باريس – “القدس العربي”: ربما للجيل الجديد معرفة ضئيلة بصانع الأغنية الخليجية طلال مدّاح، الذي وضع المملكة العربية السعودية ومن بعدها أغاني التراث البدوي ومعها الأغنية الخليجية الحديثة في مصاف المنافسة عربيا، لا بل استطاع مع منافسه “محمد عبده” جعل هذا الغناء صناعة قدمت الخليج إلى الغرب بأجمل ما فيه.
ويكاد إعلان تكريم مدّاح، من القاهرة ضمن أهم مهرجان موسيقي عربي، أشبه باعتراف بقيمة هذا الفن في محافظته على روح البهجة والطرب. خصوصا أن “مهرجان الموسيقى العربية” المعروف بعراقته، يوسع نطاق تكريماته سنويا، وها هو يضع الخليج في قلب الفن وصدارته، بعد أن صار الخليج بأزمته الحالية في واجهة السياسة العربية.
وتكريم مداح في الدورة السادسة والعشرين التي ستنطلق في دار الأوبرا المصرية، منتصف الشهر المقبل، تأكيد إضافي أن صناعة الفن لا تعرف هُوية وطنية أو انتماء، على قدر ما هي بصمات فردية لمبدعين يحولون مع هو محلي وخاص إلى عام ومحبوب. وتجربة الملاح أبرز مثال على تحول الأغنية الخليجية والسعودية خصوصا إلى أغنية مطلوبة ومسموعة.
ولد مداح في مكة المكرمة في الخامس من آب/أغسطسمن عام 1940. كان والده عازفا على آلتي المدروف والسمسمية، وأسهم هذا الأمر في دخوله مجال الفن وجعله يعشق هذا اللون ويهواه بل مرددا له في أغلب أوقاته.
وحمل طلال مداح ألقابا عدة، الحنجرة الذهبية وقيثارة الشرق وصوت الأرض، وصنفته الساحة الفنية برائد الحداثة في الأغنية السعودية، كما تغنى بكلمات أمير الشعراء أحمد شوقي، وغنى للموسيقار محمد عبد الوهاب الذي أطلق عليه لقب “زرياب”.
ولعب الراحل طلال المداح دورًا كبيرًا في تطوير الأغنية السعودية، فهو كان أول من قدّم “الأغنية المكبلة” من خلال أغنية “وردك يا زارع الورد”، بينما كان المطربون السعوديون قبله يلحنون أعمالهم بأسلوب أغنية اللحن الواحد.
كما قدّم طلال المداح بعض الأغنيات بروح غربية، من بينها “وعد”، و”إلى حد ما”، و”شيلي اللثام”، كذلك خاض تجربة أداء الأغنية الطويلة، كـ “يا حبيب العمر”، و”تعالي”، و”خلصت القصة”، و”أحرجتني” و”أنا العاشق”.
وسيتم تكريم مداح بحضور رواد الفن العرب ونخبة من المثقفين، في حفل يتخلله غناء أعمال الراحل بأصوات فناني دار الأوبرا، كما سيتخلل الدورة إقامة ندوة تكريمية لقيثارة الشرق تحت عنوان: “طلال مداح فنه وموسيقاه”، يشارك فيها المايسترو أمير عبد المجيد، ود. سعد محمد حسن، والمايسترو خالد فؤاد، والإعلامي د. جمال فياض.
ولكن لم تقولو كيلف مات طلال مداح وكيف سوف يبعث
صار عند ربه والله أرحم الراحمين. لا يجب أن نتأول على الله ونٌنَصب أنفسنا حكاماً على الآخرين ومن الأولى أن ننصب أنفسنا حكاماً على أخطائنا ومعاصينا. أنا أسأل له الرحمة. لعله أعطى فقيراً ريال واحد سدّ به حاجة ، أكبر عند الله من الدنيا وما عليها. رحم الله طلال مداح.