقة وإلى الواقع كما هو على الأرض جعل الجزيرة تكون محبوبة من جانب جماهيرها، ولكنه في الوقت نفسه جعلها مكروهة من جانب الحكومات». وأضاف: «الحكومات تتهم الجزيرة بأنها تؤيد المتمردين، والمتمردون في اللحظة نفسها يتهمونها بأنها مؤيدة للحكومات، والغرب يتهمنا بأننا نؤيد الإسلاميين، والإسلاميون يتهموننا في الوقت ذاته بأننا نؤيد الغرب، بل إن العرب ينتقدون الجزيرة بدعوى أنها موالية لـ إسرائيل، في حين ينتقدها الإسرائيليون بدعوى أنها تؤيد العرب».
وقال النجار: إن «كل ما قمنا به هو اتباع ما تُعلمنا إياه الصحافة الحقيقية، وهو المتمثل في عرض كل وجهات النظر والجوانب المختلفة للقصة، وترك المجال للجماهير لكي تقرر بنفسها». وأوضح المقال أن «شبكة الجزيرة تتعرض في الوقت الراهن لتهديدات من دول الحصار ممثلة في السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، وأن «هذه الأنظمة تطالب بإسكات الجزيرة أو إغلاقها»، وأن الجزيرة تجد نفسها هدفاً لحملة جريئة وغير مسبوقة من جانب هذه الأنظمة التي تهدف إلى شل حرية الصحافة برمتها».
وقال إن «إغلاق وسائل الإعلام الحرة المستقلة لأنها لا تتفق مع خط الحكومة إنما يعد إجراء غير متحضر ورجعي وقمعي، وأنه في الوقت الذي تكون فيه الحاجة ماسة إلى مزيد من الحوار في العالم فإن من لا صوت له إنما يعتبر عاجزاً لا حيلة له. وأضاف النجار: «هذا هو بالضبط ما تطالب به تلك الدول الأربع»، وذلك من ملايين الناس في العالم العربي، من أجل قمع وجهات نظرهم وإسكات أصواتهم وآرائهم المعارضة.
وأشار إلى ما سبق أن قاله الرئيس الأمريكي الأسبق توماس جيفرسون -المتحدث باسم الديمقراطية والمنادي بمبادئ حقوق الإنسان، والمتمثل في قوله إن الأمن الوحيد للجميع إنما يكمن في الصحافة الحرة. وأضاف الكاتب أنه بينما يبدو أن وسائل الإعلام والصحافة الحرة واقعة تحت الحصار في كل مكان، من المكسيك إلى ميانمار، فإنها لا تتعرض للتضييق والخنق أكثر مما تتعرض له في العالم العربي.
ويتعرض المواطنون ووسائل الإعلام في العالم العربي للتهديد بجرائم رسمية ضد الدولة من النوع الذي يعاقب عليه بالسجن أو بدفع الغرامات، وفق المقال، مشيراً إلى أن العديد من وسائل الإعلام الإخبارية تم إغلاقها من جانب الحكومات التي تسعى إلى الحد من بقايا حق الناس في أن يسمعوا وحقهم في أن يعرفوا، بل إن هذه الحكومات تسعى إلى العودة إلى فترة ما قبل الجزيرة.
وقال النجار إن الجزيرة تتعرض للعديد من الهجمات الموجهة ضد وسائل الإعلام الحرة والمستقلة، وإن صحافييها تعرضوا منذ تأسيسها للتهديد والسجن والتعذيب والقتل، وإن مكاتبها استهدفت بالقصف، وإن بثها تعرض إلى الحجب، وإن مواقعها على شبكة الإنترنت تعرضت للاختراق، بل إن حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي تعرضت للحذف أيضاً.
«نيويورك تايمز»: انقلاب ضد نتنياهو وتخبط في «الليكود» عنوانه الفساد
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» التخبط السياسي الذي تعيشه إسرائيل، بعد فضائح فساد متورط بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد «تحول أحد أقرب مساعدي نتنياهو مؤخراً إلى شاهد دولة في قضيتين تنطويان على شكوك تتعلق بالرشوة والاحتيال وخرق الثقة، قال المحللون إنه يبدو من المرجح أن يتم توجيه الاتهام إلى رئيس الوزراء في نهاية المطاف».
وقال بعض المعلقين إن خطاب نتنياهو الأخير كان في حد ذاته خطابًا مضادًا للحملة التي ستقودها المعارضة ضده، وجزء منها بمثابة تحذيرللمنافسين المحتملين من داخل الحزب الذين قد يخططون لانهياره السياسي. وحشد لنتنياهو في مركز مؤتمرات تل أبيب، أكثر من 3 آلاف شخص هتفوا: «بيبي، بيبي، بيبي!» (لقب نتنياهو) ورفعت لافتات بشعارات مثل «كفى محاولة انقلاب».
وأدان نتنياهو، في أسلوب ترامبي، «وسائل الإعلام الإخبارية المزيفة» التي قال إنها انضمت إلى «اليسار» في ما سماه «مطاردة ساحرة وغير مسبوقة. ساحرة ضدي وضد أسرتي، من أجل تنفيذ انقلاب. وأضاف أن «هذه النقطة هي ضغط على سلطات تطبيق القانون لتقديم الاتهامات مهما كانت».
زوجة نتنياهو، سارة، التي قد تواجه في وقت قريب الاتهامات نفسها في قضية منفصلة تنطوي على شكوك حول سوء استخدام الأموال العامة في مساكن الأسرة، التي تم الاتفاق عليها في الصف الأمامي. وكان نتنياهو، الذي يناشد قاعدته اليمينية، وصف اتفاق أوسلو للسلام لعام 1993 مع الفلسطينيين بأنه «كارثة» انتهت بتفجيرات الحافلات. وسخر من التحقيقات الحالية قائلا إن هناك إشاعات تقول «قريبا ستطالب وسائل الإعلام كايا أن يدعى للاستجواب – بحذر!» مشيرا إلى كلب عائلة نتنياهو. كايا جعلت الأخبار حولها تحوم، بضع مرات لعضها الزوار في مقر إقامة نتنياهو الرسمية.
وفي محاولة لرفع معنويات الحزب، تحدث نتنياهو أيضا عن نمو إسرائيل وإنجازاتها خلال فترة رئاسته على مدى السنوات الثماني الماضية. وهو الناجي السياسي الذي انتخب لأول مرة رئيسا للوزراء في عام 1996، ويخدم حالياً ولايته الثالثة على التوالي والرابعة عموماً.
وكان رئيس الوزراء حريصاً على تجنب أي انتقادات علنية للشرطة أو سلطات تنفيذ القانون التى تجري التحقيقات ضده في حالتين تتعلقان بتهم من هدايا غير مشروعة من أصدقاء ثريين، وتعاملات غرفة خلفية مع إحدى الصحف المحلية في محاولة للحصول على تغطيات خاصة. وأشار النقاد إلى أن اللقاء بنتنياهو في تل أبيب كان مشهداً استثنائياً لحزب حاكم يتجمع أساساً ضد سلطات إنفاذ القانون في البلاد. وقال دان مارغاليت الصحافي في التلفزيون الإسرائيلي: «لم يحدث ذلك من قبل». وأضاف: « يجب أن لا يحدث ذلك».
وكتبت تسيبي ليفني، وزيرة العدل السابقة التي تجلس الآن في المعارضة، على تويتر: «الليكوديون ليسوا فاسدين، ولكن نتنياهو يفسد إسرائيل. وأنا واثقة من أن الكثيرين من الناخبين الليكود – وهم أشخاص محترمون ومواطنون صالحون – يشعرون بعدم الارتياح».
يذكر أن الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو بالقرب من منزل النائب العام افيتشاي ماندلبليت فى بلدة بتاح تكفا بوسط إسرائيل. وبدأت الاحتجاجات الأسبوعية مع بضع عشرات من الناس، ولكن نمت إلى حوالي 2000 ليلة السبت. ويتهم المشاركون السيد ماندلبليت بسحب التحقيقات ضد نتنياهو الذي بدأ مؤيدوه في شن مظاهرات مضادة في المنطقة نفسها.
«غارديان»: إيرانيات يكرهن الحجاب ويبحثن عن الحرية
بعد أن ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في ايران، حول متنزهات النساء الخاصة، التي أثارت موجة تعليقات حادة في صفوف المحافظين، نشرت صحيفة «غارديان» تقريراً عن نساء إيرانيات يعبرن عن كراهيتهن للحجاب، ويبحثن عن الحرية في متنزهات ترتادها النساء فقط في العاصمة طهران. وأشارت كاتبة المقال رينات فان ديرزي، إلى قصص نساء يحاولن التحرر في مجتمع تزداد فيه سيطرة رجال الدين والذكور، وستشكل حكومة روحاني الجديدة من دون نساء.
وقالت لالي، البالغة من العمر 47 عاماً للصحيفة البريطانية: «أحب أن أخلع حجابي»، في إشارة عميقة إلى توقها للحرية. وتوضح المرأة التي تعمل مصففة للشعر في طهران، أن المتنزه هنا مخصص للنساء، ويسمح لها بارتداء ما تشاء وهو شيء يشعرها بالراحة. وتشارك لالي جلسة صديقاتها حول واحدة من الطاولات الكثيرة المنتشر في متنزه «جنة الأمهات» في العاصمة الإيرانية. مرتدية قميصاً أخضر قصير الأكمام لا يغطي بطنها.
ووفق الصحيفة، كانت هناك نساء يرتدين قمصاناً قصيرة، وسراويل ضيقة، ويرقصن على إيقاع موسيقى البوب. تصعد إحداهن إلى الطاولة وتبدأ بالتمايل على إيقاع الأغنية، بينما تتوقف طالبات مدرسة يرتدين أغطية الرأس البيضاء للمشاهدة.
«نكره الحجاب»، كما قالت امرأة أخرى، وهي ممرضة متقاعدة. وتضيف: «لذلك فنحن سعيدات أن بإمكاننا التردد على أماكن نستطيع فيها أن ننزع الحجاب، ونمارس الرياضة، ونستمتع بالشمس». ففي العاصمة الإيرانية على النساء أن يرتدين زياً محتشماً، سروالاً ومعطفاً أو سترة تصل إلى ما دون الخصر وغطاء رأس، وكل من تخالف ذلك تصبح عرضة لعقوبة الشرطة.
لكن في هذا المتنزه، لم تخالف النساء أي قانون؛ حيث هذا واحد من متنزهات عديدة في أنحاء البلاد لا يرتادها الرجال. وبالرغم من وجود هذا النمط من المتنزهات في بلدان إسلامية أخرى مثل باكستان والسعودية، لتجنيب النساء التحرشات ذات الطابع الجنسي، إلا أن هناك دافعاً صحياً أيضاً وراء إنشائها في إيران.
يقول رضا ارجماند، وهو عالم اجتماع في جامعة «لوند» شمالي السويد، إن النساء في إيران يعانين من نقص في فيتامين د بسبب قلة تعرض الجسم للشمس، وذلك بسبب الأزياء التي تغطي الجسم بشكل شبه كامل. ولكن يرى بعضهم في هذه المتنزهات طريقة لعزل النساء.
وتقول رؤيا، وهي ناشطة نسوية: «لن أذهب إلى هذه المتنزهات، لن أوافق على عزلي عن الرجال. حين يفصل الرجال عن النساء فلن يتعلموا أبدا كيف يتفاعلون مع بعض في الحياة».
وتعرضت فكرة متنزهات النساء إلى انتقادات من الناحية الأخرى أيضاً، من جانب المحافظين، بسبب خلع النساء فيها لأغطية الرأس. إذن ليس هناك إجماع على فكرة هذه المتنزهات، كما تقول كاتبة التقرير، لكن مع ذلك فإنها متنفس للكثير من النساء اللواتي يلجأن إليها.
صهيب أيوب
و مذا نقول نحن ….و قد تعايشنا مع ما لا يطاق عقود بأكملها ….