في الأسابيع الاخيرة قفزت للواجهة عدة سيناريوهات متداولة لمحافظة إدلب الواقعة تحت سيطرة النصرة وحلفائها الجهاديين، تدور في معظمها حول الخطط المستقبلية للهجوم على إدلب، بعضها تحدث عن خطط تركية، وأخرى روسية بالتعاون مع الأتراك، وأفكار أخرى للدفع بقوات كردية بدعم أمريكي، وطبعا جهود النظام نفسه لاستعادة المحافظة.
في ما يتعلق بالخطة التركية التي تم تداول الحديث عنها إعلاميا، الخاصة بدخول قوات تركية من الحدود نحو عفرين ومن ثم إدلب، كانت كما العادة مجرد أحاديث ليس لها أي أساس من الواقع، وكان من الممكن منذ البداية توقع أن فرصة وقوع هجوم تركي على ميليشيات الاكراد في عفرين مستبعدة تماما، لان العلاقة التنسيقية التي تربط تركيا بروسيا والولايات المتحدة بالملف السوري، لا تسمح لها بمهاجمة حلفائهما الاكراد.
في المقابل فإنه من الممكن نظريا على الاقل ان تنخرط تركيا بهجوم على إدلب برعاية روسية لمحاربة الجهاديين، لتكرر المقاربة التي سبق أن حدثت في مشروع «درع الفرات»، بمسالمة من أعلنتهم اعداء اصيلين للامن القومي التركي كالمليشيات الانفصالية الكردية والنظام السوري، والتوجه دونهما لقتال تنظيم «الدولة»، وستكون مغامرة جديدة غير محسوبة تقدم عليها تركيا، إن هي كررت الامر نفسه، وهاجمت الجهاديين في ادلب بعد جرابلس والباب برعاية الطائرات الروسية، بينما يواصل اعداؤها الانفصاليون الاكراد احتلال معظم الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، ومد كيانهم الكردي جنوب تركيا.
وبخسارة «أحرار الشام» حليفة تركيا لمواقعها في إدلب، وعند المعبر الحدودي الرئيس، تكون تركيا قد ابعدت تماما من المشهد في محافظة حدودية اخرى، بعدما فعل الاكراد الامر نفسه في باقي المدن والمحافظات الحدودية التركية السورية، ولكن لا يبدو أن أيا من هذه الخطط التي يجري تداولها بمشاركة الاتراك ستطبق على الارض، بل أن الخطة الخاصة بدعم امريكي روسي للمليشيات الكردية في عفرين للهجوم على ادلب تبدو اكثر ترجيحا، فالنظام وحلفاؤه الروس لا يرغبون بالمزيد من التوسع التركي في الاراضي السورية، والاكراد حال تولوا مهمة العملية في إدلب، التي ما زال توقيتها بعيدا على الاغلب، سيعتبرون طرفا اقرب للنظام من غيره، وهم يسعون لمنفذ على البحر المتوسط يحد اقليم روجافا الكردي غربا، اكثر من السيطرة على إدلب نفسها، وسبق أن أعاد الاكراد عدة قرى ومناطق سيطروا عليها للنظام، وقد يتكرر هذا حال استحوذوا على بضع قرى شمال ادلب، بل إن هذه التفاهمات ستحدث كما يبدو في مقبل الايام بين روسيا والاتراك، لسحب قوات الاخيرة من مناطق درع الفرات شمال شرق حلب، وسيعني هذا إن حصل في العامين المقبلين، استعادة النظام لمناطق درع الفرات من دون ان يطلق رصاصة واحدة! اما السيناريو الاكثر ترجيحا في رأيي، ان النظام هو من سيتولى مهاجمة إدلب، وليس الاكراد او الاتراك، وقد يكون هجوما بمشاركة كردية محدودة في القرى القريبة لعفرين، لكن لن يتمكن النظام من إنجاز هجوم صعب وشاق كهذا على الجهاديين في منطقة وعرة قبل ان يجمع قواته، وجهده الحربي المشتت من المناطق التي يركز عملياته فيها الان، وهي الاكثر اهمية واولوية، كدير الزور وغوطة دمشق، ولا يبدو ان هذا الهجوم سينجز قبل بداية العام المقبل.
كاتب فلسطيني من أسرة «القدس العربي»
وائل عصام
إدلب منطقة زراعية غير مؤثرة إستراتيجياً على النظام الذي لم يقدر أن يسترد بعض أجزاء من عاصمته إلى الآن !
لكن الأمريكان من له المصلحة بتدمير أدلب بحجة وجود جبهة النصرة (القاعدة) فيها
ولهذا فسيستغلون الأكراد ليحاربوا النصرة كما حاربوا داعش
ولكن : ما هو الثمن الغير معلن ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
تقف تركيا اليوم في موقف حرج جدا يد مع امريكا واخرى مع روسيا وقدم في الوحل الكردي واخرى في الوحل السوري، وستكون خاسرة على جميع الاحوال لأنها لا يمكنها ان تعلن حربا شاملة على قسد وهي باستطاعتها هزيمة قسد خلال ايام ولكن ستواجه الرد الامريكي حليفها، ولا يمكنها أن تقاتل نظام الاجرام أو ميليشياته المذهبية والطائفية لأنها ستواجه حليفها الآخر روسيا، فما الذي استفاد منه اردوغان باعتذاره للروس؟ وما الذي استفاد منه بتسليم حلب؟ فدولة الاكراد في طريقها للتحقيق في شمال العراق وفي شمال سورية، وكل من يعتقد غير ذلك فهو مخطيء. إن هذا المخطط مرسوم منذ ربع قرن عندما ارتكب صدام حسين الخطأ الاستراتيجي الذي لا يغتفر بهجومه على دولة الكويت ومحاربته الامريكان. المرسوم حاليا هو تحويل المنطقة بأكملها الى دول شبيهة بلبنان، دول بحجم عشرة الاف كم مربع، مع نظام طائفي بامتياز يسيطر عليه الأقليات، وجيش مهلهل، واقتصاد ضعيف وكلها تدور في فلك اسرائيل وايران. هذا ما أوصلنا إليه زعماؤنا الأشاوس، وأصحاب الجلالة والفخامة والعظمة