محكمة اسرائيلية تبرئ مستوطنين من تهمة الاعتداء علي فلسطينيين رغم اعترافهم بالجريمة

محكمة اسرائيلية تبرئ مستوطنين من تهمة الاعتداء علي فلسطينيين رغم اعترافهم بالجريمة

محكمة اسرائيلية تبرئ مستوطنين من تهمة الاعتداء علي فلسطينيين رغم اعترافهم بالجريمةالناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس:افادت صحيفة (هآرتس) الاسرائيلية في عددها الصادر امس الثلاثاء ان محكمة الصلح في مدينة كفار سابا برأت امس الاول زعيم الحركة الاستيطانية المتطرفة شبيبة التلال افري ران (50 عاما) من تهمة الاعتداء علي فلسطينيين من قرية يانون والتسبب باصابتهم اصابات بليغة، علي الرغم من اعترافات المتهم نفسه بالتهم المنسوبة اليه، كما تبين من قرار المحكمة ان القاضية نافا بخور، التي نظرت في القضية قررت تبرئة متهمين اخرين يدعيان العاد زيف ويسسخار ماندل، واكتفت بادانة المتهم الرابع في القضية، وذلك بناء علي صفقة وقعت بين النيابة العامة الاسرائيلية ومحامي الدفاع عن المستوطنين.وتابعت الصحيفة قائلة ان ران قد استوطن في بؤرة استيطانية جفعات عولام بالقرب من مستوطنة ايتمار، والمصنفة اسرائيليا بأنها غير قانونية. وجاء في لائحة الاتهام انه في العشرين من اذار(مارس) من العام الماضي، حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحا، سافر المتهمون الاربعة في بسيارة من مستوطنة ايتمار باتجاه قرية يانون، وفي الطريق قاموا بالاعتداء علي كل من الراعي عامر ابو شحادة وخضر ابو هنية الذي كانا يفلح ارضا تابعة له.وجاء ان المتهمين طاردوا احداهما حتي سقط ارضا ثم قاموا بضربه وركله بأرجلهم في جميع انحاء جسمه، في حين قام احد المتهمين بضرب الثاني بكعب بندقيته علي وجهه ورأسه مما ادي الي اصابته بجروح بليغة. كما قام المتهمون بتخريب جرار زراعي يعود للمزارع ابو هنية.وكتبت قاضية المحكمة في قرارها ان احد المشتكين بالغ في وصف اصابته، بما فيها التورم في وجهه والالم الذي لحق به والنزيف الذي اصابه، وانه لم يتم احضار اي دليل مادي علي حدوث تخريب في الجرار الزراعي، علي حد تعبيرها في قرارها الذي اصدرته. واشارت القاضية الي نزاع علي قطعة ارض بين المشتكين وافري ران، مع العلم انه يستوطن في بؤرة استيطانية علي ارض فلسطينية.اما فيما يتعلق باعترافات المتهم بالتهم المنسوبة اليه، فقد اشارت القاضية الي انها قبلت ما اسمته تفسيرا لاعترافه بزعم انه اخذ المسؤولية علي عاتقه في محاولة للدفاع عن المتهمين الذين يعملون في مزرعته الاستيطانية. واضافت القاضية ان المشتكين الفلسطينيين بالغوا كثيرا في وصف الاحداث التي تعرضوا لها، وبالغوا ايضا في وصف الاصابات التي تعرضوا لها بسبب الاعتداء، علاوة علي ذلك، جاء في قرار القاضية بخور، ان النيابة لن تعرض امام المحكمة ادلة وبينات كافية لكي تتم ادانة المتهمين بالتهم الموجهة اليهم، ووجهت سهام نقدها الي تصرفات النيابة في هذه القضية، كما افادت صحيفة (هآرتس). واكدت الصحيفة ان النيابة العامة الاسرائيلية اعلنت انها لن تقدم استئنافا علي القرار القاضي بتبرئة المستوطنين الي المحكمة المركزية في تل ابيب، الامر الذي يقطع الشك باليقين بان العنصرية تغلغلت بشكل واضح وفاضح الي القضاء الاسرائيلي الذي يتباهي امام الرأي العام بأنه نزيه للغاية.