نيويورك (الأمم المتحدة) «القدس العربي»: اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع القرار رقم 2376 الخاص بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في ليبيا (أنسميل) حتى الخامس عشر من سبتمبر/أيلول عام 2018.
وجاء في القرار أن البعثة تتولى، بصفتها بعثة سياسية خاصة متكاملة، ممارسة الوساطة وبذل المساعي الحميدة لتقديم الدعم على صعيد إجراء عملية سياسية شاملة للجميع في إطار الاتفاق السياسي الليبي، ومواصلة تنفيذ الاتفاق.
وشجع القرار البعثة على مواصلة العمل لاستعادة وجودها في طرابلس وبأنحاء ليبيا، عن طريق العودة التدريجية حسبما تسمح الظروف الأمني.
ورحب السفير المهدي المجربي القائم بأعمال الممثل الدائم لليبيا لدى الأمم المتحدة باعتماد القرار وتمديد ولاية البعثة، ولكنه أبدى عدة ملاحظات أولها التأكيد على أن عمل البعثة السياسية يقوم في الأساس على تيسير العملية السياسية وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الليبية. وأضاف أن الانقسام السياسي والمؤسساتي في ليبيا كان ولا يزال السبب الرئيسي في جميع التحديات التي تواجه استقرار ليبيا وإن مسألة الهجرة غير الشرعية عبر الأراضي الليبية هي إحدى تلك التحديات التي تواجه ليبيا بسبب الانقسام السياسي والمؤسساتي والانفلات الأمني.
ورغم تسليمنا بالمعاناة التي يتعرض لها المهاجرون غير الشرعيين، أسوة بالمواطنين الليبيين، نتيجة عدم استقرار ليبيا وتفهمنا لانشغالات بعض دول المقصد، إلا أننا نؤكد مجددا على ضرورة أن تركز بعثة الدعم السياسي عملها على حل الأزمة السياسية التي تعد مفتاحا لحل جميع التحديات التي تواجه ليبيا».
وأكد أن مسألة الهجرة غير الشرعية من القضايا الدولية المشتركة التي يجب معالجتها بمنظور دولي متعدد الجوانب بالتركيز على جذور المشكلة لا أعراضها أو تحميلها لدول العبور مثل ليبيا.
وقال إن بعثة ليبيا تواصلت مع بعض أعضاء المجلس أثناء صياغة مسودة القرار لتضمينه بعض العبارات التي تؤكد على الملكية الوطنية وضرورة التنسيق مع حكومة الوفاق الوطني في كل ما يتعلق بعمل بعثة الدعم بما في ذلك مراقبة أوضاع المهاجرين غير النظاميين، بالإضافة إلى التأكيد على الدعوة لوحدة كافة المؤسسات تحت إشراف السلطة المدنية. وأعرب المندوب الليبي عن أسفه لعدم إدراج تلك النقاط في نص القرار.
وفي سياق متصل التقى رئيس بعثة الدعم الأممية إلى ليبيا غسان سلامة، أمس الجمعة، نائب وزير الخارجية الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، فيما من المقرر أن يلتقي لاحقًا وزير الخارجية سيرغي لافروف.وأوردت البعثة الأممية، على حسابها الرسمي بـ «تويتر» أمس أن سلامة أطلع بوغدانوف خلال اللقاء الذي جمعهما على نتائج مشاوراته مع الليبيين والدول المجاورة.
وقالت الموظفة بالمركز الإعلامي للأمم المتحدة بموسكو، ماريا ميلنيكوفا، في تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية أمس، إن سلامة ووزير الخارجية الروسي عقدا جلسة مباحثات ثنائية.
وكان سلامة بحث هاتفيًا مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الأوضاع في ليبيا، واتفقا على أن يجري المبعوث الأممي زيارة إلى موسكو، أعلن عنها بوغدانوف الأسبوع الماضي وأكدها سلامة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة سيلتقي الجمعة في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
ومن المقرر أن يقدم سلامة، الذي حظيّ بتأييد دولي لدى تعيينه، شرحًا عن خطته لحل الأزمة الليبية وتنسيق الدعم لها، خلال قمة بشأن الأزمة الليبية عقدت في لندن على مستوى وزراء الخارجية، وتضم ست دول هي مصر وفرنسا وإيطاليا والإمارات المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، لكن روسيا ليست مشاركة في القمة.وسيعرض سلامة كذلك رسميًا أفكاره خلال اجتماع يعقد في نيويورك الأسبوع المقبل على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
عبد الحميد صيام: