غزة ـ «القدس العربي» : بالرغم من تفضيل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام، خلال حديثه لـ «القدس العربي»، عن عدم الخوض في تفاصيل الجهود التي بدأتها حركته منذ أيام من أجل تقريب وجهات النظر المتباعدة بين حركتي فتح وحماس، بهدف إنهاء الخلافات الأخيرة، إلا أنه قال إن تلك اللقاءات كانت «إيجابية سادها الود والصراحة»، في إشارة إلى إمكانية إحداث اختراق خلال الفترة المقبلة. وحين تطرق للملف السياسي قال إنه يعتقد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يقبل بالطرح الأمريكي المتحيز لإسرائيل بشأن إطلاق عملية سلام، وإنهم في الحركة سيدعمون جهوده في المحافل الدولية الرامية لكسب التأييد للقضية الفلسطينية.
وقال عزام الذي يشغل منصب عضو في المكتب السياسي لحركة الجهاد حين سئل عن آخر تطورات الاتصالات واللقاءات التي قامت بها حركته مع كل من فتح وحماس، إنهم يفضلون حاليا عدم الخوض في التفاصيل، مشيرا إلى سعي حركته المتواصل من أجل «الخروج من الحالة المؤسفة والمحزنة التي تعيشها الساحة الفلسطينية».
وأكد أنهم في حركة الجهاد سيكثفون اتصالاتهم مع فتح وحماس وكل الأطراف المعنية «من أجل الخروج من الوضع المؤلم الذي يعيشه الشعب».
واكتفى عزام بالقول إن اللقاءات التي عقدتها حركته مع فتح وحماس كانت «إيجابية سادها الود والصراحة»، لافتا إلى أنهم لمسوا «جدية كبيرة» خلال نقاش أهم الملفات العالقة في الساحة الفلسطينية. وأوضح أنه جرى خلال اللقاءات نقاش ما أسماها «الملفات المعلقة» التي تهم الساحة الفلسطينية».
وحول إن كانت هناك ترتيبات لعقد لقاء قريب بين فتح وحماس برعاية حركة الجهاد، قال «من الصعب أن نستبق الأمور، واتصالاتنا ستستمر مع الطرفين». وقال إن النقاش الذي جرى مع قيادات فتح وحماس في غزة، انصب على «سبل الخروج من الوضع الراهن من دون تحديد الشكل»، وذلك من خلال إيجاد المخارج من الوضع الراهن، وذلك في رده إن كانت حركة الجهاد قد قدمت مبادرة جديدة لتقريب وجهات النظر وإنهاء الخلافات الحالية بين فتح وحماس، التي انفجرت قبل أربعة أشهر. وأشار إلى أن النقاش حول ذلك لا يزال مستمرا، مجددا موقفه بضرورة عدم الخوض في التفاصيل التي جرت خلال اللقاءات التي جمعت وفد حركته بوفود أخرى من فتح وحماس.
وسألت «القدس العربي» إن كان من بين ما طرح حل اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس مؤخرا في غزة، وفجر تشكيلها خلافا قويا مع فتح التي اعتبرتها بديلا لحكومة التوافق، وذلك من أجل «سحب الذرائع» من السلطة الفلسطينية التي شرعت باتخاذ «خطوات غير مسبوقة» تجاه غزة، قال «كل المواقف طرحت ونوقشت، وكل ما يمكن أن يمثل سبيلا من أجل تقريب المواقف والوصول إلى لحظة التوافق». وأضاف عزام أنهم يسعون إلى أن تكون «لحظة التوافق» بين فتح وحماس، وإنهاء الخلاف القائم في الساحة الفلسطينية قريبة.
وكان وفد قيادي من الجهاد برئاسة الشيخ عزام، قد عقد أول من أمس اجتماعا مع وفد قيادي من حركة فتح برئاسة أحمد حلس، عضو اللجنة المركزية للحركة، وذلك بعد أيام من لقاء عقده وفد الجهاد مع وفد قيادي من حماس برئاسة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة.
وجرى خلال اللقاءات التركيز على سبل إنهاء الخلافات التي نشبت مؤخرا بين فتح وحماس، خاصة ملف تشكيل اللجنة الإدارية والإجراءات التي اتخذتها السلطة تجاه غزة، وطالت الوضع الاقتصادي,
وعلمت «القدس العربي» أن اللقاءات جرى خلالها بحث وفد حركة الجهاد، سبل إنهاء هذا الخلاف، وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه سابقا، والشروع بتطبيق المصالحة، وفق ما ورد في بنود الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين.
وسبق أن دعت حركة الجهاد لحل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة التوافق من العمل في غزة، وهو أمر طالبت به فتح، ولم تمانعه أيضا حماس، لكن الطرفين اختلفا حول سبل تطبيق ذلك.
وتأتي جهود الجهاد الإسلامي الحالية، بعد اتصالات عدة جرت خلال الأسابيع الماضية، من أجل تقريب وجهات النظر بين فتح وحماس، غير أنها وصلت في نهاية المطاف إلى طريق مسدود.
يذكر أن فتح وحماس لم تعقدا اجتماعات ثنائية أو برعاية عربية منذ أربعة أشهر، في ظل احتدام الخلافات بينهما، وبقاء كل طرف على موقفه.
والمعروف أن قيادة السلطة الفلسطينية ربطت عملية وقف تطبيق «الخطوات غير المسبوقة» التي شرعت باتخاذها تجاه غزة، بقبول حركة حماس بمبادرة الرئيس محمود عباس لإنهاء الانقسام، والمتمثلة في حل اللجنة الإدارية وتمكين حكومة التوافق من العمل، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات.
وفي ملف آخر، سألت «القدس العربي» عن موقف حركة الجهاد من التحركات الأمريكية الرامية إلى إطلاق عملية سلام جديدة، فقال «الإدارة الأمريكية الحالية هي أعجز من أن تحقق أي شيء في هذا الصراع». واتهمها بأنها منحازة للاحتلال، مشيرا كذلك إلى أنها «غير ملمة» بتفاصيل الصراع مع الاحتلال»، مؤكدا أن أي حل سوف تقدمه الإدارة الأمريكية الحالية سيخدم الاحتلال.
وأعاد عزام التأكيد بخصوص ملف المصالحة، على أن ما يجري في المنطقة والإقليم يدفع الفلسطينيين إلى ضرورة تقريب المواقف والتماسك والوحدة. وأكد أن الوحدة الفلسطينية ستكون «عاملا أساسيا» في التصدي للمخططات الأمريكية التي تتحرك وفق ما تريده إسرائيل، لفرضه على الفلسطينيين.
وشدد القيادي في الجهاد، على أن الرئيس محمود عباس «لن يقبل بهذا الأمر»، مضيفا «ليس أمامنا سوى تمتين جبهتنا الداخلية».
وحول موقف الجهاد الإسلامي مما يتردد بشأن الخطط الفلسطينية المعلنة حاليا، للذهاب للأمم المتحدة أواخر سبتمبر/ أيلول الحالي، لتقديم طلب للحصول عضوية كاملة، وتقديم مشاريع سياسية لإدانة الاستيطان والاحتلال، وغيرها، قال عزام إن حركة الجهاد، تدعم مثل هذه الخطوات وأي خطوة «تحشد الدعم والتأييد للقضية والشعب الفلسطيني المظلوم». وأكد أن الوجود في المحافل الدولية مهم، رغم الموقف الأمريكي الذي قال إنه «يقف حائلا أمام تحقيق العدالة، ومعاقبة المعتدين».
وكان مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، قال إنه سيتم تقديم 16 مشروع قرار أعدها الجانب الفلسطيني لإقرارها في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، المقرر أن تبدأ أعمالها يوم 20 من الشهر الجاري.
وقال إن من بين الـ 16 مشروعا، هناك 13 مشروع قرار سياسي سيتم تقديمها، أبرزها القدس، واللاجئون، وإعادة التأكيد على قرار (194)، ورفع الحصار الظالم عن غزة، ومشروع قرار حول الاستيطان، وآخر عن الحل السياسي.
أشرف الهور: