حلب – «القدس العربي»: أطلقت غرفة عمليات غضب الفرات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، معركة تحت مسمى الشهيد عندنان أبو أمجد لإنهاء وجود تنظيم الدولة داخل مدينة الرقة والسيطرة عليه.
وجاء في بيان اطلعت عليه «القدس العربي»، إن قوات سوريا الديمقراطية، تعلن البدء بمعركة الشهيد عدنان أبو أمجد التي تستهدف انهاء وجود تنظيم الدولة «داعش» داخل المدينة بعد أن نجحت جهود مجلس الرقة المدني ووجهاء وشيوخ محافظة الرقة في اجلاء المدنيين المتبقين من المدينة وضمان استسلام 275 من عناصر التنظيم المحليين مع عائلاتهم حسب البيان.
وأشار إلى أن حملة غضب الفرات التي يشارك فيها مقاتلو «قسد» حققت خلال أربعة أشهر من بدء معركة تحرير مدينة الرقة انتصارات كثيرة على تنظيم الدولة، حيث استطاعت قواتهم من السيطرة حتى الآن على مساحة تشكل تسعين بالمئة من كامل مدينة الرقة.
وأضاف، أن الأحياء التي تمت السيطرة عليها هي، الرميلة ، السكر، هشام بن عبد الملك، نزلة شحادة ،المشلب، الرافقه، البياطرة، (الثكنه/ الحراميه/)، المهدي، المنصور، الرومانية، السباهية، الدرعية، الإسكان، الحني، باب بغداد، الطيار، الكهرباء، البوسرايا ، الجامع القديم، البتاني (البرازي) ، النهضة، بينما تدور المعارك في المساحة المتبقية، والتي تتضمن أحياء الأكراد، مطار، حي البريد (الحرية)، السخاني، البدو، الأندلس، المطحنه.
المعركة ستستمر
وأكد البيان «أن المعركة التي أطلقتها قواتهم تحت مسمى الشهيد عدنان أبو أمجد الحاسمة ستستمر حتى السيطرة على كامل المدينة من عناصر التنظيم الذين رفضوا الاستسلام، بينهم مقاتلون أجانب أصروا على الاستمرار في قتالهم اليائس ضد قواتنا».
ويقول الصحافي الكردي السوري آلان حسن، انّ إطلاق «عملية الشهيد عدنان أبو أمجد» للسيطرة على المساحة المتبقية تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» والتي تقدر بـ 10% من إجمالي مساحة مدينة الرقة عاصمة التنظيم جاءت نتيجة فشل محاولات إنهاء المعركة عبر الوساطات التي حصلت لخروج عناصر التنظيم (سوريين وأجانبه) وذلك لأسباب منها وجود عناصر داخل الرقة كانوا ضمن المخططين لتفجيرات فرنسا الأخيرة.
واعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي أمس الأحد ان من الضروري «القضاء على اكبر عدد من الجهاديين» في الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، مشيرة إلى انهم اذا قتلوا في المعارك «فذلك افـضل بكثـير».
ويقول حسن لـ «القدس العربي»، أن أحياء مدينة الرقة ستشهد قتالاً ضارياً غيرَ مسبوقاً في الأيام القليلة القادمة، حيث سيكون المدنيون أبطال هذه الحرب، فتنظيم الدولة سيفعل كل ما بوسعه لإطالة أمد المعركة عن طريق استخدام المدنيين كدروع بشرية، واستخدامهم في الخط الأول للمواجهة.
وأشار حسن إلى أن تنظيم الدولة في نهاية معاركة التي لا تنتهي باتفاقية تضمن خروج عناصره سالمين، ستضاعف من صعوبة مهمة قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي ستضطر لتنفيذ عمليات دقيقة للغاية لضمان تحييد المدنيين عن غاراته، أو القبول لاحقاً بوساطات أخرى تنهي المعركة دون قتال.
خروج مسلحي التنظيم
من جهة أخرى طالب شيوخ ووجهاء عشائر الرقة من قوات سوريا الديمقراطية تأمين خروج مسلحي تنظيم الدولة المحليين المتبقين في الرقة، حقناً للدماء ولوضع حد لمأساة المدنيين في المدينة.
وأصدروا بياناً أطلعت عليه «القدس العربي»، أكدوا فيه على حقن الدماء ووضع حد لمأساة المدنيين العالقين داخل المدينة بعد ان انكفأ الإرهابين والمغرر بهم، ولم يبق منهم الا قلة محاصرة في نقطة او أكثر داخل المدينة لا مجال امامهم الا الاستسلام او الموت.
وأضاف البيان، لأن هدفنا التحرير وليس القتل، فقد وجهنا نداءً إلى قوات سوريةاالديمقراطية من أجل تسوية وضع من تبقى داخل المدينة من المقاتلين المحليين وتأمين خروجهم إلى مناطق خارج المدينة بضماناتنا. وقد وافقت قوات سوريا الديمقراطية على مضمون هذا النداء.
وأشاروا إلى أن وجهاء العشائر يقومون الآن بتنظيم الية لإخراج هؤلاء المخدوعين المضللين من اجل الحفاظ على حياة المدنيين الذين اتخذوهم كدروع بشرية ولحماية ما تبقى من المدينة من الدمار والخراب.
وحسب البيان فإن وجهاء وشيوخ عشائر الرقة تتكفل بضمان حياة هؤلاء الذين سيتم اخراجهم، متمنين بأن تخطو مناطق أخرى ذات الخطوات ليعم الامن والسلام في بلدهم ويتم تنظيفها من رجس الإرهاب والظلم على حد تعبير البيان.
أما على الصعيد الميداني فقد قالت مصادر للقدس العربي، إن اشتباكات عنيفة تجددت بين قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، وتنظيم الدولة في أحياء عدة من الرقة.
وأضاف المصادر، إن الإشتباكات تدور بين مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية وتنظيم الدولة في أحياء الكرد، الحرية، البدو، الأندلس، القطار، المطحنة، وحي السخاني. لافتا إلى أن مقاتلي قسد تمكنوا من السيطرة على حي البريد، وبذلك يكون محوري الحملة الشمالي والغربي التقوا مع بعضهما في الرقة.
يشار إلى أن مصادر خاصة نفت صحة الأقاويل التي تحدثت عن خروج عناصر تنظيم الدولة الإسلامية داعش، من مدينة الرقة السورية باتجاه دير الزور، فيما أكدت أن المفاوضات لا تزال مستمرة حول آلية إخراج مقاتلي التنظيم، في حين أعلنت قوات «سوريا الديمقراطية» التي تشكل الوحدات الكردية الغالبية العظمى فيها، الأحد نهاية عملية إجلاء المقاتلين السوريين من مقاتلي التنظيم في الرقة، واستمرار المعارك مع من تبقى من عناصره الأجانب، حيث اتهمت عناصر التنظيم الذين غادروا الرقة بأخذ المدنيين دروعاً بشرية لهم.