عمان – موسكو- «القدس العربي»: ليست مصادفة بالتأكيد تلك التي جمعت وقبل اكتمال الأسبوع الماضي بين أول «استقبال» رسمي في موسكو للسفير الأردني الجديد والدبلوماسي الهادئ أمجد العضايلة ونقاش أثار الجدل حول زيارة يفترض أن يقوم بها لدمشق رئيس الديوان الملكي الأردني الدكتور فايز طراونة يتم خلالها تسليم رسالة ما من الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
حراك «القصر الملكي» الأردني ملموس في هذا الاتجاه ليس فقط لأن عمّان ساعية بحماس لمصافحة تنتهي بمصالحة قبل غيرها مباشرة مع الرئيس السوري. ولكن أيضاً – وهذا الأهم – لأن هذه المصافحة فيها قرار سياسي روسي يحاول خلف الكواليس تقريب وجهات النظر بين العاصمتين وحل المشكلة العالقة بأشكال عدة وعلى مسارات عدة بين عمّان ودمشق.
هذا الحراك على الأرجح هو الذي أثار نقاشًا بعنوان تسريبات حصلت في الإعلام المحلي، فبعد ساعات من نشر صحيفة عمون الإلكترونية تصريحًا على لسان الطراونة حول زيارة مفترضة يُزمع أن يقوم بها إلى دمشق عادت الصحيفة نفسها لتصدر بياناً تتحدث فيه عن عملية «قرصنة» تعرضت لها أخبارها.
رواية الصحيفة الإلكترونية الأكثر تأثيراً في عمّان، عندما تعلق الأمر بنشر الخبر ثم نفيه قطعيًا لاحقًا تبدو مضطربة بمقدار الاضطراب نفسه الذي يحيط بالاتصالات بين عمّان ودمشق، حيث توجد وجهات نظر عدة توثقت منها «القدس العربي» في بنية النخبة الأردنية، الأمر الذي يلمح لأن السلطات الأردنية المركزية قررت عدم الحاجة لنشر أخبار عن اتصالات لم تتأكد مع دمشق.
مصافحة أم مصالحة؟
صبر ساعات عدة على نبأ حول زيارة الطراونة لدمشق قبل نفي من الصحيفة التي نشرته أصلاً مؤشر حيوي سياسيًا على أن الجدل حول «مصافحة أو مصالحة» على مستوى القمة بين دمشق وعمّان خطوة لا تزال حمالة أوجه وتتأثر بحسابات في منتهى الحساسية لأن عمّان وإن كانت متحمسة لإنهاء المشكلة مع الجانب السوري لا تريد أن تتقدم خطوات «مجانية» في هذا السياق أو لا تحظى بالإقرار من أهم مرجعية في النظام السوري.
قصة «قرصنة» خبر حول زيارة طراونة لدمشق برزت بعد أيام فقط من صورة التقطت لقريبه رئيس مجلس النواب الأردني عاطف طراونة مع نظيره السوري على هامش مؤتمر ستراسبورغ الأخير لاتحادات البرلمانات الدولي.
بعيداً عن حالة القرصنة إياها يمكن ملاحظة أن السفير العضايلة وهو أصلاً من نخبة مؤسسة القصر الأردنية وأحد الموثوقين جداً في المؤسسة غادر عمّان لاستلام مهام عمله الجديد قبل نحو أسبوعين فقط.
بعد أيام فقط خاض العضايلة في نشاطه الرسمي الأول والمركزي عبر لقاء خاص متسارع مع اللاعب الدبلوماسي الروسي الرفيع ومساعد وزير الخارجية مخائيل بوغدانوف الذي يلقبه الإعلاميون العرب في موسكو وكما سمعتهم «القدس العربي» مباشرة بـ «شيخ العرب» أو شيخ الملفات العربية.
مقابلة العضايلة – بوغدانوف وبرغم طابعها الرسمي والمؤسسي كانت بمثابة أول إعلان رسمي من موسكو عن تدشين المرحلة الجديدة من العلاقة مع الأردن فالملفات اليوم بين البلدين كبيرة ومتسعة وعديدة وأهم ما فيها المسألة السورية والبعد الأمني ولاحقاً ملف الصراع في الشرق الأوسط. وهي ملفات تطلبت تعيين سفير جديد مُسيّس ومحسوب على مؤسسة القصر الملكي على أمل دفع الاتصالات للأمام.
طوال ترتيبات ما يسمى بخفض التوتر في جنوب سوريا كانت عمّان ترتبط باتصال مباشر مع موسكو في كل الشؤون التي تخص ملف درعا والجنوب السوري وقد أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي أمام «القدس العربي» أن القنوات فعالة جداً مع موسكو وتتميز بالمصداقية.
الأهم؛ ومن باب التزامن المحبوك سياسيًا يمكن ملاحظة أن استقبال بوغدانوف في موسكو للسفير العضايلة لحقه وإن كان من دون ترتيب مقصود الاختبار الإعلامي والسياسي الجديد بعنوان نبأ مقرصن حول زيارة كان سيقوم بها رئيس ديوان ملك الأردن لدمشق، وبصورة توحي بأن الخلافات في طريقها للاحتواء وهو ما يُلمح له الناطق الرسمي الأردني الدكتور محمد مومني وهو يتحدث بتوسع لـ»القدس العربي» عن سعي بلاده المستمر لمعالجة سياسية على أساس وحدة وسلامة الأراضي السورية بالتزامن مع الترحيب الدائم بعودة رموز سيادة الدولة السورية للحدود.
ما يقوله ضمنياً الجدل حول تلفيق خبر إلكتروني هو أن خطوة المصافحة لم تحصل لكنها قيد الاختبار وهو ما تفيد به التقارير الواردة من موسكو المهتمة جداً بالموضوع. لكن إنضاج مثل تلك الخطوة وإتمامها بانتظار تحديد بشار الأسد موعداً يناسبه لاستقبال مبعوث أردني ملكي وهو ما تعلم «القدس العربي» أن عمّان مهتمة جداً به ومنذ أسابيع.
هدف روسي تكتيكي
و«القدس العربي» على علم من خلال مصادر متابعة في موسكو وعمّان أن المصافحة الأردنية السورية هي هدف روسي تكتيكي بحد ذاته لتحقيق اختراق رفيع المستوى على صعيد نقل تفاهمات خفض التوتر التي أشرفت عليها موسكو جنوب سوريا وشمال الأردن إلى مستوى تسليم وتشغيل معبر نصيب بين البلدين. وموسكو بهذا المعنى هي الضامن الوحيد للمصالح الأردنية الحيوية في الجنوب السوري وبعض القضايا لا تزال عالقة حسب مصدر أردني موثوق، لكن الجانب الروسي هو الذي «يهندس» حالياً «نقلة مفترضة» في مستوى التواصل والاتصال بين عمّان ودمشق بصورة متسارعة على أمل تسجيل اختراق يسبق الأردن فيه الآخرين. وعليه يمكن بوضوح الإشارة إلى اللاعب الروسي باعتباره الضامن المفترض أيضاً لترتيب زيارات أو تبادل رسائل ومبعوثين، الأمر الذي لم يحصل منذ أحداث الربيع العربي.
القنوات الروسية في المقابل تضغط على الرئيس السوري لتخفيف تشدده مع بعض دول الجوار المتعاونة مع برامج خفض التوتر وتحديداً الأردن بعد سلسلة من التصريحات المتشددة التي صدرت ضد عمّان من أركان ومسؤولين في الحكم السوري من بينهم السفير السابق بهجت سليمان وممثل دمشق في الأمم المتحدة بشار الجعفري وغيرهما.
أية حالة توصل بعد تجاوز بالون الاختبار يفترض أن تكسر حدة الجمود وتسمح لاحقاً بتطوير منظومة اتصالات تتجاوز التفصيلات العسكرية الحدودية بين الجانبين نحو الملف «الأمني» ولاحقاً السياسي خصوصًا أن رئيس الوزراء الأردني الحالي الدكتور هاني الملقي يبدي استعداده للقيام بأية خطوات انفتاح تجاه دمشق عندما تتطلب مصالح بلاده ذلك.
يمكن في السياق نفسه ملاحظة أن رئيس مجلس الأعيان الاردني فيصل الفايز استبق الأحداث عندما قال في محاضرة علنية إن علاقات بلاده مع سوريا ومع الرئيس بشار الأسد ينبغي أن تتحسن وتتطور. وعمان بهذا المعنى ترسل للرئيس السوري من يصافحه باسمها إعلامياً على الأقل.
لكن ذلك تم بضمانة روسية ولا يعني في الجانب السياسي أن العلاقات ستشهد في القريب العاجل تحولاً لافتاً مع دمشق.
لأن ذلك يتطلب كما قال وزير معني في الحكومة الأردنية لـ«القدس العربي» الكثير من الوقت لإعادة بناء جسور الثقة وتعزيزها خصوصًا أن الدبلوماسية الأردنية التي يقودها الوزير الصفدي «حذرة جداً» في ملف النظام السوري، وتميل إلى منح الأفضلية لأي ترتيبات عبر روسيا فقط، وهو أمر لا يعجب دمشق بكل حال ولا أنصارها الكثيرين في الخريطة السياسية الأردنية.
بسام البدارين
العتب كل العتب على آل سعود الذين تخلوا عن نصرة السوريين بل وتآمروا عليهم
ولهذا تم ترك الأردن لوحده يواجه الروس والصفويين !
ولا حول ولا قوة الا بالله
Diplomatic relations between Syria and Jordan need to be resumed for the sake of the two countries, as both depend on each other for survival,both compliment each other ,the people of both countries are almost one nation .It is a shame that politics have so badly destroyed trust between the two sisters,Jordan and Syria.
اخ الكروي داوود كلامك سليم. زد على ذلك تكالب الجميع ضد الثوره السوريه وتحويل الجلاد الى ضحيه و الضحيه الى جلاد بفضل حلفاء النظام و اعداء الشعب السوري
مادامت القضايا المتبقيه بين الاردن والنظام قليله كما يفهم ألا يمكن حلها اوليا بمصافحه الكترونيه؟
وهل سيبدأ تحقيق لمعرفة من قام بهذه القرصنه الالكترونيه للموقع المذكوروتطبيق قوانين الانترنت الاردنيه علبهم؟