المشهد السياسي المغربي يزداد سخونة من خلال القضايا المطروحة في ملتقى شبيبة حزب العدالة والتنمية

حجم الخط
0

الرباط ـ ‘القدس العربي’: شكل الملتقى التاسع لشبيبة حزب العدالة والتنمية الحزب الرئيسي بالحكومة حدثا اعطى الصحافة المغربية مادة غنية للصيف، لما اثارته ندواته من قضايا وملفات ولطبيعة المتحدثين فيها.
واذا كان الصيف المغربي صحافيا بدأ ساخنا بمجموعة الاحداث التي عرفتها البلاد، ابرزها استقالة وزراء حزب الاستقلال وانسحاب الحزب من الحكومة ثم العفو الملكي عن المواطن الاسباني مغتصب الاطفال المغاربة وتداعياته، او الانتقادات الحادة التي وجهها الملك محمد السادس لحكومته في خطاب علني، وهي سابقة في الحياة السياسية المغربية وايضا انعاكسات تطورات الازمة السورية والمصرية على الحياة السياسية المغربية، خاصة ان حزب العدالة والتنمية ذو مرجعية اسلامية وليس بعيدا فكريا عن جماعة الاخوان المسلمين الذين يلاحقون بمصر.
في الملتقى كانت الصحافة والاعلام وايضا موضوعا حاضرا في ندوة تحت عنوان ‘أي دور للإعلام في دينامية الإصلاح والدمقرطة’ ونوقش باهتمام كون احد قيادات الحزب ، مصطفى الخلفي، يتولى الحقيبة المكلفة بتدبير ملف الاتصال والاعلام والصحافة يعد لمشروع اصلاح هذا القطاع.
وقال نور الدين مفتاح، مدير نشر أسبوعية ‘الأيام’، ان إصلاح الإعلام ليس بالأمر الهين أو السهل، مبينا أن الإعلام المغربي يبقى ضعيفا من حيث عدد العاملين به أو حجم مداخيله مقارنة مع دول أخرى مثل فرنسا.
واكد مفتاح وهو رئيس فيدرالية الناشرين ان الصحافة مارست الرقابة على مجموعة من المؤسسات وساهمت في دمقرطتها وفي كسر مجموعة من الطابوهات.
واوضح الدور الذي لعبته الصحافة المغربية في عدد من القضايا، حيث ‘ساهمت في تحرير المرأة والوقوف في وجه الفساد والظلم والتعذيب، وذلك عن طريق ممارستها الرقابة على مجموعة من المؤسسات وساهمت في دمقرطتها وفي كسر مجموعة من الطابوهات’.
ونبه مفتاح إلى ما اعتبره ضيق اقشابةب (صدر) الحكومة وحزب العدالة والتنمية في علاقتها بالصحافة، داعيا إياها إلى ضرورة الدفاع عن الحرية وإن كانت لديها تجاوزات.
وقال ان للإعلام النزيه والمسؤول ثلاثة ضوابط مرتبطة أساسا بالتعددية والمهنية واحترام سلطة الجمهور، مجددا التأكيد على ضرورة فتح نقاش عميق من أجل إعلام حر وديمقراطي يعكس واقع المجتمع المغربي وتحولاته الراهنة.
من جهته، أكد توفيق بوعشرين، مدير يومية اأخبار اليوم’، أن المغرب يشهد إصلاحات مهمة واهتماما بالشأن العام، من أجل محاربة الفساد والاستبداد وتحقيق الإصلاح، من خلال ضمان مشاركة أوسع للجميع وعلى رأسهم الشباب في تحول المسلسل الديمقراطي بالبلد، مبينا الدور المحوري للإعلام في هذا المجال بكونه مرآة الدولة والمجتمع.
وقال بوعشرين أنه بقدر ما يعكس الإعلام الصورة الحقيقية للمجتمع والدولة وحقيقة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، بقدر ما يبرز مصداقيته على أرض الواقع، موضحا أن للإعلام النزيه والمسؤول ثلاثة ضوابط تنبني على التعددية والمهنية واحترام سلطة الجمهور.
وأشار مدير نشر جريدة اأخبار اليوم المغربيةب الى أن الدولة تحتكر الإعلام العمومي، وتتحكم في بعض الجرائد الوطنية، وأن تخلف وسائل الإعلام راجع بالأساس لأن الأنظمة العربية المستبدة لا تريد تحرير العقول من خلال التحكم في طبيعة المادة التي تريد إيصالها للمواطن.
واستدل بوعشرين على احتكار الدولة للإعلام إلى ما حدث في تعاطي هذا الأخير والرسمي منه على وجه التحديد مع مسيرات حركة عشرين فبراير، وتجاهله لقضية العفو الملكي عن دانيال مغتصب الأطفال، مشيرا أنه في الوقت الذي تحدث فيه االجميع عن الفضيحةب اختار الإعلام العمومي ممارسة التضليل واحتقار ذكاء المواطنين الذين يمولونه من جيوبهم.
وشدد بوعشرين على ضرورة تحرير الإعلام عن طريق نقاش عميق وحوار لرفع حالة السلطوية عنه، مضيفا أنه لابد من ‘فتح باب التعددية ليجد كل مواطن وجهته’، مسجلا أن ‘وسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا في إفشال التحول الديمقراطي’.. ‘ورأينا كيف خرج موظفو الإدارة لإطلاق النار على السياسي خلال الإعداد لدفاتر تحملات قنوات القطب العمومي وهذا يعكس عمق الإشكال اليوم في المغرب’.
وشدد بوعشرين على ان اعدم إصلاح الإعلام العمومي يؤكد عدم إشراك المواطنين في السياسة’، لأن اهناك أعطابا كثيرة في مجتمعنا وعلى رأسها الخوف من الماسكين بزمام السلطة والصحافة وهي انعكاس مباشر لما يعيشه المجتمعب.
وقال إن االقوانين تنظم الرقابة على الصحافة ونحن نحتاج لتنظيم الحريةب، معتبرا االقانون حلقة فقط في إصلاح الإعلام والاهم هو سلوك السلطة وعلى رأسها الإشهار الذي يجب أن توضع له شروط موضوعية.’
و أكد بلال التليدي،رئيس تحرير صحيفة التجديد لسان حركة التوحيد والاصلاح الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، أن الإعلام أصبح أداة فعالة وقوة مركزية سواء في اتجاه تحقيق التحول الديمقراطي أو في اتجاه الثورة المضادة.
وأضاف أن هناك خوفا وفزعا من الإعلام، مبينا أن التوجه الدولي اليوم يتجه نحو شبكات التواصل الاجتماعي نظرا لأهميتها وقدرتها على التأثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية