الدولة مشغولة بالتجديد للرئيس… والسلطة ستسمح بـ«الكلام» في شرم الشيخ فقط

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: أهم خبر في الأيام الماضية مرت عليه معظم الصحف المصرية مرور الكرام هو خبر إقالة رئيس الأركان الفريق محمود حجازي، ومعظم الكتاب امتنعواعن التعليق عليه، إما خوفاً من الاقتراب من قضايا شديدة الحساسية قد تدفع من يخوض فيها نحو الزنازين المعتمة، أو بسبب انعدام المعلومات الموثقة، وعلى الرغم من الصمت الإعلامي عن أسباب إقالة رئيس الأركان، إلا أن السؤال حول القضية كان مصدر اهتمام شعبي منقطع النظير.
وفي الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 2 نوفمبر/تشرين الثاني، كان الاهتمام واسعاً بالإنجاز الكبير الذي أحرزه الجيش المصري جنباً إلى جنب في ضرب معاقل الإرهابيين في العديد من البؤر المنتشرة في عدة مناطق، وهو الأمر الذي نال ترحيباً بالغاً، وأصبح المادة الأكثر جذباً للكتاب، الذين يعتبرون الحرب على الإرهاب المعركة الأولى، التي ينبغي الانضواء تحت رايتها. وزخرت صحف الخميس بالثناء على الرئيس السيسي الذي ازدانت بصوره العديد من الصحف الحكومية والمستقلة، حيث زار ضابطاً تم تحريره من قبضة الإرهابيين، خلال العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة الواحات مؤخراً.. كما نالت الحكومة المزيد من الهجوم بسبب تردي الأحوال المعيشية للأغلبية الكاسحة من المصريين وطال الهجوم الإخوان وعددا من رموز السياسة والفن والكرة وإلى التفاصيل:

ثمن مصر

تصريحات المعارض السعودي جمال خاشقجي بشأن شيك بأربعة مليارات دولار تمنحه قطر لمصر، فيتم به إنهاء الأزمة الخليجية، أثارت جدلاً واسعاً ومن بين الذين اهتموا بالأمر حازم حسني في «البداية»: «لن نختلف على أن مثل هذه التصريحات التي تتناول مصر باعتبارها بلداً يبيع كل شيء وأي شيء مقابل بعض المال، هي تصريحات مهينة لنا جميعاً، دولة وشعباً؛ لكنني لا أعرف لماذا استشاط الأستاذ عمرو أديب غضباً من الأستاذ جمال خاشقجي، ولا لماذا أخذته الجلالة فأعطاه درساً في أن مصر لا تباع ولا تشترى. الأستاذ عمرو أديب كان جديراً به، ألا ينساق في الهجوم على خاشقجي دونما التفات إلى خلفية تصريحاته التاريخية، وبعضها لا يعود لأكثر من عامين إلا قليلاً. تساءل الأستاذ أديب – وبراءة الأطفال في عينيه – عن لماذا 4 مليارات؟ لماذا لا تكون 5 أو 6 أو 7.5؟ نسي الإعلامي – الذي طالب خاشقجي بتقديم معلومات – ما حدث في المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ في مارس/آذار 2015 حيث قدمت المملكة العربية السعودية دعماً مقداره 4 مليارات دولار، وقدمت الإمارات العربية المتحدة مبلغاً مماثلاً، وكذلك فعلت الكويت، حتى بدا مبلغ الأربعة مليارات دولار وكأنه «تسعيرة» إرضاء نظام الحكم الجديد في مصر، في مشهد مهين تصور البعض أنه ينهض بالاقتصاد المصري. نسي أديب، أن السيسي وقف – وهو رئيس للدولة – ليقسم بالله العظيم أنه «لو ينفع يتباع ليتباع»، وكان وقتها يمهد لخبر التنازل عن الجزيرتين للمملكة العربية السعودية، الذي سمعناه – بدون أن يهتز للأستاذ أديب جفن – بعد هذا القسم العظيم بأسابيع قليلة».

فقراء جداً

نبقى مع هجوم حازم حسني في «البداية»: «نحن صرنا دولة مأزومة، وصرنا نقترب بمعدلات متسارعة من شبح الفقر الذي يهدد الدولة المصرية، التي لم يكن هذا حالها طيلة تاريخها كما يتوهم الأستاذ أديب ونعم، نحن شعب يعتز بكرامته التي لا تعتز بها قيادته السياسية، التي لا تكف عن حديث «الرز» ولا عن حديث الفقر والاستجداء.. نعم، تصريحات خاشقجي لا تليق بدولة في حجم مصر، لكن ليس خاشقجي المسؤول عنها إن كنا نحرص على أن نكون منصفين؛ فالمسؤول عن تصريحاته هو الصورة الذهنية التي ارتسمت في أذهان الجميع – وفي مقدمتهم الشعوب الخليجية – عن مصر وعن المصريين؛ فمن المسؤول عن تصدير هذه الصورة الذهنية عنا؟ إنه بكل تأكيد صاحب السياسات الرعناء التي تقتل مصر بالسم البطيء إنه صاحب حديث «الرز» و«احنا فقرا قوى» و«ما فيش.. ما عنديش». هذه هي أزمة مصر الحقيقية التي كان جديراً بالسيد عمرو أديب أن يتصدى لها، إن كان يتمتع بشجاعة التصدي. الأزمة هي الرئيس، لا هي في إقالة رئيس الأركان، ولا هي في تصريحات جمال خاشقجي».

نحتاج أن نتكلم

أمنية الكلام بدون خوف أمنية الكثيرين الذين يتألم لأجلهم عبد الله السناوي في «الشروق»: «تحت العنوان نفسه، الذي هو شعار مؤتمر الشباب المقبل في شرم الشيخ «نحن نحتاج أن نتكلم» نشرت مئات الصور عن ضرب المتظاهرين والاعتداء على مواطنين عاديين، وأزمة الخبز، وتدهور الصحة، وتكدس الفصول الدراسية إلى آخر ما نعانيه الآن. الاحتجاج بالصور، كما الصراخ من الألم، تعبير عن مجتمع يتوق إلى فتح قنواته السياسية والإعلامية والاجتماعية، التي تكاد أن تكون أغلقت ووضعت عليها متاريس وأقفال. بعد تجربة ثورة يناير/كانون الثاني يكاد يستحيل، كما يؤكد عبد الله السناوي، أن تعود مصر إلى الخلف، أو أن تحكم بالطرق القديمة. «نحتاج إنسانية، نحتاج سلاما، نحتاج أن نتكلم» ـ حسب التلخيص الأخير للشريط الدعائي». أين نحن من ذلك كله؟ الإنسانية ترفض التمييز العنصري وإهدار حقوق الإنسان وتجفيف المجال العام. بعض المعاني الإنسانية مطروحة على جدول الأعمال مثل، رفض العنصرية لكنها لا تتطرق على نحو صريح إلى ما يجري بحق الفلسطينيين من تمييز وتهميش وإنكار أي حق مشروع، الكلام في المطلق، كما الإخفاء العمدي، لا يؤسس لقيمة ولا يلهم شابا واحدا في العالم. والسلام قيمة إنسانية عليا غير أنه يستخدم ـ في حالة القضية الفلسطينية بالذات ـ للتدليس على أبشع الانتهاكات. إذا لم يكن هناك حوار في منتدى «شرم الشيخ» ينتصف للضحية من الجلاد، فإنه يفقد اعتباره في الدفاع عن أي قيمة إنسانية. عندما لا تكون هناك قضية معروفة ومشروع مشترك فإن مثل هذه التجمعات الدولية لا تزيد قيمتها ـ في أفضل الأحوال ـ عن نزهات سياحية وتزجية أوقات فراغ. قد يكون الهدف الممكن تنشيط السياحة لكنه يظل محدودا ويقصر عن تلبية شيء من الدعايات التي سبقته والأموال التي أنفقت عليه. فكرة المنتدى نفسها ليست ابتكارا جديداً».

