اكسير الحياة: عش تيساً تعمر طويلاً
اكسير الحياة: عش تيساً تعمر طويلاً بشري سارة.. لقد اكتشفت الوصفة السحرية واكسير الحياة الاْبدية ولن أبخل عليكم بالبوح بها فهي طريقة سلسة ومضمونة وعواقبها ليست وخيمة، سأقوم بتلخيصها حتي تباشروا بتجريبها.أولاً: تشفير جميع المحطات الفضائية التي تبث الاْخبار والاْحداث اليومية وتجاهلها أو حذفها نهائياً فهي مليئة بالهم والغم وتنقل الينا الحروب وصور القتل والاغتيالات والدمار علي مدار الساعة، وتطل علينا بوجوه سمجة من المحللين السياسيين وعلماء الدين وخبراء الاقتصاد والاستراتيجية الدولية من يراهم ويستمع اليهم يعتقد بأننا سنصل الي كوكب زحل لما يتمتعون به من خبرات في جميع المجالات كالعلوم التقنية والافتاءات الشرعية وقدراتهم السحرية علي تحليل الاْمور بموضوعية.ثانياً: بما أنك مواطن عربي تقبل فكرة أنك لست من البشر علي الاْقل في هذا الزمن الرديء وكن تلقائي وأطلق العنان للنزوات الطفولية وتعود علي الرضوخ والانحناء والاستسلام واقتدي بالحكام والنبلاء العرب ستصل الي مرحلة أرذل العمر وأجل عمل اليوم الي الغد فأمامك متسع من الوقت فللعمر بقية لتعبث بحرية.ثالثاً: لاتقع في شرك أحاسيسك ومشاعرك الجياشة وتعود علي البلادة وتجنب ارهاق فكرك وذهنك لذا يجب أن تختار نمطاً وسلوكاً آخر في حياتك كالتتييس والاستحمار، وعود ذاكرتك علي الوهن وروضها علي النسيان واقطع الرباط الوثيق بين الصور العقلية المستمدة من الواقع المحيط والاْحداث المرتبطة بتأريخ معين واقطع السيل المحتشد من ذكريات الماضي الغابر كالمجازر والمذابح التي ارتكبت بحقنا وسقوط القتلي بأعداد مرعبة والتي يصعب احصاؤها كما حدث في صبرا وشاتيلا وغيرها الكثير فقد أصبحت في طي النسيان.رابعاً: كف عن الادعاء بأننا نعيش مرحلة الانحطاط الحضاري وغيره من الترهات فهذه عبارة عن أفكار زائفة وأوهام تسلطية لا تتفق بحال من الاْحوال مع الواقع الذي نعيشه، ويجب تبديد هذا الغبش لاْننا حلفاء أمريكا وندا لها ونحن دويلات ومشيخات عظمي لها وزنها والكل يهابها فنساؤنا متألقات ويضاهين الغربيات رونقاً واثارة وتحرراً وفجوراً والدلائل والقرائن علي ذلك امتلاك أوليائنا لسلاح الفضائيات الماجنة، وطاقاتنا الجنسية اللامتناهيه هي سر تفوقنا في مضامير الحياة وأقوي من قنابل أعداء الاْمة النووية والذرية الذين يتربصون بنا.خامساً: مارس التأمل والاسترخاء حتي تصل الي مرحلة البارانويا (الجنون) والهذيان المزمن لاْنه ثبت علمياً أن الذين فقدوا الاتصال بالواقع لا يصابون بالقرحة والربو ومتاعب الهضم أو الصداع النفسي ولا يتعرضون لاْنواع التوتر لاْن مشكلات الدنيا برمتها لا تشغلهم.سادسا: أتركوا الملوك والرؤساء والاْمراء وحماة الاْمة وشأنهم فهم يبذلون قصاري جهدهم لاسترضاء أسيادهم الاْمريكان فهم سادة عصر الخنوع والانحناء والانهزام.اذا أخذتم هذه النصائح علي محمل الجد وطبقتم الارشادات بحذافيرها أؤكد لكم بأنكم لن تصابوا بالجلطات والسكتات الدماغية والذبحات الصدرية والاْزمات القلبية ولا حتي الشلل الرعاش وستحافظون علي الشباب الدائم وتبقون صغارا وأقوياء فقط علي زوجاتكم وأطفالكم، وتناكحوا وتكاثروا وكلوا ما لذ لكم وطاب، فقد خلقتم في هذه الدنيا للذة والمتعة، وأنضموا الي قطعان التيوس.ناصر الحايك ـ النمسا[email protected]