تونس ـ «القدس العربي» من حسن سلمان: أثارت تصريحات لنائب رئيس حركة «النهضة» عبد الفتاح مورو اعتبر فيها أنه لا يمكن الحديث عن استقرار سياسي في بلد يحكمه شيخان، جدلا كبيرا في تونس، حيث استنكر عدد من قيادات الحركة هذا التصريح، مطالبين بـ»استجواب» مورو داخل مؤسسات الحركة، فيما اعتبرت المعارضة أنه دليل آخر على «التوافق المغشوش» بين «النداء» و»النهضة».
وكان مورو اعتبر في تصريح لصحيفة «لا تريبون دو جنيف» السويسرية أنه لا يمكن تحقيق استقرار سياسي في دولة يحكمها شيخان كالباجي قائد السبسي وراشد الغنوشي. وتساءل «هل يمكن اعتبار دولة يرأسها شخص يبلغ من العمر 93 عاما متحالف مع راشد الغنوشي البالغ من العمر 76 عاما، مستقرة حقا؟ ماذا سيحدث إذا اختفى (توفي) أحدهما؟ وخاصة أنه لا يوجد اتفاق (واضح) بين الطرفين؟».
تصريحات مورو أثارت موجة استنكار داخل الحركة، حيث اعتبر وزير الصناعة والقيادي في الحركة، عماد الحمامي، أن تصريحات مورو غريبة وغير مقبولة وخاصة أنها صادرة عن نائب رئيس البرلمان ونائب رئيس الحركة، مشيرا إلى أنه سيتم الخوض فيها داخل مؤسسات حركة «النهضة».
وأضاف «التوافق بين النهضة والنداء سيستمر إلى عقد على الأقل لأن فيه مصلحة للاستقرار السياسي في البلاد. والشيخان السبسي والغنوشي ليس لدينا منهم الكثير»، مشيدا بدور الرئيس الباجي قائد السبسي في إحداث التوازن السياسي في البلاد.
وأضاف رئيس الكتلة البرلمانية للحركة نور الدين البحيري «التوافق الذي بدأ مع النداء ثم توسع، يخدم مصلحة البلاد واستكمال الانتقال الديمقراطي والمصالحة بين التونسيين وتحقيق التنمية».
فيما اعتبر الأمين العام لحزب «التيار الديمقراطي» غازي الشواشي أن تصريحات مورو «أثبتت بالدليل القاطع مخاوفنا من مستقبل تونس في ظل هذا التوافق». وأضاف «مورو أشار إلى أن التوافق مغشوش وعاقر وسيؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل وهذا ما كنا نحذر منه».
واعتبر أنه «لا يمكن للنهضة ونداء تونس أن يؤسسوا لمستقبل جيد في البلاد لأن ما يفرقهم أكثر مما يجمعهم وعداواتهم تعود لسنوات، فكل واحد منهم شيطانه في جيبه».
وكتب القاضي أحمد الرحموني رئيس «المرصد التونسي لاستقلال القضاء» على صفحته في موقع «فيسبوك»: «لم أكن اتصور أن يأخذ تصريح عبد الفتاح مورو (…) كل هذا المدى إلا أن يكون ذلك مبررا في سياق الحديث في الفترة الأخيرة عن صحة الرئيس!» (في إشارة إلى الجدل المستمر حول صحة الرئيس التونسي).
وأضاف «التصريح في حد ذاته لم يتجاوز أربعة أسطر وفحواه لم يقترب – حقيقة – إلى عتبة الكفر! ماذا قال «سيئ الحظ «حتى يهدده رفاقه بأن الأمر سيعرض على هياكل الحركة؟».
وأضاف منتقدا تعليق الحمامي على تصريحات مورو «مقتضى هذا الجواب لا يلغي بطبيعة الحال حرية مورو في التعبير عن رأيه بالصيغة التي يراها دون خشية من «الإجراءات التأديبية» وحقه كذلك في التنقل من دون رقيب يعد عليه أنفاسه! لكن شخصيا لم أكن أتصور أن يبلغ مستوى البديهة والارتجال لدى عماد الحمامي إلى حد جوابه بالقول: الشيخان السبسي والغنوشي ليس لدينا منهم الكثير!.فهل خانته مفردات اللغة الخشبية المتاحة حتى يختار هذا الجواب؟».
ولطالما انتقدت المعارضة التونسية التوافق القائم بين حزبي «النداء» و»النهضة» والذي تحمله مسؤولية جميع الأزمات القائمة في البلاد، فيما يؤكد الحزبان الكبيران أنه ساهم في استقرار البلاد سياسيا وأمنيا، وجنّبها سيناريوهات تتشابه مع ما يحدث في عدد من الدول العربية.
لا توجد برامج مشتركة بين هذين الشيخين سوا المصالح السياسية لكلاهما !
ولا حول ولا قوة الا بالله
الدكتور الغنوشي أنقذ نفسه والحركة من مصير حتمي كما حدث في مصر , ولكني أتفق مع الشيخ عبد الفتاح مورو , الخلاف جذري بين السبسي والنهضة , هو يقول رأيه فلماذا الحجر عليه ؟ !