تونس ـ «القدس العربي» ـ من حسن سلمان: تعرضت وزيرة الرياضة التونسية، ماجدولين الشارني، لعاصفة من الانتقادات إثر نعتها لحكم لبناني بـ»الداعشي» (نسبة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية») لمجرد أنه رفض مصافحتها.
وكان أحد أعضاء طاقم التحكيم الخاص ببطولة كأس العالم لكرة القدم المصغرة، التي تستضيفها تونس حاليا، رفض مصافحة وزيرة الشباب والرياضة مجدولين الشارني خلال افتتاحها للبطولة، معللا ذلك بأنه «لا يصافح النساء»، وهو ما أدى لدخول الوزيرة بحالة غضب شديدة وصفت خلالها الحكم (لبناني الجنسية) أمام الحاضرين بأنه «داعشي»، وطلبت من وزير الدولة الذي رافقها الخروج ومغادرة الملعب. سلوك الوزيرة أثار موجة من الانتقادات، حيث كتب أحد النشطاء «كان من المفروض على وزيرة الشباب والرياضة ان تتصرف كمسؤولة بكل برودة دم، بدل أن ترد الفعل بتلك الطريقة المستهجنة وكأنها في حي شعبي». وأضاف «ماجدولين الشارني لم تتعود بعد على المسؤولية ولا تحسن التصرف في منصبها، فهي لم تخرج بعد من جلباب كاتبة الدولة للشهداء، وهو أول منصب حكومي هام يمنح إليها بعد حادثة اغتيال أخيها الشهيد سقراط، مما جعلها تصاب بحساسية مفرطة لأي شكل من أشكال التدين». فيما اعتبر ناشط آخر أن الشارني التي قال إنها لا تقبل بمن يخالفها الرأي، بالإساءة إلى صورة البلاد الذي تستضيف حدثا رياضيا مهما على المستوى الدولي يُفترض أن يساهم في تعزيز مناخ الثقة في تونس التي تعاني من صعوبات اقتصادية كبيرة، فيما انتقد الباحث توفيق كركر تعمّد الحكم اللبناني «إهانة» الوزيرة «باسم الدين»، متسائلا «ما الذي يبقى بين البشر إذا وقع رفض مد اليد والمصافحة للسلام والتحية بين شخصين ليس بينهما أي عداوة؟»، فيما اعتبر أحد النشطاء أنها «سابقة في تاريخ الرياضة التونسية»، مستنكرا الزج بالدين في قطاع الرياضة.
وسبق للشارني أن وصفت جمهور أحد الأندية بـ»الإرهابيين» إثر اندلاع أحداث شغب في أحد الملاعب، وهو ما دعا البعض للمطالبة بإقالتها، كما اتهمها آخرون بـ»إهانة» التونسيين وانتهاك دستور البلاد إثر استقبالها لمنتج أفلام إباحية. وبررت الوزيرة المذكورة هذا الأمر بأنها لم تكن تعرف الأنشطة المشبوهة للشخص المذكور واستقبلته على أساس صفته الأخرى وهي «رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم المصغرة».
انها وزيرة ومسؤلة فهي متأثرة بسلوكيات الحكام العرب تجاه كل من يخالفهم فنهم يتهمونه بالداعشي وهو سلوكهم الحضاري عند اسيادهم
سيأتي اليوم الذي تزاح فيه من الوزارة وتتهم هي بنفس التهمة
يا أخي صافحها إن هي بدأت ولا عليك شيئ بإذن الله
هذه فتوى الشيخ القرضاوي حفظه الله
ولا حول ولا قوة الا بالله
ما يميز الشعب التونسى هو تجليله و تقديسه للذات الاهية و للدين بصورة عامة……. ما يجعله ينأى بنفسه عن اقحام المقدس فى الامور التافهة…الوعى الروحانى عند ” التوانسة ” باطنى لا يروم الرياء………عكس القوم اللذى…… على قدر جهلهم…… ترى ورعهم…
نعته بالداعشى هو وصف دقيق ….الداعشية هى فكر و هى فكر ظلامى تعيس….هذا الشخص يعتبر المرأة عورة ….و لا يمكن لمسها …هذا مرفوض فى تونس و هذا الشخص ليس له مكان فى بلادنا….و السيدة ماجدولين قبل أن تكون وزيرة هى مواطنة تونسية و ليست كتلة لحم تمشى على ساقين كما يعتبرها هذه الأنواع….و ما بالك بكونها وزيرة تمثل الدولة التونسية و هذه قلة احترام لدولة تحترم نفسها استضافته فلم يحترمها…نعم انه داعشى و انا اظيف ليس له مكان فى تونس و يجب ترحيله فورا و بدون تأخر و فى المستقبل لا يجب على الدولة بالسماح لهم بتدنيس ارضها …..تحيا تونس تحيا الجمهورية
هؤلاء الذين هاجموا الحكم اللّبناني بمن فيهم الوزيرة واتّهموه بالدّاعشيّة هم دواعش من نوع آخر لأنّه من أخصّ خصائص الدّاعشيّة أن يحكمها عقل سكولاستيكي لا يؤمن بحرّيّة الغير ، وأنا شاهدت منذ سنوات فلاّحا فرنسيّا يرفض مصافحة الرّئيس الفرنسيّ السّابق ساركوزي تعبيرا عن موقف ما فما كان من الرّئيس إلاّ أن ابتسم في وجهه وتركه دون تعليق، وهذا الحكم من حرّيته الشّخصيّة أن يصافح من يريد ويترك من يشاء تعبيرا عن قناعة أو موقف طالما أنّ ذلك يتمّ في إطار ممارسة حريّته الشّخصيّة ولا يفرضه على الآخرين.