أردوغان يعتبر أبراج اسطنبول «إهانة» لتاريخ المدينة والمعارضة تصفها بـ«الخيانة»

حجم الخط
5

إسطنبول ـ «القدس العربي»: عاد الجدل حول تأثير الأبراج العالية والمجمعات السكنية الكبيرة على مكانة إسطنبول التاريخية إلى الواجهة مجدداً وبقوة عندنا اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه من ضمن المسؤولين عن وصفها «إهانة إسطنبول»، وردت المعارضة على ذلك باعتبار ما يحدث «خيانة» وليس مجرد إهانة للمدنية.
ومنذ سنوات طويلة، يدور جدل واسع بين المواطنين والسياسيين الأتراك حول تأثير تصاعد البنيان وبشكل غير منظم في المدينة على مكانتها التاريخية حيث باتت تحجب بعض هذه المباني الرؤية عن معالم اسطنبول الكبرى وتظهر في خلفية الصور الملتقطة لها في مشهد يعتبره الكثيرون تشويهاً لمنظر المدينة ومعالمها.
وبعد أن كانت معالم اسطنبول الرئيسية تحلق وحيدةً في سماء المدينة وتظهر متربعة على أعلى التلال والمناطق باتت المباني التجارية الضخمة والمجمعات السكنية الكبيرة والأبراج العالية تنافس مكانتها وتؤثر على عدد من المعالم ومنها مسجد السلطان أحمد ومتحف آيا صوفيا ومسجد الفاتح وضفاف مضيق البوسفور.
وقبل أيام، انتقد أردوغان الذي عمل لسنوات رئيساً لبلدية إسطنبول بشدة هذه الظاهرة ولم يعفي نفسه من المسؤولية عن هذا الأمر، قائلاً: «نحن لم نعلم قيمة هذه المدينة الاستثنائية، أهنا هذه المدينة، وما زلنا نستهين بها حتى اليوم، وأنا أيضاً من المسؤولين هذا الأمر».
ولفت إلى أنه يجب الحفاظ على الطابع التاريخي للمدينة وكل الآثار التي تشير إلى جميع الحقب التاريخية التي مرت بها من البيزنطيين والرومان والدولة العثمانية وغيرها، وقال: «يجب أن تبقى هذه المدينة تحمل روح الأجداد ومنقوش على خشبها تاريخها الطويل».
وتتهم المعارضة التركية الحكومة بأنها المسئولة عن تحويل العديد من المناطق ومساحات الأراضي التي كان يمنع البناء بها إلى مناطق مسموح البناء عليها ومنحها أو بيعها لرجال أعمال مقربين من الحزب الحاكم لبناء مشاريع تجارية وسكنية عليها، الأمر الذي شوه منظر المدينة التاريخية.
زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية كمال كليتشدار أوغلو استغل تصريحات أردوغان لشن هجوم غير مسبوق على الرئيس التركي، وقال: «أردوغان اعترف أنه خان إسطنبول وأنه ما زال يخونها حسب تعبيره ولهذا نقول له إن من يقوم بذلك لا يمكن أن يقود الدولة»، وطالب الرئيس التركي بإعلان استقالته.
وقال زعيم المعارضة وهو يحمل صورة لمسجد السلطات أحمد يظهر خلفها عدد من الأبراج الشاهقة: «هذه الأبراج هي أبراج الخيانة، هذه خيانة لإسطنبول، صدر قرار من القضاء والمحاكم التركية بهدم هذه الأبراج ولم يتم هدمها حتى اليوم»، متهماً الحكومة بالتغطية على رجال الأعمال الذي يقومون ببناء هذه المشاريع.
وعام 2014، وافقت الحكومة التركية على أمرٍ بإزالة ثلاثة أبراج في منطقة زيتينبورونو في إسطنبول من أجل حماية المناظر التاريخية للمباني الرئيسية المعروفة مثل الجامع الأزرق وقصر توبكابي وآيا صوفيا، التي تظهر هذه المباني في المنظر الخلفي لها.
وباتت المجمعات السكنية الشاهقة والتي تمتد على مساحات واسعة جداً تسيطر على مشهد المدينة التي يقطن بها 15 مليون تركي وقرابة مليونين من اللاجئين والمقيمين ويزورها سنوياً ملايين السياح الأجانب، في ظل نمو سوق العقارات في تركيا وفتح المجال أمام بيع الشقق السكنية الفارهة للمستثمرين الأجانب في خطوة تنتقدها المعارضة وتقول إن الحكومة تسعى من خلالها للتغطية على الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، على حد تعبيرها.

أردوغان يعتبر أبراج اسطنبول «إهانة» لتاريخ المدينة والمعارضة تصفها بـ«الخيانة»
اعترف أنه ضمن المسؤولين عن هذه «الإهانة»
إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    هناك إسطمبول الآسيوية وبها القليل من الآثار الإسلامية كمسجد الصحابي أبو أيوب الأنصاري
    وهناك إسطمبول الأوروبية والتي تزخر بالآثار الإسلامية وهو المكان الذي يقصده أردوغان
    كنت بزيارة سياحية لإسطمبول الغربية لمدة إسبوع واحد لم تكفِ لمشاهدة جميع الآثار
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول خضر الحداد:

    السيد داود الكروي لا يكتب اسم المدينة بالعربية كما كتبته انت بل استانبول حيث بولي باليونانية تعني المدينة كقسطنطين بولي وهي اسمها الاصلي وغيرت الى استانبول اي المدينة المستردة أو المدينة المرادة على وزن اسمها اليوناني الاصلي

  3. يقول صالح العلي:

    في زيارة استغرقت أسبوعين الى مدينة اسطنبول الجبارة شاهدت بام عيني عددا كبيرا من الاثار الاسلامية المدهشة في كل شيء في هندستها وريازتها وفنها وضخامتها ومتانة أبنيتها ولكن اهم ما شاهدته هو ان المسلم التركي حينما يتوجه الى المسجد للصلاة سواء كان يوم الجمعة او في ايام الأسبوع العادية لا يذهب لأداء واجب وفريضة مفروضة عليه كمسلم فقط وإنما يذهب الى الجامع ليعيش وقتا من التعبد والخشوع وليعيش اجواء روحانية وتعددية حقيقية كما لاحظت ان أئمة المساجد يقدمون فبل ان يحين موعد الصلاة محاضرات يتم خلالها شرح وتوضيح معاني بعض من آيات الذكر الحكيم او بعض الوقائع والقصص الاسلامية ذات المغزى قد تستغرق تلك المحاضرات نصف ساعة او اقل وهو ما نفتقر له في عالمنا العربي

  4. يقول BOUMEDIENNE:

    بالتاكيد لقد استفاق اردوغان وعرف الغرب على حقيقته وطرحه صائب.

  5. يقول عليان //الأردن:

    ما فات الأوان يا أردوجان ليصدر قانون يمنع بنأ أبراج والبنايات الضخمه في محيط دائره يتم تحديد قطرها حول الأماكن الأثريه….

إشترك في قائمتنا البريدية