«خدها الغراب وطار»

من معارك أمس الخميس ضد الحكومة ما نشرته «الشعب»: «في جملة فضائح النظام، كشف عدد من نواب مجلس الشعب، أن هناك قرضا من البنك الدولي، المخصص لتنمية الصعيد وكانت قيمته نصف مليار دولار اختفى، وكان هذا القرض يستهدف محافظتي قنا وسوهاج. وقال نواب في برلمان الدم إن الحكومة أنفقت القرض على مشروعات «وهمية» بلا عائد، ويعد ذلك مخالفة للاتفاق مع البنك الدولي. وكان بموجب الاتفاق أن يتم إنشاء مشروعات تنموية في الصعيد بتمويل من البنك الدولي وتكون هذه المشروعات ذات عائد لسداد فوائد القرض. وقدم عدد من نواب برلمان الدم بيانات عاجله إلى رئيس الوزراء بشأن اختفاء هذا القرض، الذي يبلغ 500 مليون دولار تعادل 10 مليارات جنيه. وكان البنك المركزي قد استلم 500 مليون دولار من البنك الدولي منذ 4 شهور، عقب لقاء مع مسؤولين في البنك، وكان مقرراً أن توجه سلطات الانقلاب أموالاً تماثل قيمة القرض للمساهمة في التنمية، بموجب الاتفاقية، وتم تخصيص الجزء الأول للمناطق الأكثر احتياجاً في قنا وسوهاج. وصرح ياسر عمر، وكيل لجنة الخطة والموازنة، أن حكومة الانقلاب خالفت الاتفاقية التي أقرها برلمان الدم، وهو أن تنفذ المشروعات حسب طبيعة القرض، بسبب وجود فوائد تتحملها سلطات الانقلاب بجانب أصل القرض، لذلك كان يجب توجيه مبلغ القرض إلى مشروعات ذات عائد لسداده، وهو أمر يختلف عن المنحة التي يمكن للحكومة أن تستخدمها في مشروعات البنية الأساسية. وأصبحت السرقات والنهب والسلب ملازمة للنظام وأفراد عصابته، فمن المليارات إلى التليفونات لم يعد هناك فرق، وفي وقت سابق تداول ناشطون خبر ضياع هاتف (الآيفون) الخاص بوزير التجارة والصناعة الكويتي عبد المحسن المدعج عقب توديعه الوفد المرافق للسيسي».

تأخر قليلاً

«كانت خطوة جيدة، كما يرى جمال سلطان في «المصريون» أن تصدر وزارة الخارجية المصرية بيانا تدين فيه القصف الجوي الذي حدث لمدينة درنة الليبية القريبة من الحدود المصرية، والمشكلة الوحيدة في بيان الخارجية أنه أتى متأخرا للغاية، وصدر قرابة السابعة ليلا، بعد حوالي عشرين ساعة من وقوع الجريمة، وبعد أن أدانتها دول عديدة، وأدانتها الأمم المتحدة في بيان رسمي، وكان أولى أن تكون أول إدانة من مصر، الجارة التي تقول إنها راعية المصالحة الليبية والوسيط المحايد، لكن على كل حال أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي. جنازة الشهداء والأطفال الليبيين الذين راحوا ضحية هذا القصف الوحشي الجبان، والذي لم يجرؤ أحد على الاعتراف به حتى الآن، كما هو الحال في العمليات الإرهابية الخسيسة التي يهرب حتى الإرهابيون من تحمل خستها، تلك الجنازة تحولت ـ مع الأسف ـ إلى مظاهرة شعبية كبيرة تهتف ضد مصر، وتندد بالرئيس المصري وبالجنرال خليفة حفتر، كما أصدرت جهات ليبية عديدة منها مجلس مجاهدي درنة الذي يمثل السلطة القائمة في المدينة واتهم رسميا مصر بالمسؤولية عن الهجوم، وهو ما سبق وحذرنا من خطورته على مدار الشهور الماضية، من أن مصر تخاطر بخسارة الشعب الليبي واختلاق عداوة معه من أجل دعم «عسكري» ليبي متغطرس ووحشي وطامع في وراثة عرش القذافي، ولا يريد أن يفهم أن ليبيا بعد كسر القذافي ونظامه وجبروته لن تكون ليبيا التي كانت قبله، ولا يريد أصحاب القرار في مصر أيضا أن يستوعبوا تلك الحقيقة حتى الآن».

سلالة من البشر

«سلالتان من البشر اهتم بهما أحمد الجمال في «الأهرام»، الأولى حصدت ما تريد، والأخرى سلالة لم تتمتع بالإنجازات وبالعظمة، ولم تأخذ سوى امتيازات مشروعة بسيطة، ومع ذلك فقد قررت أن تبقى على ولائها وعلى صمودها، وقررت أن تقاوم وأن تستمر في المقاومة، لأنها أدركت أن السفينة هي الوطن.. وأن هناك فرقًا ضخمًا وبلا حدود بين الإنسان والفئران.. الأخيرة هي أول من يقفز من السفينة إذا دهمها حريق أو غرق، طالما أن إمكانية الاستمرار في الاستمتاع بالمخازن والمطابخ أضحت غير متوقعة، أما الأول، أي الإنسان، فالوطن ليس سفينة في بحر، ولكنه أرض وتراب وتراث وأسلاف وحضارة وثقافة وانتماء ووجود، وكل ما يمكن أن يمثل قيمة بالنسبة للإنسان.. وهذا بالضبط هو الفرق بين نموذج كالسيد عمرو موسى الذي تنعم بالعمل والاستمتاع بالتميز، في ظل التجربة الوطنية حتى 1967 ومجرد وقوع الهزيمة أخذ قرارا برفض كل التجربة ورفض الانتماء إليها بينه وبين نفسه، بينما استمر في أبهة العمل في الخارجية حتى أصبح وزيراً.. وبين نموذج المقاومين في السويس وفي مدن القناة، والآخرين الذين استمروا قابضين على جمر انتمائهم الوطني، وشمّروا عن سواعدهم وبذلوا أرواحهم للتصدي للعدوان ومقاومته والانتصار عليه.. لقد بقي من أبطال المقاومة في السويس التي اتخذت منها نموذجًا أكتب عنه في ذكرى الانتصار بضعة أفراد، منهم إذا لم تخنِ الذاكرة أحمد عطيفي، وعبدالمنعم قناوي، ومحمود بدر، ومحمود طه.. وهنا لا بد من التوقف طويلا أمام منظمة سيناء العربية، التي تأسست بعد الهزيمة وضمت في صفوفها أنبل أبناء المحروسة من أهل سيناء ومن أهل السويس وغيرهما من محافظات».

النيل في حماية البريطانيين

«بريطانيا كانت تتحسب لرد فعل القاهرة العسكري على العبث بمياه النيل، رغم أنه لم يكن قد مر على جلاء الاحتلال البريطاني عن مصر أكثر من عامين، ووفقاً لأشرف البربري في «الشروق» لم يكن قد مرّ إلا 4 سنوات على ثورة 23 يوليو/تموز 1952 وتغيير نظام الحكم في مصر، ولم يكن قد مر أكثر من 8 سنوات على هزيمة القوات المصرية والعربية في حرب فلسطين 1948. معنى هذا أنه في حين كانت مصر «دولة تحت الإنشاء»، فإن الإمبراطورية البريطانية ووزارة دفاعها كانتا على يقين بأن القائمين على أمر مصر لن يقبلوا بأي عبث أو اعتداء على حقوق مصر التاريخية في مياه النيل، وأنهم مستعدون لاستخدام القوة العسكرية دفاعا عن هذه الحقوق، التي تعتبر مسألة حياة أو موت بالنسبة للمصريين. ما تقوله هذه الوقائع والوثائق، هو أن قوة الدول تقاس بإرادتها السياسية وتمسكها بثوابت أمنها القومي، واستعدادها للوصول إلى أبعد مدى في الدفاع عن هذه الثوابت، وإدراك الآخرين لهذا الاستعداد، أكثر مما تقاس بما تملكه من أسلحة ومعدات، بل وكتلة بشرية. ففي ذلك الوقت لم يكن عدد سكان مصر يزيد على 20 مليون نسمة، وكان نظامها السياسي الجمهوري الجديد في طور الإنشاء، بعد إلغاء النظام الملكي عام 1952، ولم يكن الجيش المصري في أفضل حالاته، ومع ذلك فقد كانت بريطانيا العظمى تدرك أن أي مساس بحقوق مصر في مياه النيل قد يؤدي إلى نشوب حرب صريحة بين الجانبين. وبعد مرور 61 عاما على هذه الوقائع والأحداث، كيف ننظر إلى حقوقنا التاريخية في مياه النيل، وقد أصبح تعدادنا 100 مليون نسمة ودخلنا دائرة الفقر المائي، ودول المنابع تتعامل مع النهر الخالد بدون أي اعتبار لمصر وحقوقها ومصالحها؟».

