أجواء «إيجابية» تهيمن على لقاءات القاهرة: تركيز على تمكين الحمد الله وابتعاد عن «سلاح المقاومة» وترحيل مناقشة تشكيل «حكومة الوحدة» لاجتماع الفصائل

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي»: هيمنت «أجواء التفاؤل» على اللقاءات التي يعقدها وفدان قياديان من حركتي فتح وحماس في العاصمة المصرية القاهرة، وقال الدكتور صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحماس، إن هناك تقدما في التفاهمات والتوصل لنقاط مشتركة، غير أن التوقعات بنجاحها ستكون متروكة، حتى يصبح اتفاق المصالحة الرئيسي واقعا ملموسا على الأرض.
واستهل الفريقان اللذان تجنبا الإدلاء بتصريحات صحافية عقب انتهاء جولة المباحثات الأولى أول من أمس، التي عقدت في مقر أمني لجهاز المخابرات العامة، بناء على طلب مصري، البحث في ملف تمكين حكومة التوافق من العمل الكامل في قطاع غزة، وسيطرتها على الأمن والمعابر بشكل كامل، إضافة إلى ملف الموظفين الذين عينتهم حركة حماس بعد سيطرتها على غزة.
ولم يجر في اللقاء الأول طرح أي من الملفات الخلافية بين الطرفين، بما في ذلك ملف «سلاح المقاومة»، الذي يرجح أن يكون حاضرا في هذه اللقاءات، وذلك من خلال الاكتفاء بالاتفاق على صيغة توافقية، تؤكد ضرورة وجود اتفاق كامل بين الفصائل على قراري الحرب والسلم.
وبشكل أولي جرى ترحيل بحث ملف تشكيل حكومة وحدة وطنية، واختيار برنامج لها، إلى مرحلة مقبلة تشارك فيها الفصائل التي وقعت في مايو/ أيار من عام 2011، على اتفاق المصالحة في القاهرة. وعلمت «القدس العربي» أن وفد حركة فتح يحمل «خطوات عملية» من أجل العمل على إقرارها، وهدفها تمكين حكومة التوافق من العمل بشكل كامل في قطاع غزة، ومن ضمنها الخطط الموضوعة لإدارة معابر القطاع، سواء الفاصلة عن إسرائيل أو عن مصر.
واستمرت اللقاءات التي عقدها الطرفان برعاية مصرية وحضور مسؤولين كبار في جهاز المخابرات العامة، حتى الساعة العاشرة من ليل الثلاثاء، خاصة وأنها انطلقت عند الساعة الثانية عشرة ظهرا.
وقال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إن لدى حركته «إرادة قوية» في إنجاح المصالحة، وإنه لا عودة للوراء، موضحا أن حوارات القاهرة تقوم على عدة أسس أبرزها تطبيق اتفاق القاهرة 2011، والشراكة الوطنية، وشمول الضفة المحتلة وقطاع غزة بالمصالحة، وإعادة بناء منظمة التحرير وتفعليها كمرجعية وطنية، بالإضافة إلى تفعيل المجلس التشريعي للرقابة على الحكومة.
وأكد في تصريحات لقناة «الأقصى» التابعة للحركة، أن أجواء حوار القاهرة «مطمئنة»، وأن هناك تقدما في التفاهمات والتوصل لنقاط مشتركة، وأنه من الممكن أن تحسم بعض الأمور خاصة قضية الموظفين.
وبين أن خريطة إنهاء الانقسام تتضمن ثلاث خطوات، تتمثل الأولى في تمكين الحكومة في غزة، والثانية استضافة مصر حوارا ثنائيا بين فتح وحماس لتناول الملفات الخاصة بحكومة الوفاق، والثالثة تقوم على دعوة مصر كافة الفصائل الفلسطينية لحوار شامل في غضون شهر من انتهاء هذه الجولة، لبحث تشكيل حكومة وحدة وتطبيق الملفات الخمسة المتعلقة باتفاقية المصالحة في القاهرة عام 2011.
وطمأن أسامة القواسمي المتحدث باسم حركة فتح، والموجود في العاصمة المصرية حاليا، الجميع أن الأمور إيجابية، وأن لدى وفد حركته تعليمات بإنجاز الوحدة وعدم العودة عن المصالحة. وأكد كذلك أن حالة الإجماع في حركة فتح بضرورة إنهاء الانقسام الأسود «لم ولن تتغير».
ونفت الحركتان ما جرى تناقله حول تفاصيل دقيقة للاجتماع الذي عقد في اليوم الأول، وقال مسؤولون من الطرفين إن ذلك غير صحيح، وأكدوا على ما ورد في البيان المشترك.
وفي ظل تجنب الفريقين الحديث إلى وسائل الإعلام حول تفاصيل اللقاءات، أصدرا بيانا مشتركا، تقدمتا فيه بالشكر والامتنان للقيادة المصرية لرعايتها جهود إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة، التي اتخذت أولى خطواتها بحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة وبدء حكومة الوفاق الوطني تولي مهامها بالقطاع.
وأشار البيان المشترك، الذي صدر عقب انتهاء الجلسة الأولى، إلى أنه جرى مناقشة عدد من «موضوعات ملف المصالحة الفلسطينية بعمق»، بهدف رفع المعاناة عن كاهل الشعب الفلسطيني وتخفيف الأوضاع المعيشية في قطاع غزة. وقال إن «أجواء إيجابية» سادت المباحثات، أكد خلالها المشاركون على تطلعهم لمواصلة الحوار بالروح البناءة نفسها.
وأشاعت «الأجواء الإيجابية» التي أبداها الطرفان، دون الحديث عن تفاصيل البحث ونقاط الالتقاء والخلاف، ارتياحا كبيرا في الشارع الفلسطيني خاصة في قطاع غزة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قد تلقى اتصالا هاتفيا بعد انتهاء جولة الحوار الأولى، من نائبه صالح العاروري الذي يرأس وفد الحركة في حوارات القاهرة، وضعه فيه بصورة مجريات اليوم الأول من الحوارات. وعبر هنية في بيان أصدره عن ارتياحه للأجواء السائدة، ولما استمع إليه من معطيات، مشيداً في الوقت نفسه بـ «موقف الأشقاء المصريين ودورهم في إدارة الحوار. وأكد على موقف حماس الذي تسلح به الوفد بضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتكريس الشراكة والتعددية السياسية والديمقراطية الانتخابية.
يشار إلى أن حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أكد أن وفد حركته يأتي إلى حوارات القاهرة بـ «قلوب وعقول مفتوحة من خلال قرار مركزي من قيادة الحركة بضرورة إتمام المصالحة».
وكانت مصادر قد كشفت لـ «القدس العربي» أن الجانب المصري سيقدم «صيغا توافقية» لحركتي فتح وحماس، تشمل إيجاد حلول لـ»الملفات الصعبة» التي يجري بحثها في هذه الجولة من اللقاءات الثنائية، بهدف تقريب وجهات النظر، والمحافظة على نجاح الحوار.
ويضم وفد حماس إلى جانب العاروري كلا من يحيى السنوار وخليل الحية وموسى أبو مرزوق وحسام بدران، فيما يضم وفد حركة فتح عزام الأحمد رئيسا، وعضوية أعضاء اللجنة المركزية أحمد حلس وحسين الشيخ وروحي فتوح ومدير المخابرات ماجد فرج، وفايز أبو عيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري.

أجواء «إيجابية» تهيمن على لقاءات القاهرة: تركيز على تمكين الحمد الله وابتعاد عن «سلاح المقاومة» وترحيل مناقشة تشكيل «حكومة الوحدة» لاجتماع الفصائل

أشرف الهور:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية