من أجل مصر

قد لا أحب عمرو موسى، أقصد أنني اختلف معه بأكثر مما اتفق، لكن الرجل الثمانيني أطلق تصريحا صحيحا جدا، وقال إن الترشح للانتخابات الرئاسية ليس «ذنبا عظيما» يستحق صاحبه التشهير، وهو كلام في محله تماما، فلا قيمة كبيرة لانتخابات رئاسية بدون متنافسين أقوياء، وإلا فقدت طعمها وطمست تعدديتها، وظلمت أول ما تظلم الرئيس السيسي نفسه.
وقد يحسب المتحمسون لحملات التشهير أنهم يحسنون صنعا، وأنهم يخدمون الرئيس السيسي، ويبعدون أي مرشح قوي عن طريق منافسته، وهذا كلام عظيم البؤس، تنبه الرئيس السيسي نفسه مبكرا إلى خطورته، وطالب وسائل الإعلام بوقفه في آخر حديث أجراه مع الصحف الحكومية، وطلب إتاحة المجال للراغبين في الترشح، فهم يمارسون حقا دستوريا مقررا، وبوسع من يستوفي الشروط، أن يدخل إلى السباق، وأن يعرض نفسه وبرنامجه على جمهور الناخبين، وأن يضفي على الانتخابات الرئاسية حيوية تستحقها مصر.
وقد لا يكون من جدال كبير في توقع النتائج هذه المرة، فلا يفصلنا عن موعد الانتخابات سوى بضعة شهور، والمؤشرات كلها ترجح فوز الرئيس السيسي بدورة ثانية وأخيرة، مدتها أربع سنوات، بعد أن تراجعت نسبيا هوجة تعديل الدستور، واقتراحات مد فترة الرئاسة إلى ست سنوات أو أكثر، وحسنا أن جرى التراجع، ونأمل أن يكون نهائيا، فالرئيس السيسي لا يحتاج إلى إساءة إضافية، وشعبيته تأثرت سلبا بالمضاعفات الاجتماعية لما يسمى برنامج الإصلاح الاقتصادي، وبإجراءات تقييد الحريات العامة، لكن الرجل على تناقص شعبيته، لايزال في وضع أفضل من منافسيه المحتملين، وغالبهم قد يكون قريبا من معنى الفلول الفاقع، وخصومتهم للثورة ظاهرة مباشرة، بينما أنصار الثورة في أحوال تيه ظاهر، وضلوا عن هدف وواجب بناء حزب جامع ينتصر للثورة اليتيمة، واكتفوا بمشاغبات واعتراضات بالقطعة، تخلط أوراقهم مع غيرهم، وهو ما قد يؤدي إلى مشهد انتخابي في صالح السيسي بامتياز، فالمنافس القوى المحتمل، قد يكون قريبا من الإخوان أو الفلول، أي قد يكون على يمين سياسة السيسي لا على يسارها، وهو ما قد يضيف بريقا وجاذبية لتفضيل اختيار السيسي، الذي انخفضت شعبيته قياسا إلى ما كان، لكنه لا يزال في الموقع الأقوى شعبيا، فالشعبية التي تذهب عن السيسي، لا تذهب إلى أحد غيره، ربما بسبب هزال الحياة الحزبية في البلد، والمخاوف من مخاطر الإرهاب، وموت السياسة لصالح مباريات المقارنات الشخصية.
لا خطر إذن على فوز السيسي مجددا، لكن الخطر في مكان آخر، هو أن نصبح بصدد لعبة بغير لاعبين، وألا يتقدم للانتخابات منافسون عليهم القيمة، لا من الثورة المضادة ولا من معسكر الثورة نفسها، وهنا تتحول الانتخابات إلى مجرد استفتاء وتحصيل حاصل، ويعطى الناس ظهورهم للقصة كلها، وتتراجع نسب التصويت إلى حدود مخجلة، والرئيس السيسي نفسه يدرك هذا الخطر، وعبر عن تخوفه من غياب الناس في مؤتمر الشباب الأخير بالإسكندرية، ودعا الناس إلى النزول بكثافة في الانتخابات، واختيار من يريدون، فيما تجنب الرئيس الإعلان الصريح عن ترشحه شخصيا، وإن كان مفهوما أنه سيفعلها، وبثقة في الفوز معلومة الدواعي، يعززها وجود مرشحين أقوياء آخرين، لا مبادرة البعض إلى التشهير الفوري بأي شخص يرفع إصبعه، ويوحي بنيته، وكأن الترشح للرئاسة صار إثما مبينا، ومن الذنوب الكبائر المنهي عنها شرعا.
ونتصور أن الرئيس السيسي يدرك خطر العزوف العام، وأن عليه مسؤولية توقيه، وتحسين البيئة والشروط العامة للانتخابات الرئاسية المقبلة، ليس فقط بالرجاء من وسائل الإعلام، ولا بطلب وقف التشهير، فهو يملك ما هو أكثر من الرجاء والطلب، ومن حق الرئيس ـ طبعا ـ أن يشرح إنجازاته، وأن يعد باستكمالها في فترة رئاسية لاحقة، وقد كان الرجل جريئا، حين خاطر بشعبيته، وفضل فعل ما تصوره صحيحا في الاقتصاد بالذات، وهو يتوقع تعافيا أفضل بعد المعاناة الشعبية المفزعة، وقد تؤيد أو تعارض، وبدون توقعات درامية، فاحتمالات الفوز الرئاسي محجوزة لصالح السيسي، لكن الرجل في وضع مختلف عن مجرد كونه المرشح الأقوى، فهو الرئيس الموجود في السلطة قبل الانتخابات ووقتها، وهو المسؤول سياسيا عن ضماناتها، لا نقصد فقط ضمانة الإجراءات ونزاهتها، فهذه مهمة الهيئات المقررة دستوريا، وما من إمكانية للتلاعب بالتصويت، فلم يجر أي تزوير إجرائي لأي انتخابات جرت بعد الثورة، وهذه واحدة من المكاسب القليلة المتيقنة، قد يضاف إليها الالتزام الجازم بمدد الرئاسة المنصوص عليها في الدستور، وقد أكد الرئيس السيسي التزامه بها غير مرة، وقال إنه لن يبقى يوما واحدا في الرئاسة بعد نهاية المدة، ونتوقع أن يبادر الرئيس السيسي بردع كل تصرف مخالف في الخصوص، وإن كان عليه فيما نتصور، أن يبادر إلى إجراءات أخرى عاجلة، تتخطى واجب ردع إعلام التشهير، إلى إلزام كافة أجهزة الدولة بالحياد المطلق، وإتاحة فرص إعلامية متكافئة لكافة الراغبين في الترشح، وتفكيك الاحتقان الراهن، وبعث الحماس في نفوس الناس المحبطين، بالتصفية الحاسمة لامبراطورية الفساد والنهب العام، وعدم الاكتفاء بحملات الرقابة الإدارية المميزة، والتعجيل في استرداد عوائد الأراضى المنهوبة المستردة، وإعلان الحصيلة علنا على الرأي العام، ووقف المصالحات المالية الملتبسة في الكواليس، ووقف برامج الخصخصة وإلغاء ما تبقى من الدعم، وإقرار نظام ضريبي عادل، وفرض نظام الضرائب التصاعدية، ومضاعفة الحد الأعلى للضريبة، وردع تهرب الكبار من الجمارك والضرائب، الذي يضيع على الخزانة العامة أكثر من 400 مليار جنيه سنويا، وإعلان الاتجاه لتصنيع البلد كطريق أساسي للنهوض، فالتصنيع وحده، هو الذي يخلق فرص عمل دائمة منتجة لملايين العاطلين، وليس إنفاق التريليونات في أعمال المقاولات والإنشاءات وحدها، والمطلوب فيما نتصور، إحداث توازن بين البنية الأساسية والبنية الصناعية، ودمج تطور الصناعات الحربية مع الصناعات المدنية، وإنهاض قطاع دولة قائد في التصنيع، يلعب دور قاطرة تقود الاستثمارات المحلية والأجنبية، مع تحفيز القطاع الخاص الصناعي أولا، وقد جرى ويجري شيء من ذلك، لكن كملمح جانبي، وليس كاختيار نهائي، وغلبت السياسة القديمة نفسها حتى الآن، وإعادة تجريب المجرب المخرب من روشتات «صندوق النقد الدولي» وأخواتها، وهو ما زاد من فواتير الديون الخارجية إلى حدود خطرة، فوق مضاعفة دواعي الظلم الاجتماعي، وتحميل الفقراء والطبقات الوسطى تبعات الاقتصاد المنهك، والإيحاء بتحسن مؤشرات اقتصادية عامة، لا يلمس الناس لها أثرا في حياتهم اليومية، بل يطحنهم الغلاء المتوحش، والزيادات الفلكية في رسوم وأسعار الخدمات العامة، وهو ما يملأ النفوس بالغضب، ويقعد الناس عن أي حماس للشأن العام، ويضاعف من مخاطر اللامبالاة المتوقعة بالانتخابات الرئاسية، ويهدد بتحويلها إلى حدث لا يلتفت إليه أحد، فالناس لا تذهب إلى الصناديق بمجرد النداء والتحفيز الصوتي، بل يذهبون إليها التماسا للجدوى والأمل الأفضل.
وبالطبع، هناك قضايا إجماع وطني في مصر اليوم، من تعظيم قوة الجيش، إلى مشروع الضبعة النووي، إلى أولوية الحرب الجارية ضد جماعات الإرهاب، والمقصود بالإجماع هنا، ليس غياب أصوات تناقش في المسلمات، بل وجود تيار شعبي جارف يدعم ويؤيد، لا يتخلف عنه معارض وطني، يعطي الأولوية لبناء ركائز الاستقلال الوطني، وهو ما يفسر السلامة النسبية لاختيارات السياسة المصرية عربيا وإقليميا ودوليا، بينما تبدو الصورة في اختيارات الداخل مختلفة، وقد ولدت احتقانا اجتماعيا واقتصاديا، قد يكون تفكيكه مما يزيد من حماس الذهاب لصناديق الانتخابات الرئاسية، تماما كالأثر المطلوب من تفكيك الاحتقان السياسي، وتحجيم التغول الأمني، ورد الاعتبار للحريات العامة، وإنهاء المظالم المتراكمة، وجبر ضرر الضحايا، والتفرقة الحدية بين الإرهاب والسياسة، ووضع خط أحمر فاصل، يذهب به الإرهابيون إلى محاكمات وقصاص عادل، ويجري استثناء المحتجزين المتهمين في غير قضايا العنف والإرهاب المباشر، وإخلاء سبيلهم جميعا، بقانون عفو عام يقترحه الرئيس، ويعود به عشرات الآلاف من المحتجزين في قضايا سياسية إلى بيوتهم وأهاليهم، وتركيز المواجهة كلها على جماعات الإرهاب، فقد يكون ذلك أدعى لبناء إجماع وطني سياسي، لا يجري فيه تجريم المعارضة السياسية، بل يجري قصر التجريم على الإرهاب وحده، وبناء علاقة أوثق بين الشعب وأجهزة الأمن، يكون الحكم فيها للقانون وحده، ويكون الشعب فيها سندا لا متفرجا ولا ضحية تغول، وفوق كون ذلك من حقوق الناس الطبيعية، فقد يدفعهم بالمرة لحماس الذهاب إلى صناديق الانتخابات الرئاسية، فافعلوها من فضلكم لأجل مصر التي تحتمل عذابا مقيما.
واللهم قد بلغت، فاللهم فاشهد علينا وعليهم.
كاتب مصري

من أجل مصر

عبد الحليم قنديل

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    حكم العسكر يجلب التخلف والفقر لشعوب الدول التي يحكموها لسبب واحد فقط وهو أنهم متخلفين بالأساس !
    نعم فالفاشلين في دخول الجامعات يدخلون الكليات العسكرية وبالتالي لا يعرفون غير الطاعة فقط لمن هو أعلى رتبة عسكرية !!
    ملاحظة محرجة :
    حتى بالحروب تجدهم دائماً فاشلين ! والدليل في هزيمة حزيران 1967 !
    في كثير من الدول الغربية يكون وزير الدفاع فيها إمرأة و مدنية !!!
    أي أن الإمرأة المدنية أفقه بالأمور العسكرية من العسكر أنفسهم
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول د. سمير الإسكندرانى / متخصص فى علاج الايدز بالكفتة ! / الأراضى المصرية المحتلة ! ... لابد لليل ان ينجلى:

    من اجل مصر؛
    *من اجل مصر قولوا ان دى ليست انتخابات ولا تشبة الانتخابات لانة لم تنُظم اى انتخابات فى مصر بعد انتخابات الرئاسة والبرلمان سنة2012
    *قولوا للناس ان شعب المحروسة سوف يحتقر اى شخص تسول لة نفسة خوض مايُسمى انتخابات وانة سيظل فى نظر الشعب مجرد محلل وطبعاً كلنا عارفين نظرة اهل المحروسة للمحلل
    *من اجل مصر قولوا للناس انة لا يليق ببلد بحجم مصر ان تختطفها عصابة ارهابية مسلحة بتبيع نفس الوهم للناس بقالها اكثر من 65 سنة واعادو المحروسة واهلها 300سنة الى الخلف
    *من اجل مصر قولوا انة مينفعش ان اقتصاد دولة بحجم مصر يحتكر 90%من اقتصادها عصابة ارهابية لا يزيد عدد افرادها عن 300من جنرالات المال الحرام
    *من اجل مصر قولوا للناس انة لا يجوز فى سنة2017ان يحكمها عصابة من الضباط الجهلة بنفس اسلوب عصابة الضباط الاشرار سنة52
    *من اجل مصر قولوا للناس ان الجاهل مغتصب السلطة ابو 50%( اللى خايفين على شعبيتة) ليس فى استطاعتة ان يدير دكان فول وفلافل فى منطقة شعبية وليس بلد بحجم مصر، قولو للناس ان مصر تحولت الى مسخرة العالم بسبب بلحة وعصابتة
    *من اجل مصر قولوا ان بلحة بيبيع الوهم للناس فى زجاجات قولوا للناس ان بلحة هو المسؤول الوحيد فى العالم الذى يذهب لزيارة بلد فلا يستقبلة اى شخص من تلك البلد فى المطار ويستقبلة سفير جيش الكفتة او وزير خارجيتة
    *الكاتب بيقول انة لم يجر اى تزوير اجرائى لأى انتخابات بعد الثورة!
    امال مد مايُسمى انتخابات رئاسية لمدة ثلاثة ايام بدل يوم واحد(دة اسمة اية؟!) امال تهديد الناس بانهم اذا لم يذهبوا للتصويت فانهم سيُفصلون من اعمالهم، يبقى اسمة اية؟!
    *قولوا ان الجيش لازم يرجع لثكناتة ويلتزم بواجباتة الدستورية وان يتوقف عن ادراة مصانع الكحك والمكرونة والصلصة والمخلل والمواخير والنوادى الليلية
    *قولوا للناس ان مغتصب السلطة ليس هو الوطن وانة سيذهب غير مأسوف علية ويبقى الوطن
    *من اجل مصر قولوا للناس ان الوطنية ليست ان تقف قدام المراية وتقول تحيا مسر 3 مرات او تغنى لجيش الاحتلال تسلم الايادى قولوا للناس ان الوطنية ليست فى ااختطاف وتعذيب واغتصاب وقتل وحرق وإعدام الابرياء قولوا للناس ان الجيش يجب ان يكون جزء من الوطن وليس فوق الوطن
    *من اجل مصر قولوا الحقيقة للناس وكفاية خداعاً لانفسكم وخداعاً للناس كفاية ضحك على الدقون و كفاية تبيعوا الوهم للناس
    قولوا ان الجيش اوصل مصر الى الحضيض

    1. يقول محمد صلاح:

      الاخ الاسكندرانى
      ياريت تعيش الواقع وكفاية احلام
      جماعتك الاخوانية انتهت وأصبحت فى خبر كان
      مصر دولة مدنية
      ولم ولن تكون دولة دينية
      الأحلام دية كانت فى القرون الوسطى
      وفشلت والنتيجة تخلف الدول العربية
      واحتلال الغرب لنا وكذالك لتركيا
      حتى حرر تركيا من الغرب اتاتورك مؤسس تركيا الحديثة
      الشعب المصرى شعب جبار صحيح عنده صبر أيوب
      ولكن عند الخطر يزيح اى فرد او قوة او جماعة عن طريقه
      ونحن المصريين نحترم ونفتخر بجيشنا مهما حدث من نكسات وكبوات والسبب انه هو جيش الشعب
      اما جماعتك التى انتهت صلاحيتها وأصبحت فى خبر كان سوف يكتب عنها التاريخ كل الخزى والعار
      مع تحياتى
      محمد صلاح الذى يحب بلده مصر ويتمنى لها كل الخير والتقدم بفضل شعبها وجيشها ألوطنى

  3. يقول عربي حر:

    ان امر السيسي ابواقه بالكف عن التشهير بخصومه فكيف يمكن ان نتحدث عن انتخابات في دولة يأتمر اعلامها من مكتب الرئيس .
    عن اي انجازات سيقدما السيسي لاتباعه
    هل انجاز التفريعة التي اسنزفت اموال الدولة ؟
    هل بيع الجزر للسعودية ؟او التنازل للغاز لإسرائيل ؟والماء لاثيوبيا ؟
    هل تخفيض قيمة العملة ؟ او افقار الشعب ؟
    اي نزاهة وقد مني المحلل الناصري بهزيمة لم تحدث في اي انتخابات في التاريخ ؟
    اي ضمانة في دولة يعتقل ويصفى المواطن فيها لمجرد الشبهة
    متى وعد السيسي وعدا وصدق فيه ؟؟؟؟؟؟؟

  4. يقول أبو عمر. اسبانيا:

    لن تقوم لمصر قائمة طالما بقيت تحت حكم جهلة مدعومين بحاشية من منافقين كانوا يدعون أنهم طالبو حرية, فإذا بهم اليوم يدافعون عن من يعتقلون و يعذبون زملاءهم بالثورة!!!

  5. يقول محمد مطاوع الأقصر:

    كعادة الكاتب حينما يحاول لى الحقائق يقع فى متناقضات صارخة ، فبغض النظر عن استنزاله فيوضات الحكمة البليغة على رمز العباطة البالغة ، وتحويل فشله المثالى إلى نجاح ساحق ..فهذا نموذج للتناقض الصارخ الذى وقع فيه الكاتب حين يعبر عن تقبل بلحة بشروط صندوق النقد الدولى بالرجل الجرئ الذى خاطر بشعبيته (!) حين يقول “وقد كان الرجل جريئا، حين خاطر بشعبيته، وفضل فعل ما تصوره صحيحا في الاقتصاد بالذات وهو يتوقع تعافيا أفضل بعد المعاناة الشعبية المفزعة” ..ثم يصف القبول بروشتة صندوق النقد الدولى بقوله : “وإعادة تجريب المجرب المخرب من روشتات «صندوق النقد الدولي» وأخواتها، وهو ما زاد من فواتير الديون الخارجية إلى حدود خطرة، فوق مضاعفة دواعي الظلم الاجتماعي، وتحميل الفقراء والطبقات الوسطى تبعات الاقتصاد المنهك، والإيحاء بتحسن مؤشرات اقتصادية عامة، لا يلمس الناس لها أثرا في حياتهم اليومية، بل يطحنهم الغلاء المتوحش، والزيادات الفلكية في رسوم وأسعار الخدمات العامة”

  6. يقول عابر سبيل:

    من حق الكاتب أن يبدي رأيه في السيسي باعتباره مواطن مصري ولكن الذي ليس من حقه أن يقلب الحقائق ودس السم بالعسل. فلا السيسي يمتلك قاعدة شعبية ولا حالة مصر في ظل انقلابه المشؤوم احسن حالا من أيام مبارك. كذلك ليس للسيسي اية فرصة بالفوز في أية انتخابات نزيهة ممكن أن تجري لأنه كلنا يعرف أنه وصل للحكم عم طريق إنقلاب عسكري مسؤوم بعد أن قام بقتل آلاف المعتصمين في ميدان رابعة وبعد أن تم إزالة جثثهم بالجرافات. كما أن دعوة الكاتب لإجراء اية انتخابات صورية (ومحسومة النتائج مسبقا ) ما هو إلا ضحك على اللحى لإعطاء الانقلاب العسكري بعض الشرعية التي يفقدها بل وخيانة واضحة للشرعية وإرادة الشعب المصري الذي ما زال اول رئيس منتخب في تاريخ تدالمحروسة يقبع في سجون العسكر …. نعم ليس من حق قنديل ولا أي أحد طمس الحقائق والكذب على لسان الشعب المصري فالحق ابلج والباطل لجلج ….

إشترك في قائمتنا البريدية