العملية الإرهابية التي قام بها شاب «مسلم» الاسبوع الماضي بمدينة برشلونة الاسبانية تضاف إلى مسلسل الاعمال البشعة التي تستهدف البشر بدون تمييز، وهدفها إحداث اقصى قدر من الدمار والقتل. انه عمل عبثي لا يمكن ان يؤدي إلى نتائج ايجابية ابدا، بل إلى الشر المطلق الذي يمقته الله ورسوله ويرفضه الذوق البشري ولا تقره اية شريعة ارضية ام سماوية.
تكتسب هذه العملية الاجرامية اهمية ليس لأنها الوحيدة من نوعها في الاسابيع الاخيرة او لأنها اكثر تدميرا ودموية، بل لأنها وقعت في مدينة اوروبية تجذب الانظار وتحظى باهتمام اعلامي متميز. فقبلها بثلاثة ايام ارتكب الإرهابيون عملية اخرى بمدينة واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو ادت لمقتل 18 شخصا. كما تزامن معه عملية إرهابية اخرى بمنطقة بيجي العراقية لقي فيها عشرة اشخاص مصرعهم. وبرغم ان الفاعل يكاد يكون واحدا (ربما مع اختلاف في التسمية والموقع الجغرافي) الا ان هناك تمييزا في التغطيات الاعلامية والمواقف السياسية ازاء كل منها. هذا التباين في المواقف يضيف لتعقيدات الموقف الدولي ويساهم سلبا في جهود التصدي لظاهرة الإرهاب. وهنا تجدر الاشارة إلى عدد من النقاط:
الأولى: أن الإرهاب ليس له دين او مذهب او هوية، بل هو شر مطلق يستهدف البشرية والانسانية بدون تمييز. ويمكن القول ان كافة الاديان والايديولوجيات السياسية ترفض العنف الاعمى ولا تسمح باستهداف البشر وقتلهم او التنكيل بهم. واذا وجد من يشذ عن تلك القاعدة فانه يحرف قيم الدين الذي ينتمي اليه ويتحرك ضد مبادئه. فليس هناك «إرهاب إسلامي» او «مسيحي» او «شيوعي». فمن يمارس القتل الجماعي عمدا بدون تمييز بين المذنب والبريء فانه يمارس إرهابا، حتى لو كان جيشا نظاميا. وقد سعى المسلمون، علماء ومفكرون ونشطاء، للنأي عن ظاهرة الإرهاب الذي يمارس باسم الدين، وأكدوا رفض الإسلام لكل ما يضرب الامن الاجتماعي ويسلب البشر حقهم في الامن والسلم. وتصطرع في اذهان الغربيين صورتان للإسلام. الاولى تمثلها قيمه ومبادئه وتحظى بقبول عام مع شيء من التحسس، واخرى مستوحاة من اجواء العنف والقتل العبثي الذي انتشر كظاهرة في السنوات الاخيرة. ويساهم الاعلام الغربي في ترويج الصور السلبية عن الاديان عموما والإسلام بشكل خاص ليكون ذلك مانعا من انتشار توسع ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.
الثانية: ان الاهتمام الغربي بظاهرة الإرهاب ومصاديقه محكوم بقدر كبير من الانحياز والفئوية والانتقائية. فطاحونة الموت الإرهابية تحصد من ارواح المسلمين يوميا العشرات في العراق وسوريا وباكستان وافغانستان وبعض الدول الافريقيا. ولكن هذه الاعمال لا تحظى باهتمام سياسي او اعلامي يذكر، وفي احسن الاحوال تقتصر تغطيتها على خبر صغير في زاوية مغمورة. ويختلف الامر تماما حين يضرب الإرهاب هدفا غربيا.حينها تطرح القضية بمنطق آخر: إرهاب إسلامي يستهدف غير المسلمين.
فالتحالف الجديد الذي اعلن الاسبوع الماضي بين تنظيم داعش وطالبان الباكستانية بهدف استهداف الشيعة في افغانستان تطور خطير وسيؤدي للمزيد من اعمال العنف والإرهاب. فلو كان الاهتمام الغربي ازاء ظاهرة الإرهاب جادا ومتوازنا لتمت دراسة هذا التطور وبذلت الجهود لمواجهته.
ونتيجة لهذا التجاهل من جهة وتشتيت المشهد الجامع للإرهاب والاعتبارات الاقتصادية العديدة، ضعفت سياسات مواجهة الظاهرة. والاخطر من ذلك ان مشروع «الحرب ضد الإرهاب» الذي اطلقه الرئيس الامريكي الاسبق، جورج بوش الابن، فشل تماما، وبدلا من احتواء الظاهرة، ازدادت انتشارا.
الثالثة: ان ظاهرة الإرهاب الحالية توسعت لتضرب اهدافا في القارات الخمس بدون تمييز، فهي كاللوحة الكبيرة التي ترتبط اجزاؤها ببعض. فاذا عرض جانب صغير منها فقط فان المشهد يبقى ناقصا. ولكن عندما تستعرض كافة جوانب اللوحة يبدو المشهد متكاملا. بمعنى انه عندما يحدث عمل إرهابي في مدينة غربية فالمطلوب ان يربط ذلك بالاهداف الاخرى التي استهدفها الإرهاب. فحين تضرب لندن او باريس او بروكسيل او برشلونة فالمطلوب ان تعرض الصورة بما هي جزء من المشهد الكبير للظاهرة الإرهابية واماكن حدوثها. فحين يستهدف تنظيم داعش الإرهابي اهدافا غربية فان هذا التنظيم يستهدف في الوقت نفسه اهدافا إسلامية ايضا. فمثلا برغم تراجع العمليات الإرهابية في العراق عما كانت عليه في ذروتها قبل خمسة اعوام، فانها ما تزال تحصد أرواح المئات شهريا في بغداد والمدن الاخرى. وكذلك الأمر في سوريا وشبه القارة الهندية وبعض الدول الافريقية. فلو حظيت تلك الاعمال بتغطيات متماثلة لضعفت الصورة النمطية التي تهدف لاظهار ظاهرة الإرهاب وكأنها ممارسة يقوم بها المسلمون ضد غيرهم. فحين يدرك الغربي ان فكر التطرف والإرهاب لدى المنظمات المعروفة مثل داعش يستهدف الآخر السياسي والمذهبي والديني، فستتغير نظرته ويدرك الحقيقة التي تقول بان الإسلام كدين ليس هو صانع قرار استهداف الآخرين بالعنف العبثي.
رابعا: حين تحدث عملية إرهابية في الغرب يتكرر السيناريو نفسه: اتهام الإسلام بالإرهاب، تصعيد اللهجة ضد ظاهرة اللاجئين، التحشيد الاعلامي ضد الإسلام واستهداف المظاهر الإسلامية كالمساجد والمراكز والنساء المحجبات. والملاحظ هنا ان هناك مشروعا غربيا يظهر حينا ويتوارى اغلب الاحيان، يستهدف الإسلام كظاهرة ثقافية حضارية، بهدف الحد من انتشاره في المجتمعات الغربية. وتوفر اعمال الإرهاب ظروفا مؤاتية لذلك الاستهداف. وينجم عن ذلك اعمال عنف موجهة ضد المسلمين في المجتمعات الغربية. فبعد العمل الإرهابي في مانشستر، تضاعفت الاعتداءات على المسلمين خصوصا المرأة بحجابها المعروف. كما تصاعدت ظاهرة الإسلاموفوبيا للتخويف من الإسلام وتشويهه في نظر الغربيين.
هذا برغم توافق علماء المسلمين على رفض ظاهرة الإرهاب وتأكيدهم مبادئ التفاهم والحوار وبث الامن في المجتمعات، ودعوتهم للتكامل في المجتمعات الغربية بين المسلمين وغيرهم بعيدا عن التكفير والتطرف. المشكلة ان من يخطط لاستهداف الإسلام بدوافع الحقد والتحسس، يختلف عن المتأثرين باعمال الإرهاب الذين ينطلقون في عدائهم للعنف من تجاربهم الشخصية. وقد اصبحت الإسلاموفوبيا مقلقة للمسلمين القاطنين في الدول الغربية.ولولا تنامي ظاهرة الحوار الديني بين المسلمين والمسيحيين لتوترت العلاقات الاجتماعية في هذه البلدان بوتائر اكبر. ويقدر للكنيسة تشجيعها الحوار الديني مع المسلمين الامر الذي يخفف من التطرف في معاداة اللاجئين. مع ذلك لا يكاد يمر يوم بدون حدوث جرائم كراهية ضد المسلمين.
خامسا: ان هناك تداخلا في المواقف الغربية ازاء ظاهرتي الإرهاب واللجوء. فكلاهما سبب للتحسس العام من الاجانب.فتثار القضية عندما تحدث جرائم إرهابية، وتثار كذلك حين تطرح مسألة اللجوء وتصاعد الهجرة باتجاه اوروبا.
انه موقف مفهوم في جوهره ولكن المبالغة في عرضه وتسخير وسائل الاعلام للتصعيد ضد الإسلام يعمق ظاهرة التطرف الغربي التي تحدث مشاكل للغرب نفسه. فحين يتردد الرئيس الامريكي في شجب التطرف اليميني بعد حوادث الشغب التي قام بها اليمينيون بمدينة شارلوتسفيل، فانه يبعث رسالة للعالم لا تبعث على الامن والطمأنينة. هذا التداخل له اسبابه التي من اهمها رفض الغرب التعامل الجاد مع اسبابهما، واصراره على الاستمرار في نهجه الداعم للاستبداد والاحتلال في العالم العربي. وفي غياب التصدي للواقع الذي يشجع بروز ظواهر الهجرة واللجوء والإرهاب، فمن غير المتوقع تغير اوضاع العالم، او احتواء ظاهرة الإرهاب.
فالغرب قادر على التصدي للتطرف والإرهاب ولكن بشرط وضوح المواقف والسياسات والتخلي عن عقلية الاستعلاء والاستكبار والتردد في التصدي للظواهر التي لا تنسجم مع المشروع الديمقراطي واحترام حقوق الانسان.
٭ كاتب بحريني
د. سعيد الشهابي
مانعا من انتشار توسع ظاهرة اعتناق الإسلام في الغرب.
انت تقصد ظاهرة اعتناق المسيحيه في المغرب
نعم، ليس للأرهاب بمعناه الحقيقيي اي دين. ومن المؤسف حقاً انتشار الأسلاموفيبيا التي تعمل وسائل الأعلام الغربية (ومن يقف خلفهاً) ليلاً ونهاراً على انتشارها.
عدم اكتراث أهل الغرب عما حصل في بيجي او غيرها من إرهاب ويركز على الاٍرهاب الاسلامي في بلادهم لهو امر طبيعي ومنطقي؛ ففي الدول الاسلامية يقتل المسلم المسلم وبكثرة والقتل والارهاب التكفيري والطائفي من سمات هذه المجتمعات الاسلامية ويجري في عروق شعوبها، بينما في الغرب توقف دور الدين المسيحي عن القتل والبطش والارهاب منذ قرون، والمجتمع الغربي يهتم بحياة افراده مهما كانت دياناتهم.
المشكلة في الدين الاسلامي نفسه الذي لا يتقبل الاخر ويصر على إرث بالي لا مكان له في الغرب المتقدم علميا وإنسانيا واجتماعيا وتكنولوجيا وقانونيا واقتصاديا وتعليميا واخلاقيا وغيره من صفات التطور الإنساني التراكمي.
((بينما في الغرب توقف دور الدين المسيحي عن القتل والبطش والارهاب منذ قرون)) نعم توقف قتل الغربيين لانهم أعملوا القتل والحرب والدمار في بلاد المسلمين والافارقه والهنود وغيرهم من غير شعوبهم .
((المشكلة في الدين الاسلامي نفسه الذي لا يتقبل الاخر ويصر على إرث بالي لا مكان له في الغرب المتقدم علميا وإنسانيا واجتماعيا وتكنولوجيا وقانونيا واقتصاديا وتعليميا واخلاقيا وغيره من صفات التطور الإنساني التراكمي)) الإسلام أول من أسس لما يعرف اليوم بالتعدديه وتقبل الأخر،،فلا فرق بين عربي على غيره إلا بالتقوى،،ولهذا وجدت في فجر الإسلام أعلام ليسو من العرب كبلال الحبشي،،وسلمان الفارسي وصهيب الرومي،،وقد أخاهم الإسلام مع من كانوا زعماء في قرش،،،
أما التقدم التكنلوجي فهذا ليس من مقومات ديمومه الحضارات إذا أفلست من الناحيه الأخلاقيه والإنسانيه والجتماعيه ،،ثم أن علماء الغرب وفي شتى المجالات يقرون ويعترفون بفضل العرب المسلمون الأوائل على الحضاره النسانيه جمعاء وفي شتى العلوم،،
أما من نواحي التي ذكرت من أنسانيه وأخلاقيه وانسانيه،،فلقد أضحكت الثكالى لهذه النكته الغير طريفه،،تعال هنا وانظر بنفسك على مستوى الانحلال الأخلاقي وبدون ذكر أمثله،،أما من ناحيه انسانيتهم،،فأنظر إلى أسلحه الدمار التي استخدمت وتستخدم في العراق وسوريا ودعمهم اللامحدود لإسرائيل وتنصيبهم العملاء زعامات على العالم الإسلامي،،
هذه فتره الهزيمه التي تعيشها أمه الإسلام منذ ما يربو على المائه عام،،ليس بالفتره الطويله في التاريخ الإنساني،،الدوله الإسلاميه العادله والوحيده العظمى تقود العالم لمده أربعه عشره قرن من الزمان،،هذه فتره ستزول عندما نعود إلى جذورنا وإلا التمسك بدستورنا واسلامنا بإذن الله،، وعندما نتوقف عن الفخر بالفكر الغربي المستورد وألهابط (التراكمي)
مقال جيد يبرز نقاط مهمه في المجهود لمواجهه موجات التطرف والارهاب..
لعل أبرز تلك النقاط أن وسائل الأعلام الغربيه والتي تسيطر على معظمها واهمها اللوبيات الصهيونيه وراس المال اليهودي والذي يساهم في تشكيل الرأي العام وتوجيهه، بحكم توجدنا في الغرب نعرف كيف ساهم هذا الإعلام في تشويه صوره الإسلام وشيطنه اتباعه،،واللاجئين ،،حتى أنه في فتره من الفترات كان ينظر للعربي المسلم ،،أما ثري مبذر في المال وشراء السيارات الفارهه والمتاجر الكبرى والقصور،،،أو مجرد لاجيء وقد يكون مشروع (ارهابي).
الأعلام له تأثير لا يقل عن التجهيزات العسكريه والدعايه الحربيه،، وأداة مهمه في الحرب والسلم