اخيراً سقط نموذج برشلونة المثالي!

حجم الخط
3

عندما كرر ريال مدريد انتصاره على عدوه اللدود برشلونة في غضون أيام، فانه كان اعلانا صريحا عن سقوط الحقبة الذهبية للنادي الكتالوني التي امتدت نحو عشر سنوات، وانتهى النموذج المثالي في عالم كرة القدم، الذي ألهب أحاسيس عالم اللعبة وجذب الملايين من محبيها، ووضع نفسه دائما على أنه الخير والصالح في مواجهة الأشرار من مدريد والمدن الاوروبية الأخرى.
سقط القناع اليوم عن وجه برشلونة الجميل، حيث بدت الندوب تظهر من أعلى الهرم، وتحديداً داخل الادارة العقيمة، التي واجهت العديد من الازمات والزوابع بيدين مكتوفتين وبالنظر الى الجهة الأخرى، وكأن المشاكل ستحل نفسها بنفسها.
فعلا مرت سنوات طويلة على الشعارات الجميلة والرنانة التي سوقها النادي الى العالم، حيث افتخر بمثاليته وابتعاده عن الجشع وتمسكه بالمبادئ الخيرة، لكن مع قدوم ساندرو روسيل رئيسا بدأت تتغير الأمور نحو الأسوأ، فتبدل شعار «أكثر من كرة قدم»، وأزيح شعار «يونيسيف» المجاني من على مقدمة فانلات الفريق ليحل محله «قطر فاونديشن» التي أتخمت خزينة النادي بمئات الملايين، قبل أن نصدم بتتبعات صفقة ضم نيمار، وعن محاولات التهرب الضريبي، بل المنافع الشخصية التي جناها روسيل من هذه الصفقة، لكن الروعة الهجومية للفريق بفضل الثلاثي ميسي-نيمار-سواريز، ربما غضت الطرف عن نيران ما تحت الرماد، ونشلت الفريق من أزماته، لكن بعض الألقاب ونتائج ايجابية، بينها الفوز الرائع على باريس سان جيرمان بسداسية الموسم الماضي في دوري الأبطال، خدرت الألم ولم تعالج الداء من جذوره. وفي حين تفوق البارسا بنجومه طيلة العقد الماضي على نجوم غريمه الريال، الا أن منذ العام الماضي تفوق النادي الملكي بشبانه وبمواهبه الواعدة ليتفوقوا على نجوم الصف الأول. وفي حين اعتمد برشلونة طيلة فترة تألقه على عمود فقري مكون من بيكي وماسكيرانو وبوسكيتس وانيستا وشافي وميسي، فانهم ما زالوا الابرز في الفريق رغم مرور نحو عشر سنوات معاً، بسبب اخفاق الادارة اما لدعمهم بالمواهب او التفكير ببدلائهم، ولليوم وبعد انفاق 112 مليون يورو ما زال مكان تشافي خاليا رغم رحيله قبل عامين، فيما بلغ انيستا 33 عاما وبات يعاني من اصابات متكررة، وتعدى ميسي وسواريز وبيكي وماسكيرانو وتوران الثلاثين، فيما يبلغ بوسكيتس وراكيتيتش 29 عاما، وهؤلاء هم نجوم الفريق.
تعرضت ادارة النادي الى انتقادات لاذعة من الجماهير وحتى من نجوم الفريق، على البطء في سوق الانتقالات والتعامل مع رحيل نيمار، وحتى اللحظة لا يوجد بدلاء من النوع الثقيل، حتى ان بيب سيغورا المدير الكروي للبارسا تحدث عن قرب ضم كوتينيو وديمبيلي، في حين أن الانباء في ليفربول ودورتموند هي العكس، بل ان الفريقين يصران على الاحتفاظ بنجميهما.
ولأن رؤوس مسؤولي ادارة برشلونة ستكون هي الثمن، فان هناك شراسة في التعامل مع ضم النجمين البرازيلي والفرنسي، فالأمر لا يعني فقط مجرد انجاز صفقتين، بل هي الوسيلة الدنيا لرد الاعتبار على الهيبة المفقودة بعد رحيل نيمار. ففي الاعوام الاخيرة أصبح برشلونة وريال مدريد الناديين اللذين لا يقاومان، واي لاعب يرغبانه يحصلان عليه، فضم الريال رونالدو من «العملاق» مانشستر يونايتد، فيما ضم البارسا سواريز من ليفربول، فيما لا يرحل عنهما أي نجم الا بارادتهما، فتخلى الريال عن خاميس وموراتا هذا الصيف برغبته، لكن البارسا فرض عليه التخلي عن نيمار، أي أن هناك من هو أكبر منه ويجبره على البيع، بل أن هناك ناديا يفضله نجومه عليه عندما تسنح الفرصة، ولهذا يأتي استشراس ادارة البارسا في انجاز الصفقتين، رغم علم انصار البارسا ان ضم كوتينيو وديمبيلي لن يعوض سوى غياب نيمار، لكن الثغرات ونقاط الضعف كثيرة في الفريق، ربما أكثر مما قد تتحمله ادارة بارتوميو، وهو ما يعني «سقوط النموذج المثالي» الذي صمد عقداً كاملاً.

twitter: @khaldounElcheik

اخيراً سقط نموذج برشلونة المثالي!

خلدون الشيخ

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مراقب حر:

    برشلونة و ريال مدريد لصوص الأندية و خاصة برشلونة و الذي لا يفوت الفرصة لسرقة النجوم من الأندية الأخرى و خاصة الانكليزية منها عن طريق إغراء هؤلاء النجوم بالشهرة و المزيد من المال مما يجعل هؤلاء النجوم يتمردون على أنديتهم الأصلية كما يفعل الآن فيليبي كوتينيو لاعب ليفربول و الذي تمرد على فريقه ليفربول حتى توافق الادارة على بيعه لبرشلونة.
    تاريخ برشلونة حافل بسرقة النجوم من ليفربول على سبيل المثال سواريز الأورغواياني و ميشيرانو الأرجنتيني و هكذا يصنع برشلونة نجوميته من لاعبي الأندية الأخرى بينما لا نسمع عن مدرسة نجوم في برشلونة.
    الأندية الانكليزية مثل ليفربول و مانشستر يونايتد و الأرسنال لديها مدارس لصنع النجوم بينما يتكفل كل من برشلونة و ريال مدريد في سرقة هؤلاء النجوم لاحقاً عندما يبدأ عطائهم الفعلي.

  2. يقول هيثم:

    فعلا سيطر فريق برشلونة على الكرة العالمية خلال عقد من السنين بفضل مواهب لاعبيه وطريقة التيكي تاكا لمبدعها الهولندي كرويف ومطورها غوارديولا. تجدر الإشارة إلى أن الفوز على باريس في الرومانتدا كان عجائبيا غير أن دور الحكم الألماني في هذا الفوز كان ملحوظا خاصة في الشوط الثاني من المقابلة.

  3. يقول سامح //الأردن:

    *من الآخر ;-سقط نادي (برشلونة)
    وبدأ عصر نادي (رويال مدريد).
    *(زيدان) موهوب ومحظوظ ومخلص
    في عمله وأعتقد أنه سيكسب
    جميع المباريات القادمة.
    نعم بدأ عصر زيدان (المدرب) مع
    خيوله الجامحة..
    سلام

إشترك في قائمتنا البريدية