العالول: لا يمكن صناعة سلام مع إسرائيل وعلاقتنا معها في اشتباك دائم ولن نناقش قضايا ثانوية مع مبعوثي ترامب

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: أكد محمود العالول، نائب رئيس حركة فتح، وجود حالة من «الاستعصاء» بخصوص الموضوع السياسي، بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية، التي أكد صعوبة صنع السلام معها. ونفى وجود مقترح يتم تداوله في أروقة القيادة يقضي بـ «حل السلطة». وقال كذلك إنه لا يمكن انتظار البعض طويلا من أجل عقد المجلس الوطني الفلسطيني.
وقال خلال لقاء مع عدد من الصحافيين في قطاع غزة عبر الربط التلفزيوني المباشر، نظمته مؤسسة بيت الصحافة، وهو يتحدث عن الواقع السياسي «نحن كفلسطينيين نصرخ لوحدنا منذ سنوات، لأن أولويات الأمة في واد ونحن في واد»، لافتا إلى أن الأمة، وكان يشير إلى الأمتين العربية والإسلامية، تهتم بقضاياها التي تعتبرها أولية، في مقابل إهمال القضية الفلسطينية.
وأكد أن اهتمام الأمة بالموضوع الفلسطيني ضعيف، لافتا إلى أن هذا الأمر «خلق مناخا لـ (بنيامين) نتنياهو لأن يعيث فسادا ويتركب الجرائم ويقوم بفرض وقائع على الأرض».
وأشار إلى استمرار الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، والمتمثلة بالقتل على الحواجز، والتهويد والتشديد على مدينة القدس، والحصار المفروض على قطاع غزة.
وقال نائب رئيس فتح إن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تصنع رعبا كبيرا لإخافة الناس من خلال ما سماه «تصدير الرعب»، لإخافة الفلسطينيين من الاحتجاج، مؤكدا أن العلاقة القائمة مع الاحتلال هي علاقة «اشتباك دائم».
وبخصوص تطورات الملف السياسي والعملية السياسية، قال إن الفلسطينيين يعيشون في «دوامة» هذه الإدارات الأمريكية المتعاقبة، لافتا إلى موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب، التي حملت «مواقف معادية للشعب الفلسطيني منذ مرحلة الدعاية الانتخابية»، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية بذلت جهدا كبيرا لتوضيح الصورة لهذه الإدارة، مع كثير من الأصدقاء والأشقاء العرب.
وتحدث عن الموقف الموحد الذي حمله كل من الرئيس محمود عباس والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني للإدارة الأمريكية.
وأشار إلى أن هذا الموقف دفع ترامب لإرسال مبعوثين للشرق الأوسط، غير أنه قال إن هؤلاء المبعوثين «مؤيدون للاستيطان والمستوطنين».
وانتقد العالول وجهة النظر التي حملها المبعوثون في الزيارات السابقة للمنطقة، والتي تبنت المواقف الإسرائيلية، التي تحمل «مجموعة من الأكاذيب»، ومن بينها الاحتجاج على مواقع إلكترونية وتصريحات متجزئة للرئيس، والاحتجاج على دفع أموال لأهالي الشهداء.
وقال «يتمسكون بهذه القضايا الفرعية، ويتركون الملف الرئيسي»، مشيرا إلى أن القيادة رفضت هذا الأسلوب، وطالبت بأن يتم التمسك ببحث القضايا الرئيسية مثل الاحتلال والاستيطان.
وبخصوص الجولة الحالية للمبعوثين الأمريكيين، قال إنه لا يعتقد أنهما يحملان شيئا جديدا، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية ستطلب منهم «إجابات» على القضايا الرئيسية. وشدد على أن القيادة لن تتعاطى مع «القضايا الثانوية».
وفي سياق حديثه أكد أيضا أنه لا يوجد تفكير لدى السلطة بحل السلطة الفلسطينية، وقال «لا شيء اسمه حل السلطة، وما هو مطروح له علاقة بإعادة صياغة العلاقة مع الاحتلال»، مضيفا «العلاقة التي كانت سائدة لا يجوز أن تستمر».
وتطرق  العالول إلى أحداث القدس الأخيرة، بعد وضع إسرائيل «البوابات الإلكترونية» على مداخل المسجد الأقصى، وقال «إن تلك الأحداث شكلت فرصة لنتنياهو لأن يستثمرها لتطبيق مخططاته في المسجد، وكذلك شكلت فرصة للقيادة الفلسطينية لأن تلتقط «ناصية الوضع» باتجاه تغيير هذا السياق السائد مع الإسرائيليين والأمريكان.
وأكد أن ما حصل في القدس «شيء مهم ومفصلي» يعبر عن قيمة القدس، لافتا إلى أنه عكس «حالة انسجام بين القيادة والشارعش الفلسطيني». وقال إن ذلك الانسجام أدى للانتصار في القدس، وتراجع الاحتلال عن خطواته، وشدد على ضرورة استمرار «شروط الانسجام» بين الشارع وبين القيادة، وعلى ضرورة الاستمرار باستغلال الفرص، مشيرا إلى قيام القيادة بتوجيه « نداء الأقصى» لحماس، من أجل المصالحة، وأن الرد كان من الحركة «مخيبا للآمال».
وتحدث عن الخطوات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية أخيرا تجاه قطاع غزة، من أجل الضغط على حركة حماس، والمتمثلة بالخصم على الموظفين وغيرها من الإجراءات.
وحمل العالول حماس المسؤولية عن كل الإجراءات، وذلك من خلال تشكيل اللجنة الإدارية، التي اعتبرها «حكومة بديلة»، تشير إلى خطورة «تكريس الانقسام». وأكد أن هذه الإجراءات «لا تعني على الإطلاق تخلي القيادة عن شعبنا في قطاع غزة». وقال إنها «محاولة لممارسة شيء من الضغط وتحميل المسؤولية».
وقال إن القيادة تمارس هذه الخطوات وهي «تشعر بالألم»، لافتا إلى «تشكيل لجنة لدراسة كيفية تخفيف الإجراءات على المواطن، وكيف يمكن أن تتأثر بها القوى الخاطفة لغزة».
وأكد أن جزءا كبيرا من إجراءات السلطة المعلنة للتعامل مع غزة لم يجر تطبيقها، مشيرا كذلك إلى بقاء نداء حركة فتح والقيادة الفلسطينية الموجه لحماس من أجل إنهاء الانقسام، وضرورة بقاء التناقض الرئيسي مع الاحتلال، وأن أي تناقض آخر هو «ثانوي»، مؤكدا كذلك أن هناك قوى أساسية لا تريد المصالحة، وعلى رأسها إسرائيل وأمريكا.
وقال نائب رئيس حركة فتح موجها حديثه لحماس «تعالوا إلى كلمة سواء لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي».
وحول ما يتردد عن مقترح كتائب القسام الجناح العسكري لحماس لإحداث «فراغ سياسي وأمني»، قال إن هذا الأمر غير مفهوم. وأضاف» من يريد أن يحدث فراغا عليه حل اللجنة الإدارية»، وفي الوقت ذاته أكد أن القيادة لا يمكن أن تتخلى عن أي شخص من أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي ملف عقد جلسة للمجلس الوطني، أكد أن هناك ضرورة لعقد المجلس الوطني لـ «تجديد الشرعية والأطر، لمواجهة التحديات». وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية وحركة فتح تبذلان جهدا كبيرا من أجل عقد المجلس في أقرب فرصة ممكنة. وقال «هناك ورشة دائمة من الحوار مع الفصائل وقوى المجتمع المدني للتحضير للمجلس الوطني، وقطعنا شوطا كبيرا، لكن عقد المجلس بحاجة إلى تمهيد».
غير أن القيادي الكبير في حركة فتح أكد أنه لا يمكن أن يتم انتظار البعض من الفصائل طويلا، التي قال إنها تريد «إضاعة الوقت».
إلى ذلك أكد العالول أنه سيكون هناك توجه للأمم المتحدة خلال الأيام المقبلة لطرح مجموعة من القضايا. وأضاف «سنقول للعالم أين القرارات التي أصدرتها لحماية الفلسطينيين، وأين هذه الدولة التي اعترفتم بها وأين حدودها؟».

العالول: لا يمكن صناعة سلام مع إسرائيل وعلاقتنا معها في اشتباك دائم ولن نناقش قضايا ثانوية مع مبعوثي ترامب

أشرف الهور:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية