مهرجان الإسكندرية السينمائي يتجاوز أخطاء الماضي

حجم الخط
1

القاهرة – «القدس العربي» : النجاح الكبير الذي حققه مهرجان الجونة السينمائي الذي انتهى منذ أسابيع قليلة وضع بقية المهرجانات المصرية في تحد كبير، خاصة مع وجود الفارق العظيم في الإمكانيات المادية بين مهرجان الجونة والمهرجانات الأخرى بما فيها مهرجان القاهرة.
وكان مهرجان الاسكندرية هو أول هذه المهرجانات التي تعرضت للتحدي، خاصة أنه أقيم بعد انتهاء مهرجان الجونة بأيام قليلة، مما جعل المقارنة مؤكدة، ونجح المهرجان هذا العام في تحقيق نجاح غير مسبوق في أي من الدورات، من حيث التنظيم والإدارة والندوات الهامة بفضل فريق مجتهد بقيادة الأمير أباظة مع كتيبة من ذوي الخبرة منهم مدير المهرجان سمير فرج، الذي كان وجوده فارقا، وكذلك ناهد صلاح وميرفت عمر وسيد محمود ومحمد يوسف، الذين كانت خبراتهم واضحة في تنظيم الفاعليات إضافة لفريق إدارة الندوات ومجموعة السكندرية وفريق الإعلام الذي مكن ضيوف المهرحان من متابعة الفعاليات ونقل لهم الفعليات لحظة بلحظة.
بدأ النجاح منذ البداية بتلافي أخطاء الدورات السابقة في ما يخص استقبال الضيوف واقامتهم، حيث كان هذا الأمر يستغرق في الماضي ساعات طويلة، إلا أن هذا لم يحدث في هذه الدورة، التي تم التسكين فيها خلال وقت قصير، إضافة إلى الحصول على المطبوعات في الدقائق الأولى من وصولهم للمهرجان، ولم تكن هناك أي مشكلة في ذلك أو في وسائل النقل.
ثم كان حفل الافتتاح الذي جاء بسيطا ومنظما من إخراج الموهوب هشام عطوة ووضع له الموسيقى الفنان كريم عرفة، الذي قدم كعاته موسيقى رائعة ومبهجة تتناسب مع أجواء الحفل دون فذلكة أو استعراض عضلات، كذلك كان اختيار الكلمات والأصوات التي تغنت بها اختيارا موفقا تماما.
كانت كثرة المسابقات من أخطاء الدورات السابقة التي تلافاها المهرجان هذا العام حيث كانت هناك ثلاث مسابقات فقط هي مسابقة الأفلام الطويلة لدول البحر المتوسط، ومسابقة الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة لدول البحر المتوسط ومسابقة نور الشريف للفيلم العربي، وهو ما ساعد على عدم الازحام وامكانية المتابعة.
ورغم الميزانية الضعيفة والثابتة للمهرجان من عدة سنوات، والتي تؤثر بالتأكيد على مستوى الأفلام المعروض، نظرا لأنه بات من المعروف أن الأفلام لا تشارك في المهرجانات إلا بمقابل مادي كبير، أو جوائز كبيرة وهما أمران غير متوفرين في الإسكندرية إلا أن المهرجان عرض عددا من الأفلام المهمة منها على سبيل المثال فيلم «زهرة حلب» للمخرج التونسي الكبير رضا باهي، الذي حصل على جائزة أحسن إخراج وحصلت عنه أيضا هند صبري على جائزة أحسن ممثلة في مسابقة الأفلام الروائية لدول البحر المتوسط.
من الأفلام الهامة التي عرضات في المهرجان أيضا فيلم السوري «الأب» للمخرج باسل الخطيب، الذي فاز بجائزة أحسن فيلم في مسابقة «نور الشريف» للفيلم العربي وفاز عنه أيمن زيدان بجائزة أحسن ممثل في المسابقة نفسها.
كذلك فيلم «نور اللبناني»، الذي حصل مخرجه خليل عزوز على جائزة أحسن مخرج في المسايقة.
كانت هناك أيضا مجموعة من الأفلام الوثائقية المتميزة، منها الفيلم الايطالي «نيران في الأحذية» والقبرصي «أرض مشتركة». تميزت هذه الدورة أيضا بعدد كبير من الندوات المهمة، منها ندوة مناقشة الملكية الفكرية وخرجت بتوصيات للجهات المعنية بضرورة حفظ حق المبدع إسوة بالبلاد المتقدمة.
وندوة لفيلم «مولانا» بحضور إبراهيم عيسى، مؤالف الفيلم ومجدي أحمد علي الفيلم ومحمد العدل المنتج المنفذ ورمزي العدل أحد أبطال الفيلم وندوة تكريم الكاتب العظيم الراحل محفوظ عبد الرحمن، الذي كرمه المهرجان من قبل في حياته، وندوة تكريم الأبطال الحقيقيين لموقعة «إيلات».
إضافة لندوات المكرمين منهم النجمة الاسبانية أييدة فولش والمخرج الفلسطيني ميشيل خليفي والمخرج المصري خالد يوسف والكاتبة المصرية نعمة الله حسين التي كان اختيارها موفقا بشدة لقيمتها كناقدة وكاتبة صحافية متميزة قدمت عبر تاريخها مئات المقالات النقدية والتغطيات للمهرجانات العالمية، حيث تعد نافذة على هذه المهرجانت، كما أنها استاذة لأجيال كثيرة في مجال الصحافة. واستمرت ورشة التصوير، التي يقيمها مدير التصوير القدير سعيد شيمي سنويا في المهرجان، والتي تعطي الفرصة لشباب الاسكندرية الذين ليست لديهم فرصة المعيشة في القاهرة لتعلم التصوير، خاصة أن شيمي الى جانب خبرته الكبيرة وكفاءاته يتميز بقدرته على التعليم وتوصيل المعلومات، مما يشكل فائدة كبيرة لهؤلاء الشباب. ثم جاء حفل الختام كنهاية عرس جميل بسيط أيضا ورائع، وأنا أدعو أجهزة الدولة المصرية للنظر بعين الاعتبار لمهرجان الإسكندرية وتقدير النجاح الكبير الذي حققه رغم قلة المكانيات، مما يؤكد ضرورة زيادة الميزانية ليتناسب مع أهمية هذا المهرجان الكبير ودوره السياسي والفني الإقليمي.فهل من مجيب؟

مهرجان الإسكندرية السينمائي يتجاوز أخطاء الماضي

فايزة هنداوي

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Alaa Sayed Egypt:

    مقال هادئ , منصف , موضوعى , متزن , شامل و يتسم بدقة العبارات التى لا تقبل التحريف خاصة أنها صدرت من ناقدة فنية لا تجيد المجاملة على حساب الحيادية و تمتاز بشمول التقييم فى كتاباتها رغم صعوبة ذلك و ربما ساعدها على ذلك كونها من الأقلام التى صقلت موهبتها من خلال تنقلها بين الكثير من الإصدارات الورقية و المواقع الإلكترونية الشهيرة و المشهود لها بالحيادية و المهنية و أيضآ لمشاركاتها المتعددة فى الكثير من المهرجانات كعضوة فى لجان التحكيم & إنصافآ قرأت تقييم غير صاخب كما إعتدنا من الآخرين كل مرة لحدث فنى هام كتبته ناقدة متمكنة من أدواتها ولعله يدرس فى الأكاديميات المتخصصة ليكون نموذج للتقييم والنقد الفنى

إشترك في قائمتنا البريدية