الإسلام بريء

مقتل كاهن المرج مؤخراً مثّل فرصة لخصوم الإسلاميين للهجوم عليهم، ومن بين الغاضبين للزج بالإسلام في كل حادثة تقع حلمي القاعود في «الشعب»: «فرشوا الصحف بالمقالات المهيّجة، وأقاموا سهرات الثرثرة والتحريض في علب الليل الفضائية، وأقاموا مناحة لم تتوقف في البرامج الإذاعية الحكومية والخاصة، وهاجموا ما يسمى بالإرهاب الإسلامي، وحملوا على المسلمين المسالمين والمتطرفين والمتشددين ومن يسمونهم بالسلفيين، وتحدثوا عن دم «القبطي» الأرخص من دماء المسلمين، دخل إلى المجال الطائفيون الإرهابيون، ونقلوا المسألة إلى مجال آخر وتفسير أكثر خطورة، حين أعلنوا أن الجريمة تمت تحت إطار «القتل على الهوية وعلى الهواء مباشرة». ونقل إرهابي طائفي، مقولة أدونيس الشاعر الطائفي النصيري، عدو الإسلام، وحليف السفاح بشار الأسد، لا أدري ماذا يقصد تماما بالوطن المقفر؟ هل هو الموقف من الحرية والعدل والكرامة؟ لا أظنه يقصد ذلك، لأنه حليف الاستبداد والقمع والتصفية بدم بارد لآلاف المسلمين، وتدمير بيوتهم، وحشد مئات الألوف من الأبرياء في السجون المكتظة، هل الوطن المقفر هو من يخلو من الماديين والطائفيين وأتباع الغرب؟ ربما ولكن الطائفي الذي نقل المسألة إلى القتل على الهوية وعلى الهواء مباشرة، وأكدها ثماني مرات في بداية فقرات مقاله الإرهابي بقوله «يقينا»، أي باتت أمرا مؤكدا لا شك فيه، وهذا في الحقيقة ادعاء صارخ منحته له ظروف الوطن المتناثر الأشلاء، وسمحت لمثله من الأدعياء الكذبة، أن يمارس دورا تحريضيا علنيا في صحف سيارة محرمة على المسلمين القتل على الهوية عرفته البلاد العربية بصورة جماعية، حينما أشعل الطائفيون المجرمون نار الحرب في لبنان منتصف السبعينيات، وعرفته البلاد العربية في سوريا الشقيقة عندما يقوم أتباع السفاح بشار بقتل المسلمين السنة، وعرفته البلاد العربية عندما قام الانقلابيون بقتل المسلمين بالآلاف في الحرس والمنصة ورابعة والنهضة والفتح ورمسيس وكرداسة وناهيا ودلجا».

حاسبوا أنفسكم

«يجب أن تحاسب المعارضة نفسها على خطواتها وقراراتها، وتتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. هذا ما يطالب به فراج إسماعيل في «المصريون»، بدون ذلك ستظل طول عمرها في صفوف المعارضة.. في الصفوف الخلفية. لن تتقدم قيد أنملة. على العكس قد تفقد ثقة الناس فيها، وقد يتم تصنيفهم على أنهم «بياعو كلام» وعندما يستلمون الحكم لو قدر لهم ذلك فلن يكونوا أفضل من السنة التي حكم فيها مرسي. بغض النظر عن العراقيل التي وضعت في سنة مرسي، وجعلت أمره ينتهي بالعزل، فإنه أيضا لم يكن سياسيا محنكا. حكم بمنهج وعقلية المعارض. تصرف مع الأحداث الجسام من موقع المعارض. كان يهاجمه الإعلام بعنف وبدون هوادة، فيخرج شيبته لإحدى المذيعات المتجبرات كأنه يتسول منها الرحمة. هذه ليست خصال الرؤساء. عندما تصل الأمور إلى حد ضربك على المكشوف بلا سبب حقيقي سوى العمل على إسقاطك، فلا بد أن تشتغل سياسة وأن تناور وتفعل مثلما كان يفعل السادات، وحسب لغته «للديمقراطية أظافر وأنياب». على المعارضة أن تتعلم سياسة ولا تكتفي بالصوت العالي على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفسر كل قرار وكأن قيامة النظام قد قامت. عندما استبدل رئيس الأركان بآخر اعتبرت المعارضة أن النظام في «عافية شويتين» وأنه يعاني، وربما حدث شيء عظيم باعتبار صلة المصاهرة بين رئيس الجمهورية ورئيس أركانه السابق. العزف على نقطة المصاهرة تحديدا صبت في صالح السيسي. الناس تقول إن معنى ذلك أنه يؤدي عمله بحيادية، وبدون أي تأثيرات سوى الصالح العام. والحقيقة أن المعارضة نسيت أن ما حصل يخص المؤسسة العسكرية، والتغيرات فيها لها طابعها الخاص جدا المغلف بالسرية، الذي لا يجوز التحدث علنا عن أسبابه أو تفسيره للرأي العام».

الدولة قوية

نتحول نحو «العملية الأمنية الأخيرة التي استهدفت ملاحقة إرهابيين وهي عملية ناجحة في كل الاتجاهات انعكست، كما يؤكد أكرم القصاص في «اليوم السابع» على وجوه وقلوب الناس، نقصد عملية القوات المسلحة والشرطة، مساء الثلاثاء، لتطهير الواحات، التي سبقتها عملية تنسيق معلوماتي، وعمليات استباقية لمهاجمة أوكار متفرقة. نجاح عملية الواحات أطاح بالكثير من النظريات الفارغة التي راجت عن الأحداث، وكان عنصر المفاجأة لكل الأطراف كاشفا عن أهم ما يميز المواجهة الأمنية مع تنظيمات إرهابية. ظلت هناك تعليقات يطلقها جنرالات الفراغ يطلبون فيها أن يتم إطلاعهم على الخطط والتحركات أولا بأول، حتى يكونوا على معرفة بما يجري، ليبدوا فيها آراءهم ويطرحوا وجهات نظرهم. وبالطبع لا مانع من أن يبدى البعض قلقا، أو تساؤلات حول ما يجري من أحداث، لكن هذا القلق لا يفترض أن يترجم إلى تحليلات أو تدوينات فارغة، تنشر الإحباط أو تعكس أنواعا من الشماتة، لا يستطيع بعض حلفاء الإرهاب إخفاءها. ويمكن التفرقة هنا بين أغلبية تبدي قلقا مشروعا، وتقدر حجم ما تواجهه قوات الأمن. وعدد من المعلقين بعضهم، للأسف، متعلم جيدا يبدون نوعا من السعادة في نقل وترديد الأكاذيب. لا فرق هنا بين مؤيد ومعارض، الفرق في مدى إدراك كون المواجهة مع الإرهاب تتسم بالصبر وتقوم على المعلومات والتدقيق. في المحصلة النهائية للعملية في الواحات، واضح أنه تم تجاوز الثغرات، والعمل بناء على تنسيق معلوماتي قوي، استطاع التوصل إلى خيوط اتصالات وتحركات الإرهابيين، مع الأخذ في الاعتبار أن العمليات الأخيرة، ترتبط بملفات إقليمية وضمن ملفات «داعش» في سوريا والعراق وليبيا، وعمليات إعادة توزيع، تكشفها أحجام الأسلحة والذخائر التي تظهر مع الإرهابيين».

قادرون على الثأر

نبقى مع المحتفلين بعملية الثأر للشهداء، ومن بينهم محمد الهواري في «الأخبار»: «الضربات التي استهدفت الإرهابيين الذين شاركوا في الحادث الإرهابي الذي استهدف رجال الشرطة في الواحات يعكس قدرة قواتنا المسلحة والشرطة على الثأر للشهداء، واستهداف هذه العناصر الإرهابية الخائنة للوطن والشعب، والقضاء على فلولهم واستئصال جذورهم. الحرب مستمرة ضد الإرهاب والإرهابيين، ولن تنتهي إلا بالقضاء عليهم وعلى أفكارهم المضللة، فالقاتل لابد أن يقتل لإقرار العدالة وتأمين الوطن والمواطن.. سوف تتم مواصلة تعقب هؤلاء الإرهابيين في كل مكان، سواء في المدن أو الصحراء، وهو درس لبقايا عناصر بيت المقدس الذين يحملون السلاح ضد الوطن. سيتم القضاء عليهم تماما.. فالدولة قوية ولديها جيش قوي وشرطة قوية وأبطال لا يهابون الموت والشهادة من أجل مصر مهما طال الأمر، ومهما اتسعت المواجهة. هذه الشرذمة تسعى لخراب مصر وهو ما لن يحدث، لأن مصر حفظها الله من كل الشرور على مر التاريخ. لقد طالب الشعب بالثأر من هؤلاء الخونة، وأبطال قواتنا المسلحة وأبطال الشرطة لا يدخرون جهدا من أجل هذا الثأر.. فالإرهابيون القتلة لا يستحقون الرحمة، وأيضا الذين يحرضونهم ويمولونهم ويوفرون لهم ملاذات آمنة، فهم أيضا شركاء في الجريمة يجب أن ينالوا العقاب، وأيضا الذين يحرضون المنظمات الحقوقية في الخارج على بلدهم، لا بد من وقفة معهم وحسابهم على ما اقترفوه من جرم في حق مصر والشعب. يا سادة مصر لن تتوقف عن البناء والتنمية من أجل رخاء شعبها وتأمين حياة أبنائها وتوفير حقوق الرعاية الكريمة لكل مواطن في السكن والعلاج والتعليم والتشغيل.. فالرئيس السيسي لا يألو جهدا من أجل ذلك».

«أحزان الواحات»

«من حق الجميع الآن أن يتنفس الصعداء.. ومن حق الجميع أن ينام بعد أن هجر النوم جفوننا لعدة أيام.. هذه الكلمات لمحمد أمين في «المصري اليوم» بعد أن أسدلت القوات المسلحة الستارة على عملية الواحات، وتحركت طائرات القوات الجوية، تضرب الإرهابيين في العمق، فتقتل من تعثر عليه حياً، وتستعيد ابنها النقيب محمد الحايس من أيدى الخاطفين.. ونجحت مصر أن تمحو «أحزان الواحات».. مرة بالثأر من الإرهابيين الخونة.. ومرة باستعادة النقيب محمد الحايس إلى حضن الوطن.. فلم يكن محمد الحايس فقيد أبيه وأمه وعائلته.. ولكنه كان فقيد الوطن، فقد عشنا عشرة أيام من «الحوسة» بعد اختطافه، ودارت في رؤوسنا الوساوس، وكانت القوات المسلحة والشرطة تتابع الموقف بإشراف رئاسي مباشر. وفي الوقت المحدد عاد الحايس وزاره الرئيس، فزيارة الرئيس للنقيب العائد من الجحيم رفعت معنويات المصريين جميعاً، وليس أسرة النقيب وحده.. فقد أثبت الرئيس أنه أب وقائد، يعرف مسؤولياته جيداً، فعملية تحريره من قبضة الإرهابيين ينبغى أن تُكتب بماء الذهب. كما أن القضاء على من بقي من الإرهابيين يُعدُّ نصراً معنوياً لمصر والمصريين.. معناه أن الجيوش يمكن أن تتحرك من أجل مواطن مصري، ومعناه أن المواطن له قيمة في وطنه».

جنرالات المقاهي

ممن هاجموا ناشطي المعارضة أمس الخميس عماد الدين أديب في «الوطن»: «لدينا أزمة في وجود «جنرالات مقاهي الإنترنت» الذين يقدمون فتاوى سياسية ويدلون بآراء وانتقادات لاذعة، وسباب يعاقب عليه القانون ويخالف آداب الحوار وقيم وأخلاقيات هذا المجتمع. آخر هذه الفتاوى والحكاوى هو ما صدر تعقيباً على حادثة الواحات الإرهابية، التي حكى وألّف ولحّن البعض عليها حكايات وروايات، تبدأ من أخطاء فادحة في عدد الضحايا، إلى ادعاءات مغلوطة عن الواقعة، وصولاً إلى ما نشرته مواقع وصحف عن العثور على جثة محمد الحايس. لم يجتهد أحد في البحث والتدقيق، والسعي للحصول على معلومات من مصادرها، أو معرفة خصائص وطبوغرافيا المنطقة التي دارت فيها المعارك، باختصار فتوى بلا علم، وتحليل بلا دراسة، وادعاءات بلا وقائع، وأحكام قاطعة بلا أدلة، وأدلة بلا مصادر، ومصادر بلا أسماء، وأسماء لا قيمة لها ولا تخصص لديها حول المسائل. الذي لم يتوقف أمامه إلا القليل القليل هو أن العنصر الحاكم في هذه المنطقة التي دارت فيها الأحداث، هو الطبيعة القاسية والمعقدة في مسرح القتال، التي تجعل أي جيش، وأكرر أي جيش، يعاني معاناة غير اعتيادية. منطقة الواحات تدخل في نطاق مسرح عمليات المنطقة الغربية العسكرية، التي يبلغ زمام مسؤوليتها العسكرية الحدود المصرية – الليبية. وقد لا يعرف البعض أن طول الحدود المصرية – الليبية هو ألف و50 كيلومتراً من الشمال عند البحر المتوسط حتى الحدود المصرية – السودانية. وزادت من خطورة هذه الحدود أمور منها، سقوط نظام معمر القذافي وعمليات نهب مخازن أسلحته، ودخولها بكميات عقب انهيار الأمن في مصر، حتى بلغ عدد قطع السلاح المهربة ما بين 16 مليون قطعة وأكثر من 50 مليون طلقة وقذيفة».

من بلفور لياسين

«وعد بلفور لم يصل إلى الحركة الصهيونية العالمية على طبق من فضة، ولكن حسب مي عزام في «المصري اليوم» بعد عشرين عاما من العمل المتصل، بعد مؤتمر بازل في عام 1897، والذي وضع هدفا واضحا للحركة: تأسيس وطن للشعب اليهودي في فلسطين، رغم أن الحركة الصهيونية في بدايتها كانت تواجه مقاومة من اليهود الغربيين، الذين كانوا يجدونها ضد السامية، لأنها تحول اليهودية من دين إلى قومية وتسعى لإخراجهم من المجتمعات التي اندمجوا وحققوا نجاحات فيها مثل بريطانيا، إلا أن الحركة الصهيونية لم تصب باليأس الذي يصيب العرب عادة، وأحسن الصهاينة استغلال التغييرات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، وعدم رضا بريطانيا عن اتفاقية سايكس بيكو التي وضعت فلسطين تحت الانتداب الإنكليزي- الفرنسي المشترك ليحققوا هدفهم برعاية بريطانية وموافقة فرنسية. منذ الإعلان عن دولة إسرائيل في عام 1948 وحتى الآن لم تنجح الدول العربية في التوحد ووضع برنامج طويل الأجل لتحرير فلسطين، بل حدث العكس وَسّعت إسرائيل من رقعتها الجغرافية. في حديث تلفزيونى أجراه الشيخ أحمد ياسين في أواخر التسعينيات من القرن الماضي، سأله المذيع عن رؤيته لمستقبل إسرائيل، فأجابه الشيخ المقعد (مؤسس حركة حماس): إسرائيل قامت على الظلم والاغتصاب، وأي كيان يقوم على ذلك مصيره الدمار، وتنبأ بنهاية إسرائيل في عام 2027، وحين سأله المذيع: ولماذا هذا التاريخ تحديدا؟ أجاب: القرآن حدثنا أن هناك تغييرا في الأجيال كل أربعين سنة، الأربعون الأولى كانت نكبة، والثانية انتفاضة ومواجهة وقتال، والأربعون الثالثة ستكون نهاية إسرائيل، والجيل القادم هو جيل التحرير، الصهاينة يزهون بقوتهم ونحن خائفون من ضعفنا، ولكن إرادة الله غالبة. استشهد الشيخ أحمد ياسين عام 2004 إثر هجوم صاروخي شنته الطائرات الإسرائيلية عليه وهو عائد من صلاة الفجر، نبوءة «القعيد الذي أحيا أمة»، كما يصفه مريدوه، هل هي قابلة للتحقق؟»

الدولة مشغولة بالتجديد للرئيس… والسلطة ستسمح بـ«الكلام» في شرم الشيخ فقط

حسام عبد البصير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية