القاهرة – ‘القدس العربي’ – من : لم ألحظ في صحف امس الأربعاء أي خبر أو تحقيق أو موضوع جديد أو مثير، رغم ان الإخوان وحلفاءهم يملأون الدنيا بأن يوم الجمعة – غدا – سيكون مرعباً ورهيباً ويعيد الشرعية لمرسي، لدرجة ان أحد عناوين الصفحة الأولى لجريدتهم ‘الحرية والعدالة’ – كان – موعدنا 30 أغسطس – وقالت الجريدة ان أحزاب التحالف الوطني لدعم الشرعية – وهم من إياهم كما قلنا – سعيدة لأن مسيرات يوم الاثنين شارك فيها عشرات الملايين، رغم ان حشودهم يوم الجمعة الماضي في جمعة الشهيد لم تكن تتجاوز العشرات والمئات من محافظة لأخرى، ووصلت من ألف الى الفين على اكثر تقدير في حلوان أحد معاقلهم بالقاهرة، ولذلك استقبل الكثيرون تهديداتهم غدا بالسخرية، لدرجة أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أكد انها وأي اعمال إرهابية متوقعة، ويتم الاستعداد لها. كما واصلت قوات الأمن إلقاء القبض على القيادات التي طلبت النيابة احتجازها للتحقيق معها.
وأشارت الصحف الى حدوث تحسن مستمر في الحالة الأمنية واستعدادات وزارة النقل لإعادة تسيير القطارات، وقال الوزير ان الخسائر وصلت الى مائتين وخمسين مليون جنيه بسبب التوقف، وتواصلت أعمال إعادة ميداني رابعة والنهضة الى ما كان عليه بعد إزالة المتاريس، كما تتكتم وزارة الداخلية على استعداداتها لاقتحام وتحرير كرداسة.
وإلى بعض مما لدينا:
‘الشروق’ تدعو للتهدئة وعدم إقصاء أي فصيل سياسي
ونبدأ بصحيفة ‘الشروق’ والزميلة أماني أبو النجا التي نقلت موقف حزب النور مما يدور الان في مصر: ‘قال يونس مخيون، رئيس حزب النور السلفي، إن أهم أهداف الحزب وأولى أولوياته حاليا هو تحقيق الاستقرار وعودة الهدوء في الشارع المصري والحيلولة دون وقوع احتراب أهلي في مصر، مضيفا أنه لكي ننجح في تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة فلابد من تهدئة الأجواء، وأن تكون هناك مرونة وتضحية من جميع الأطراف.
وأكد مخيون، في مؤتمر صحافي مشترك مع أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية، نقله التلفزيون المصري، امس الأربعاء، أن هناك عدة أسس يطرحها الحزب، وينبغي أن تقوم عليها المرحلة القادمة، أهمها عدم إقصاء أي فصيل سياسي، ومن أخطأ يجب أن يحاكم، ولكن من لم يرتكب جريمة أو يحرض على العنف، فعلينا أن نستوعبه ما دام اختار المسار السلمي للتعبير عن رأيه. كما حذر مخيون من العودة لما قبل 25 يناير، مشددا على ضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة وهي حرية التعبير، وحرية تكوين الأحزاب، وإعلاء دولة القانون واحترام كرامة الإنسان، وعدم العودة للدولة البوليسية والشراكة، وعدم استحواذ فصيل سياسي على الحياة السياسية حتى لا نكرر أخطاء الأنظمة السابقة.
كما أكد مخيون أنه لكي تتحق المصالحة الوطنية، يجب التوقف عن استخدام العنف مع المتظاهرين السلميين والتزام المتظاهرين بالسلمية، والتبرؤ من كل صور العنف خلال المظاهرات، مطالبا بوقف ما وصفه بالخطاب التحريضي التمييزي من قبل بعض وسائل الإعلام، والتوقف عن الملاحقات الأمنية العشوائية للمعارضين من جانب أجهزة الأمن.
هويدي يسخر من الوساطات الخارجية والإعلام
ونتجه الى الانتقاد اللاذع الذي وجهه فهمي هويدي في مقاله بـ’الشروق’، وسخر من استقدام الوساطة الخارجية واخطاء الاعلام الوطني، فقال: ‘ إذا استمر إرسال الوفود المصرية إلى الخارج بدعوى مخاطبة الرأي العام الغربي بالوتيرة الحاصلة الآن، فأخشى أن تتفوق تلك السياحة السياسية، على سياحة القادمين من الخارج. بحيث قد يزيد عدد الوفود المصرية المسافرة إلى عواصمهم على عدد الوفود القادمة إلى شواطئنا.
واضاف، قد لا تخلو الملاحظة من مبالغة، لكنها تعبر عن الغيظ والاستياء إزاء تفشى تلك البدعة الجديدة التي ظهرت في الفضاء المصري هذه الأيام. وفي العادة فإن البداية تتمثل في الغضب والإحباط الذي ينتاب أركان النظام الجديد حين يتلقون التقارير التي تتحدث عن تراجع صورة الثورة المصرية في الخارج بعد الانقلاب الذي وقع في الثالث من يوليو الماضي، وانتقاد بعض السياسيين والإعلاميين الأجانب للأحداث التي أعقبت الانقلاب. بدءا بحل مجلس الشورى وتجميد الدستور وانتهاء بالإضرابات والاعتصامات التي قوبلت بقمع الشرطة الذي أوقع آلاف القتلى والجرحى.
وفي مواجهة تلك الانتقادات فان إعلامنا الهمام يقوم بدوره في تجميل الصورة والتنديد بالإرهاب الذي يهدد مصر، واتهام وسائل الإعلام الغربية بالتحيز والأخونة والتآمر لضرب استقرار مصر وتقسيمها. ويزايد البعض في ذلك إلى حد الترويج لبعض الخزعبلات والادعاءات المضحكة التي لا تنطلي على أحد، من قبيل ان الرئيس أوباما يتعاون مع التنظيم الدولي للإخوان في الحملة على النظام المصري، ومنها أن شقيق الرئيس الأمريكي يتعاون مع الخلايا الإخوانية ويدعمها، ومنها أن ثمة مؤامرة غربية لغزو مصر.
بطبيعة الحال فإن مثل هذه الحملات التي توجه إلى الداخل لا تغير من مواقف الإعلام أو السياسيين الغربيين. ويبدو أن البعض يعتبر ذلك مفاجأة، ولا يخطر على باله أن أغلب السياسيين والإعلاميين هناك يعبرون عن قناعاتهم التي قد تتفق أو تختلف مع المواقف الرسمية لحكومات بلادهم. إزاء ذلك يتنافس الناصحون في اقتراح مقارعة أولئك الغربيين في عقر دارهم، وإفحامهم هناك بمختلف اللغات الأجنبية التي يجيدونها، استنادا إلى منطق العسكريين القائل بأن الهجوم خير وسيلة للدفاع.
لا يستغرق الأمر وقتا حتى يصدر القرار وتعلن الأسماء وتنطلق الوفود لأداء الواجب المقدس في مختلف العواصم الغربية (لاحظ أن أحدا لا يأتى على ذكر الشرق).
وسط ذلك الحماس الذي يدعي الدفاع عن سمعة مصر وكرامتها المهدرة في الصحافة الغربية، ينسى المسؤولون أن لمصر سفارات في الخارج وأن تلك السفارات تحفل بالدبلوماسيين والملحقين في مختلف التخصصات، وأغلبهم يتمكنون من ذات اللغات التي يجيدها المسافرون. وما لا يقل عن ذلك أهمية أن الدبلوماسيين المصريين العاملين في العواصم الأوروبية لهم صفة بوسعهم أن يخاطبوا الآخرين على أساسها. أما أولئك الموفدون الذين يقع عليهم الاختيار فإنهم لا يمثلون أحدا، وغاية ما يمكن أن يقال عنهم إنهم أشخاص محترمون ــ ربما ــ يجيدون اللغات الأجنبية، ثم إنهم من المحظوظين المرضى عليهم من جانب الحكومة والأجهزة الأمنية، فلا هم منتخبون ولا هم يمثلون هيئات لها اعتبارها في المجتمع.
ينسى الذين يبعثون بتلك الوفود أيضا أن العواصم الغربية المعنية بالوضع في مصر لها سفارات في القاهرة وشغلها الشاغل هو تتبع كل شيء فيها والاستماع إلى مختلف وجهات النظر المطروحة في الساحة، وهؤلاء يطلعون حكوماتهم أولا بأول على ما يجرى فيها، وبناء على تلك التقارير ترسم الحكومات سياساتها مهتدية بمصالحها واستراتيجياتها، وهم ينسون أيضا أن القاهرة تزخر بالإعلاميين الغربيين (لا تسأل عن الجواسيس) وهؤلاء يسجلون ما يشاهدونه ويبعثون به إلى الجهات التي يمثلونها.
‘المصري اليوم’: بوادر عودة حكم مبارك
والى ‘المصري اليوم’ والزميلة نادين عبدالله التي ابدت خشيتها من عودة الدولة الى عصر مبارك فكتبت مقالا تحت عنوان ‘املأوا الفراغ السياسي’ قالت فيه: ‘تصاعدت في الأيام الأخيرة تخوفات العودة إلى دولة قد تكون شبيهة بدولة مبارك من حيث الشكل المؤسسي والفكر المسير، بالذات في الأوساط الشبابية الثورية التي حلمت في يوم ما بنظام ديمقراطي وحرية وكرامة إنسانية، صحيح أن الدولة الطائفية التي أرادت جماعة الإخوان إرساءها مرفوضة بشكل قاطع، لأنها كانت ستعني ببساطة خراب هذا البلد، إلا أنه في الوقت نفسه الموافقة على ترسيخ مبدأ قبول الانتهاكات باسم حماية أمن الدولة لن يحميها طويلا.
الواقع الحالي يؤكد لنا حقيقتين ينبغي التعامل معهما بنوع من الموضوعية: أولا: إننا نواجه فعليا خطر هجمات مسلحة مرفوضة شكلا وموضوعا، وهو أمر يستدعي إحكام قبضة الأمن بهدف حماية المواطنين الآمنين. ثانيا: إن القوى الشبابية والمدنية التي تعبر عن فكر ديمقراطي (رافض للدولة الإخوانية أوالأمنية) ليس لديها قدرة حالية على فرض نفسها بشكل كامل على الساحة السياسية. فقد آثرت غالبيتها ببساطة طوال عامين مضيا الاعتراض والاحتجاج عن السعي لتقديم بديل تنظيمي له قواعد اجتماعية ومشروع واضح. فكانت النتيجة هي عدم قدرتها على ملء الفراغ السياسي الذي ملأته القوى الأكثر تنظيما وإن لم تكن بالضرورة الأكثر ديمقراطية.
لكن هل انتهى الأمر هنا؟ وهل مات الفكر الجديد الذي أتى به هؤلاء الشباب إلى الساحة السياسية المصرية فأثروها بعد أن تبلدت من فرط الركود؟ بالعكس، الآن يبدأ وقت العمل. فرغم هاجس الدولة الأمنية الحالي إلا إنه ليس من المرجح بأى شكل مصادرة المجال العام أو السياسي. نعم، سيظلان منفتحين على الأقل بشكل جزئي. لذا من المهم أن تسعى القوى المدنية وشبابها في الوقت الراهن إلى التواجد السياسي الهادف، وذلك من خلال العمل في اتجاهين بشكل متواز.
‘الوطن’: يفر الجميع من القارب المثقوب
وتشاء الظروف انه في نفس اليوم – الاثنين – نشرت ‘الوطن’ مقالا لصديقنا والمحامي الكبير وعضو مكتب الارشاد السابق مختار نوح عن نوعية من الإخوان خرقوا السفينة كما جاء في الآية مستوحاة عن قصة سيدنا موسى والخضر، قال:
‘الآن يفر الجميع من القارب المثقوب ومن السفينة الغارقة بعد أن خرقها أولئك الذين لا يقرأون آراء النصح ولا يشاهدون إلا ما يرغبون في مشاهدته أولئك المتسلقون الذين تجمعوا فجأة حول غنائم السلطان والذين اعتلوا المنصة في اعتصام رابعة وهددوا الناس بالحرب وأنذروهم بالموت وهم تحت راية عصيبة، ولم يسألوا أنفسهم ماذا بعد؟! مع أن هذا السؤال وحده كان سيجنبهم هذا الفرار الرخيص من قارب أغرقوه وسيجنب مصر ويلات ما حدث، واسمحوا لي أن أقول للحقيقة والتاريخ ان بعضا ممن كانوا يوجهون اعتصامات رابعة ويثيرون الحمية في الناس كنت اعرف صلاتهم بجهات أمنية بحكم عملي في المحاماة كما ان كثيرا من الذين كانوا يزينون الخطأ للدكتور مرسي ومن الذين صالوا وجالوا في مجلس الشورى واعتلوا أعلى المناصب رفضوا أن يذهبوا الى اعتصام رابعة ولو لمرة واحدة مع أنهم تسلقوا على جدران جماعة الإخوان وعلى رقابها حتى إذا ما وقعت الواقعة فروا من السفينة بل وساعدوا على القبض على كثير منهم، إما بالإرشاد عنهم أو بافتعال لقاءات تراقبها الشرطة’.
عصام السباعي: من الذي يدير دفة قارب الإخوان هذه الايام؟
وقصة خرق الإخوان للسفينة اجتذبت في اليوم التالي – الثلاثاء – زميلنا بـ’الأخبار’ والتائب توبة نصوحة، عصام السباعي، لكنه حولها من سفينة إلى قارب قال عنه: ‘لا أعرف من الذي يدير دفة قارب الإخوان المخروم هذه الأيام، لم يكفهم ما سال من دم، وما ضاعت من أرواح وأرزاق وأمن، وقبل ساعات، دعوا، باسم الشرعية والشريعة الى تغيير استراتيجية التصعيد من خلال العصيان المدني الإجباري بقطع الطرق ومنع الموظفين من أعمالهم، أو العودة الى منازلهم، ولم يستح أحد منهم ان يقولها صراحة، هدفنا تدمير الاقتصاد المصري وانهاك قوات الأمن والعمل على ان نقاط الألم للشرطة متعددة، لم استغرب ما قرأت، فلم ينف ذلك واحد منهم، كما ان حديث الدماء الذي عشناه يجعلنا نصدق ان يعملوا على استعادة السلطة بأي ثمن حتى لو على رقاب البسطاء من أهل الوطن، ولا أمانع إذا قلت حتى لو على جثة الوطن نفسه.
لا، لا، الوطن المصري بخير لأنه مع الإخوان، والدليل أخبرني به سراً، زميلنا الرسام بجريدة الشعب محمد حسن، فقد قال لي انه اصطحب عدداً من المراسلين والمصورين الأجانب إلى أبو الهول ليريهم معجزة عن مدى حب المصريين القدماء للإخوان، ووجده يضحك، ويرفع أصابعه الأربعة رمزا لرابعة العدوية.
قصة رابعة العدوية وأردوغان وشيخ الأزهر
ولم أكن أتوقع ولو في الخيال أن جدنا أبو الهول من الممكن أن يفعل ما فعله انحيازا للإخوان ولرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، الذي يتعرض لموجات من الهجوم، بسبب مواقفه العصبية في مهاجمته للجيش وللثورة التي أطاحت بحكم الجماعة، ثم امتد هجومه الى شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، مما دفع زميلنا وصديقنا بـ’الأهرام’ الدكتور وحيد عبدالمجيد، لأن يقول عنه يوم الثلاثاء: ‘رفع أربعة من أصابع يده دعماً لموقف حلفائه في مصر وتحدث عن ‘اعتصام رابعة العدوية وتطرق الى قصة حياة هذه السيدة رابعة، وروى بعضا مما تتضمنه كتب القراءة الرشيدة’ من أنها سميت بهذا الاسم لأنها الرابعة بعد ثلاثة أبناء في أسرتها، ولكنه زاد من عنده ما لا اصل له في التاريخ وهو انها ‘كانت تعرف بكفاحها طوال حياتها من أجل الحرية’ بخلاف الحقيقة التاريخية وهي انها تحولت من عدم الالتزام بالدين الى الانقطاع للعبادة، وليس غريبا ان يحدث مثل هذا التزييف للتاريخ في خطاب كان مخصصاً لانكار حقائق ما يحدث في مصر وترويج مزاعم زائفة، ولكن المهم هو انه كرس منهج الأصابع ليصبح علامة ‘إخوانية’ مميزة عندما رفع أربعة من أصابع يده اليمنى خلال حديثه في هذا الموضوع فقد طالب بأن يكون استخدام هذه الاصابع الأربعة هي العلامة التي تعبر عن النصر’.
‘الوطن’: أردوغان تجاوز كل الحدود الدبلوماسية
لا، لا، أما زميلنا وصديقنا عماد الدين اديب فاقترح في نفس اليوم – الثلاثاء – في ‘الوطن’ ما هو آت: ‘أطالب الحكومة المصرية ووزارة الخارجية بالرد الرسمي والحاسم والقاسي على الإهانات والتعدي الذي توجه به رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا تجاه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
وأخطر ما في تصريحات أردوغان انها تدخل سافر في السياسة الداخلية المصرية وانتهاك صارخ للأعراف الدبلوماسية في المعاملات بين الدول، وكأن أردوغان يريد أن يلقن النخبة السياسية في مصر وجموع الشعب المصري التي خرجت في 30 يونيو الماضي درساً تعليمياً في الفارق بين الانقلاب والثورة وظل يوبخ شيخ الأزهر الجليل ويوبخ جموع المصريين التي لم تر ما حدث تجاه الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي على انه انقلاب’.
‘اليوم السابع’: أردوغان كان يمكن أن يساعد الإخوان بطريقة أذكى
ونترك ‘الوطن’ الى ‘اليوم السابع’ لنكون مع رئيس تحريرها التنفيذي صديقنا وزميلنا أكرم القصاص وقوله: ‘أردوغان يدلي بتصريحات حول مصر فقط ولا تظهر له أية أقوال تجاه تونس مثلا أو أي دولة في العالم أو حتى إسرائيل وربما لو كان صادقا وبذل ربع ما يفعله الآن لنصح الإخوان ولتغيرت الكثير من الأحوال لكنه ظل يساند حكماً فاشلا ومتسلطاً ربما لأنه كان يفضل نظاما ساذجا يضمن له تنفيذ خطط ومصالح مع مصر تتيح نفحة تعويض شعبيته المتراجعة منذ شهور فغادر السياسة وتحول الى ما يشبه الناشط السياسي في مواجهة متظاهرين ونشطاء أتراك ينحتون شعبيته ناهيك عن صورته لهؤلاء الذين لا يرون صورة تجار السياسة وربما عليهم ان يراعوا فروق التوقيت والمصالح’.
السمري يذكر الأتراك بتاريخهم المشين في مصر
ونظل في نفس العدد لنقرأ لزميلنا وائل السمري قوله: ‘كطفل أخذوا منه لعبته يصرخ بعد ان حرمه الشعب المصري من لعبته، مرسي، يصيح ما ليش دعوة، أنا عايز اللعبة، وآخر سفارات الطاغية العلماني الذي جثمت بلاده على أنفاس مصر ما يقرب من أربعة قرون تنهب ثرواتها وتعب من خيراتها وتنكل بشعبها، هو التطاول على الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر احمد الطيب، قائلا بسفالة غير مسبوقة، ان التاريخ سيلعن شيخنا لأنه لم يقف بجوار مرسي، وكأن مرسي هو الإسلام، أو هو الله الذي يبشر مخالفيه باللعنة’.
هذا وقد أحرجني أردوغان كثيرا، لأن لي شقيقة حاصلة على الجنسية التركية منذ عشرات السنين بعد زواجها من التركي رمضان بشار الذي كان يدرس في جامعة الأزهر على نفقته أيام خالد الذكر، وتخرج منه وسافرت معه وأنجبت ثلاثة هم محمد، ضابط شرطة الآن برتبة كبيرة ومصطفى مدير تفتيش في أحد البنوك الكبيرة والجميلة هوليا، وقد فوجئت بأن شقيقتي تتصل بشقيقة اخرى لتعبر عن تأييدها لمرسي، رغم علمها بأن شقيقتها ضده وتنحاز إليَ، وهكذا تسبب أرودغان في فتنة عائلية، ولذلك اقترح حذف اسم طيب منه والإبقاء على اسم الطيب في شيخ الأزهر.
معارك الظرفاء: قوت الشعب بكرش وزير التموين!
وإلى الظرفاء ومعاركهم، ونبدأ من يوم الأحد مع زميلنا وصديقنا الإخواني محمد حلمي، وقوله في ‘المصريون’ في بروازه المتميز – صباحك عسل: ‘تكرر نشر صورة كاملة للدكتور محمد أبو شادي وزير التموين وقد ظهرت دلائل النعمة بوضوح وبروز على منطقة البطن التي يطلق عليها العامة والدهماء، كرش، وكنت كلما تطلعت الى كرش السيد وزير التموين أشعر بأن قوت الشعب في الحفظ والصون لدى معالي الوزير شخصياً’.
‘الأخبار’ تسخر من تراجع صفوت حجازي مئة وثمانين درجة
لكن سخرية زميلنا الإخواني لم تعجب ظريفين آخران في نفس اليوم – الأحد في ‘الأخبار’ – أولهما زميلنا أحمد جلال الذي قال في بروازه المتميز – صباح جديد –
‘صفوت حجازي طلع عيل بتاع جعجعة، بعدما كان بيهدد بخطوات تصعيدية لا يتخيلها أحد، وبعد ما قال اللي يرش مرسي بالمية ارشه بالدم، لحس كلامه بفمه الذي كان يقبل يد مرسي، غسيل ومكوة وقال عليه اللي قاله مالك في الخمر وأنه جايب مهندس يشغله مستشار أمني.
وللحق كنت سأحترم حجازي رغم احتقاري الشديد له، لو تمسك برأيه، لكنه لا يعلم ان نفيه لن يعفيه من المسئولية فقط، بل زاده احتقارا بعد ان اكتشفنا صفة جديدة فيه، وهي انه نذل’.
والثاني كان زميله عبدالقادر محمد علي وقوله في بروازه المتميز – صباح النعناع:
‘لو سألت الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الشيء الذي يتمناه بعد إخلاء سبيله، سيرد لا شيء بالمرة، فقد أعطاني الله بسخاء، وأغدق علي باكثر مما كنت أحلم به، خرجت من السجن بالقانون ودخله بدلا مني الإخوان الذين وضعوني فيه، انتظر البراءة التي استحقها وهم ينتظرون حبل المشنقة، ثم يضيف مبارك، لست شامتاً فيهم، بل ارثي لحالهم وأسامحهم بقلب صاف، وادعو الله ان ينعم عليهم بالهداية وأن يهب الأخ عشماوي الصحة لاتمام مهمته على أكمل وجه’.
هذا ومن المعروف ان ذكر اسم عشماوي في السجن يعني من ينفذ حكم الإعدام، بسبب وجود جندي كان اسمه عشماوي ينفذ الأحكام.
الذين الغوا المادة التي تجرم ( شتم ) الانبياء و الصحابة من الدستور المصري الجديد بدعوى حرية الفكر ..يهاجمون الان اردوغان لانه انتقد موقف شيخ الازهر..
على نفسها جنت براكش ” هذا الوصف يطابق مصر بعد الانقلاب العسكري — فقتل بدم بارد اكثر من 3000 شخص لا يعني شيئ لاغلب المثقفين المصريين والسؤال هو لماذا ؟؟
ان المثقفين كانت وما زالت تنعم بامتيازات كثيرة عند الحاكم ان كان في في حكم مبارك او في حكم العسكر اليوم ( ما يدعون مثقفي البلاط الملكي ) اؤلئك مصالحهم تزعزعت ومركزهم كاد يتلاشى فسارعوا لمجابهة الديمقراطية التي احد اركانها هي اتاحة الفرص للجميع بدون محسوبيات وبلا فساد وهذا الشيئ يضر بمصالحهم ويتعدى على امتيازاتهم وهم بالطبع حريصون على الاستماتة في الدفاع عنها .ان عودة العسكر لهو ضربة قاسمة لكل حركات التحرر العربية ويجب محاربتهم سلميا حتى لو استعملوا السلاح مرة اخرى والثبات والصبر .
نظام مبارك خرج من النافدة ثم دخل من الباب الواسع