تنظيم «الدولة» يقرّ بـ«نزاع داخلي» ويصفي جناح «الحازمية»

حجم الخط
6

إنطاكيا ـ «القدس العربي» ـ من وائل عصام: في بيان رسمي هو الأول من نوعه، أقر تنظيم «الدولة الإسلامية» بوجود حالة من «التنازع والفرقة» عاشها التنظيم في المرحلة الماضية بسبب الاستقطاب بين ما يعرف بـ«التيار الحازمي» والمقربين من طروحاته بإطلاق أحكام التكفير، وبين تيار الشرعي السابق «البنعلي» الذي قتل بقصف للتحالف قبل أشهر. وتجدر الإشارة هنا الى أن «القدس العربي» كانت قد أشارت لهذه النزاعات داخل التنظيم قبل أشهر عدة.
وقال التنظيم في مراجعة نادرة أيضاً لجماعة جهادية، إنه ألغى بياناً سبق أن أصدره، لتضمنه «أخطاء علمية»، وهو البيان الذي أصدرته شخصيات محسوبة على التيار الحازمي قبل أن يتم إبعادها عن مواقعها داخل اللجنة المفوضة للتنظيم، في سلسلة إجراءات أمنية وإدارية قام بها التنظيم على مدى الأشهر القليلة الماضية.
وعلق الكاتب العراقي في الحركات الجهادية عمر الفلاحي أن التنظيم واجه «أكبر اختراق داخلي هدد كيانه». وقد تحدثت لـ»القدس العربي» مصادر مطلعة عدة عن هذه الأزمة الداخلية، وأكدوا أن التنظيم قام بتصفية داخلية لهذا الجناح، واعتقل واحتجز تحت الإقامة الجبرية كل «رؤوسه»، وأبعد عدداً من القيادات التي دعمتهم، وأبرزهم حجي عبد الناصر الذي كان يتولى إمارة سوريا، ويتهم أنه استغل فترة تواري ومرض البغدادي في الأشهر الماضية ليتفرد بالقرارات داخل سوريا، وتتردد انباء ان القيادي الرفيع بالتنظيم حجي عبد الناصر الذي كان يتولى امارة سوريا، ساهم بدعم هذا التيار، وان كان هناك من ينفي ذلك مبررا ان الحج عبد الناصر اضطر لمجاراة هذا التيار نظرا للتخلخل الكبير بالتنظيم خصوصا مع غياب البغدادي لأشهر طويلة، خاصة وان عبد الناصر وهو تركماني من بلدة تلعفر كان من ابرز الذين قاتلوا ولاحقوا عناصر الحازمية في بدايات ظهورهم عام 2014. ومن ضمن القيادات التي أبعدت ايضاً أبو مرام الجزائري، وأبو حفص الودعاني الجزراوي، وأبو أسماء التونسي، وكان تمركزهم في وادي الفرات ودير الزور.
وجاءت أغلب انتقادات التنظيم للتيار الحازمي من خلال بيان صوتي ألقاه القاضي الشرعي البارز في التنظيم ابو عبد الرحمن الزرقاوي، وهو من أبرز خصوم التيار الحازمي، وتعرض للاعتقال على يد القيادات المحسوبة عليهم في الأشهر الماضية.
وفي البيان الصوتي الذي تلاه ابو عبد الرحمن الزرقاوي (ويطلق عليه أبو عبد الرحمن الشامي أيضاً)، اتهم أتباع التيار الحازمي داخل التنظيم بالارتباط بالنظام السعودي، واعتبر أن وجود مشايخهم في السعودية وإن داخل السجون، قد يكون محاولة لتلميعهم من الحكومة السعودية، في إشارة لمتزعم التيار احمد عمر الحازمي، ووصف التنظيم هذا التيار الذي تمت تصفيته، بأنصاف المتعلمين والغلاة بالتكفير و»الخوارج»، وذكر بتكفيرهم لبعض العلماء كالنووي والعسقلاني، كما أعلن عن سلسلة إصدارات تتعلق بأحكام فقهية، أحدها عن «الخارج لديار الكفر اضطراراً»، وهي تتعلق على ما يبدو بمراجعة للموقف من خروج المدنيين من مدن التنظيم، بعد الانتقادات الشديدة التي وجهها السكان المحليون لتنظيم «الدولة»، بتعريضه حياة المدنيين للخطر خلال النزاع المسلح، وصولاً لتنفيذ إعدامات ميدانية دموية بحق النازحين من مدنهم.
وسبق للزرقاوي الذي يطلق عليه اللقب لعلاقته القديمة بمؤسس التنظيم، أن ظهر في تسجيل صوتي لجلسة نقاشية تظهر خلافاً حاداً مع شرعيين آخرين في التنظيم حول هذه المسائل، وتشير الأنباء إلى أن الشامي عين أخيراً قاضياً عاماً وعضواً في اللجنة المفوضة العليا، وهو بمثابة انتصار لجناح «البنعلي»، أي للتيار الذي كان يقوده الشرعي الأبرز للتنظيم البنعلي ومعه القحطاني والكويتي، وجميعهم أصدروا بيانات مكتوبة ومسجلة قبل مقتلهم، شرحوا فيها خلافهم مع التيار القريب من أفكار الحازمية داخل التنظيم المتعلقة بما يعرف بـ»التكفير بالسلسلة والعذر بالجهل».

تنظيم «الدولة» يقرّ بـ«نزاع داخلي» ويصفي جناح «الحازمية»
اتهم أتباع الجناح بالارتباط بالنظام السعودي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    أصبح الخوارج بهذا العصر أنواع ودرجات وملل ونحل داخل التنظيم الواحد !
    أي أن هناك داعشي ودعدوش ومدعدش وووو
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول علي من تونس:

    عجيب هذا الحديث يخبرنا عن اختلاف الدواعش منذ 1400 سنة
    عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ، وَلَا أَرْجُلَكُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ»

  3. يقول عبدالله من تونس:

    علي من تونس…هذا الاثر لا يصح…وهولاء عملاء الحكام واعوان الظلمة يقومون بنشر هذه حتى ينفروا الناس رغم انهم من بدلوا الشرع وغيروا الملة و عاونوا اليهود…مهما بلغت ما فعلته داعش لا يصل نصف ما قام به الحكام الخونة…

  4. يقول متابع:

    الدولة لولا هذه المراجعات كادت تنزلق لهلاكها كما انزلقت قبلها الجيا في الجزائر حين بدأت بتكفير زوجات الشرطة والعسكر واستباحة دمائهم ودماء اطفالهم لتنتقل بعدها الى تكفير عموم الشعب وتبدأ سلسلة المجازر التي حولت مسار القتال من قتال ضد الطاغوت الى قتال ضد البيئة الحاضنة وبهذا خسروا كل شيء فيما بعد .. تيار الحازمي ومن خلال اطلاعي على كتاباتهم كان قد اطلق في صنع سلسلة تكفير بدءا بعلماء القاعدة السابقين كعطية الله الليبي وانور العولقي ثم وصلو لتكفير ابن حجر وحتى فاتح القدس صلاح الدين .. !!! لو استمر الحل واستتب لهم الامر لوصلوا الى تكفير البغدادي نفسه بل وحتى الزرقاوي والشيخ اسامة تقبلهم الله .. لكن الله شاء ان يتدخل البغدادي قبل وصول الامور الى ما لا يحمد عقباه وتضيع مرة اخرى تجربة جهادية اخرى في مزالق الجهل والغلو فما حدث في معركة الموصل يندى له الجبين فعلا حين تم استهدف المدنيين الهاربين بناء على فتاوى الغلاة هؤلاء واكاد اجزم ان تلك الفتاوى وتلك الافعال وتلك الدماء البريئة التي ارهقت هي من سببت سقوط الموصل وليس التحالف وطيرانه

  5. يقول USA:

    الى الاخ علي من تونس

    فهذا الحديث رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن، وهو حديث ضعيف، فيه ثلاث علل، وقد جاءت مبينة في موقع الإسلام: سؤال وجواب ـ فراجعها عند هذا الرابط:
    https://islamqa.info/ar/226321
    وكذلك جاء تضعيف هذا الحديث أيضا في الموسوعة الحديثية من الدرر السنية، وكتاب الفتن لنعيم بن حماد من مظان الأحاديث الضعيفة إذا تفرد برواية حديث ما، فقد قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في سير أعلام النبلاء عند ترجمته لنعيم بن حماد: لاَ يَجُوْزُ لأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِهِ، وَقَدْ صَنَّفَ كِتَابَ الفِتَنِ، فَأَتَى فِيْهِ بِعَجَائِبَ وَمَنَاكِيْرَ. انتهى.

    ومما ينبغي التنبيه عليه أن هذا الحديث لو صح لما كان من المنهج الصحيح أن ننزله على واقع معين ونطبقه عليه، فقد قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ في كتابه: الضوابط الشرعية لموقف المسلم من الفتن ـ في آخر ضابط من تلك الضوابط والقواعد: أن لا تطبق ـ أيها المسلم ـ أحاديث الفتن على الواقع الذي تعيش فيه، فإنه يحلو للناس عند ظهور الفتن مراجعة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الفتن, ويكثر في مجالسهم: قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا، هذا وقتها, هذه هي الفتن! ونحو ذلك، والسلف علَّمونا أن أحاديث الفتن لا تنزَّل على واقع حاضر, وإنما يظهر صدق النبي صلى الله عليه وسلم بما أخبر به من حدوث الفتن بعد حدوثها وانقضائها, مع الحذر من الفتن جميعاً، فمثلاً: بعضهم فسر قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الفتنة في آخر الزمان تكون من تحت رجل من أهل بيتي ـ بأنه فلان ابن فلان، أو أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: حتى يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع، بأن المقصود به فلان ابن فلان, أو أن قال النبي صلى الله عليه وسلم: يكون بينكم وبين الروم صلح آمن… إلى آخر الحديث وما يحصل بعد ذلك، أنه في هذا الوقت، وهذا التطبيق لأحاديث الفتن على الواقع, وبث ذلك في المسلمين, ليس من منهج أهل السنة والجماعة، وإنما أهل السنة والجماعة يذكرون الفتن وأحاديث الفتن، محذِّرين منها, مباعدين للمسلمين عن غشيانها أو عن القرب منها لأجل أن لا يحصل بالمسلمين فتنة, ولأجل أن يعتقدوا صحة ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. انتهى.

    والله أعلم.

  6. يقول علي من تونس:

    الى الأخ من امريكا

    هذا الحديث كل ألفاظه دقيقة في وصف داعش، من قوله (لا يؤبه بهم) إلى (شعور النساء) واحتمال الاختلاف بينهم. فاللفظ دقيق جداً وصادق مائة بالمائة
    صحيح أن إسناده ضعيف لكن لا يعني ذلك أنه غير صحيح
    كلمة (هم أصحاب الدولة) كافية وحدها لإثبات صحته لأنه لم توجد طائفة منذ 1400 تسمى بهذا الاسم

إشترك في قائمتنا البريدية