أموال خليجية تروي ظمأ أندية أوروبية متعطشة للألقاب!

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: أندية رياضية أوروبية لم تكن تتخيل نفسها على منصات التتويج قبل 10 سنوات، باتت اليوم تنافس على كبرى الألقاب القارية بفضل مستثمرين خليجيين ساهموا في نهضة العديد من الفرق أهمها مانشستر سيتي الإنكليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي.
ففي الموسم الكروي 2006-2007، أنهى مانشستر سيتي الدوري الإنكليزي (البريميرليغ) في المركز الرابع عشر، بينما لم يتمكن سان جيرمان من الحصول على مركز أفضل من الخامس عشر في الدوري الفرنسي.
وفي فترة الانتقالات الصيفية التي أعقبت نهاية ذلك الموسم، بدأ تدفق أموال المستثمرين القطريين والإماراتيين لتسعف السيتي وسان جيرمان من خلال التعاقد مع لاعبين مميزين، ليصبح الفريقان الحصان الأسود في الدوريات المحلية والبطولات القارية، وباتا مصدر إزعاج وقلق للعديد من الأندية الأوروبية العريقة.

السيتي خامس أغنى نادٍ في العالم

بدأ الفريق الإنكليزي بمقارعة عمالقة الدوري المحلي، مطلع سبتمبر/ أيلول 2008، عندما قام الملياردير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بشراء النادي مقابل 200 مليون جنيه إسترليني. واستهل مشواره في إدارة النادي، بمنافسة الملياردير الروسي رومان إبراهيموفيتش مالك نادي تشلسي اللندني، للظفر بخدمات النجم البرازيلي روبينيو، الذي كان يلعب حينها لعملاق الكرة الإسبانية ريال مدريد. وتمكّن السيتي من الظفر بخدمات المهاجم البرازيلي في اليوم الأخير من نافذة الانتقالات، عندما دفع 32.5 مليون جنيه إسترليني لإدارة الريال مقابل الاستغناء عن خدمات روبينيو. ومن خلال المبلغ الذي دفعه لإدارة الريال، استطاع السيتي تحطيم الرقم القياسي آنذاك في سوق انتقالات اللاعبين، إذ لم يسبق لأحد أن دفع هذا المبلغ لنادٍ آخر من أجل الحصول على خدمات أي لاعب. وكانت صفقة انتقال روبينيو، بمثابة إشارة للمبالغ التي سينفقها الشيخ منصور لتطوير النادي والنهضة به وجعله قادرا على مقارعة الكبار محليا وقاريا. ولم يكتفِ بضم روبينيو، بل تعاقد من عدد من اللاعبين المميزين آنذاك أمثال المدافع البلجيكي فينسنت كومباني والمهاجمين الأرجنتيني كارلوس تيفيز والتوغولي إيمانيويل أديبايور. وتَوّج السيتي كوكبة لاعبيه المميزين باستقدام المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني الذي اصطحب معه نجوما جدد، أثبتوا وجودهم على الساحة الأوروبية، أمثال الإيفواري يحيى توريه والإسباني دافيد سيلفا والأرجنتيني سيرجيو أغويرو والفرنسي سمير نصري والبوسني إدين دجيكو. واحتفل الشيخ منصور، الذي أنفق مئات الملايين خلال السنوات الثلاث الأولى على استقدام اللاعبين وتطوير المنشآت، بأول لقب للفريق في موسم 2010-2011، عندما أحرز السيتي كأس الاتحاد الإنكليزي بقيادة مانشيني. وجاء اللقب الثاني للفريق في الموسم التالي 2011-2012، الذي خاض فيه أبناء مانشيني معركة كروية شرسة ضدّ غريمهم الأزلي مانشستر يونايتد، واستطاع السيتي الظفر بلقب الدوري المحلي بفارق الأهداف، بعد غياب دام 44 عاما. ولم يتذوق السيتي طعم الفوز بالبطولات منذ 1976، إلّا أنه استطاع بعد عام 2008، الفوز بلقبين للدوري المحلي ولقبين لرابطة الأندية، ومرة واحدة بكأس الاتحاد. وعلى الصعيد القاري، تمكّن السيتي من المشاركة في دوري أبطال أوروبا خلال المواسم الستة الأخيرة على التوالي، وتمكن من الوصول إلى الدور نصف النهائي موسم 2015-2016. ويحتل مانشستر سيتي حاليا المركز الخامس بين الأندية الأغنى في العالم بحسب مجلة «فوربس» الأمريكية المختصة بالأمور الاقتصادية؛ حيث تبلغ ميزانيته ملياري جنيه إسترليني. وضمن إطار الاستعدادات للموسم الكروي الجديد، أنفق مانشستر سيتي أكثر من 200 مليون جنيه إسترليني.

سان جيرمان وصفقة نيمار

استعدادا للموسم الكروي الجديد، أحدث باريس سان جيرمان الفرنسي الذي يرأسه القطري ناصر الخليفي ممثلاً لصندوق استثمار الحكومة القطرية، زلزالا في سوق الانتقالات، عندما دفع لإدارة برشلونة 200 مليون جنيه إسترليني مقابل الحصول على خدمات المهاجم البرازيلي نيمار. وكان نادي العاصمة الفرنسية عام 2011، على حافة الانهيار جراء الديون الضخمة، فجاء الخليفي لينقذه ويأتي به إلى مصاف الأندية العملاقة خلال فترة قصيرة. وفور تسلمه إدارة النادي، أوكل الخليفي تدريب الفريق للمخضرم الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي حقق المركز الثاني موسم 2011-2012، وتوّج باللقب في الموسم التالي. وعقب استقالة أنشيلوتي من تدريب سان جيرمان، تعاقد مع المدرب الفرنسي لوران بلان الذي فاز ببطولة الدوري ثلاثة مواسم متتالية. وخلال السنوات الست السابقة استطاع سان جيرمان ضم العديد من النجوم، أبرزهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، والأوروغواني إديسون كافاني، والأرجنتيني انخيل دي ماريا. كما تمكن من تحقيق لقب كأس فرنسا منذ عام 2001، ثلاث مرات. وحسب مجلة «فوربس» فإنّ سان جيرمان يحتل المرتبة الثالثة عشرة بين الأندية الأغنى في العالم، بميزانية تصل إلى 814 مليون جنيه إسترليني.

أموال خليجية تروي ظمأ أندية أوروبية متعطشة للألقاب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية