تعقيبا على مقال بروين حبيب: كلمات ليست كالكلمات
الحركة بركة
يا سيدتي تكوين الإنسان ( من ذكر وأنثى ) يقوم على تعدد المهام الوظيفية في الحياة…بغض النظر عن مستواها الحضاريّ. فهناك وظائف لكلا الجنسين لا تصلح إلا بالكلمة. وثمة أخرى لا تصلح إلا باللكمة وثالثة لا تصلح إلا بالحربة. حضرتك أوردت اسم النبيّ العظيم موسى ابن عمران.
لنأخذه مثالا الآن. في طوره الأول ترّبى وتعلّم في قصر فرعون. ولما تلاسن مع المصريّ وكزه بحربة فقتله. ثمّ هرب إلى مدين. وهناك تعلّم فنّ الخطابة لعشر حجج مع النبي شعيب الملّقب بخطيب الأنبياء. وحين جاء إلى فرعون رسولا خاطبة بالكلمة…لكن فرعون لم يستجب رغم استجابة سحرة الكلام الذين آمنوا بربّ هارون وموسى. ثمّ كانت المواجهة الساخنة بين قوم موسى وجنود فرعون. فلكلّ شيء وظيفة.
وأحيانًا الوظيفة نفسها في زمنين وموقفين لها أداتها المغايرة. هذا التنوّع هو الذي يخلق الحركة. والحركة بركة ولو كان هناك بعض الهلكة.
وفي الوقت الراهن نشهد كلّ يوم الولايات المتحدة الأمريكية تدخل حروبًا في كلّ مكان ؛ دفاعًا
كما تقول عن القيم الأمريكية. والنهضة العلمية لديها في أعلى المستويات الحضارية. هل تستطيع ( أمريكا ) الاكتفاء بالكلمة أو بالصورة التي تنتجها في هوليوود ؟ هذا محال ؛ ولو كتبت الدكتورة بروين كلّ يوم ألف مقال.
الدكتور جمال البدري