الرباط ـ «القدس العربي» : كان يوزع الورود على زميلاته بمناسبة يوم المرأة العالمي، ليجد نفسه متهما بتوزيع منشورات ذات حمولة سياسية. إنه الأستاذ المغربي عبد العزيز احنيني الذي أصدر في حقه المجلس التأديبي للمؤسسة التي يعمل فيها قرارا بالتوقيف عن العمل والحرمان من الراتب الشهري لمدة 75 يوما.
قضية شغلت الرأي العام المحلي في إقليم ميدلت (الواقع في جبال الأطلس المتوسط) وانتقل صداها إلى المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، ما اضطر مديرية التعليم بالإقليم المذكور إلى إصدار بيان أوضحت فيه أن الأستاذ الموقوف عن العمل كان يوزع منشورات ذات حمولة سياسية في فضاء المؤسسة التعليمية.
كان لا بد لهذه القضية أن تأخذ مسارا متشعبا وطويلا لأكثر من عام ونصف العام، تخللته مراسلات بين المؤسسات المعنية حسب ترتيبها الإداري، إلى أن جرى تشكيل لجنة للبحث في الملف، ليُعرَض على المجلس التأديبي الذي قال «كلمته».
غير أن هذه الكلمة التي كانت بحد السيف لم ترُق للأستاذ الموقوف عن العمل، فأصدر بيان حقيقة، يوضح فيه ملابسات توقيفه المؤقت عن العمل، مشيرا إلى أن الحكاية تعود إلى الثامن من آذار/ مارس 2016، حيث فكر في صيغة لتكريم زميلاته الأستاذات بمناسبة يوم المرأة العالمي، فحمل معه باقة ورد، وزعها عليهن في قاعة الاستراحة بالمؤسسة التعليمية بحضور موظفين إداريين.
عبد العزيز احنيني الذي يُدرِّس مادة علوم الحياة والأرض، يجر وراءه خبرة ميدانية في التعليم تناهز 31 سنة، ويؤكد أن ملفه المهني نظيف لا أثر فيه لأي مخالفات مهنية أو تربوية أو أخلاقية. كما يشدد في بيانه المنشور بموقع «الجماعة»، على أن ما نُسب إليه من تهم بخصوص توزيع «منشورات ذات حمولة سياسية» داخل فضاء المؤسسة هي اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، مطالبا المدعي بالإتيان بالبينة.
أما الأستاذات الاتي تلقين منه الورد بمناسبة الثامن من مارس في قاعة الاستراحة في المؤسسة فلم ينكرن الجميل من وراء تلك الحركة النبيلة، إذ أصررن على أن يقدمن أنفسهن شهود إنكار، حيث نفين نفيا قاطعا تسلمهن أي منشور من الأستاذ الذي لا يخفي اعتزازه بتلك المبادرة الإنسانية الرمزية. أما الاتهامات الأخرى فهي ـ كما يقول ـ «باطلة، وما بُني على باطل فهو باطل، والواجب إلغاء العقوبة الصادرة في حقي فورا.»
وإذا عُرف السبب بطل العجب، والسبب في هذه القضية يتمثل في انتماء الأستاذ احنيني إلى «جماعة العدل والإحسان» الإسلامية المحظورة من طرف السلطات. لكن بطل الحكاية يرد على ذلك بالقول إن الأمر يتعلق بقناعة فكرية واختيار شخصي، ومتى كانت القناعات جريمة يعاقب عليها؟ مستدركا الإشارة إلى قيام الأجهزة الإدارية في عدة مدن مغربية بإعفاء أكثر من 150 شخصا منتمين لتلك الجماعة من مناصبهم خلال السنة الجارية.
وكشف عن أن مسؤولا أمنيا من الاستخبارات قام ـ بعد واقعة توزيع الورد بأسبوعين ـ بزيارة لفضاء المؤسسة، حيث صال وجال وحام حول القاعة التي يدرّس فيها الأستاذ «بشكل مستفز جدا» حسب تعبيره. ولا يتردد احنيني في المطالبة بإلغاء العقوبة وإنصافه مما أصابه، معلنا تشبثه بحقه في الدفاع عن نفسه بكل الوسائل المشروعة.
الطاهر الطويل
نعم التفكير ممنوع فعلى الانسان المغربي ان يعيش دون ان يفكر او يتدبر اموره اذ يوجد جلالته الذي يفكر مكانه في كل شيئ
قد يكون توزيع الورود وراءه مكيدة ضد جلالته وما في ذلك شك
على المغربي ان يكتفي بالقيل من الاكل والنوم والعمل الشاق وليس له غير ذلك
الذي يقمع الأفكار الحرة ويحارب مربيه ومعلميه الذين يرفضون دخول بيت الطاعة عمره قصير ولو اجتمعت كل مؤسسات الماركتينغ لتلميع صورته عبر الفضائيات والصحف لأن الانسان الحر هو أساس قيام كل نظام وسر بقاء كل دولة.
جماعة العدل والإحسان تنظيم ثيوقراطي قروسطوي يعارض النظام الملكي المخزني ويسعى إلى إقامة نظام حكم رجعي استبدادي متخلف. قد يكون الأستاذ مظلوما من لدن السلطة بسبب انتمائه لهذه الجماعة. لكن التعليق حول الموضوع على أساس أن الشعب المغربي برمته مقموع وغير حر وما إلى ذلك ينبغي أن لا ينسي بعض المعلقين خرافة الرئيس الذي انتخبه الشعب الحر دون أن يقوم بحملة انتخابية لعجزه الصحي ولأنه غير قادر على الحركة و لا ينبس ببنت شفة…
أعتقد أن قضية الأستاذ هذا (معقدة) وقد لا يجد لها حتى أشهر المحامين في العالم حلا لو عرضت على المحاكم؛ فهناك أسباب وجيهة تجعل الإدارة ترتاب في تصرفه هذا وتتهمه، وتوقفه عن العمل ربما لمدة تزيد حتى عن 75 يوما! وستكون للإدارة أسباب منطقية للشك في الأستاذ، وفي سلوكه. فمن طبيعة أعضاء جماعة العدل والإحسان أن يوزعوا منشورات سياسية لا ورودا، وحتى لو افترضنا أن الأستاذ كان بالفعل يوزع ورودا على زميلاته في العمل بمناسبة يوم النساء العالمي، فمن يضمن لنا أن نيته كانت حسنة وأنه لم يستغل المناسبة العالمية (للتحرش) الناعم بزميلاته؟ وأنا في الواقع لا أجد له مخرجا من هذه (الورطة) وأجده (متهما) في كل الحالات ولا سبيل أمامه سوى الإقرار بجريرته وترك محاولة تضليل الإدارة، فذلك لن يفيد في شيء وسيعقد القضية أكثر، فحتى لو تبين أنه كان يوزع ورودا لا منشورات، وكانت طويته سليمة ولم يكن متربصا بزميلاته في العمل، فما الذي يدفع مدرسا لترك القيام بواجبه في إلقاء الدروس على الطلبة و (التفرغ) لتوزيع الورود! ربما كان عليه أن يقوم بهذه ( المبادرة) خارج أوقات العمل بحيث يطرق أبواب منازل زميلاته ( المستهدفات) من العملية ويوزع عليهن الورود كما يشاء، ولكن الصعوبة في هذا الإختيار الأخير أنه قد يكون من بين زميلاته متزوجات وقد يرتاب أزواجهن – كما السلطة- في دوافع الأستاذ وربما رفعوا ضده دعاوى في المحاكم يتهمونه بتهم يتمنى معها لو اعترف للإدارة بتوزيغ منشورات سياسية وتخلص من شكوك الأزواج ووساوسهم!
الحكاية فيها الكثير من الزوايا المعتمة ولا بد لإضاءتها من الاستماع لشهادة الطرف الآخر. حكاية الورد (رغم شبهة إهداء وردة لامرأة خصوصا إن كانت متزوجة…) غير مقنعة البتة. ففي مدارسنا ومن خلال تجربتي الشخصية توزع الورود والحلويات وتقام حفلات التكريم للأستاذات والأساتذة والمفتشين التربويين دون تدخل من أحد لا مخابرات ولا يحزنون…المطلوب فقط عدم استغلال فضاء تعليمي تربوي من اجل دعاية حزبية أو ما شابه ذلك…
ملاحظة على الهامش: “عيد” المرأة عيد علماني والأخ الأستاذ “إسلامي” كما فهمت فما علاقة هذا بذاك؟ أليس في الإسلام ما يغني عن مثل هذه “الأعياد” التي ابتدعها الغرب؟ السلام عليكم.
أتفق مع الزميلين عبد المجيد وأسامة حميد
لما كنت طالبا في الجامعة كانت جماعة العدل والإحسان تدين الاحتفال بهذا اليوم
ترى ما الذي حدث؟
ولا أظن أن الإدارة ستجر عليها كل هذه المشاكل بشكل مجاني
هذا توزيع الورود ليس ثقافة مغربية و تلك النساء لا علاقة له بهم هن اجنبيات و الله اعلم