سانتياغو ـ «القدس العربي»: مع سقوط منتخب تشيلي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم، وفشله في اللحاق بقطار المتأهلين، يدور الجدل حاليا عما إذا كانت هذه السقطة هي بداية النهاية لما وصف بـ»الجيل الذهبي» للكرة التشيلية.
وعلى مدار العقد الأخير، كان هذا الجيل من اللاعبين مصدر السعادة لجماهير تشيلي حيث استطاع تحويل أحلامهم إلى حقيقة خلال السنوات الماضية قبل أن يسقط في فخ الفشل. وأجمعت الصحافة الرياضية في تشيلي على أن الهزيمة التي نالها المنتخب أمام نظيره البرازيلي صفر/3، كانت نهاية طبيعية لمسيرة متواضعة ومهتزة في التصفيات تضافرت مع مفارقة غريبة لتحرم الفريق من بلوغ النهائيات في 2018 بعد مشاركتين رائعتين في 2010 و2014 لتقضي على حلم «الجيل الذهبي». وبعد هزيمة الفريق أمام باراغواي وبوليفيا في جولتين سابقتين، كان متوقعا أن يواجه المنتخب التشيلي صعوبة بالغة في التأهل للمونديال، خاصة أن مباراة الفريق الأخيرة في التصفيات في ضيافة المنتخب البرازيلي القوي. وكان الفريق بحاجة إلى معجزة لأنها الوحيدة القادرة على تغيير هذا الوضع الصعب للفريق في التصفيات لكن المعجزة لم تتحقق. وتعرض منتخب تشيلي لانتقادات عدة على مدار أسابيع خاصة، وأن مستوى الفريق سار من «سيئ إلى أسوأ» حتى أصبح حلم التأهل للمونديال «صعب المنال» رغم وجود هذه المجموعة المتميزة من اللاعبين. ولأن المصائب لا تأتي فرادى، كان أول من أعلن عدم استمراره مع الفريق المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيزي والذي حملته الجماهير مسؤولية السقوط في التصفيات. وقال بيزي، بعد الفشل في التأهل: «أنا المسؤول الأول وفترتي مع الفريق انتهت هنا». كما أصبح رحيل عدد من اللاعبين عن الفريق أمرا محتملا بشدة، وفي مقدمتهم كلاوديو برافو حارس وقائد الفريق، حيث قال إنه سيأخذ بعض الوقت «للتفكير» بشأن استمراره مع الفريق. وفي المقابل، عدل أرتورو فيدال نجم الفريق عن اتجاهه السابق وأكد استمراره مع الفريق في الفترة المقبلة. وكان فيدال، الذي غاب عن المباراة أمام البرازيل بسبب الإيقاف، أعلن قبل شهر واحد أن هذه المباريات قد تصبح الأخيرة له مع الفريق. لكن نجم بايرن ميونيخ عدل عن هذا الموقف، وقال: «إنه وقت عصيب للغاية، وهنا يظهر الأقوياء. منتخب تشيلي فريق من المحاربين. أفتخر بالانتماء لهذه المجموعة، ولن أتركها. سنستكمل المسيرة سويا حتى النهاية. ما زلت تحت أمر المنتخب، منتخبنا». وأضاف: «لدينا الكثير لنحارب من أجله. أمامنا الكثير من السعادة في المستقبل». وينتمي برافو وفيدال لهذا المنتخب الذي بدأ تكوينه في 2007 تحت قيادة المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا الذي اعتبره كثير من مشجعي تشيلي أكثر المدربين نجاحا، حيث غير شكل منتخب تشيلي في أمريكا الجنوبية. وقاد بييلسا منتخب تشيلي إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا معتمدا على مجموعة من اللاعبين مثل أليكسيس سانشيز وغاري ميديل وتشارلز أرانغيز وغونزالو خارا ومارسيلو دياز وإدواردو فارغاس لتصبح هذه المجموعة «الجيل الذهبي» من لاعبي كرة القدم في تشيلي. ومع مدرب أرجنتيني آخر هو خورخي سامباولي، تأهل هذا الجيل إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل. وبعدها بعام فاز بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2015) ليكون اللقب الأول في تاريخ المنتخب. وأصبح أبرز إنجاز في تاريخ تشيلي حيث كان أكبر إنجاز سابق احتلال المركز الثالث في كأس العالم 1962 التي استضافتها تشيلي. وبعدها، تولى بيزي مسؤولية الفريق وقاده للفوز بالنسخة المئوية لكوبا أمريكا في 2016 بالولايات المتحدة ليضمن المشاركة ممثلا عن قارة أمريكا الجنوبية في كأس القارات التي استضافتها روسيا منتصف العام الحالي. ومع غياب الفريق عن كأس العالم في النسخة المقبلة عام 2018، سيكون لدى تشيلي الوقت الكافي للتعافي واستعادة الاتزان والبحث عن مدرب جديد، وكذلك إيجاد لاعبين يمكنهم شغل الفراغ الذي سيتركه بعض ممن يرغبون في الرحيل. وأشارت وسائل الإعلام إلى المدرب مانويل بيلغريني الذي يعمل حاليا في الصين ليكون بديلا لبيزي. ويحتاج المدرب الجديد، إلى جانب مهمته في استعادة المستوى العالي للفريق بشكل عام، إلى إعادة الانضباط لصفوف الفريق. ووضعت كارلا باردو زوجة الحارس كلاوديو برافو إصبعها على الجرح الذي يعاني منه الفريق وأشارت إلى أنه فيما عانى بعض لاعبي الفريق من الحزن بعد الهزيمة أمام البرازيل والخروج من التصفيات «ذهب البعض للاحتفال ولم يتدربوا بسبب انخراطهم في تناول الكحوليات».